الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن البیطار /

فهرس الموضوعات

ابن البیطار


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/9 ۱۰:۵۹:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ البَیطار، أبومحمد ضیاءالدین (أو أحمدالدین: EI2) عبدالله بن أحمد المالقي (تـ 646هـ/1248م)، عالم أندلسي في النباتات و العقاقیر، و ربما کان من أسرة مشهورة بابن البیطار في مالقة والتي أشار إلیها ابن الأبّار (رقم 35، 165، 241). ولایعرف تاریخ ولادته علی وجه الدقة، و إن ذکر البعض عام 593هـ/1197م دون الإشارة إلی المصدر (جنثالث پالنثیا، 479). درس ابن البیطار في إشبیلیة التي کانت آنذاک عاصمة الموحدین و مرکز العلم و الأدب، و مارس مع أساتذته: عبدالله بن صالح و أبي الحجاج یوسف بن موراطیر و لاسیّما النباتي الإشبیلي المعروف أبي العباس أحمد بن محمد، المشهور بابن الرومیة دراسة و جمع النباتات الطبیة في تلک المنطقة. وقد تعرف علی آثار الأطباء و علماء النبات و العقاقیر الیونانیین خاصة دیسقوریدس و جالینوس و علی عدد من الأندلسیین کأحمد بن محمد الغافقي القرطبي و أبي القاسم خلف بن العباس الزهراوي و عدد من المغاربة کالشریف الإدریسي وإسحق بن عمران و ابن الجزّار في هذه الفترة من تتلمذه في وطنه (ڤرنت، 1/17-18). وفي حوالي 617هـ/1220م سافر إلی المشرق أي البلدان الغربیة من العالم الإسلامي بغیة تحقیق آثار القدماء، في مجال النبات و مشاهدة العقاقیر و جمعها، وزار شمال إفریقیة (المراکش و الجزائر و تونس). وذکر ابن أبي أصیبعة في عیون الأنباء، وهو المصدر الشرقي الموثوق الوحید حول ابن البیطار (3/220-222)، أنه سافر إلی مدن الیونان و أقصی مدن آسیا الصغری، والتقی خلال تلک الرحلات کثیراً من أهل الفن و حصل منهم علی معلومات وافرة حول النباتات المحلیة، ولاسیما فیما یتعلق بدراسة مواضیع کتاب الأدویة المفردة لدیسقوریدس الذي یُعرف أیضاً باسم کتاب الحشائش والنباتات أو المقالات في الحشائش. ثم رحل إلی الشام و تعرَّف في 633 هـ علی ابن أبي أصیبعة بدمشق، والتحق بخدمة السلطان الأیوبي محمد ابن أبي بکر، الملقب بالملک الکامل و صار معتمده في الأدویة المفردة والنباتات الطبیة فأقامه رئیساً علی سائر العشّابین و «أصحاب البَسَطات» (یبدو أنهم باعة الأدویة أو العطارون) في بلاده، و بعد وفاة السلطان (635هـ/ 1237م)، توجه ابن البیطار إلی القاهرة و انخرط في خدمة ابنه و خلیفته الملک الصالح نجم‌الدین أیوب و حظي عنده أیضاً، وفاق أقرانه، و ألَّف أشهر آثاره، أي الجامع و المغني بأمر منه (ظ: ابن البیطار، 1/2) في فترة إقامته بالقاهرة (ظ: المقري، 2/691)، لکنه لم یلبث أن عاد إلی دمشق و أقام فیها حتی وافته المنیة.
کان ابن أبي أصیبعة الطبیب و صاحب «التذکرة» المعروف أشهر تلامذة ابن البیطار في علم النبات و الصیدلة، و کان یتوجّه معه إلی ظاهر دمشق لمشاهدة النباتات الطبیة و دراستها، وقد قرأ علیه تفسیره لکتاب دیسقوریدس، ویسأله عن الصعوبات التي تواجهه في آثار دیسقوریدس وجالینوس والغافقي و غیرهم. وقد أشاد ابن أبي أصیبعة بعلم أستاذه وأخلاقه بقوله: «أوحد زمانه و علّامة وقته في معرفة النبات و تحقیقه واختیاره و مواضع نباته و نعت أسمائه علی اختلافها  تنوعها … إنني وجدت عنده الذکاء و الفطنة والدرایة في النبات و في نقل ماذکره دیسقوریدس و جالینوس فیه مایتعجب منه … ورأیت أیضاً من حسن عشرته و کمال مروءته و طیب أعراقه وجودة أخلاقه و درایته، وکرم نفسه مایفوق الوصف و یتعجب منه» (3/220-221).

آثاره

أهم آثاره و أشهرها الجامع لمفردات الأدویة والأغذیة، أو جامع مفردات الأدویة والدغذیة، أو الجامع في الطب، و هو في الحقیقة أکبر دائرة معارف في علم العقاقیر باقیة من القرون الوسطی، وقد وصف فیه حسب الترتیب الأبجدي حوالي 1,400 عقار و غذاء مفرد نباتي و معدني و حیواني اعتماداً علی 150 مصدراً، و تجاربه و مشاهداته الشخصیة (حوالي 40 حالة)، و یمکن أن یقارن بالکتاب الثاني من القانون لابن سینا، الذي یضم حوالي 800 مادة. وکان المؤلّفون الیونانیون القدماء (لاسیما دیسقوریدس و جالینوس) قد شخصوا حوالي 1,000 عقار وغذاء من بین 1,400، إلا أن علماء العصر الإسلامي (حتی زمن المؤلف) أضافوا 400 مادة أخری (حوالي 200 مادة منها نباتیة) إلی الأقرَباذین، مما کان له أثر کبیر في الطب و علیم العقاقیر القدیمین (لکلر، «تاریخ الطب»، II/230). ومن فوائد هذا الکتاب الأخری الاطلاع علی أسماء المؤلفات التي نقل عنها ابن البیطار (مثلاً آثار الشریف الإدریسي و ما سَرجویه والمسیح [عیسی] بن الحَکَم وابن ماسَة وإسحق بن عمران وحامد بن سَمَجون)، والتي یبدو أنها فُقدت. و من بین المؤلفین المائة والخمسین الذین ذکرهم ابن البیطار هناک عشرون یونانیاً والبقیة عرب و عرب إسبانیون و إیرانیون وسریانیون و کلدانیون و هنود و غیرهم. و من محاسن هذا الکتاب الأخری ذکره للمترادفات غیر العربیة لکثیر من النباتات: یونانیة وبربریة وفارسیة (حوالي 100 اصطلاح) وأعجمیة الأندلس (= اللغة الإسبانیة العامیة القدیمة لمسیحي الأندلس والتي أسماها ابن البیطار «اللاطینیة») و غیرها. و کان لکتاب الجامع المخطوط تأثیر کبیر علی علماء الصیدلة في المشرق الإسلامي و غیر الإسلامي. نقل عنه عدد کبیر من المؤلفین المتأخرین مع ذکر المصدر أو  دون ذکره؛ فالطبعة الأولی منه (أربعة فصول في مجلدین، القاهرة 1291هـ/1874م) ملیئة بالأخطاء وغیرصالحة، و هي بحاجة إلی تنقیح دقیق اعتماداً علی المخطوطات الأخری و بالإفادة من التحقیقات المتأخرة حول هذا الکتاب (ظ: دوزي، «تکملة المعاجم»، المقدمة، 19). ولأهمیة الجامع وأسلوب تألیفه فقد کُتبت علیه التلخیصات و التحریرات (ظ: حاجي خلیفة، 2/1772؛ GAL, S, I/647-648)، وأهمها مالیسع الطبیب جَهله لابن الکتبي (أو ابن الکبیر) (أُلِّفَ عام 711هـ)، الذي اتهم مؤلف الجامع بـ «التطویل و التکرار والتقصیر و الاشتباه مالا یُحصی» و عیوب أخری (حاجي خلیفة، ن.ص)، إلا أنه ارتکب نفسه أخطاء کثیرة (مایرهوف، 36). و علی عکس ذلک لم یکن لـ الجامع تأثیر مهم في المغرب، وذلک لتوقف حرکة الترجمة من العربیة إلی اللاتینیة في أواسط القرن 13م. وفي القرن 19 م وقف العلماء الأوروبیون علی مکانة ابن البیطار و أهمیة مؤلفه یفعل الجهود التي بذلها سونتهایمر، ولاسیما لکلر (ظ: ووستنفلد، 130؛ لکلر، ن. ص؛ ڤرنت، 1/18). وفي عام 1840-1842م نشر سونتهایمر ترجمة ألمانیة کاملة لـ الجامع في مجلدین في اشتوتکارت ملیئة بالأخطاء (ظ: دوزي، «حول ترجمة» 200-180). أما لکلر و بعد نشره مقالة حول الألفاظ الیونانیة و اللاتینیة و البربریة الواردة في الجامع دراسة تاریخیة»، 461-433)، قام بترجمة فرنسیة جیدة إلی حدما لهذا الکتاب مع شرح و دراسات نافعة جداً (3 ج، پاریس، 1877-1883م). وأصبحت هذه الترجمة أساساً لبحوث علم العقاقیر  علم النبات العربیین الإسلامیین، و یعتبر مایرهوف الوحیدبین علماء الغرب في محاولته للانتقاص من قیمة الجامع؛ فهو بعد دراسته للجزء الموجود من کتاب الأدویة المفردة للغافقي، والغور في شرح أسماء العُقّار لابن میمون، یعتقد أن ابن البیطار لم ینقل مواضع کتابه عن الغافقي فحسب، بل أن کافة محتویات کتابه قد أوردها في الجامع. و فیما یخص المترادفات فقد اقتبس أغلبها عن کتاب الغافقي و معجم ابن میمون (ص 35، 29، 24، 11). وللرد علی الشبهات التي أثارها مایرهوف یمن أن نقول: حتی لوفرضنا أن ابن البیطار نقل فيمؤلفه کافة محتویات کتاب الغافقي، فإن أقل ثناء یمکن أن یکال للجامع هي اعتباره مکمِّلاً لأثر الغافقي، لأن الفترة الزمنیة بین الکتابین کانت حوالي مائة عام وقد نقل ابن البیطار فضلاً عما أورده بصورة مباشرة عن الغافقي (حوالي 200مرة)، مواضیع کثیرة عن مؤلفین عاصروا الغافقي و آخرین جاؤوا من بعده، وأضاف إلیها نتائج مطالعاته و تجاربه الشخصیة (ظ: ابن البیطار، 1/2-3).
أما آثار ابن البیطار الأخری فلایعرف عنها سوی عناوینها المذکورة في بعض الفهارس أو التراجم القدیمة، ولکن أشیر إلی وجود مخطوطة في بعض الفهارس أو التراجم القدیمة، و لکن أشیر إلی وجود مخطوطة أو أکثر لأغلبها (ظ: ووستنفلد، GAL, I/648; 130-131؛ GAL, S, I/897؛ دیتریش، 147)؛ 1. تفسیر کتاب دیسقوریدس، و هو في الحقیقة معجم یوناني – عربي، ذکر فیه ابن البیطار المترادفات العربیة أو المعربة، لحوالي 550 اسماً یونانیاً جاءت في المقالات الأربع الأولی (من مجموع خمس مقالات) لکتاب الأدویة المفردة لدیسقوریدس، فضلاً عن المترادفات اللاتینیة لکثیر منها و السریانیة لبعضها أیضاً (مجلة معهد، 3(1)/105-112)؛ 2. رسالة في الأغذیة والأدویة؛ 3. رسالة في تداوي السموم؛ 4. کاشف الویل في معرفة أمراض الخیل؛ 5. کتاب الإِبانة و الإِعلام بما في المنهاج من الخلل و الأوهام، في بیان الکثیر من أخطاء ابن جَزله في کتاب منهاج البیان في مایستعمله الإنسان (حول الأدویة والأغذیة المفردة والمرکبة)؛ 6. کتاب الأفعال الغریبة والخواص العجیبة؛ 7. المغني في الأدویة المفردة، أو المغني في العلاج بالأدویة المفردة، قدم فیه ابن البیطار للأطباء الأدویة المفردة الناجعة في علاج کافة أعضاء البدن، في 20 فصلاً موجزاً؛ 8. میزان الطب (GAL, I/648)، أو میزان الطبیب (ڤرنت، 1/17-18)؛ 9. کراس باسم مقالة في اللیمون، منسوب بکل من ابن البیطار و ابن جُمَیع، ویقول ڤرنت (1/18) أن هناک ترجمة لاتینیة لها فقط، قام بها آندریه آلپاگو.

المصادر

ابن الأبار، محمد، المعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي، تقـ: فرنسشکه قداره، مدرید، 1886م؛ ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، بیروت، 1957م؛ ابن البیطار، عبدالله، الجامع لمفردات الأدویة و الأغذیة، بولاق، 1291هـ/ 1874م؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفکر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1955م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ ڤرنت، خوان، «ابن بیطار»، تجـ: بهاءالدین خرمشاهي، زندگي‌نامۀ علمي دانشمندان إسلامي، طهران، 1365ش؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1376هـ؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ وأیضاً:

Dietrich, Albert, Medicinalia arabica, Göttingen, 1966; Dozy, R., Supplément aux dictionnaires arabes, Beyrouth, 1968; id, «Ueber Sontheimer’s Uebersetzung des Ibn-al Baiṭâr», ZDMG, 1968, vol. XXIII; EI2; GAL, S; Leclerc, Lucien,
هوشنگ أعلم

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: