الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / ابن بطوطة /

فهرس الموضوعات

ابن بطوطة


تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/2 ۱۲:۲۳:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ بَطّوطَة، أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهیم اللواتي الطنجي (ابن جُزي، 9)، أو بشکل أکمل، أبوعبداله محمد بن عبدالله بن إبراهیم بن محمد بن إبراهیم بن یوسف (ابن حجر، 5/227)، الرحالة الشهیر (703-779هـ/1304-1377م). وقد ذکر له لقبان: شرف‌الدین (ابن جزي، ن.ص) و شمس‌الدین (الزبیدی، 5/109). وقال ابن جزي (ص 12) إنه عرف في بلدان المشرق بشمس‌الدین. وورد حرف «ط» في اسمه مشدّداً تارة  مخفّفاً تارة أخری، ولکن یبدو أن تشدیده أصح، وقد ذکر فیشر ذلک جازماً عام 1918م (ص 289)، وأوجد کراتشکوفسکي (IV/417) أن أصل ابن بطوطة من قبیلة لواته البربریة، وتدعی بالبربریة الواتن، وقد انتشرت جماعات من هذه القبیلة في مناطق شمالي إفریقیة، ومنها مصر (ابن خلدون، العبر، 2(5)/1002-1003؛ قا: EI1، مادة لواته). نسب اللواتي یشیر إلی أصله غیرالعربي، والطنجي یشیر إلی علاقته بمسقط رأسه طنجة. یقول ابن جزي: «أخبرني أبوعبدالله بمدینة غرناطة أن مولده بطنجة یوم الاثنین السابع عشر من رجب سنة 703هـ [24شباط 1304م]» (ص 14).
ولاندري عن أوائل سنوات حیاة ابن بطوطة و ترجمته سوی ماورد في رحلته. و یبدو أنه بدأ دراسته في مسقط رأسه، وکانت دراسته للعلوم‌الدینیة تقوم علی أساس تعالیم المذهب المالکي الذي کان منتشراً آنذاک في شمال إفریقیة، وله أتباع کثیرون. ولاشک في أنه کان لدیه معلومات في الفقه المالکي، فقد تولّی القضاء في شبابه و حتی أثناء رحلاته (کراتشکوفسکي، IV/417-418). تعرّف ابن بطوطة في مکة کما ذکر (ص 153) علی فقیه من أهالي طنجة یدعی أبا الحسن علي بن رزق الله الأنجري، و کانت تربطه صداقة بوالده، وکان هذا الفقیه ینزل في دارهم کلما جاء إلی طنجة، ویبدو من هذا الحدیث احتمال ارتباط أسرته بأهل الفقه والقضاء أیضاً.
بدأ ابن بطوطة رحلته و هو في الـ 22 من عمره، فترک مسقط رأسه طنجة في یوم الخمیس الثاني من رجب عام 725هـ/14 حریزان 1325 م (م. ن، 14). وکان هدفه من هذه الرحلة أداءفریضة الحج وزیارظ مرقد الرسول (ص). و ربّما لم یکن یظن أن رحلته ستستغرق السنوات الطوال، ویعود إلی مسقط رأسه بعد ربع قرن (م. ن، 701). وقد صادفت رحلة ابن بطوطة أیام حکم ناصرالدین أبي سعید (م. ن، 14) عثمان الثاني ابن یعقوب أبي یوسف بن عبدالحق أحد سلاطین بني مرین في فاس (زامباور، 79). وکان الطریق الذي سلکه واضحاً منذ بدایته؛ فقد سارمن طنجة ووصل في البدایة إلی مدینة تلمسان في الجزائر و تعرف فیها علی رسولي ملک إفریقیة أبي یحیی، و هما أبوعبدالله محمد بن أبي بکر بن علي بن إبراهیم النفزاوي والشیخ أبوعبدالله محمدبن الحسین بن عبدالله القرشي الزبیدي، و کانا من قضاة تونس و قد التحق بهما بعد عدة أیام في مدینة ملیانة، ثم ارتحل معهما منها، و بعد أیام مات القاضي محمد بن أبي بکر النفزاوي في الطریق، فاضطر مرافقوه للعودة إلیملیانة، وارتحل ابن بطوطة الذي أصبح وحیداً مع رفقة من تجار تونس إلی مدینة الجزائر، و هناک التحق به الزبیدي و ابن القاضي المتوفی (ابن بطوطة، 15). ثم عبر القسنطینة إلیتونس، وبعد فترة وصل إلی سوسة ثم إلی مدینة صفاقس مع قافلة تولی فیها القضاء. و تزوّج فیها بابتة أحد أمناء تلک المنطقة (م. ن، 16-19)، و أخیراً و بعد أن مر من طرابلس و مناطق شمال إفریقیة الأخری، ذهب الی الإسکندریة و دمیاط، ووصل إلی القاهرة عن طریق شط النیل (م. ن، 20-36).
