الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن البر /

فهرس الموضوعات

ابن البر


تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/24 ۱۲:۰۷:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ البِرّ، أبوبکر محمدبن علي بن الحسن (أو الحسین، ظ: عباس، 109؛ EI2) التمیمیي الغوثي، اللغوي والأدیب المشهور في القرن 5هـ/11م، اشتهر بابن البِرّ لأن جدّه علیاً کان یقال له «البِرُّ»، غیر أن ابن الأتار (ن. ص) یری أنه من اهل القیروان و سکن صقلیة، ولکن القفطي (3/190) یقول إن ابن البر ولد في صقلیة. وقد رحل في صباه جهة المشرق طلباً للعلم (ن.ص)، وبذل جهده في القاهرة في دراسة اللغة وقد حضر دروس أساتذة تلک الدیار  کان یتتلمذ علی أساتذة اللغة المشهورین مثل ابن خرَّزاد النجیرمي، وسمع شعر أبي الطیب المتنبي من تلمیذه أبي علي صالح بن إبراهیم بن رِشدین في 413هـ/1022م (ابن الأبّار، 2/671-672)، و أخذ بروایة أشعار المتنبي و شرحها بعد مدة قصیرة. و إن لم تحکِ الأبیات القلیلة التي نسبها إلیه التجیبي (ص 308-309) مهارته في الشعر فإنها تدل علی الأقل علی أنه کان یجالس الأعیان و العلماء و یصاحبهم في مصر مثل القاضي أبي محمد عبدالهاب بن علي و أبي منصور الثعالبي و محمد بن علي المروزي و محمد الهروي و یتبادل الشعر معهم أحیاناً (ابن الأَبّار، ن.ص). و تشیر الأشعار التي أوردها التجیبي (ص 264) في بدایة رسالة مخاطباً بها ابن البر إلی المودّة العمیقة بین هذین الرجلین، و یشیر التجیبي (ص 307، 309) إلی عهد کان من المقرّر فیه أن یعود مع ابن البرّ إلی وطنه في 415هـ/1024م، ولکن ابن البرّ الذي کان قد استوفی دراسته للعلوم في القاهرة و اکتسب شهرة أیضاً (ابن الأبّار، 2/671)، ترک صدیقه القدیم وسار إلی صقلیة مع جماعة من شباب القیروان. وقد شرح التجیبي في قطعة بدیعة کیف ترک الاثنان الاسکندریة في سفینتین مختلفتین في یوم واحد مصادفة، و کیف نظم أبیاتاً في عتابه و کیف التقیا في موانئ أخری.
وعلی أي حال فقد وصل ابن البرّ إلی صقلیة عن طریق الإسکندریة – شقراء – المهدیة (م. ن، 308) و نزل علی قائد مدینة مازر الذي کان یسمی ابن منکود، وقد استقبله ابن منکود – الذي کان رجلاً زاهداً – بحفاوة و أکرمه (یاقوت 14/9؛ و أیضاً ظ: القفطي، 3/190) و بادر إلی تدریس اللغة تحت رعایة ابن منکود، و في هذا المکان أظهر أسلوبه الخاص في روایة اللغة و لاسیما روایة الصحاح للجوهري وربّی تلامذة علی هذه الطریقة (قا: عباس، 109) وقد تقاطر علیه طلاب العلم في الفترة التي کان یقیم بها في مازر، بحیث قرّر علي بن عبدالجبار بن سلامة الشاعر (تـ 519هـ/1125م) أن یتعلم اللغة عنده (یاقوت، 14/8-10؛ أیضاً ظ: الصفدي، 12/209-210؛ القفطي، 3/191)، ولکن لم تدم إقامته في تلک المدینة، لأنه کان یمیل إلی الخمرة کما یقال، و کان هذا الأمر یغیة ابن منکود الزاهد. و أخیراً دفعت رسالة ابن منکود الرمزیة ابن البر لترک مازر و بذلک حُرم ابن عبدالجبار من دروسه. و الجدیر بالذکر أن لقاءه مع ابن رشیق في تلک المدینة، کما یقول یاقوت (ن. ص) والذي ورد في «دائرة المعارف الإسلامیة» لابد أن یکون نتیجة الخطأ في فهم المتن. و قد رحل ابن البر إلی بلرم بعد ذلک (یاقوت، الصفدي، ن. ص؛ القفطي، 3/190). و مارس العمل اللغوي في تلک المدینة و ثبّت مدرسته اللغویة التي یقال إنه أسّسها، و لایتوفّر خبر عنه بعد ذلک سوی ما قیل أنه ذهب إلی الأندلس في حوالي 460هـ/1068م (ابن الأبّار، 2/675). ولم ینسب أثر إلی ابن البر الذي جاء اسمه في عداد کبار النحویین و اللغویین، و کان من المحتمل أن یعفی اسمه إن لم یرو بعض تلامذته المشهورین روایاتهم عنه. و من الأفضل أن لانغالي في حرکته اللغویة المنسوبة له و لانسعی أن ننسب إلیه مدرسة في علم اللغة (خلافاً لعباس، 108) لأن الدور الرئیس الذي یعزی إلیه في هذا الباب هو إدخال صحاح الجوهري إلی مصر. یقول القفطي (2/236). عندما دخل تلمیذه ابن القطاع حوالي 500 هـ إلی مصر، رأی الناس یجهلون کتاب الصحاح فلم یریُدّاً إلا أن یهتم بتدریسه بنفسه، ولکن هذا القول لایضفي اعتباراً لمدرسة ابن البرّ اللغویة و لاسیما و أنّ القفطي غیر واثق من أن المصریین لم یکونوا یطلعون علی الصحاح (3/190). و الفضیلة الأخری التي تنسب إلیه هو نشره شعر المتنبي في صقلیة، فقد نقل بنفسه عن ابن رِشدین تلمیذ المتنبي المباشر الذي کان یروي أشعاره في مصر و اشتهر بعد ذلک براوي آثار المتنبي و شارحها، ولکن مانعرفه من شرحه هو ما نقله تلمیذه ابن القطاع (ظ: ریزیتانو، 227-207). و یبدو من هذا الشرح أنه کان یعتني بالناحیة اللغویة أکثر من بقیة النواحي لأننا نلاحظ أن ابن القطاع شرح المفردات فقط، نقلاً عنه. وقد درس – بالإضافة لابن القطاع – أبومحمد الصیرفي في 450هـ/1067م شعر المتنبي عنده. و من الأشخاص الذین کانوا سبباً لتخلید اسمه ابن مکي (تـ 501هـ/1107م) صاحب تثقیف اللسان حیث کان یعرض کتابه علی أستاذه کي یأمن معابة المغرضین و حسد الحساد، و لذلک کان یأخذ جمیع آراء الأستاذ بنظر (ابن مکي، 47)، و یحتمل أن تصحیح الکتاب تمّ حوالي عام 460هـ أي في الوقت الذي کان ابن البرّ لایزال في صقلیة (عباس، 110).
 

المصادر

ابن الأبّار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقـ: عزّت العطار الحسیني، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن دحیة، عمر، المطرب من أشعار أهل المغرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري وآخرون؛ القاهرة، 1955م؛ ابن قاضي شهبة، أبوبکر، طبقات النحاة و اللغویین، تقـ: محسن غیاض، النجف، 1393هـ/1973م؛ ابن مکي، عمر، تثقیف اللسان، تقـ: عبدالعزیز مطر، القاهرة، 1386هـ/1966م؛ التجیبي، إسماعیل، شرح علی المختار من شعر بشّار، تقـ: محمد بدرالدین علوي، القاهرة، 1934م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالفیات، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ عباس، إحسان، العرب في صقلیة، بیروت، 1975م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2; Rizzitano, U., «Uncommento di Ibn al Qattā’ ...» RSO, vol. XXX.
قسم الأدب العربي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: