الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن بابویه، ابوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن بابویه، ابوالحسن


تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/21 ۱۲:۱۲:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ بابَویه، ابوالحسن علي بن الحسین بن موسی بن بابویه القمي (تـ 329هـ/ 941م)، محدث و فقیه إمامي شهیر. و بالإضافة إلی کونه عالماً کبیراً فهو الجد الأکبر لأسرة من محدثي الإمامیة و فقهائها الأجلاء. کان من أصل إیراني، و یتضح هذا من اسمه الذي ضبط بشکل بابویه و بابَوَیه (حول کون هذا الاسم إیرانیاً وأصله: ظ: یوستي، 55). وأشهر أفراد هذه الأسرة الشیخ الصدوق محمد بن علي بن الحسین ابن بابویه (ن. ع) ووالده هو أبوالحسن علي نفسه أیضاً، حیث کان الاثنان من أعظم فقهاء الإمامیة في القرون الأولی.
ورد في بعض المصادر ذکر أشخاص شارکوا ابن بابویه في الاسم، ولاتتفق المعلومات التي وردت بشأنهم مع مایتوفر من الحیاة العلمیة لابن بابویه (للتفصیل، ظ: الحسیني، 13-19).
و یظهر من القرائن أن ابن بابویه ولد في قم و نشأ هناک و أخذ فیها عن مشایخ الحدیث المرموقین. و إذا صح ما روي بأن الإمام الحسن العسکري (ع) (تـ 260هـ) أرسل إلیه رقعة امتدحه فیها کفقیه کبیر (ظ: ابن شهرآشوب، 4/425-426؛ النوري، 3/527-528)، فلابد من الحدس بأن ولادته کانت في حوالي سنة 230 هـ علی الأقل، و لایبدو هذا الإحتمال صحیحاً و ذلک لوجود شک کبیر في صحة هذه الروایة.
أخذ ابن بابویه العلم و سمع الحدیث عن مشایخ مرموقین أمثال سعد ابن عبدالله الأشعري و عبدالله بن جعفر الحمیري و محمد بن یحیی العطار و أحمد بن إدریس الأشعري و علي بن إبراهیم القمي و محمد بن الحسن الصفار، کما سمع الحدیث عن محمد بن إسحاق ابن خزیمة (ن. ع) و هو من علماء السنّة المشهورین في الحدیث (ابن بابویه، علي، 153، 157، 162، 193، 221؛ ابن بابویه، محمد، کمال‌الدین، 2/348، علل، 363). و أخذ أیضاً عن ابن أبي العزاقر الشلمغاني و روی عنه کتابه التکلیف في الفقه (الطوسي، الفهرست، 173). سافر بعد 305هـ إلی بغداد و اجتمع هناک بالحسین بن روح النوبختي. و یقول النجاشي سأل ابن بابویه، النوبختي عن مسائل ثم کاتبه بعد عودته إلی قم (ص 261). و قیل أیضاً إنه طلب من النوبختي في رسالته، أن یسأل الإمام الغائب (ع) کي یدعو الله أن یرزقه أولاداً مبارکین (ن. ص؛ أیضاً ظ: ابن بابویه، محمد، کمال‌الدین، 2/502-503؛ الطوسي، الغیبة، 187-188، 194-195). وروي أنه ذهب إلی الحج في السنة التي هاجم فیها القرامطةُ الحُجّاجَ (ن.م، 196) و في روایة أخری أنه کان موجوداً في بغداد عام 328هـ و یقول النجاشي (ص 261-262)، أخذ العباس بن عمر الکلوذاني منه في هذه السنة إجازة نقل الحدیث. و کذلک لقیه في بغداد هارون بن موسی التَلّعُکبّري في 329هـ علی الظاهر (ظ: الطوسي، رجال، 482).
و علی کل حال فقد توفّي ابن بابویه في قم (النجاشي، ن. ص). و کان تاریخ وفاته قبل وفاة علي بن محمد السمري (15 شعبان 329) و نقلت أیضاً قصة حول وفاته تکشف عن مدی اهتمام السمري به (ظ: ن. ص؛ الطوسي، الغیبة، 242). و قبره مزار مشهور في قم (الحسیني القمي، 79، 152؛ الحسیني، 32-33).
قال النجاشي عن ابن بابویه، إنه شیخ القمّیین في عصره و متقدمیهم و فقیههم (ص 261)، و عدّه الطوسي في الفهرست فقیهاً جلیلاً و ثقة (ص 119، أیضاً ظ: رجال، ن. ص). و اعتبره ابن الندیم من ثقات فقهاء الشیعة (ص 246). قضی ابن بابویه أکثر عمره في فترة حساسة و مضطربة من تاریخ الإمامیة؛ تلک الفترة التي تعرف بعصر «الغیبة الصغری». و من الطبیعي أن عالماً إمامیاً ذائع الصیت مثله کان یستطیع أن یلعب دوراً فعالاً في بیان القضایا المتعلقة بالإمامة و خاصة قضیة غیبة الإمام المهدي المنتظر (ع) التي کانت قد خلقت في تلک الفترة أزمات في صفوف أتباع مذهب الإمامیة. و من هنا فإن کتابه الإمامة والتبصرة من الحیرة یحظی من هذه الناحیة بأهمیة کبیرة (ظ: بقیة المقالة). کما کانت له علاقة مع اثنین من سفراء الإمام الغائب (ع) الأربعة النوبختي والسمري و بطبیعة الحال کان یُعَدُّ من أنصارهما. و لهذا السبب فإنه عندما قدم الحسین بن منصور الحلّاج إلی قم و عرّف نفسه باعتباره سفیر ووکیل الإمام الغائب (ع) قابله ابن بابویه بعنف و خرق کتابه و أهانه حتی قیل إنه أخرجه من قم (الطوسي، الغیبة، 247-248؛ حول روایة مناظرته مع الخصیبي النُصَیري المذهب و التي یجب أن لاتکون صحیحة، ظ: الحسیني، 67-71، نقلاً عن الهدایة الکبری).
یمکن الإشارة إلی عدد من تلامذة و رواة ابن بابویه و هم: ولده الشیخ الصدوق الذي أخذ عن أبیه أکثر من جمیع مشایخه الآخرین و یحتمل جداً أنه استفاد من مکتبته النفیسة، و أحمد بن داود بن علي القمي (الطوسي، الفهرست، 53، أیضاً ظ: تهذیب، 1/275)، و جعفر بن محمد ابن قولویه القمي (ابن قولویه، 19، 21)، و سلامة بن محمد الأرزني (النجاشي، 192)، و محمد بن الحسن بن بندار القمي (الکشي، 222) و هارون بن موسی التلعکبري (الطوسي، رجال، ن. ص). کان نجل ابن بابویه الآخر أبو عبدالله الحسین، یروي عن أبیه الحدیث بإجازة منه (النجاشي، 68).

آثار

من بین مؤلفات ابن بابویه، لاتتوفر أیة معلومات عن وجود نسخ من کتب التوحید و الوضوء و الصلاة و الجنائز والإملاء (الذي یمکن أن یکون نفس النوادر) و المنطق (أو النطق) و النساء و الولدان و التفسیر و النکاح و مناسک الحج (= الحج؟) و التسلیم (= التسلیم و التمییز) و الطب و المواریث و المعراج (ظ: م. ن، 261؛ الطوسي، الفهرست، 119). و کان کتابه قرب الإسناد موجوداً عند مؤلف حدیقة الشیعة (ظ: حدیقة الشیعة، 564، 578؛ أیضاً آقابزرگ، 17/69-70). و لابد أن یکون کتاب ابن بابویه الآخر الإخوان (أو الإخوان و الأُلف) نفس کتاب مصادقة الإخوان الذي طبع باسم ولده الشیخ الصدوق في طهران (1325ش) و مرة أخری في بغداد (1976م).