و کانت القاهرة آنذاک تشهد عهد ازدهارها تحت حکم الممالیک، وقد ترکت مصر في عهد الممالیک أثراً في نفسه یشبه الأثر الذي ترکته في ناصرخسرو القبادیاني أثناء الحکم الفاطمي. وخرج من القاهرة یتابع مسار النیل فوصل إلی أسوان ثم مال إلی طریق الصحراء نحو الشرق و میناء عیذاب علی البحر الأحمر، وأراد السفر بالسفینة منها إلی جدة، ولکن تبین أن السفن المصریة کانت لاتبحر بسبب الحرب الناشبة بین قبائل بِجاهان و الممالیک، فاضطر ابن بطوطة للعودة إلی القاهرة (م. ن، 52-53؛ کراتشکوفسکي، IV/418). ولذلک قرّر السفر إلی مکة عن طریق الشام، بمرافقة القوافل التي کانت تتجه في کل سنة من دمشق إلی مکة. وقد اغتنم الفرصة وذهب إلی فلسطین، وسافر منها عن طریق بیت المقدس إلی بیروت و طرابلس و حلب و أنطاکیة و اللاذقیة و بعلبک ودمشق، وأقام في هذه المدینة مدة، ومنها ذهب إلی المدینة ومکة مع قافلة للحجاج، و قد أورد في رحلته وصفاً مفصلاً لهاتین المدبنتین (ص 60-174).
وبعد ترک مکة اتجه نحو العراق و ذهب إلی النجف الأشرف عن طریق القادسیة، و زار مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ثم رافق احدی القوافل، ووصل إلی إیران عن طریق بغداد و البصرة وزار «عَبّادان» (آبادان) و «ماجول» (معشور – ماهشهر) و «تُستر» (شوشتر)، وقد مرض في هذه المدینة (ابن بطوطة، 175-194). کما سافر ابن بطوطة إلی أصفهان و شیراز والتقی في هذه المدینة القاضي مجدالدین الشیرازي، وزار ضریح الشیخ السعدي (م. ن، 199-216). ثم عاد إلی العراق عن طریق کازرون، وبعد أن مر بکربلاء ذهب ثانیة إلی بغداد (م. ن، 218-221)، وقصد بعد مدة تبریز في رکاب الأمیر علاءالدین محمد من أمراء السلطان أبي سعید بَهادُرخان و عاد من هناک إلی بغداد مرة أخری (م. ن، 232-233). ثم عزم ثانیة علی الحج و زیارة الحرمین. و قد أقام ابن بطوطة في هذه المرة بمکة بین سنتي 729-730هـ/ 1328-1329م (م. ن، 241). و مرض فیها بشدة. و بعد أن استعاد صحته تعرّف علی العلماء هناک، ثم ارتحل عن طریق جدة إلی سواحل شرقي إفریقیة و منها إلی الیمن و عدن و مقادیشو، و منها إلی طریق ظفار و سواحل شرقي الجزیرة العربیة و عمان و الخلیج الفارسي حتی وصل إلی جزیرة هرمز، والتقی فیها ملکها السلطان قطب‌الدین تهتن (تَهمتَن). توجّه إلی لارستان بفارس، و قصد جزیرة کیش و البحرین، و في 732هـ عاد إلی مکة و بعد أن أدیفریضة الحج ذهب إلی غزة عن طریق البحر الأحمر و عیذاب و منها إلی آسیا الصغری (م. ن، 241-284). و بادر في قونیة إلی زیارة ضریح مولانا جلال‌الدین محمد البلخي (م. ن، 294).
وذکر أن المرحلة الثانیة من رحلته کانت نحو الشمال، إلا أن المسار الذي قطعه فیها یکتنفه شيء من الغموض و الاضطراب. وقد مر ابن بطوطة في هذه الرحلة من أسیا الصغری ووصل إلی البحر الأسود عن طریق سینوب، و بعد أن عبر شبه جزیرة القرم، ذهب إلی کفّا، التي تدعی حالیا فئو دوسیا. وفیها سمع ابن بطوطة صوت ناقوس الکنائس لأول مرة فدخل الخوف قلبه، و کانت إحدی المراکز التجاریة الرئیسة بین الشرق و الغرب و تحت سلطة أهل جنوة (م. ن، 322-323). و کان سوداک (سرداق، سوداق) میناء القرم الرئیس آنذاک. وقد عد ابن بطوطة هذه المدینة خامس میناء مهم في العالم و في مصاف الإسکندریة بمصر و کولم (کیلون) و کالکوت (کالیکوت) في الهند، وزیتون (تسوئن – تشیئو – فو) في الصین (م. ن، 20). ثم طوی شبه جزیرة القرم بأسرها و ذهب منها إلی جنوب روسیة.  یبدو أنه سافر أیضاً حتی بلغاریا علی ضفة نهر الفولغا (کراتشکوفسکي، ن. ص). ورغم أن بروکلمان أید ذهاب ابن بطوطة إلی البلاد التي وصفها فقد استثنی منها بلغاریا حینما أبدی رأیه قائلاً: یبدو أنه لم یکن في أرض البلغاریین، ذلک أن السفر إلی هذه الدیار صعب و یستغرق 60یوماً علی الأقل، و بناء علی هذا فإن الوصف الذي أورده لأرض الظلمات – کما لاحظه مارکوارت لأول مرة – قد أخذ من أثر أدبي (GAL, S, II/465-366). ثم توجّه ابن بطوطة إلی القسطنطینیة من حاجي ترخان (آستاراخان) مرافقاً لقافلة الخاتون بیلون ابنة حاکم الیونان (الروم) وزوجة خان الأزبک (ابن بطوطة، 343). ثمعاد بعد فترة إلی المخیم الذهبي (آلتین أردو) و أقام في منطقة خان المخیم الذهبي في مدینة تدعی سراي (کراتشکوفسکي، IV/419)، ثم توجّه عن طریق الفولغا إلی خوارزم و بخاری و نخشب وسمرقند و بلخ و هراة و طوس و مشهد و سرخس و تربت‌حیدریة و نیشابور و بسطام و غزنة و کابل (ابن بطوطة، 335-393).
وفي الأول من محرم 734هـ/12 أیلول 1333 م وصل ابن بطوطة إلی وادي السند، المعروف بالبنجاب (م. ن، 393)، و منه یبدأ القسم الآخر من رحلته، وقد تحدّث خلال سفره و حتی وصوله إلی دلهي عن عجائب تلک البلاد و إحراق النساء أحیاء فیها (م. ن، 411-414). و تعرّض ابن بطوطة أثناء سفره من مولتان إلی دلهي لهجوم عدد من الهنود، وصیب بسهم ولکنه نجا (م. ن، 410) والتقی في دلهي حاکمها أبا المجاهد محمدشاه، وبعد شهر و نصف من دخوله إلی دلهي ماتت ابنته کانت لاتبلغ السنة من عمرها (م. ن، 505). وقد أثرت شخصیته في السلطان، بحیث دعاه لتولیته قضاء تلک الناحیة عدة سنوات (کراتشکوفسکي، ن. ص؛ ابن خلدون، مقدمة، 181).
ویدور قسم کبیر من کتاب رحلة ابن بطوطة حول الهند و مشاهداته فیها و حینما أرسل محمدشاه سفراء یحملون الهدایا إلی الصین، کان ابن بطوطة واحداً منهم أیضاً. لم ینجح هذا الوفد بالسفر عن طریق البر عبر قندهار، و تعرّض في هذه الرحلة إلی مصاعب کاشتباکه مع الهنود والوقوع في سر الکفار، وخطر الجوع و التشرد (ابن بطوطة، 532-538). واضطر للسفر عن طریق البحر و ذهب إلی جزر مالدیف عن طریق کالیکوت (م. ن، 564؛ کراتشکوفسکي، ن. ص). وهناک تزوّج وتولی القضاء (ابن بطوطة، 587-588)، ثم توجّه إلی جزیرة الملوک، و تزّوج مرتین خلال إقامته مدة 70 یوماً في تلک الجزیرة، و في منتصف ربیع‌الثاني 745هـ ترکها متّجهاً إلی سیلان (م. ن، 592-593). عاد ابن بطوطة ثانیة إلی جزائر مالدیف،  توجه من هناک إلی بنغالة و شمالي الهند و طوالسي قاصداً و بعد 17 یوما من مغادرته طوالسي وصل سواحل الصین وذهب إلی کانتون (م. ن، 609-635). و حین عودته  ذهب إلی الهند و منها إلی میناء کالیکوت عن طریق جاوة، حیث استقل سفینة في کالیکوت متوجهاً إلی ظُفار فوصلها في محرم 748 هـ بعد 28 یوماً، و منها ذهب إلی مسقط فجزیرة هرمز ففسا و شیراز و أصفهان و شوشتر و البصرة والنجف وزار ثانیة مرق الإمام علي بن أبي طالب (ع)، و من هناک ذهب إلی الکوفة و بغداد و الشام، ووصل إلی حلب في أوائل ربیع الأول 749هـ و منها توجّه إلی دمشق و بیت‌المقدس والإسکندریة و القاهرة و عیذاب، و منها أبحر إلی جدة و انتقل منها إلی مکة. وزار بیت الله الحرام للمرة الرابعة في 22 شعبان 749 (م. ن، 654). و بعد آداء فریضة الحج ذهب إلی فلسطین و صادف فیها انتشار الوباء الفتاک (749هـ). و بعد فترة ازداد شوقه للعودة إلی الوطن فتوجّه في صفر 750/ نیسان 1349 في سفینة صغیرة إلی تونس أولاً، فحن فیها للسفر إلی جزیرة سردینیا (م. ن، 656-657)، وقد تعرض في هذه الرحلة مرتین لهجوم القراصنة (جب، 9) ولکنه تمکن من النجاة و عبور مدینتي تنیس و تلمسان، و حینما وصل إلی مدینة تازي بلغه خبر وفاة أمه بمرض الوباء (ابن بطوطة، 657). فدخل ابن بطوطة فاس في یوم الجمعة من أواخر شعبان 750، وذهب إلی بلاط الأمیر أبي عنان (749-759هـ/1348-1358م) واستقر هناک، و کان موضع حفاوته (ن. ص).
