الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن بقي، ابوبکر /

فهرس الموضوعات

ابن بقي، ابوبکر


تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/3 ۱۰:۴۱:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ بَقيّ، أبوبکر یحیی بن أحمد الطلیطلي (تـ 540 أو 545هـ/ 1145 أو 1150م)، الشاعر الوشّاح في عصر المرابطین في الأندلس. ولد في طلیطلة حوالي 463هـ/1071م و إن کانت المصادر قد أشارت إلی مدن أخری مثل سَرَقُسطة و قرطبة أیضاً و لاسیما قرطبة علی روایة یاقوت (20/21-25) وابن خلّکان (6/202-205) التي اشتهرت کثیراً في المصادر التي تلتهما. ومن جهة أخری فإن اشترن (ص 101) نقلاً عن ابن الزبیر یری مولده في مدینة وادي آش (قا: آل طعمة، 33-34). رحل و هو صبي من تلک الدیار بسبب الفتنة التي حدثت في المدینة (ابن بسّام، 2/615). ولاشک في أن مراد ابن بسّام من الفتنة هو هجوم ألفونس السادس في 478هـ/1086م علی طلیطلة و التغلب علیها واضطراب أحوال الناس إثر ذلک (ابن الخطیب، أعمال الأعلام، 2/243؛ قا: اشترن، ن. ص). ثم توجه بعد ذلک إلی إشبیلیة، و کان ابن عبّاد یحکم المدینة آنذاک، وبما أنه کان یهتم بأهل العلم و الأدب، فکانت محط أنظار وآمال الجمیع و کانوا یرونها عاصمة للأدب.
نشأ ابن بقي في إشبیلیة و تفتحت قریحته و برزت مواهبه و لهذا وصفه ابن بسّام (1(2)/47، 2/615) في طبقة شعرائها، و کان للشاعر مجالس عامرة فیها تضم وزارء و أباء و أعیان ذلک العصر مثل الوزیر أبي محمد ابن مسعدة (ابن خاقان، 280) و أبي الحسین ابن السرّاج، کما کانت مجالسه الأدبیة هذه تتبدل إلی مباریات شعریة یتنافس فیها الشعراء، وکان ابن بقي قد أذعن في أحد هذه المجالس بأفضلیة موشح صدیقه الشاعر الأعمی التطیلي (ن. ع) (ابن خلدون، 492؛ المقري، أزهار، 2/208).
وحینما سقطت إشبیلیة بید المرابطین و نفي ابن عبّاد إلی أغمات في مراکش (484هـ/1091م) رحل کثیر من الشعراء الذین اضطربت أحوالهم عن اشبیلیة بسبب الحروب المدمرة و القتل الفظیع الذي قام به جیش المرابطین، و رحل ابن بَقي الذي لم یشعر بالإرتیاح في إشبیلیة إلی قرطبة واستقربها حیناً. ومن المحتمل أنه کانت له مجالس مع أصحابه القدماء کالأعمی التطیلي في تلک المدینة، لأننا نشاهده یشاعر الأعمی في حمام المدینة (ابن ظافر، 255-256؛ المقري، نفح الطیب، 3/347-348). ولکن لم تدم إقامته في هذه المدینة، و تبدأ فترة الضیاع و السفرات المتوالیة في حیاته، حیث نراه ینزل مرة في منیة الزبیر إلی جانب محمد بن عبدالملک بن سعید، و مرة أخری في غرناطة عند نفس هذا الشخص، حیث یتحسّر هنا عندما یتذکَر أیامه الجمیلة معه في منیة الزبیر (ن. م، 1/471-472). و نراه بعد ذلک في المریة ینشد مقطوعة شعریة من أشعاره (السلفي، 50). و یحتمل أن ابن بقي کبقیة الشعراء قد طاف مدن الأندلس خلال الإضطرابات التي حدثت بعد سیطرة المرابطین علی الأندلس بحثاً عن مکان یلجأ إلیه. و أخیراً استقر تحت ظل دولة علي بن یوسف بن تاشفین (500-537هـ/1107-1142م)؛ و مدح هذا الأمیر یهنئه بالإنتصار الذي أحرزه في قلمریة في 511هـ/ 1117 م و بأسره ابنة حاکم البرتغال (ابن خاقان، 279)، و هذه هي أقدم روایة عن معرکة قلمریة.
ولم یستطع ابن بقي أخیراً أن یطیق الوضع القلق الذي کان یعیشه، و لذلک صمّم رکوب عباب البحر و الرحیل إلی المغرب، و نزل في المغرب ضیفاً عند أسرة عراقیة غاریة في أرض سلا و کانت تتولی القضاء في تلک المدینة، و تعرف ببني عشرة أویني قاسم من ذریة أحمد بن المدبّر. أقام الشاعر مدة في سلا، و نجا من الحرمان و ضیق الید في عنایة بني عشرة (المقري، نفح الطیب، 4/237، نقلاً عن ابن خاقان؛ قا: اشترن، 102)، ولکن یبدو أن هذا الأمر لم یدم، لأنه کان یکره الإقامة بین المغربیین کما یقول ابن خاقان (ص 278)، حیث یشیر في شعر له إلی ضیق دهره و قلة ذوق أهل المغرب (ن. ص). و مع ذلک و بما أننا لانعلم بدقة وقت فرجة الدهر تلک و ضیقه علیه، فإن روایات ابن خاقان في القلائد و المطمح تبدو متناقضة نوعاً ما (قا: ابن شریفة، 85)، ولاسیما و نحن نعلم أنه نظم أکثر موشّحاته في سلا و أکثرها في مدح بني عشرة (ابن سناء الملک، 63؛شریفة، 82-85). وعلی کل حال فإننا نلاحظ في القصیدة التي نقلها ابن خاقان أنه بالإضافة إلی شکواه من الفقر و بخل بني عشرة و قلة ذوق أهل المغرب، فأن الشاعر یشتاق إلی السفر جداً و یجول في خاطره زیارة أرض المشرق. وأخیراً فإن ابن بقي لم یذهب إلی المشرق بل عاد إلی مسقط رأسه الأندلس و أقام في وادي آش قرب غرناطة و قضی بقیة عمره هناک غریباً، ولاتوجد معلومات عن هذه الفترة من حیاته، کما لاتوجد إشارة إلی ذلک في شعره.
لم یبق من أشعار ابن بقي شيء کثیر. وقد خمّن عمادالدین في عصره (2/237) آثاره بثلاثة آلاف موشّح و مثلها من الشعر الکلاسیکي. ولم یبق من تلک الثلاثة آلاف بیت شعر إلا 334 بیتاً في 45 قصیدة و مقطوعة معروفي، حیث جمعها السعید في مجموعة (ص 131-149). إن القسم الأعظم من هذه الأشعار لاسیّما «النسیب» منها تقلید لأشعار بدوبّي المشرق (قا: م. ن، 127) و إن أغلب مضامین هذه الآثار هو شکوی الدهر و أبنائه، وذکر الإضطرابات و ضیق العیش (قا: ن. ص) و قد أثنی علی شعره جمیع الکتّاب بعد، وقد قارنه ابن بسّام في الفصل الواسع الذي خصصه لشعر ابن بقي (2/618 فما بعد) بمشاهیر الشعراء مثل أبي نواس  ابن الرومي و الشریف الرضي و المتنبي و أبي العلاء و غیرهم، وقد تابعه علی ذلک کتّاب آخرون مثل ابن ظافر (ص 255-256) و ابن سعید (ص 79) و ابن فضل الله العمري (11/283). وإن القصیدة الفخریة المفصلة التي نقلها عمادالدین (2/237-242) عن بشرون المهدوي تدل علی مهارة ابن بقي في فن الشعر و اطلاعه علی الألفاظ العربیة الغریبة. ولکن ابن بقي مدین بشهرته للموشّحات التي نظمها. فهو بلاشک أحد اللامعین في تاریخ نظم الموضحات، وقد درست آثاره بتفصیل ودقة في الدراسات المتعددة نسبیاً و المعروفة في هذا المجال. إن مجموعة موشحاته الموجودة من آثاره تبلغ 27 قطعة جمعها آل طعمة ودرسها. وقد أنجزت دراسات کثیرة في العقود الأخیرة حول مضامین ولغة الموشّحات الفصحی أو العامیة ولم تستغن أي من هذه الدراسات عن آثار ابن بقي (ظ: اشترن، مخـ، لاسیما 102-101، حیث تتضمن ترجمة ابن بقي؛ غارثیا غومث، 20-10؛ نیکل، 244-241، حیث شرح أحواله  ترجم بعض أشعاره و موشحاته إلی اللغة الانجلیزیة؛ مونرو، لاسیما في مقدمة الکتاب المفصلة؛ جودت الرکابي، 285-355).

المصادر

آل طعمة، عدنان محمد، موشّحات ابن بقي الطلیطلي و خصائصها الفنیة، بغداد 1979؛ ابن الأبار، محمد، التکملة، تقـ: فرنسشکه قداره، مدرید، 1882م؛ ابن بسّام، علي، الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة، القاهرة، 1942؛ ن. م، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1979م؛ ابن خاقانف الفتح، قلائد العقیان في محاسن الأعیان، القاهرة، 1284هـ/ 1867م؛ ابن الخطیب، محمد، أعمال الأعلام، تقـ: لیفي بروفنسال، بیروت، 1375هـ/ 1956م؛ م. ن، جیش التوشیح، تقـ: هلال ناجي ومحمدماضور. تونس، 1967م؛ ابن خلدون، عبدالرحمن، مقدمة، بیروت، دارالفکر؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن دحیة، عمر، المطرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري و آخرون، القاهرة، 1955 م؛ ابن سعید، علي، رایات المبرزین وغایات الممیزین، تقـ: نعمان القاضي، القاهره، 1973م؛ ابن سناء الملک، هبة‌الله، دار الطراز في عمل الموشحات، تقـ: جودت الرکابي، دمشق، 1980م؛ ابن شریفة، محمد، «من تاریخ الأسر المغربیة: أسرة بني عشرة»، مجلة البحث العلمي مرکز النشر الجامعي، الرباط، 1967م؛ ابن ظافر الأزدي، علي، بدائع البدائه، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1970م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالک الأبصار، نسخة مصورة لمکتبة أحمد الثالث، استانبول، رقم 2797؛ الرکابي، جودت، في الأدب الأندلسي، القاهرة، 1970م؛ السعید، محمد مجید، «ابن بقي القرطبي»، المورد، س 7، عد 1، بغداد، 1978م؛ السلفي، أحمد، أخبار و تراجم أندلسیة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1963م؛ عمادالدین الکاتب، محمود، خریدة القصر، تقـ: آذرتاش آذرنوش و آخرون، تونس، 1984م؛ المقري، أحمد بن محمد، أزهار الریاض في أخبار عیاض، تقـ: مصطفی السقا وآخرون، القاهرة، 1940م؛ م. ن، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Garcia Gómez, E,. «Estudio del Dār aṭ-ṭirāz», AL-Andalus, Madrid/ Granada, 1962; Monroe, J. T,. Hispano-Arabic Poetry, Los Angeles/ London, 1974; Nykl, A. R., Hispano-Arabic poetry., Baltimore, 1946; Stern, S. M., Hispano- Arabic Srtophic Poetry, Oxford, 1974.
1.
محمدأحمد آل طعمة

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: