ابن البراج

اِبنُ البَرّاج، أبوالقاسم سعدالدین عبدالعزیز بن تحریربن عبدالعزیز بن البرّاج الطرابلسي،المعروف بالقاضي والملقب بعزّ المؤمنین (تـ شعبان 481هـ/ تشرین الأول 1088)، فقیه إمامي مشهور. لاتتوفر معلومات دقیقة عن تاریخ ولادته، ولکن ذکر أنه بلغ من العمر ثمانین ونیفاً (أفندي، 3/142-143). لذلک یمکن القول إنه ولد في حوالي 400 هـ. و ذکر أفندي (ن. ص) أن ابن البراج ولد بمصر و بها نشأ و عرف في نفس الوقت بالطرابلسي لتولیة قضاء طرابلس الشام فترة طویلة (منتجب‌الدین، 107). وقد جلبه صیت مجلس درس السید المرتضی علم الهدی إلی بغداد، فحضر ابن البراج درسه في 429هـ/1038م و أخذ عنه مدة 7 سنوات أي حتی وفاة السید المرتضی (ابن شهر آشوب، معالم، 80؛ أفندي، 3/142). و قیل بأن السید المرتضی الذي کان یجري علی التلامیذ حسب مستواهم العلمي، کان یعطي الشیخ الطوسي 12 دیناراً في الشهر و ابن البراج 8 دنانیر (علي خان، 460) و هذا یعکس مکانة ابن البراج العلمیة دیام السید المرتضی. و بعد وفاة السید المرتضی، حضر ابن البراج درس الشیخ الطوسي و أخذ عنه لعدة سنوات. وفي 438هـ/1046م سافر إلی طرابلس الشام و عرف هناک بعنوان خلیفة الشیخ الطوسي (المجلسي، 104/198؛ أفندي، ن. ص). و بالإضافة إلی الأستاذین المذکورین، فقد تردد أفندي (3/141). في اعتبار الشیخ المفید محمد بن محمد بن النعمان (تـ 413هـ) من أساتذة ابن البراج، و یمکن تبریر هذا التردد فیما لو کان عُمر ابن البراج 13 عاماً حین وفاة الشیخ المفید. و قد قال أفندي إنه یظهر من حدیث المجلسي أن أباالفتح الکراجکي (تـ 449هـ) کان من أساتذته أیضاً، حینما یری نفسه أن الکراجکي کان استاذ القاضي عبدالعزیز بن أبي کامل الطرابلسي، و تلمیذ ابن البراج، و قد خلط بعض علماء الرجال بین تصانیف القاضي و تصانیفه حتی اشتبهوا بین لقب هذا القاضي و بین ابن البراج (م. ن، 3/141-143). أخذ کثیرون عن ابن البراج و سمعوا منه الحدیث، منهم حسکابن بابویه جدّ منتجب‌الدین و عبدالجبار بن عبدالله المقرئ الرازي و عبدالرحمن بن أحمد النیشابوري والحسن بن عبدالعزیز الجبهاني (منتجب‌الدین، 44، 107-108، 111)، والقاضي ابن أبي کامل الطرابلسي (العلامة الحلي، «الإجازة»، 70-71) وأبوجعفر. محمدبن علي الحلبي (الشهید الأول، الأربعون، 74) وأبوالخیر الداعي ابن الرضا بن محمد العلوي الحسني (المجلسي، 105/ 163) و کمیح والد أبي جعفر و أبي القاسم (ابن شهرآشوب، المناقب، 1/12).
ویمکن التعرف من خلال بعض مؤلفات ابن البراج علی أنه لم یکن تلمیذاً عادیاً في درس الشیخ الطوسي، و کما نری في المهذّب فإن مناقشة جرت بین الشیخ و ابن البراج أضطر فیها الشیخ لقبول رأیه (ابن البراج، 2/419-420). کما أن الشیخ الطوسي یصرح في مقدمة بعض مؤلفاته (رسائل، 117، 155؛ الفهرست، 2) أنه یکتب هذه الکتب بناء علی طلب «الشیخ الفاضل» وقد رأی آقابزرگ (الذریعة، 5/145، مقدمة التبیان، «ت») في حاشیة بعض نسخ کتاب الجمل والعقود أن المقصود من الشیخ الفاضل هو ابن البراج. و یقول التستري أیضاً (ص 9) إن الراوندي صرّح في حل العقود بأن الشیخ المقصود هو ابن البراج. و یؤید هذا الأمر وجود کتاب للشیخ الطوسي باسم مسائل ابن البراج (الطوسي، الفهرست، 288: مسائل ابن الراح!؛ قا: ابن شهر آشوب، معالم، 115).
وطبقاً لما ینقله الشهید الأول، فإن القاضي جلال الملک (الذي یجب أن یکون المقصود هو القاضي جلال الملک أبا الحسن بن عمار الذي ولي طرابلس بین سنوات 464-492هـ/ 1072-1099م، ظ: ابن الأثیر، 10/71) عیّن ابن البراج في قضاء طرابلس (أفندي، 3/145).
وابن البراج من مشاهیر علماء الإمامیة و قد کانت آراؤه دائماً موضع اهتمام الفقهاء الکبار و غالباً مایشار إلیها و یعتمد علیها، و کنموذج یمکن الإشارة إلی : العلامة الحلي في مختلف الشیعة (ص 2، 3، مخـ)؛ الشهید الأول في القواعد و الفوائد (1/273، قا: فهرست الأعلام)، والذکری (کتاب الصلاة، مخـ) و الدروس (ص 10، مخـ)؛ الفاضل المقداد في التنقیح الرائع (1/69، 114، مخـ) و السید جواد العاملي في مفتاح الکرامة (1/3، مخـ). و کان معروفاً کذلک في إجازات الإمامیة و معروفاً باعتباره رواي کتب السلف للخلف.

آثاره

الف. المطبوعة

1. الجواهر، طبع في 1276هـ/ 1859م في طهران ضمن مجموعة باسم الجوامع الفقهیة. و قد طرح في هذا الکتاب حوالي 820سؤال في الأبواب الفقهیة المختلفة تمّت الإجابة عنها. و یعتقد البعض أن هذا الکتاب أول ما کُتب في القضایا الفقهیة علی شکل سؤال و جواب (مدیر شانه‌چي، 21)؛ 2. شرح جمل العلم و العمل، الذي طبع في مشهد عام 1352 ش بتحقیق کاظم مدیر شانه چي. و هذا الکتاب شرح علی القسم الفقهي من کتاب جمل العلم و العمل للسید المرتضی. و اهتم مؤلف هذا الکتاب المختصر بالمباحث العبادیة المختلفظ و من میزاته أنه یتضمن أحیاناً الآراء الفقهیة لجماعة من أصحاب الرسول (ص) و التابعین و فقهاء القرنین 1 و 2 هـ/ 7 و 8م؛ 3. المهذب. ألّف هذا الکتاب کما یفهم من مضمون عباراته (2/476) في حوالي 467هـ/ 1083م.

ب. آثاره المفقودة

1. تفسیر (ابن شهرآشوب، المناقب، 1/35، 37)؛ 2. حسن التعریف (م. ن، معالم، 80) و ضبطه الحر العاملي (2/153) حسن التقریب؛ 3. الروضة (منتجب‌الدین، 107)، الذي سماه ابن شهر آشوب روضة النفس في أحکام العبادات الخمس (ن.ص)؛ 4. عماد المحتاج في مناسک الحاج (منتجب‌الدین، ن.ص)؛ 5. الکامل في الفقه (منتجب‌الدین، ابن شهرآشوب، ن.ص)؛ 6. المعالم في الفروع (ن. ص)؛ 7. المعتمد (منتجب‌الدین،ن. ص)؛ 8. المقرب (ن. ص؛ ابن شهرآشوب، ن. ص)؛ 9.المنهاج (ابن شهرآشوب، ن.ص)؛ 10. الموجز في الفقه (منتجب‌الدین، ن. ص).

المصادر

آقا بزرگ، الذریعة؛ م.ن، مقدمة علی التبیان للشیخ الطوسي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن البراج، عبدالعزیز، المهذب، قم، 1406هـ/ 1986م؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1960م؛ م. ن، المناقب، قم، المطبعة العلمیة؛ أفندي، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني قم، 1401هـ/ 1981م؛ التستري، أسدالله، مقابس الأنوار، طهران، 1322هـ؛ الشهید الأول، محمد، الأربعون حدیثاً، قم، 1407هـ؛ م. ن، الدروس الشرعیة، الطبعة الحجریة، 1260هـ؛ م. ن، الذکری، الطبعة الحجریة، 1271هـ؛ م. ن، القواعد و الفوائد، تقـ: عبدالهادي الحکیم، قم، مکتبة المفید؛ الطوسي، محمد، الرسائل العشر، تقـ: محمدواعظ‌زاده الخراساني، قم، 1403هـ/ 1983؛ م.ن، الفهرست، تقـ: آلویس إشپرنجر، بومباي، 1271هـ/1855م؛ العلامة الحلي، الحسن، «الإجازة»، ضمن ج 104 بحارالأنوار (ظ: همـ، المجلسي)؛ م. ن، مختلف الشیعة، الطبیعة الحجریة، 1333هـ؛ علي خان المدني، الدرجات الرفیعة، قم، 1397هـ؛ الفاضل المقداد، التنقیح الرائع، تقـ: الحسیني الکوه کمري، قم، 1404هـ؛ المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ مدیر شانه‌چي، کاظم، مقدمة علی شرح جمل العلم و العمل لابن البراج، مشهد، 1352ش؛ منتجب‌الدین، علي، فهرست، تقـ: عبدالعزیز الطباطبائي، بیروت، 1406هـ/ 1986م.

قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث