ابن البازیار، محمد

اِبنُ الْبازْیار، محمد بن عبدالله بن عمر البغدادي القمي (تـ ح 245هـ/ 859م)، منجّم. لاتتوفّر معلومات تذکر عن ولادته و نشأته و دراسته، ولکن یمکن الحدس من خلال انتسابه إلی بغداد وقم (ابن طاووس، 128؛ البغدادي، 2/14) بأنه کان یعیش في البدایة ببغداد، ثم ذهب إلی قم (قا: السمعاني، 2/34، الذي ذکر عبداللَّه بن عمر بن البازیار البغدادي، ورجّح أنه والد محمد بن عبداللَّه)، واعتبره ابن طاووس (ن. ص) شیعیاً وتبعه في ذلک بعض الکتّاب المتأخرین. ورغم أن ابن البازیار سکن في قم (مدینة الشیعة) ویمکن استنباط میله إلی التشیع أیضاً من بعض عباراته في کتاب القرانات (ص 34)، غیر أننا لاتملک أي دلیل قاطع علی إثبات هذا الأمر، ولاسیّما أن عبدالله بن عمر بن البازیار الذي ذکره السمعاني (ن. ص) هو من شیوخ أبي الحسن الدار قطني المحدّث الشافعي الشهیر.
وعلی کل حال فقد ظهر محمد بن عبدالله في عهد ازدهار البحوث الفلکیة (عهد المأمون و المعتصم) و تتلمذ في الفلک علی عدد کحبش بن عبدالله المروزي الحاسب و أبي معشر البلخي (ابن الندیم، 334؛ القفطي، 188؛ ابن طاووس، ن. ص).

