ابن الأمشاطي

اِبنُ الأَمشاطيّ، مظفرالدین محمودبن أحمدبن حسن بن إسماعیل العینتابي (تـ ربیع الأول 902/ تشرین الثاني 1496)، طبیب و فقیه حنفي ماهر في العلوم و الفنون المتعددة (الشوکاني، 2/293). و أول مؤرخ ذکره معاصره برهان‌الدین البقاعي (تـ 885هـ/1480م)، حیث نقل السخاوي (الضوء، 10/129) – من أصدقاء ابن الأمشاطي المقرّبین – في تقریر المفصل نوعاً ما عن حیاته عبارات من البقاعي في مدح ابن الأمشاطي و کرّرها أیضاً في کتابه طبقات الحنفیة (ص 227-228). وذُکر بکنیة أبي الثناء في مقدمة نسخة من آثاره المخطوطة (الخدیویة، 7(2)/565؛ پرچ، 426/2).
ولد ابن الأمشاطي في القاهرة حوالي 812هـ/1409م (السخاوي، الضوء، 10/128؛ قا: السیوطي، 174، الذي ذکر تاریخ ولادته في ح 810هـ؛ البغدادي، هدیة، 2/411، الذي ذکر 815هـ) و ترعرع هناک. و کانت أسرته في الأصل من عینتاب و لهذا السبب لُقّب بالعینتابي و أحیاناً العیني، و بما أن جده لأمه کان یمتهن التجارة في أمشاط، فقد اشتهر بابن الأمشاطي (السخاوي، ن. ص). حفظ ابن الأمشاطي في البدایة القرآن و کتاب النقایة في الفقه و کافیة ابن الحاجب. و إلی جانب علم الفقه، فقد تعلّم النحو و الطب علی مختلف الأساتذة و سمع الحدیث و نال إجازة روایته من البعض و من أساتذته العدیدین یمکن الإشارة إلی ابن حجر العسقلاني. أخذ أیضاً علم المیقات (معرفة الأوقات و الساعات) (ن. ص) و تبحّر فیه وفي علم المساحة (قیاس الأرض الذي له استخدام شرعي أیضاً کتقسیم الأرض بین الورثة واحتساب الخراج) (السیوطي، ن. ص).
سافر ابن الأمشاطي إلی دمشق و مکة عدة مرات واختار الإقامة في الأخیرة فترة. و سافر مرة إلی مدینة الطائف بمعیة صدیقه البقاعي، المؤرخ و الأدیب المعروف. و لم یکن غافلاض في هذه الأسفار عن کسب العلم أبداً، و کان یستفید من الأساتذة الذین یحضر عندهم.
تشاهد شخصیة ابن الأمشاطي نقاط و خصوصیات جدیرة بالملاحظة. فمع تمتّعه بالمنزلة العلمیة کان یتمتّع أیضاً بروح نشیطة جادة، و تَوجَّه إلی تعلم العلوم و الفنون العملیة واستخدامها، کما عرف کیفیة صناعة القذائف النفطیة التي کانت ترمی بالمنجنیق علی العدو (ن.ص) وشارک في الجهاد. و تولّی ابن الأمشاطي إدارة مدارس مختلفة. و درّس الفقة في مدرسة الزمامیة و الطب في جامع ابن طولون و المنصوریة (السخاوي، ن.ص)، و ربّما لقب لهذا السبب برئیس الأطباء (السیوطي، ن. ص). و اشتغل فترة في القضاء وأجاد فیه (السخاوي، ن. ص). کما اتجه قلیلاً إلی الحدیث وسمع بعض تلامذته منه الحدیث (ن. م، 10/129). و في نهایة المطاف ترک جمیع هذه الأعمال و اکتفی بالطب فقط.
وامتدح ابن الأمشاطي لاتصافه بالفضائل الأخلاقیة. و کان وفیّاً في صداقته بحیث لم یترک الزیارة الشهریة للسخاوي حتی في أیام ضعفه و شیخوخته، کما صنف السخاوي (ن.م، 10/128-129) لاجله الابتهاج بأذکار المسافر الحاج.

آثاره

ذکرت لابن الأمشاطي آثار عدیدة في مجالات الفقه الحنفي والطب وغیرها، حیث توجد مخطوطات لبعضها. ولدی ملاحظة هذه الآثار التي تبحث جمیعاً في شرح آثار السلف أو تکملتها، ولایشاهد فیها تحقیق بدیع، تعکس بشکل جید ظروف فترة خاصة اتجهت فیها العلوم في البلاد الإسلامیة نحو الأفول. و مابقي من آثار ابن الأمشاطي هي: 1. الأسفار في حکم الأسفار (GAL, S, II/93)؛ الزرکلي، 8/39)، في الطب؛ 2. تأسیس الصحة، في شرح اللمحة لابن أمین‌الدولة في الطب، في مجلدین (السخاوي، ن. م، 10/129؛ دوسلان، رقم 3026، 3025)؛ 3. القول السدید في اختیار الإماء والعبید، الذي فرغ من تألیفه في 883هـ/1478م، ویدور هذا الکتاب حول تجارة العبید و کُتب في أعقاب کتاب النظر و التحقیق في تقلیب الرقیق لابن الأکفاني (ن. ع) (الخدیویة، 7(2)/565)؛ 4. الکفایة، و هو شرح علی النقایة في الفقه الحنفي (البغدادي، إیضاح، 2/371). وقد کتب ابن الأمشاطي هذا الکتاب بالاستفادة من شرح أستاذه الشمني (السخاوي، ن. ص)؛ 5. المنجّز، في شرح الموجز لابن النفیس الذي هو الآخر شرح مبسّط في مجلدین (حاجي خلیفة، 2/1900). وتوجد نسخ من هذا الأثر الطبي، منها: مجلده الأول في دار الکتب المصریة (الفهرس التمهیدی، 535) و مجلده الثاني في الآصفیة (3/404-405)  باریس (دوسلان، رقم 2930).
وکان لابن الأمشاطي ذوق شعري أیضاً وقد نظم نزهة النظر في توضیح نخبة الفکر لابن حجر. کما صنف أثراً منظوماً في الطب باسم التلویح (السخاوي، ن. م، 10/128؛ حاجي خلیفة، 2/1936). وکان له أیضاً کراسة یحتاج إلیها في السفر والتي أشار إلیها السخاوي (ن.م، 10/129) إشارة مبهمة، و ربما هي نفس کتاب الإِسفار في حکم الأسفار (ظ: الزرکلي، 7/163). و یبدو أنه لایوجد أثر لأي من الکتب الثلاثة الأخیرة.

المصادر

آصفیة، المخطوطات؛ البغددي، إیضاح؛ م. ن، هدیة؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الخدیویة، الفهرست؛ الزرکلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوءاللامع، القاهرة، 1355هـ/ 1936م؛ م. ن، طبقات الحنفیة، نسخة مصورة موجودة في مکتبة المرکز؛ السیوطي، نظم العقیان في أعیان الأعیان، تقـ: فیلیب حتی، نیویورک، 1927م؛ الشوکاني، محمد، البدر الطالع، بیروت دار المعرفة؛ الفهرس التمهیدي للمخطوطات المصورة…، القاهرة، 1948م؛ وأیضاً:

De Slane; GAL S, Pertsch.
قسم العلوم