و هناک کتابان لابن بابویه یحظیان بأهمیة کبیرة وقد طبع أحدهما مرتین:
1. الإمامة و التبصرة من الحیرة، الذي طبع أولاً في قم (1404هـ) ثم في بیروت (1407هـ/ 1987م) بتحقیق محمدرضا الحسیني. والکتاب حول إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر (ع)، و یتضمن مقدمة حول مسألة غیبة الإمام المهدي (ع). و یقول المؤلف في المقدمة: «و رأیت کثیراً ممَّن صحّ عقده، و ثبتت علی دین الله و طأته، و ظهرت في الله خشیته، قد أحارته الغیبة، و طال علیه الأمد، حتی دخلته الوحشة وأفکرته الأخبار المختلفة والآثار الواردة. جمعت أخباراً تکشف الحیرة و تحسم الغمة و تنبیء عن العدد، و تؤنس من وحشة طول الأمد» (ص 142). ثم یبدأ البحث حول الإمامة والغیبة حیث تعتبر مطالعة ذلک مفیدة لدراسة تاریخ کلام الإمامیة. و قد وصلنا هذا الکتاب بشکل ناقص.
2. الشرائع. و یقول النجاشي إن هذا الکتاب هو رسالة کتبها المؤلف لابنه الشیخ الصدوق (ن. ص؛ قا: الطوسي، ن. ص). و لهذا الکتاب الفقهي أهمیة کبیرة: فقد قیل إن أول من ابتکر طرح الأسانید و جمع بین النظائر و أتی بالخبر مع قرینه، في تألیف کتاب في الفتوی هو ابن بابویه في رسالته إلی ابنه علی خلاف أمثال الکلیني و ابن الولید القمي اللذین اعتمدا فقط علی اختیار الأحادیث المتعلقة بالفتوی و تبویبها (ظ: أفندي، 4/6). واتبع هذا الأسلوب فیما بعد ابنه الشیخ الصدوق و غیره. و یظهر أن أسلوب ابن بابویه قریب من الأسلوب الذي استخدمه الشلمغاني في تألیف کتاب التکلیف. و یقال إن ابن بابویه کان بالإضافة إلی إلمامه بالأحادیث الواردة في کل موضوع فقهي و دراسة و نقد الروایات من حیث الرجال، من الفقهاء الذین یطرحون بعض التحلیلات الأصولیة في باب الأحادیث الفقهیة. و في الواقع فإنه کان یجول في ساحة الفقه من خلال نظرة خاصة إل الفقه و الحدیث المرتبطة بنظرة أصحاب الحدیث من الإمامیة. و کما قیل فإنه جمع في هذه الرسالة بین «الأخبار النظائر» مرجحاً بعض الأحادیث علی البعض الآخر بالإستناد علی بعض التحلیلات و الأسالیب الأصولیة و الرجالیة المحددة. و کان لابد أن یعتقد کغیره من فقهاء أصحاب الحدیث بأخبار الآحاد (مدرسي، 1/52-53؛ الأنصاري، 33-34). و قیل أنه رغم خلو هذا الکتاب من ذکر أسانید الحدیث، إلا أن جمیع من تأخر عنه من الإمامیة یحمد طریقه فیه و یعوّل علیه في مسائل فقهیة لایجد علیها نصاً من الأئمة (ع) (أفندي، ن. ص). یقول الشهید الأول حول کتاب الشرائع لابن بابویه کان الأصحاب یتمسکون بما یجدونه فیه و أن فتواه کالروایة (ص 4-5). وأفاد الشیخ الصدوق (محمد بن علي ابن بابویه) في بعض کتبه و منها فقیه من لایحضره الفقیه (1/57، مخـ)، في مواضع مختلفة من هذه الرسالة. و من بعده کان الشرائع دائماً موضع الإهتمام أیضاً باعتباره مصدراً فقهیاً مهماً. و نظراً لوجود تشابه کثیر بین منقولات الشرائع و فقه الرضا فقد اعتقد البعض أن فقه الرضا هو بعینه رسالة الشرائع و من هنا یرون عدم صحة انتساب فقه الرضا إلی الإمام الرضا (ع) و یعتبرونه متعلقاً بابن بابویه (ظ: أفندي، 2/31). إن دراسة العلاقة بین هذین الکتابین تتوقف علی دراسة نسخة من الشرائع التي قیل إنها توجد في مکتبة السید حسن الصدر بالکاظمیة (ظ: آقا بزرگ، 13/46؛ لتفصیل البحث حول فقه الرضا، ظ: دانش پژوه، 115-121).
ویقول أفندي (4/6) لابن بابویه أیضاً رسالة في مناظراته في الري مع محمد بن مقاتل الرازي، الذي لاتتوفر معلومات عن هویته، في إثبات إمامة أمیرالمؤمنین علیه السلام إلی أن صار الرازي شیعیاً، و یقول المؤلف نفسه: «وتعرف هذه الرسالة بالکرّ و الفرّ أیضاً و رأیت نسخة منها في کازرون في بعض المجامیع، و هي رسالة جمعها بعض تلامیذه». و توجد حالیاً نسخة من هذا الکتاب في دار الکتب المصریة (سید، 3/21).
کان لابن بابویه بالإضافة إلی محمد ولدان آخران أحدهما أبو عبدالله الحسین (ظ: ن. د، ابن بابویه) الذي یعدّ من محدثي الإمامیة و فقهائها و الآخر الحسن الذي قیل إنه کان عابداً و زاهداً (ظ: الطوسي، الغیبة، 188).

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن بابویه، علي، الإمامة و التبصرة من الحیرة، تقـ: محمدرضا الحسیني، بیروت، 1407هـ/1987م؛ ابن بابویه، محمد، علل الشرائع، النجف، 1385هـ؛ م. ن، فقیه من لایحضره الفقیه، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، منشورات جماعة المدرسین؛ م. ن، کمال‌الدین، تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، 1390هـ/ 1970م؛ ابن شهرآشوب، محمد، مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن قولویه، جعفر، کامل الزیارات، النجف، 1356هـ/ 1937م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أفندي الأصفهاني، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الأنصاري، حسن، «مقدمه‌اي برای فهم جایگاه شیخ مفید …»، مقالات فارسي کنگرۀ جهاني هزارۀ شیخ مفید، قم، 1413هـ، عد 71؛ حدیقة الشیعة، المنسوب للمقدس الأردبیلي، طهران، انتشارات علمیة إسلامیة؛ الحسیني، محمدرضا، مقدمة علی الإمامة (ظ: همـ، ابن‌بابویه، علي)؛ الحسیني القمي، محمد، خلاصة البلدان، تقـ: مدرسي طباطبائي، قم، 1396هـ؛ دانش پژوه، محمد تقي، «الشیخ الطوسي و کتاب النهایة»، فرهنگ إیران زمین، طهران، 1335ش، ج 4؛ سید، المخطوطات؛ الشهید الأول، محمد، الذکری، ط حجریة، إیران، 1272هـ؛ الطوسي، محمد، تهذیب الأحکام، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، بیروت، 1401هـ/ 1981م؛ م. ن، رجال، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ م. ن، الغیبة، النجف، 1398هـ؛ م. ن، الفهرست، النجف، 1380هـ/ 1960م؛ الکشي، محمد، معرفة الرججال، اختیار الطوسي، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ مدرسي، حسین، زمین در فقه إسلامي، طهران، 1362ش؛ النجاشي، احمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ/ 1987م؛النوري، حسین، مستدرک الوسائل، قم، مؤسسة اسماعیلیان؛ وأیضاً:

Justi, F., Iranisches Namenbuch, Marburg,1895.
قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: