الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن التلمیذ /

فهرس الموضوعات

ابن التلمیذ


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/14 ۱۲:۲۳:۰۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ التِّلمیذ، أبوالحسن هبة اللَّه بن أبي العلاء (أو أبي الغنائم: ابن خلّکان، 6/69) صاعد بن هبة‌اللَّه بن إبراهیم، الملقب بموفق الملک وأمین‌الدولة وسلطان الحکماء (القفطي، 340؛ ابن أبي أصیبعة، 2/268)، المعروف بابن التلمیذ، طبیب وصیدلي وأدیب وشاعر نصراني بغدادي من القرن 5 و 6 هـ/ 11-12م. اشتهر بابن التلمیذ نسبة إلی جده لأمه الحکیم معتمد املک أبي الفرج یحیی الذي کان یشتهر أیضاً بابت التلمیذ (القفطي، ن.ص). ولد ابن التلمیذ في بغداد في عائلة مسیحیة، وکان أبوه طبیباًمشهوراً (ابن أبي أصیبعة، ن. ص) ولمتشر أي منالمصادر القدیمة إلی سنة ولادته، ولابد أن تکون ولادته في 465 أو 466 هـ/ 1073 أو 1074م تقریباً بالنظر إلی مانصت علیه أکثر المصادر التي اعتبرت تاریخ وفاته في 28 ربیع الأول 560هـ/12 شباط 1165 م (م. ن، 2/276؛ یاقوت، 19/279) أو في صفر من نفس السنة (ابن العبري، 209) وأنه عمر 94 سنة (کما ذکرت أکثر المصادر) أو 95 سنة (ابن کثیر، 12/250)، ویری شیخو (1/315) أنه ولد في 474 هـ وذکر البیهقي (ص 143) وفاته أیضاً في 549هـ.
درس ابن التلمیذ مقدمات العلوم في مسقط رأسه وذکر ابن خلکان أن هبة اللَّه بن سعید کان أستاذه في الطب (6/75). ثم رحل إلی إیران لیتم دراساته و بحوثه الطبیة (ابن أبي أصیبعة، 2/268)، ویستدل من المصادر الحدیثة أنه سافر إلی سائر أنحاء إیران و استکمل معلوماته عن اللغة الفارسیة (إلگود، 192)، ولربما انخرط في بلاط السلطان سنجر في هذه الفترة. وقد نقل البیهقي (ص 142-143)، أن ابن التلمیذ کتب وصفه للسلطان عند مرضه قوبلت بمعارضة طبیب بلاط سنجر. وقد التقی ابن التلمیذ في مدینة ساوه بموفق‌الدین أبي طاهر الحسین بن محمد واستفاد من نکتبته الموقوفة المهمة و نظم في مدحه أشعاراً (شیخو، 1/320). ثم رجع إلی بغداد (م. ن، 1/316) وحل محل أبي الفرج یحیی ابن التلمیذ بعد وفاته (القفطي، 340)، وأخذ طریقه إلی بلاط الخلفاء العباسیین و صار الطبیب الخاص للخلیفة المقتفي وتولی رئاسة البیمارستان العضدي (یاقوت 19/276). ثم عین رئیساً لأطباء بغداد (ابن أبي أصیبعة، 2/271) و تولی رئاسة اللجنة الممتحنة للأطباء (إلگود، 194). وبقي رئیساً للبیمارستان العضدي حتیوفاته (یاقوت، ن. ص). وذکر البیهقي أن مرسوم ابن التلمیذ ببغداد یزید کل سنة علی 20,000 دینار کان ینفق جمیع ذلک علی طلاب العلم و الغرباء و غیرهم (ص 143). ذکر یاقوت أن الخلیفة کان قد أقطعه دار القواریر ببغداد، فلما ولي یحیی بن هبیرة الوزارة أخذها منه، ثم ردها الخلیفة علیه ثانیة وزاده، إقطاعاً آخر (19/277). وکانت بین ابن التلمیذ وأوحد الزمان أبي البرکات هبة اللَّه المعروف بابن مُلکاشنآن وعداوة، وقد سعی ابن ملکا مرة إلی إیغار صدر الخلیفة علیه و تغییر نظرته إلیه فکتب رقعة یذکر فیها عن ابن التلمیذ عظائم لاتصدر عن مثله، وأوصلها بحیلة إلی الخلیفة، غیر أن الأخیر أباح أمین‌الدولة ابن التلمیذ دم أوحد الزمان و مالَه و کتبه إزاء هذه السعایة، لکن ابن التلمیذ لم یتعرض له بسوء وصفح عنه و هجاه فقط بعدة أبیات (م. ن، 19/277-278).
وقد اعتبرت کثیر من المصادر ابن التلمیذ من کبار الأطباء والحکماء المتمیزین في العصر العباسي، حیث عده القفطي بقراط عصره و جالینوس زمانه (ص 340)، کما یذکر البیهقي نقلاً عن أبي بکر بن عروة أنه کان ماهراً في العلوم الأخری بالإضافة إلی علم الطب ولاسیما في المنطق والطبیعیات (ص 141-142) وکان مقصد العالم في علم الطب (ابن خلکان، 6/69، نقلاً عن عمادالدین الکاتب) ویحضر مجلسه خلق کثیر (ابن أبي أصیبعة، 2/273-274). وکان من أصدقاء ابن التلمیذ فخرالدین محمد بن عبدالسلام الماردیني الذي عاشره مدة طویلة (م. ن، 2/274) ویعد من أبرز تلامیذه کما کان ابن أبي الخیر المسیحي و موفق‌الدین مطران من تلامذته البارزین أیضاً (EI2). وقد رحل فیما بعد عدد من تلامیذه إلی مصر و الشام و أسسوا هناک مدارس طبیة جدیدة ازدهرت في القرن 7 هـ/13م (ن، ص). وقد ذکرت قصص وحکایات عن مهارته في معالجة الأمراض و کذلک عن فترة رئاسته لأطباء بغداد و امتحانه لهم (ابن أبي أصیبعة، 2/270-273).
وکان لدی ابن التلمیذ معلومات واسعة في اللاهوت المسیحي أیضاً، وکان کما یقول یاقوت مقدّم النصاری في بغداد ورأسهم ورئیسهم وقسیسهم (19/277). له نصیب وافر من العلوم الإِسلامیة ولاسیما الطبیة المستندة إلی الأحادیث النبویة وألف کتاباً فیه شرح أحادیث نبویة تشتمل علی طب و یعد من أوائل الکتب في هذا الموضوع (ابن أبي أصیبعة، 2/293). وکان أیضاً أستاذاً بارعاً في الخط وقد ذکر ابن أبي أصیبعة أنه رأی کثیراً من خطه و هو في نهایة الحسن و الصحة و یذکر أیضاً أنه کان یترسل وقد رأی له من ذلک مجلداً ضخماً کله في إنشاء والمراسلات وأکثر أهله کتّاب (2/268). وکان ابن التلمیذ یمیل إلی صناعة الموسیقی و یقرّب أهلها، وله النظم الرائق والنثر الفائق و نثره أجود من شعره (یاقوت، 19/276-277). وکانت له مراسلات شعریة شیقة مع معاصریه منهم أبوالقاسم علي بن أفلح الکاتب والوزیر ابن صدقة والوزیر سعد الملک نصیرالدین و أبوالفتح هبة‌اللَّه بنصاعد وموفق‌الدین أبوطاهر الحسین بن‌ محمد (ابن أبي أصیبعة، 2/290-293). وقد ذکر یاقوت (19/281-282)) والقفطي (ص 341) وابن أبي أصیبعة (2/281-293) أبیاتاً من شعره. وأغراضه الشعریة تدور حول مسائل الطب العامة والصحة الغذائیة والصحة النفسیة والصداقة وإکرام الضیف والتواضع والحکمة والموعظة، وکان له أیضاً شعر في هجاء معاصریه و ذمّهم (قا: ابن الطقطقی، 77؛ شیخو، 1/326-327). نقل البیهقي عنه أقوالاً في الحکم (ص 143). وقد بقي من نثره البدیع رسالة کتبها إلی ولده رضي‌الدولة أبي نصر، وهي ملیئة بالمواعظ والحکم (یاقوت، 19/279-281). وبالرغم من أن ابن التلمیذ کان مسیحیاً وبقي کذلک حتی وفاته إلا أنه لم یبق ببغداد من الجانبین من لم یحض البیعة و شهد جنازته (ابن خلکان، 6/76). ودفن في الصحن الداخلاني ببیعة العتیقة في بغداد (شیخو، 1/315). وقد خلف ابن التلمیذ مالاً عظیماً وکتباً ثیرة لانظیر لها في الجودة (یاقوت، 19/279). ونقلت کتبه بعد موت ابنه علی اثني عشر جملاً إلی دار المجد بن الصاحب (ابن أبي أصیبعة، 2/276) وصارت من أموال‌الدولة EI2).
ولابن التلمیذ آثار و مؤلفات طبیة عدیدة ولکنها خالیة من أي إبداع، بل کان أکثرها شرحاً و تفسیراً و تلخیصاً لآثار بقراط و جالینوس و ابن سینا و محمد بن زکریا الرازي وحنین بن إسحاق وأبوعلي مسکویه وابن جزلة (یاقوت، 19/278-279). وبقیت بعض آثاره مخطوطة حتی الآن ولم یطبع سوی واحد منها. ومن آثاره المشهورة: الأقراباذین، في الصیدلة وصناعة الأدویة باللغة العربیة. و کان لهذا الکتاب اختصاران یستفاد منهما في المستشفی العضدي وکانا قدحلّا محل الأقراباذین لشابور بن سهل (تـ 255هـ/869م) (EI2). وتوجد مخطوطات متعددة من هذا الکتاب في مکتبات العلام (GAL, I/642 ؛ مجلة معهد، 36؛ المرکزیة، 8/594، 596، 597)؛ الرسالة (المقالة) الأمینیة في الفصد، طبعت في 1308هـ/ 1890 م في لکنهو (GAL,S, I/891). وتقع هذه الرسالة في 10 فصول وقد سمیت بأسماء متعددة مثل: مقالة في الفصد و الفصد و الأمینیة في الطب والمقالة الأمینیة أیضاً (وللاطلاع عن مخطوطاته الأخری، ظ: GAL، ن. ص؛ شوری، 19/351؛ إحسان أوغلي، 26-28).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون‌الأنباء، بیروت، 1377هـ/1957م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري، تقـ: هارتویک در نبورغ، باریس، 1894م؛ ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ ابن کثیر، البدایة؛ إحسان أوغلي، أکمل‌الدین، فهرس مخطوطات الطب الإسلامي في مکتبات ترکیا، إستانبول، 1404هـ/1984م؛ إلگود، سیریل، تاریخ پزشکي إیران، تجـ: باهر فرقاني، طهران، 1356 ش؛ البیهقي، علي، تتمة صوان الحکمة، لاهور، 1351هـ/1932م؛ شوری، المخطوطات؛ شیخو، لویس، شعراء النصرانیة بعد الإسلام، بیروت، 1924م؛ القفطي،علي، إخبار العلماء بأخبار الحکماء، القاهرة، 1326هـ/1908م؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، شوال 1377هـ/ مایو 1958م، ج 4، عد 1؛ المرکزیة، المخطوطات؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:


EI2; GAL; GAL, S.
علي رفیعي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: