ابن بطة القمي

اِبنُ بُطَّةٍ القُمّيّ، أبوجعفر محمد بن جعفر بن أحمد، الملقّب بالمؤدِّب، محدّث إمامي في القرنین 3 و 4 هـ/ 9 . 10م. لاتتوفر سوی معلومات قلیلة عن حیاته، ولم یذکر الطوسي في الفهرست ترجمة مستقلة له، رغم ذکر اسمه مرات عدیدة. اما ضبط کلمة «بطّة» فهي بضم الحرف الأول استناداً إلی قول ابن شهرآشوب (ظ: السیوطي، 111).
ولمّا کان ابن بطة قد نقل أحادیث کثیرة عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي (تـ 274 أو 280هـ) (ظ: ابن بابویه، الخصال، 1/33؛ النجاشي، 29، مخـ؛ الطوسي، الفهرست، 22، مخـ)، فلابد أنه ولد حوالي سنة 260هـ. وأن روایته عن محمد بن الحسین بن أبي الخطاب (تـ 262هـ) التي تلاحظ في السند الموجود في الاستبصار و تهذیب الأحکام للطوسي، لاتبدو صحیحة (لملاحظة هذا السند المشوش، ظ: الاستبصار، 1/466، تهذیب، 3/66) لاسیما و أن ابن بطة في فهرسته لم یوصل طریقه بالمتقدمین بواسطة هذا الشخص. و من جهة أخری و رغم أن الطوسي في الفهرست ینقل کتب السلف في کثیر من المواضع عن ابن بطّة بواسطة أحمد بن محمد بن عیسی (ظ: ص 44، مخـ)، لکن لاتشاهد في رجال النجاشي الذي لم یحسن الظن کثیراً بروایات ابن بطة  وطرقه الروائیة (ص 273)، روایة مباشرة من ابن بطّة عن أحمد بن محمد بن عیسی، إلا في موضع واحد (ظ: ص 128)، بینما توجد روایات کثیرة غیر مباشرة عن ابن بطة نقلاً عن أحمد (ص 282، مخـ؛ و أیضاً ظ: بقیة المصادر، مثل ابن بابویه، التحید، 360)، ولذلک فإن الإعتماد علی روایته عن أحمد بن محمد بن عیسی لتسلیط الأضواء علی فترة نشاطه العلمي یبدو بعیداض عن الاحتیاط.
و یستنتج من القرائن المختلفة أن ابن بطّة قضی الفترة الرئیسة من حیاته في قم و أقام أواخر عمره مدة ببغداد (محلة النوبختیة) (ظ: النجاشي، 372-373).
ویمکن أن نذکر من مشایخه عدا البرقي. محمد بن الحسن الصفّار و محمد بن أحمد بن یحی الأشعري و أحمد بن إدریس و محمد بن علي بن محبوب و الحسن بن علي الزیتوني و محمد بن أبي القاسم ماجیلویه و الحسین بن محمد بن عامر الأشعري (ابن بابویه، ن. ص؛ المفید، 2/370؛ النجاشي، 35، 45، 102، 185، 205، مخـ؛ الطوسي، الفهرست، 165). کما استفاد ابن بطّة من المتکلم الإمامي الشهیر ابن قبة الرازي (النجاشي، 375).
ویمکن ذکر أحمد بن هارون الفامي و جعفر بن محمد بن مسرور و جعفر بن الحسین المؤمن و علی بن حاتم القزویني و علي بن بلال المهلّبي و محمد بن أحمد الصفواني و أحمد بن داود القمي و سلامة بن محمد الأرزني و الحسن بن حمزة الحسیني الطبري و أبي المفضل محمد بن عبدالله الشیباني من بین تلامذته ورواته (ابن بابویه، الخصال، ن. ص، 1/156؛ الغضائري، 189؛ المفید، ن. ص؛ النجاشي، 35، 59، 102، 192، 373، مخـ؛ الطوسي، تهذیب، 4/177، 6/110، الفهرست، 8، مخـ؛ الاختصاص، 6، مخـ).
ویذکر النجاشي أن ابن بطّة کان «کثیر الأدب و الفضل و العلم» و یتمتّع بمنزلة رفیعة في قم و مع‌ذلک فقد نقل عن ابن الولید القميّ أنه کان متسامحاً في نقل الحدیث و أنه کان یعد ضعیفاض في روایة الحدیث و لایخلو ماینقله من خلط (ص 372-373).
آثاره: نسبت إلی ابن بُطّة آثار لم یعث رعلیها حتی الآن، هي: 1. تفسیر أسماءالله  مایدعی به، وقد بالغ ابن نوح السیرافي في مدحه؛ 2. قرب الإسناد (النجاشي، 373)؛ 3. و کان لابن بُطّة أثر علی نفس نهج و أسلوب الخصال لابن بابویه، مثل کتاب الواحد وکتاب الاثنین و کتاب الثلاثة (إلی أن یصل إلی أکثر من أربعین کتاباً) (ن. ص)؛ 4. وکان قد هیّاً فهرساً لروایاته و استفاد منه الشیخ الطوسي في الفهرست کثیراً، کما أفاد منه النجاشي في الرجال قلیلاً. و قد روی النجاشي هذا الکتاب عن طریق ابن حمزة الطبري و رواه الطوسي عن طریق أبي المفضل الشیباني (ظ: النجاشي، 185، 373؛ الطوسي، الفهرست، 165). و ربما رتب هذا الکتاب وفق أسماء المؤلفین، حیث ذکر في نهایة کل اسم سند ابن بطّة إلی ذلک المؤلف. و استناداً إلی ماقاله النجاشي (ن. ص) فقد ارتکب ابن بُطة أخطاء کثیرة في هذا الکتاب (أیضاً ظ: م. ن، 130، 279).
وترد عبارة في رجال النجاشي (ص 375). لو لم تربطها بهذا الفهرست، لکان ابن بطة صاحب مؤلف آخر في مجال فهرست مشایخه، فیقول النجاشي في تلک العبارة عند الحدیث عن ابن قبة الرازي «وأخذ عنه ابن بطة، وذکره في فهرسته الذذي یذکر فیه من سمع منه» و أغلب الظن أن هذه العبارة لایمکن أن تکون لها علاقة بالفهرست الذي سبق ذکره.

المصادر

ابن بابویه، محمد، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني الطهراني، طهران، 1387هـ؛ م. ن، الخصال، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، 1403هـ؛الاختصاص، منسوب إلی الشیخ المفید، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، 1403هـ؛ السیوطي، طبقات المفسرین، تقـ: علي محمد عمر، القاهرة، 1396هـ/1976م؛ الطوسي، محمد، الاستبصار، طهران، 1390هـ؛ م. ن، تهذیب الأحکام، طهران، 1364ش؛ م. ن، الفهرست، النجف ، المکتبة المرتضویة؛ الغضائري، حسین، «تکملة»، مع رسالة أبي غالب الزراري، تقـ: محمد رضا الحسیني، قم، 1411هـ؛ المفید، الإرشاد، قم، 1413هـ؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی شبیري الزنجاني، قم، 1407هـ/1987م.

حسن أنصاري