آثاره

نسب له ابن الندیم (ن. ص) 4 کتب: الأهویة، ویضم 19 مقالة (أو 7 مقالات: القفطي، ن. ص)؛ الزیج؛ القرانات و تحویل سني العالم؛ الموالید و تحویل سني الموالید؛ کما ذکر له حاجي خلیفة (2/1324) کتابین هما: القرانات في الأحکام و القرانات في النجوم أیضاً، وأورد له ابن طاووس (ن. ص) کتاب القرانات و الدول و الملل، ولکن لیس لدینا الآن من هذه الآثار سوی کتاب واحد، و بالنظر إلی محتویاته یمکن القول: إن الکتب الستة الأخیرة هي أسماء مختلفة لهذا الکتاب و هو الذي یدعی القرانات في المخطوطة التي اعتمدنا علیها في هذه المقالة، وقد شک ابن الندیم (ن. ص) في نسبة هذا الکتاب إلی ابن البازیار و قال: نسبه بعضهم إلی أبي معشر البلخي [وهو ماورد بصراحة علی الصفحة الأولی من إحدی مخطوطاته (آستان، 10/4)]، بینما هو في الواقع من آثار سند بن علي. کما وقع بعض الکتّاب المتأخرین أیضاً في هذا الخطأ، فسزگین (GAS, VII/154) مثلاً اعتبر کتاب القرانات والدول والملل (ابن طاووس، ن. ص) کتابین. وقد ذکر علی صدر مخطوطة کتاب القرانات اسم الکاتب أحمد بن عبدالله (بدل محمد بن عبدالله) (ص 1)، بینما ورد بالاعتماد علی هذه النسخة اسم الکاتب أحمد بن محمد بن عبدالله في موضع آخر خطأ (دانش پژوه، 2/109).
إن موضوع کتاب القرانات، کما یبدو من اسمه، هو اتصال أو مقارنة کوکبین، أحد هما في مدار أعلی والآخر في مدار أسفل. وحینما یحل هذان الکوکبان في برج واحد، ویصلان إلی درجة واحدة یقال في علم النجوم، أن هذین متّصلان أو مقترنان و یستدل منهما علی علل حوادث العالم. وإن قیل قران مطلق، فهو اقتران زحل والمشتري، وإن أرید قران کوکبین آخرین وجب ذکر اسمیهما. و مجموع القرانات 6 أنواع و 120 قسماً. و یبیّن ابن البازیار بالاعتماد علیها في اقتران الکواکب المختلفة في البروج المختلفة الظواهر و الحوادث التي تقع في العالم مثل ظهور الأنبیاء و السلالات و النزاع بین الدول و ولادة العظماء والحوادث الطبیعیة کالسیول و العواصف والأمراض. و من أحکام هذا الکتاب صورة زایجة، و هي لوحة دائریة الشکل رسم فیها دوائر متحدة المرکز. استفاد منها منجّمو التنبؤات في الاستدلال علی انقراض‌الدولة الساسانیة و حلول‌الدولة الإسلامیة في العراق (ابن البازیار، 33). واستفاد من هذا الکتاب عدد من العلماء کأبي ریحان البیروني (3/1462-1463).
یشتمل هذا الکتاب علی 8 مقالات و 63 فصلاً، وتقع المقالة الأولی في 4 فصول و تبحث عن ظهور الأنبیاء و العظماء و کیفیة قران الکواکب في بروج الأسد و السنبلة و …، وأحکام کل منها، فمثلاً إذا وقع قران الکواکب في المثلثة الناریة (الحمل والأسد و القوس التي هي ذات طبع واحد)، دلّ ذلک علی قوة أهل المشرق، وإذا وقع في المثلة الترابیة (الثور والسنبلة والجدي) دلّ ذلک علی قوة أهل المغرب (ص 8). و تضم المقالة الثانیة 8 فصول، و هي في بیان أمور الدول و انتقالها (ص 15) والموالید (ص 17) و حیاة الکبار و أحوالهم العلمیة والسیاسیة (ص20) و توقّع الحوادث و الوقائع السیاسیة. وتقع المقالة الثالثة في 6 فصول، و هي في کیفیة معرفة دلالات اتصال الکواکب و امتزاج بعضها ببعض في تحاویل السنین أو الحوادث الأخری کالموالید (ص 42)، فإذا اتصل المشتری بزحل (قران علوي) من تسدیس و تثلیث (إن نظري المودة والمسعود من المشاکلة النظریة أو اتصال السیارات والتي تشمل القران و التسدیس و التربیع و التثلیث و المقابلة) یظهر الحکام والأشراف و الأنبیاء (ص 43). و تقع المقالة الرابعة في 12 فصلاً، و هي معرفة کیفیة دلالات البروج (ص 48). وتشتمل المقالة الخامسة علی 7 فصول  تبحث في کیفیة معرفة دلالات الکواکب علی انفراد، و توازي کل من البروج مع الآخر (ص 54). فإذا توازی عطارد مثلاً مع برج الجوزاء دلّ علی الحرب بین المشرق و المغرب و انتشار الطاعون و الموت و … (ص 72). و تشتمل المقالة السادسة علی 12 فصلاً، و هي في کیفیة معرفة الأحداث السفلیة الناشئة عن تأثیرات الکواکب العلویة التي یتحرّک بعضها فوق بعض (ص 82). و تشمل المقالة السابعة 12 فصلاً، و تبحث حول کیفیة دلالات برج المنتهي أو أحد طوالع التحویلات السنویة في أحد منازل الکواکب (في تنجیم التنبؤ) (ص 104)، و تشتمل المقالة الثامنة علی فصلین، و هي في کیفیة معرفة دلالات الأجرام و الکواکب العلویة علی الأحداث السفلیة (ص 112).
مخطوطات القرانات: الف. توجد المخطوطة التي تمّت الاستفادة منها في هذه المقالة و هي باسم رسالة في القرانات، ضمن مجموعة الرسائل النجومیة بمکتبة علي أصغر مهدوي في طهران (رقم 306)، و لیس في هذه النسخة أیة إشارة إلی اسم المؤلف، ورغم نسبتها إلی أبي معشر، لکننا لانملک دلیلاً قاطعاً لإثبات ذلک . ویعتقد بروکلمان (GAL, S, I/394) و سوتر (ص 16) بصحة نسبتها إلی ابن البازیار؛ ب. توجد مخطوطة أخری في الروضة الروضویة المقدسة باسم أحکام النجوم (آستان، 10/4-5) وأکبر الظن أنها نسخت في أواخر القرن 8 هـ أو مطلع القرن 9 هـ و قد صرح في صدر الکتاب باسم أبي معشر البلخي مؤلّفاً له، بینما ورد في آخر الکتاب اسم ابن البازیار مؤلّفاً له.

المصادر

آستان قدس، الفهرست؛ ابن البازیار، محمد بن عبدالله، القرانات، مخطوطة مکتبة علي أصغر مهدوي، رقم 306؛ ابن طاووس، علي بن موسی، فرج المهموم في تاریخ العلماء والنجوم، قم، 1363ش؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوریحان البیروني، محمدبن أحمد، القانون المسعودي، حیدرآبادالدکن، 1375هـ؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، کشف؛ دانش پژوه، محمدتقي و إیرج أفشار، نشریۀ کتابخانۀ مرکزي دانشگاه تهران دربارۀ نسخه‌های خطی، طهران، 1341ش؛ السمعاني، عبدالکریم بن محمد، الأنساب، تقـ: عبدالرحمن المعلمي الیماني، حیدرآباد الدکن، 1383هـ/1963م؛ القّفطي، علي بن یوسف، إخبار العلماء بأخبار الحکماء، القاهرة، 1326هـ؛ وأیضاً:

GAL, S; GAS; Sute, Heinrich, Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.
علي‌أکبر ضیائي