ولم تنته فترة تشرد وضیاع ابن بطوطة، فهناک منطقتان إسلامیتان لم یرهما بعد. فذهب إلی مسقط رأسه طنجة لزیارة قبر أمه. و منها قصد سبتة، فأصیب فیها بمرض لمدة ثلاثة أشهر ممّا اضطره للبقاء فیها عدة أشهر (م. ن، 664). ثم توجّه نحو الأندلس فذهب إلی جبل الفتح أوجبل طارق، والتقی فیه أبازکریا یحیی بن السراج الرُّندي (ابن الخطیب، 38)، و سار منها إلی مدینة رُندة ومنها إلی مالقة، ووصل أخیراً إلی غرناطة عاصمة الأندلس (ابن بطوطة، 668-670)، و ربّما تعرف في هذه المدینة علی محمد ابن جزي کاتب رحلته (کراتشکوفسکي، IV/420)؛ و عند عودته ذهب ثانیة إلی جبل طارق. وفي أول محرم 753 أمره أبوعنان بسفرة طویلة وصعبة إلی إفریقیة المرکزیة، فتوجه إلی تمبوکتو و مالي عبر سجلماسة، ولم یکن قد مرّ وقت طویل علی دخول الإسلام إلی هذه الدیار (ابن بطوطة، 672-694). وفي خلال عودته ذهب إلی تَکدّا، وزار مناجم النحاس فیها (م. ن، 695-698). و في 11 شعبان 754 رافق قافلة للنخاسین إلی هکّار في طریق و عر، وفي أواخر هذه السنة عاد إلی فاس (م. ن، 699-700). توقف ابن بطوطة بعد ذلک عن السفر و السیاحة، وقضی حوالي عشرین سنة ونیف من أواخر حیاته هناک و توفي في 779هـ/ 1377م (کراتشکوفسکي، ن. ص). و ربّما کان ابن بطوطة یفکر في الإقامة بالأندلس و طلب المساعدة من حاکم غرناطة لتدوین رحلته. ولکن السلطان أبا الحجاج یوسف ملک غرناطة لم یستقبله مرضه، وأرسلت له أم الملک فقط مبلغاً من الدنانیر (ابن بطوطة، 671). وکان ابن بطوطة في فاس موضع حفاوة الأمیر أبي عنان المریني خلافاً لغرناطة و کما یقول «فوصلتُ إلی حضرة فاس، حضرة مولانا أمیر المؤمنین أیده الله، فقبّلت یده الکریمة، و تیمّنت بمشاهدة وجهه المبارک، وأقمت في کنف إحسانه بعد طول الرحلة« (ص 700).
کان عصر المرینیین ولاسیما أیام حکم أبي الحسن علي بن عثمان (732-749هـ/1332-1348م) والأمیر أبي عنان فارس المتوکل بن علي عهد ازدهار الثقافة الإسلامیة في المغرب. فقد اجتمع في بلاط هذین السلطانین کثیر من کبار رجال العلم و الأدب منهم ابن خلدون وابن الخطیب، وکلاهما معاصران لابن بطوطة. وقد أشار ابن خلدون إلی ورود ابن بطوطة من مشیخة طنجة إلی بلاط السلطان أبي عنان (مقدمة، 181-182)، و یبدو أن تدوین أحداث رحلة ابن بطوطة کان من ابتکار أبي عنان فانتخب له أدیباً کابن جزي کاتباً و محرراً (کراتشکوفسکي، ن. ص). ویشیر ابن جزي نفسه إلی هذا بقوله إن تدوین الرحلة کان بأمر من أبي عنان (ص 12).
یطلق علی کتاب رحلة ابن بطوطة اسم تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار، ولکنه یعرف عند أهل العلم باسم رحلة ابن بطوطة علی الأکثر، ولم یدونه ابن بطوطة بنفسه، وإنما حرره محمد بن محمد بن جزي الکلبي نقلاً عن لسان ابن بطوطة، ولاتزال أقسام منه بخطه في المکتبة الوطنیة بباریس، وقد أورد إضافة إلی مالقیه ابن بطوطة من أحداث في رحلته، ترجمة عن نفسه (GAL, S, II, 366؛ دوسلان، رقم 2291-2287). و تمّ تدوین رحلة ابن بطوطة علی عجل و في مدة تقل عن ثلاثة أشهر و فرغ ابن بطوطة من إملائه للکتاب في 3 من ذي الحجة عام 756، وانتهی ابن جزي من تصحیحها و إعدادها في صفر 757 (ابن بطوطة، 700-701). و ربما کان ابن جزي المسؤول عن الکثیر من نقائص کتاب رحلة ابن بطوطة، ویجب أن تعزی تلک النقائص إلی أسلوب تدوین الرحلة و شکلها العام قبل کل شيء، بحیث تبدو غیر متناسقة في أغلب المواضع و نری ذلک في بعض أقسام الکتاب، حیث تصنّع ابن جزي وسعی لاستخدام عبارات مسجوعة فیها إطناب، و هذا من میزات عصر الانحطاط و لکن لحسن الحظ أنه لم یتبع هذا الأسلوب في جمیع أقسام الکتاب اذ کثیراً مایستخدم أسلوباً سهلاً عند سرده للمواضیع، یقرب أحیاناً فیها من لغة الحوار إلا أن الصدق والجد الملاحظ في هذا الأسلوب یدل علی أنه یتعلّق بابن بطوطة نفسه (کراتشکوفسکي، IV/422). وحینما یسعی ابن جزي إلی ربط حکایات ابن بطوطة المتفرقة بعضها ببعض والإسهاب فیها، فإنها تبدو هائلة ولکنها جافة خاویة المضامین وأحیاناً یروي أبیاتاً لشعراء لاصلة لها بالموضوع المطروح.ویلاحظ أیضاً فیها أثناء وصفه للشام و الجزیرة العربیة، الکثیر مما جاء به ابن جبیر (ابن بطوطة، 84 وما بعدها؛ ابن جبیر، 234 وما بعدها).
وکان ابن بطوطة یملي حکایات علی الآخرین دون تنسیق، ولهذا بذل ابن جزي في تحریرها جهوداً کبیرة حینما دعت الحاجة إلی تدوینها مرتبة منسّقة، وکم أدخل فیها من استنباطاته، و هو الذي کان یجهل تلک المناطق، وهذا مادعا إلی اضطراب في تدوین الرحلة (کراتشکوفسکي IV/423). وماورد في الرحلة من معلومات عن الهند و الصین یعید إلی ذهن القارئ أحیاناً أساطیر رحلات السندباد و عجائب الهند لبزرگ ابن شهریار الهرمزي. ومع ذلک ینبغي ألّا یغیب عن البال أنه من أکبر الرحّالة المسلمین، وقد قُدّر طول الطریق الذي قطعه ابن بطوطة بـ 75,000 میل (جب، 9)، ویمکن القول إن أغلب ماکُتب عن المخیم الذهبي وآسیا الوسطی لم یکن في غنی عن رحلة ابن بطوطة. وابن بطوطة آخر سائح کبیر سافر إلی أرجاء العالم الإسلامي، ویعد منافساً ندّاً لمارکوبولوالذي کان یعاصره تقریباض (کراتشکوفسکي، IV/417، نقلاً عن روسکا). وقد کان للکاتب دور رئیسي في رحلة مارکوبولو، کما کان في رحلة ابن بطوطة، ما جاء في هاتین الرحلتین عن آسیا، یکمل بعضه البعض. و لکن معرفة مارکوبولو للشرق الأقصی کانت أفضل من ابن بطوطة ورغم امتزاج بعض المعلومات التي وردت في رحلة ابن بطوطة – ومنها وصفه لمنطقة طوالسي – بالأسطورة إلّا أننا نزداد اعتماداً علیها کلما تعمقنا فیها.
ولم یذکر لابن بطوطة أثر أدبي في الرحلة أو غیرها من المصادر، ولکنه یعتبر راویاً وشارحاً قدیراً (م. ن، IV/418). لم یکن لرحلة ابن بطوطة شهرة تذکر بین الکتّاب المسلمین في خارج بلاد المغرب، وإنما ذکره عدد نادر من الکتّاب أمثال ابن خلدون (مقدمة، 181-182)، والمقّري (1/152، 7/337) وابن الخطیب (ص 37-38)، ثم نقل الآخرون عنهم بعض المعلومات فیما بعد (ابن حجر، 5/227). ومن بین المؤلفات الإسلامیة في القرون التالیة، لانعثر إلا علی خلاصة لرحلة ابن بطوطة، نشرها محمد بن فتح البیلوني في القاهرة سنة 1278 هـ بطبعة حجریة تحت عنوان المنتقی. وعثر السیاح الأوروبیون علی نسخة منه في مطلع القرن 19 م بمصر. وقد عرّف ابن بطوطة لأول مرة في أوروبا عدد من السیاح مثل زتسن (1767-1811م) وبورکهات (1748-1817م) وأبدوا رأیهم في زمیلهم المراکشي بعبارات لائقة. وأدت جهودهم إلی أنتفتح نسخة من المنتقی للبیلوني طریقها إلی مکتبتي غوتا و کمبریدج لأول مرة، فأصبحت في متناول أیدي الباحثین. وکان کوزه غارتن المؤرخ و المستشرق الألماني (1792-1860م) أول من بادر بالاتفاق مع تلمیذه آپتس (1794-1857م) إلی دراستها و البحث فیها، وأبدی کوزه غارتن في 1818م رأیه برحلة ابن بطوطة ضمن مجموعة تحتوي علی النص و التعلیقات في ثلاثة فصول تحت عنوان «السفر إلی إیران» و «السفر إلی مالدیف» و «السفر إلی  إفریقیة»، کما نشر آپتس في 1819م أثراً مشابهاً عن رحلة ابن بطوطة إلی مالابار. وفي 1829 م کانت الخطوة الرئیسة التي قام بها لي الأستاذ في جامعة کمبریدج هي ترجمة نص المنتقی. وفي 1840-1855م ترجمه إلی البرتغالیة المستشرق البرتغالي موئورا (1770-1840م) (کراتشکوفسکي، GAL, S, II/366; IV/429). وکانت هذه الترجمة عن مخطوطة اشتراها من فاس بمراکش عام 1797م (ن. ص). و بعد احتلال الفرنسیین للجزائر عثر علی عدد من المخطوطات الأخری لرحلة ابن بطوطة، کما اکتشفت مخطوطة في میناء کونستانتا الروماني، وتم إثر ذلک جمع حوالي 5 مخطوطات من هذه الرحلة في المکتبة الوطنیة الفرنسیة، اثنتان منها کاملتان، و بعضها یشتمل علی صفحات بخط ابن جزي أول کاتب لها. وکان نتیجة لذلک أن استطاع العلماء الفرنسیون بعد سلسلة من الجهود في البحث و الترجمة نشر أول طبعة للنص الکامل من هذا الأثر مع ترجمة في 4 مجلدات و ذلک بین سنتي 1853 و 1858م و کان العبء الدکبر في ذلک علی عاتق دفرمري المستشرق الفرنسي (1822-1883م) وسانغینتي العالم الایطالي الأصل والمقیم في فرنسا (1811-1883م). وقد لقي نشر المجلد الأول اهتمام و تأیید رنان الفیلسوف والکاتب الفرنسي (1823-1892م) والمختص بتاریخ الأدیان، وکتب معلومات قیمة عن شخصیة ابن بطوطة. وتعتبر الطبعة الفرنسیة للکتاب الآن أکثر المصادر الباقیة قیمة، وقد أعید طبعها مراراً، وتمّت تحقیقات عدیدة حول أقسام الرحلة المختلفة، منها ترجمة فون مجیک (هامبورغ، 1911م) وجب (1929م) وکان مع شروح أیضاً. ثم ترجمة جب الکاملة للرحلة مع تعلیقات ومذکرات في ثلاثة مجلدات، وتمّ آخر مجلد منها في 1871م (لندن)، ویمکن اعتبار عمل جب هذا تحقیقاً مناسباً عن المنافس المراکشي لمارکوبولو.
وبعد نشر متن الرحلة في باریس، طبع في بلدات الشرق مرات عدیدة أیضاً، ووصل متنها الکامل القراء العرب شیئاً فشیئاً و انعکس في الکتب الدراسیة، وقد نشر فؤاد أفرام البستاني 3 طبعات منها (کراتشکوفسکي، IV/428). ونشرت أول ترجمة ترکیة للرحلة في مجلة تقویم الوقائع التي تصدر في إستانبول تحت إشراف کمال أفندي. وتعود بدایتها إلی النصف الثاني من القرن 19م (ن. ص)، ثم قام داماد محمد شریف بترجمة کاملة لمتن الرحلة في 3 مجلدات باللغة الترکیة، وطبعها في 1315-1319هـ/1897-1901م (GAL, S, II/366). ثم کتب الکاتب الترکي م. جودت (تـ 1935م) شرحاً جامعاً مفصلاً علی ما أورده ابن بطوطة عن جمعیة «الأخیّة» في آسیا الصغری، وقار نهم بفتیان البلاد الإسلامیة (کراتشکوفسکي، IV/428-429). وکتب مهدي حسین في الهند حول مخطوطة الرحلة التي في باریس لابن بطوطة (ص 53-49). و نشر سعید حمدان و هو من مسلمي أو غندة مذکرات مع کینغ نوئل حول القسم المتعلق بإفریقیة السوداء من الرحلة کما أن عدداً من الکتّاب العرب کتبوا خلاصات للرحلة منهم شاکر خصباک تحت عنوان ابن بطوطة ورحلته، ودعا ابن بطوطة في هذا الکتاب بـ «سید الرحالة العرب والمسلمین» (ص 5). کما ترجم محمد علي موحد في إیران رحلة ابن بطوطة إلی الفارسیة في 1348ش، ونشرها في مجلدین.
   وکان الشک یخامر المسلمین منذ البدایة بصحة بعض روایات ابن بطوطة، حتی إن هذا الشک یظهر أیضاً في ماکتبه ابن جزي محرر الرحلة، فقد ذکر في مقدمته: «وأوردت جمیع ما أورد الشیخ من الحکایات و الأخبار ولم أتعرض للبحث عن حقیقتها علی أنه سلک في إسناد صحاحها أقوم المسالک و خرج عن عهدة سائرها بما یُشعر من الألفاظ بذلک» (ص 13). ویقول ابن خلدون: إن حکایات ابن بطوطة کانت موضع حیرة و تعجب السامعین و شک الناس فیها، و لکن ابن خلدون لم یکن ممن أنکروا حکایات ابن بطوطة، ویقول: «علی الإنسان أن یمیّز بین طبیعة الممکن و الممتنع بصریح عقله ومستقیم فطرته فما دخل في نطاق الإمکان قَبِله و ما خرج عنه رفضه» (مقدمة، 182). ویزداد الشک أحیاناً منذ ذلک العهد بما ورد في الرحلة و ینقص أحیاناً أخری، وقد استقبل الباحثون المسلمون الرحلة بالشک وجعلوها في مستوی الأسطورة، بحیث لم یذکروها تقریباً وکانوا أحیاناً ینقلون في الأدب العربي منتخبات منها دون تقویم کبیر لها. کما أن العلماء الأوروبیین کانوا یؤیدون ماورد في الرحلة أحیاناً و یکذّبونه أحیاناً أخری. حتی إن العالم الانجلیزي یول (1820-1889م) انتقدها انتقاداً شدیداً (کراتشکوفسکي، IV/424). وکان النقد موجهاً علی الأغلب إلی أقسام من الرحلة و لاسیما المتعلقة بالقسطنطینیة والصین، فقد ارتکب ابن بطوطة بعض الأخطاء التاریخیة فیما یتعلق بالقسطنطینیة، ومع‌ذلک لابد من الاعتراف بأنه عرض للمدینة صورة دقیقة جداً، ویدل هذا علی معرفته الکافیة بها والتي أسفرت عن هذه الدقة الکاملة (م. ن، IV/425).
أما غابریل فرّان أحد أکبر الباحثین في الآثار الإِسلامیة فیبدي رأیه عن الشرق الأقصی بقوله إن ابن بطوطة لم یکن في الصین و الهند الصینیة، وإنّما استقی معلوماته بشکل غیر موفق نسبیاً من مصادر مختلفة (433-432). وأخیراً حل وقت براءة ابن بطوطة في القرن 20 م. فلم یعبأ عدد من العلماء برأي غابریل فرّان، إذ یبدو من ملاحظة متن الرحلة أن ابن بطوطة التقی في الصین شخصاً باسم بشري وهو مولانا قوام‌الدین السبتي. ثم التقی أخاه فیما بعد في السودان أیضاً (ص 637-638). ونظرة دقیقة إلی هذا الموضوع تجعل من الصعب جداً قبول رأي غابریل فرّان، فقد أورد ابن بطوطة في الرحلة أسماء أشخاص کانوا معروفین في مراکش، فلایُظن أن ابن بطوطة قام بعمل یمکن أن یضیع مکانته و احترامه بعد عودته وذلک یذکر معلومات غیر صحیحة، وقد أبدی یاماموتو تاتسورا المستشرق الیاباني رفضه استنتاج غابریل فرّان أیضاً فقال: من الصعب إمکانیة قبول أن جمیع معلومات ابن بطوطة عن الصین موضوعة، ورغم أن حدیثه في بعض المسائل یبدو غامضاً، ولکنه یمتاز بقدر کاف من النظم والترتیب. ثم إن المعلومات التي وردت والتي هي نموذج لمشاهداته في الصین تتفق مع ما في المصادر الصینیة وما أورده مارکوبولو (کراتشکوفسکي، IV/425). وقد أید یاماموتو رأیه بتحلیل الوصف الذي أورده ابن بطوطة عن أرض طوالسي الغامضة و کان یول یشک کثیراً آنذاک بوجود مثل هذا المکان، ولم یعتبرها أکثر من أسطورة علی سبیل الاستهزاء، إلا أن بعض الباحثین یری عدم جواز الشک إلی هذا الحد، فَسَعوا للبحث عنها في حوالي جزیرة بورنیو، وأخیراً حدسوا بوجود هذه المنطقة في الأرض الواقعة بین جاوة و تشامبا و کوشنشین و تونکن. وقد أکد یاماموتو متیقّناً بأن طوالسي هي نفس تشامبا (م. ن، IV/425-426)، والتي کانت بلاشک علی طریق ابن بطوطة من الهند إلی الصین. وکان لایعرف لغة أبناء تلک المنطقة. وربّما تأثر بقصص المترجمین المحلیین الخیالیة ثم شک الباحثون المتأخرون بما قاله من تقدمهم حول عدم صحة الروایات الخیالیة التي أوردها ابن بطوطة. ولابد من الإضافة إلی ماسبق أن الشرح الذي أورده ابن بطوطة عن المناطق المجاورة لطوالسي و منها جزر مالدیف کانت موضع تأیید السیاح فیما بعد شبراً فشبراً (ن. ص).
وکان ابن بطوطة مسلماً مؤمناً ملتزماً بالسنّة، ولما لم یکن ابن بطوطة جغرافیاً ولا أدیباً ولاعالماً، لذلک قلّما یمکن مشاهدة أفکار عالیة ونکات ظریفة في شرح حکایاته، وکان یصدّق الأساطیر التي یسمعها علی الأغلب و ینظر بعین القبول والإعجاب إلی أعمال المرتاضین الهنود (ابن بطوطة، 543-546) ویتأثر کأکثر السیاح بمشاهداته (کراتشکوفسکي، IV/428، نقلاً عن دي خویه). وینبغي ألّا یغیب عن البال أن ابن بطوطة لم یکن یعرف لغات أکثر أبناء البلاد التي کان یسافر إلیها، فکان یعرف بالإضافة إلی العربیة شیئاً من الفارسیة وربما الترکیة أیضاً. وقد تعلّم بعض الکلمات مناللغة الهندیة فقطو کان یسعی للاستفادة منها. ولابد من الإضافة أنه لم یکن موفقاً في استعمال هذه الألفاظ دائماً (م. ن، IV/424). وقد جعل منه طالعه شاه أم أبي سائحاً فریداً بین الشعوب الإسلامیة، فعانی في هذا السبیل حوالي 25 عاماً من عمره المشقة والتشرّد و الضیاع. و کان اهتمامه بالبلاد أقل من رغبته في معرفة الناس، ولم یکن یولي المسائل الجغرافیة اهتماماً خاصاً، وربما کان اهتمامه بحیاة الناس هو الذي جعل رحلته فریدة ولامثیل لها في وصف العالم الإسلامي و بصورة عامة وصف المجتمعات الشرقیة في القرن 8 هـ/14 م. فلا تقتصر قیمة هذا الکتاب علی النواحي الجغرافیة والتاریخیة لذلک العصر فحسب، وإنّما تشمل التعرف علی حضارة ذلک الزمن (م. ن، IV/428). فرحلة ابن بطوطة تحیط بجمیع نواحي الحیاة و جوانبها، النواحي والجهات التي لایعیرها المؤرخون عادة اهتماماً کبیراً. فهذا الکتاب یشتمل علی معلومات قیمة عن المراسیم في بلاطات الأجانب و ملابس الأقوام المختلفة و عاداتهم و خصائصهم وأطعمتهم وغیرها. وإذا کان من غیرالممکن اعتبار الرحلة سنداً ووثیقة دقیقة فإنها حافلة بآراء ذوي الثقافة العربیة والإسلامیة المتوسطة في القرن 8 هـ/ 14م. وقد ورد ترتیب الأسفار في الرحلة مضطرباً علی الأغلب، والتواریخ غیر صحیحة أحیاناً، ولکن الخطأ قلیل نسبیاً رغم کثرة الأسماء والأشخاص والأماکن، ویری جب (ص 13-12) أن أهم صعوبة هي تلک التي تتعلق بتحدید تاریخ الأسفار، ویبدو أن أکثر التواریخ وردت في الکتاب من دون مراعاة الدقة اللازمة و ربما کانت من إضافت محرر الرحلة، مما جعل تصحیحها أمراً صعبا.

المصادر

ابن بطوطة، محمد، رحلة، بیروت، 1384هـ/1964م؛ ابن جبیر، محمد، رحلة، بیروت، 1404هـ/1984م؛ ابن جزي، محمد، مقدمة علی رحلة ابن بطوطة؛ ابن حجر، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1396هـ/1976م؛ ابن الخطیب، محمد، کناسة الدکان بعد انتقال السکان، تقـ: محمد کمال شبانة، القاهرة، 1966م؛ ابن خلدون، العبر؛ م. ن، مقدمة، القاهرة، وزارة الثقافة؛ خصباک، شاکر، ابن بطوطة و رحلته، بیروت، دار الأداب؛ الزبیدي، تاج العروس؛ المقري التلمساني، أحمد، نفح الطیب، تقـ: احسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

De Slane; EI2; Ferrand, Garbriel, Relations de voyages et textes géographiques arabes, persans et turks, rilatifs àl’extême orient du VIII au XVIII Siècles, Paris, 1986; Fischer, A., “Kleine Mitteilungen”, ZDMG, 1918, vol. LXXII; GAL, S; Gibb, H. A. R., “Introduction” to Ibn Battuta Travels in Asia and Africa, 1325-1354, London, 1963; Husain, Mahdi, “Manuscripts of Ibn Battuta’s Rehla in Paris and Ibn Juzayy”, Jounal of the Asiatic Society, 1954, vol. XX, no. 1; Krachkovskii, I. Iu., “Arabskala geograficheskaia literatura”, Izbranie sochineniya, Moscow, 1957; Zambaur, E., Manuel de généalogie et de chronologie pour l’histoire de l’ Islam, Hannover, 1967.
قسم الجغرافیا
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: