الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الاطنابة /

فهرس الموضوعات

ابن الاطنابة


تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/3 ۱۳:۵۷:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الإطنابَة، عمرو (عامر، عند ابن الأثیر، 1/668، وأبي عبید، 1/575، وهو خطأ) ابن عامربن زید مَناة من قبیلة الخَزرَج، شاعر جاهلي ینسب إلی أمه إطنابة. و هي بنت شهاب بن الزِبّان من قبیلة بني القَین (و تلفظ بَلقَین للتخفیف) من بطون الخزرج (الطبري، 5/24؛ المرزباني، 8؛ ابن الشجري، 56؛ ابن حزم، 2/365؛ أبوعبید، ن. ص). کان عمرو شجاعاً و «زعیم» قبیلة الخزرج القویة و کان کثیر من أبنائه وأحفاده یتمتّعون بسمعة طیّبة في العصر الإسلامي و کانت حفیدته کَبشة أم عبداللّه بن رَواحة شاعر الرسول (ص) (ابن سعد، 3(2)/79، 142) واستشهد أحد أحفاده واسمه عمرو مع الإمام الحسین (ع) (ابن حزم، ن. ص).
تمتزج حیاة ابن الإِطنابة الذي یحتمل أنه عاش في القرن 6 م بأساطیر کثیرة، مثله مثل العدید من أعلام الجاهلیة، وقد ذکرت حوله روایتان لایمکن أن نفرق فیهما بین الحقیقة والأسطورة . تتعلق الروایة الأولی بیوم فارغ: حیث قتل رجل من بني النّجّار (بطن من قبیلة الخزرج) فتیً من قُضاعة و کان عمّ هذا الفتی یعیش في «جوار» قبیلة الأَوس. وکان سید هذه القبیله مُعاذ بن النُعمان (والد سعد بن معاذ من أصحاب الرسول الأکرم) یعتبر نفسه مسؤولاً عن أخذ دیة ذلک الفتی للجوار، إلا أن بني النجار امتنعا عن دفعها أ تسلیم القاتل فانتهی الأمرإلی مواجهة بین جیشي القبیلتین في فارع قرب «اُطُم» حَسّان بن ثابت (ن. ع)، وفي هذه الأثناء قال قائل: إذا لم تدفع الدیة فإنّنا سنقتل ابن الإِطنابة زعیم الخزرج بدل القاتل. فرّد علیه الإِطنابة بقصیدة (مقطوعة حائیة في 8 أبیات) ثم احتدم القتال، ولکن قبل أن ینتهي الأمرإلی النصر أو الهزیمة دفع ابن الإِطنابة دیة المقتول و وثّق عری الصداقة بین القبیلتین، و في هذا الصدد أنشد لامیة في 20 بیتاً. وقد انفرد ابن الأثیر (القرن 7 هـ/ 13م) (1/668-671) بنقل هذه الأخبار والأشعار، وأشار المزباني (القرن 4 هـ/10م ) فقط إلی النزاع بین القبیلتین (ن.ص)  نقل 4 أبیات من حائیته أیضاً، إلا أنه لم ینسبها إلی معرکة فارع (ص 8-9). ولایعلم بعد أین ذکرت هذه الروایة التي تبدو علیها صبغة الأسطورة الجاهلیة طوال 7 قرون قبل ابن الأثیر و کیف عثر علیها. و من ناحیة أخری فإن عدداً من أبیات المقطوعة المذکورة في تلک القصة علی الأقل تبدو أصیلة من حیث المعاني والوزن و کذلک من حیث المصدر، و علی کل حال فلایمکن إبداء رأي حاسم في هذا المجال. إنّ الحائیة ذات الثمانیة أبیات التي کانت في الحقیقة سبباً في شهرة ابن الإِطنابة مدینة في قیمتها و اعتبارها لمعاویة، حیث یقول الأخیر: عندما منیت بالهزیمة في صفین و عزمت علی الفرار تذکرت أبیات ابن الإِطنابة فصمدت ثانیة حتی انتصرت (وذکر القصّة والأبیات الثلاثة أو الأربعة الشهیرة تلک کلّ من نصربن مزاحم، 395، 404؛ المبرّد، 2/351؛ الطبري 5/24؛ أبوتمام، 77؛ المرزباني، 9؛ ابن عبدربه، 1/104-105؛ ابن أبي الحدید، 2/286؛ ابن خلکان، 5/241؛ ابن قتیبة، 2/126؛ وقد أورد الجاحظ أبیاتاً من المقطوعة من دون ذکر القصّة، الحیوان، 6/425؛ رسائل اخوان الصفا، 1/209؛ البصري، 1/3). وأشار أحمد إلی 16 مصدراً غیرمصادرنا (1/3). ولم تنل القطعة الثانیة اللامیّة (ذات العشرین بیتاً) نفس تلک الشهرة. فمصادرها الأصیلة قلیلة ولم نعثر علیها بشکل کامل و مقرونة بقصة الحرب في مکان آخر غیرکتاب ابن الأثیر (1/670-671). ولهذا فلیس من المستبعد أن یکون قسمها الأعظم مختلقاً بالقیاس إلی عدة أبیات أصیلة کالأبیات الخمسة التي أوردها المرزباني (ص 8-9) (ظ: ابن الدثیر، ن. ص؛ ابن الشجري، 56-57؛ 13 بیتاً؛ البصري، 1/86: بیت واحد) وقد اعتبره حسان بن ثابت «من أشعر شعراء العرب» بسبب أبیات من هذه القصیدة (المرزباني، ن. ص).
وتشیر الروایة الثانیة إلی شکل آخر من الصراعات بین القبائل ومادّتها الأصلیة هي قصّة «هیبة رجل شجاع حتی في النوم»: إجتمع الحارث، زعیم قبیلة بني مُرّة مع خالد زعیم قبیلة عامر بن صَعصَعة عند النُعمان بن المُنذِر (حکم: ح 580-602م) في الحیرة و قد حذّر النعمان خالداً من حدّة طبع الحارث إثر النزاع الذي وقع بینهما، إلا أن خالداً قال: «إنّیني لاأبالي به فواللّه لوکنت نائماً لما أیقظني فهولن یؤرقني»، إلا أن الحارث قتله و هو نائم. وقد دفع هذا الحادث ابن الإطنابة، الذي کان صدیقاً لخالد، إلی نظم مقطوعة یائیة في مدیح نفسه و هجاء الحارث الذي یقتل أعداءه في النوم فقط (وردت 5 أبیات عند ابن قتیبة، 2/184؛ بیتان عند ابن درید، 453؛ بیت واحد عند الجاحظ، البیان، 3/54؛ اثنا عشر بیتاً عند أبي الفرج، 10/28-29؛ بیتان عند ابن الأثیر، 1/564، قاک 1/559). فاستشاط الحارث غضباً من سماع الأبیات وأسرع إلی یثرب (ومن هنا یستنتج أنّ ابن الإطنابة کان یعیش في یثرب) و عندما وصل إلی دار ابن الإِطنابة متنکراً، أَیقظه من النوم بخدیعة وجعله یلبس لأمة حربه و یذهب معه إلی الحصحراء، و عند ذلک عرّفه علی نفسه. أما ابن الإطنابة الذي أصیب بالهلع فقد أنقذ نفسه بالخدعة أیضاً (تفصیل القصة عند ابن قتیبة، أبي الفرج ومع اختلاف یسیر عند ابن الأثیر، في نفس الصفحات) و القصة لاتنتهي هنا لأنّ الحارث ینشد قصیدة في هجاء ابن الإِطنابة، فیها جم زید الخیل الطائي قبیلة بني مُرّة دفاعاً عنه و یأسر الحارث و زوجته و ینشد أیضاً قصیدة في هذا الصدد (أبوالفرج، 16/53).  یبدو أنّ مقطوعة ابن الإِطنابة هذه قدحظیت بشهرة واسعة في القرن 1 هـ / 7م. کما غنتها عزّة المَیلاء بلحن یقال أنها ألّفتها (أبوالفرج، 6/13، 10/30) و في القرن 3هـ/ 9م استشهد سیبویه أیضاً ببیت منها (3/ 129).
وبناء علی ذلک، فإن مجموع الآثار التي بقیت عن ابن الإِطنابة (سواء الأبیات الأصلیة أو الأبیات التي یحتمل أنها نحلت باسمه)، هي عبارة عن ثلاث مقطوعات أو 40 بیتاً.

المصادر

ابن أبي الحدید، عبدالحمید، شرح نهج‌البلاغة، بیروت، 1359هـ/1940م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن دُرید، محمد، الاشتقاق، تقـ: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، 1378هـ/1958م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، تقـ: ادوارد زاخاو، لیدن، 1321هـ/ 1903م؛ ابن الشجري، هبة‌اللَّه، الحماسة، حیدرآبادالدکن، 1345هـ/1926م؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن قتیبة، عبدالله، عیون الأخبار، بیروت، 1343هـ/1925م؛ أبوتمام، حبیب، الوحشیات، تقـ: عبدالعزیز المیمني الراجکوئي، القاهرة، 1970م؛ أبوعبید البکري، عبدالله، سمط اللآلي، تقـ: عبدالعزیز المیمني، علیکره، 1354هـ/1936م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1970م؛ أحمد، مختارالدین، حاشیة علی الحماسة البصریة (ظ: همـ: البصري)؛ البصري، صدرالدین، الحماسة البصریة، تقـ: مختارالدین أحمد، حیدرآبادالدکن، 1383هـ/ 1964م؛ الجاحظ، عمرو، البیان و التبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ م. ن، الحیوان، تقـ: عبدالسلام هارون، بیروت، 1388هـ/ 1969م؛ رسائل إخوان الصفا، بیروت، دار صادر؛ سیبویه، عرمو، الکتاب، تقـ: عبدالسلام هارون، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الطبري، تاریخ؛ المبرّد، محمد، الکامل، بیروت، مکتبة المعارف؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فرّاج، القاهرة، 1379هـ/1960م؛ نصر بن مزاحم، وقعة صفین، تقـ: عبدالسلام هارون، القاهرة، 1365هـ/ 1946م.

آذرتاش آذرنوش
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: