الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الموسیقی / ابن جامع /

فهرس الموضوعات

ابن جامع


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/28 ۱۳:۱۰:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ جامِع، أبوالقاسم إسماعیل، موسیقي ومغنٍ کبیر في العصر العباسي بالقرن 2هـ/8م، عربي الأصل من بني سهم أحد بطون قریش. ولد في مکة ونشأ فیها، فقد والده صغیراً، فتزوّجت أمه موسیقیاً باسم عبدالله بن وهب الذي یعرف بالسیّاط. و یبدو أن هذا الزواج غیّر مجری حیاة إسماعیل، فمال إلی حرفة السیّاط بعد أن کان یدرس القرآن والحدیث والفقه وأصبح من تلامیذه (أبوالفرج، 6/7). وتتلمذ ابن جامع علی یحیی بن المکي بالإضافة إلی زوج أمه، و حینما انتقل السیّاط من مکة إلی بغداد ودخل بلاط الخلیفة المهدي، أصبح ابن جامع من املازمین للهادي و هارون ابنَي الخلیفة (فارمر،115). وکان الخلیفة یخشی أن تثیر علاقة ولدیه بالمغنّین معارضة علماء‌الدین و الناس للعباسیین إذ لم یسمح للشعراء والمغنیّن حتی ذلک الحینبالتردد علی بلاطهم، وکان الخلفاء قبله یتظاهرون بالتدیّن، ولذلک منع ابن جامع منملازمة أولاده و أَنَّبه بشدة خاصة لکونه قرشیاً یمارس الغناء و طرده (أبوالفرج، 6/74؛ النویري، 4/306). فعاد ابن جامع إلی مکة و بقي فیها حتی نهایة حیاة المهدي، وما أن تولّی الخلیفة الجدید موسی الهادي الخلافة حتی استدعاه إلی بغداد (أبوالفرج، 6/73)، وبذلک بدأت الفترة الواقعیة لترف العباسیین و لهوهم بحضور العازفین و المغنّین أمثال إبراهیم الموصلي وابن جامع اللذین جعلهما هارون الرشید في الطبقة الأولی من الموسیقیین (الجاحظ، 45).
وقد رویت قصص کثیرة عن ابن جامع و طریقة غنائه وصوته، وکذلک عن المنافسة بینه وبین إبراهیم الموصلي (أبوالفرج، 6/69 ومابعدها)، و بالإضافة إلی المنافسة التي کثیراً ما کانت وسیلة التقرُّب من الخلیفة فیبدو أن کلاً من ابن جامع و إبراهیم الموصلي یمثّل طریقة خاصة، فکان إبراهیم یمثّل مدرسة القدماء في هذا الفن بینما عرف ابن جامع باعتباره ممثّل المدرسة التي ظهرت متأخرة في أوروبا بشکل الرومانسیة ورائداً لها (قا: فروغ، عد 19، ص 7، عد 17، ص 13). و کان صوته الحزین یأخذ بمجامع قلب هارون الرشید بشکل دعاه یوماً لی أن یدفع الفضل بن الربیع و هو في مجلس الغناء لإخبار ابن جامع بموت أمه کذباً لیغنّي صوتاً حزیناً في رثائها (أبوالفرج، 6/76).
ولما کان ابن جامع، قبل توجهه نحو الموسیقی، منشغلاً بطلب العلوم‌الدینیة، فقد کان له باع طویل في الفقه و الحدیث و کان حافظاً للقرآن أثناء اشتهاره بالغناء (م. ن، 6/69) و کان کثیر الصلاة، ویحب أن یظهر بزيّ الفقهاء. وقد أدّی علمه بالفقه والقرآن والحدیث إلی أن یکرمه القاضي أبویوسف باعتباره فقیهاً مکیّاً و یعجب به قبل أن یطلع علی حرفته (م. ن، 6/69-70). ومع ذلک فقد کان مولعاً بالقمار والکلاب، و کما یقول «لو لا أن القمار وحبّ الکلاب قد شغلاني لترکت المغنّین لایأکلون الخبز» (م.ن، 6/70)، و کان کریماً معطاءاً، فحینما دخل مکة فرَّق مالاً کثیراً في المساکین (ابن عبدربه، 6/9).
وکان ابن جامع و إبراهیم المصولي وفلیح بن العوراء أهم ملحني الأغاني وأقدمهم في العصر العباسي (GAS, I370) و هم الذین جمعوا المائة الصوت المختارة لهارون الرشید (أبوالفرج، 1/2، 3). والذي کان الأساس الذي اعتمد علیه أبوالفرج الأصفهاني في تألیف الأغاني (ن. ص؛ GAS، ن.ص). وکان إبراهیم الموصلي الموسیقي الشهیر في ذلک العصر یعترف بمهارة ابن جامع و تفوقه رغم المنافسة التي بینهما (أبوالفرج، 1/6، 7). ووصف معاصروه من الموسیقیین صوته بأنه حلو وعذب (ابن عبدربه، 6/32) یعقل الرِّجل ویُذهب العقل (الرفاعي، 1/179)، حتی إن إبراهیم بن المهدي (ن. ع) الذي کان موسیقیاً کبیراً، کان یمیل إلی ابن جامع (أبوالفرج، 6/72) ولایفضل علیه أحداً (النویري، 4/306). لاتتوفّر معلومات عن نهایة حیاة ابن جامع ووفاته، ولکن قیل إنه توفي في 187هـ/ 803م.

المصادر

ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، القاهرة، 1369هـ؛ أبوالفرج الأصفهاني، علي، الأغاني، بیروت، 1970م؛ الجاحظ، عمرو، التاج، تقـ: فوزی العطوي، یروت، 1970م؛ الرفاعي، أحمد فرید، عصر المأمون، القاهرة، 1346هـ؛ فُروغ، مهدي، «موسیقي‌دانان إیراني در دورۀ إسلام»، هنر و مردم، عد 17، اسفند 1342ش، عد 19، أُردیبهشت 1343ش؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، القاهرة، وزارة الثقافة؛ وأیضاً:

Farmer, Henry George, A History of Arabian Music, 1973; GAS.
صادق سجادي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: