ابن الأعرابي، ابوسعید

اِبنُ الأعرابيّ، أبوسعید أحمد بن محمد بن زیاد بن بشر بن دِرهَم الأموي البصري، الملقّب بشیخ الإسلام و شیخ الحرم (ح 246-340 أو 341هـ/ 860-951 أو 952 م)، فقیه و محدّث و من مشایخ الصوفیة. بصري الأصل سکن مکة السلمي، 443). سافر أولاً إلی دمشق و سمع الحدیث هناک (ابن عساکر، 2/51)، ثم رحل إلی الأقالیم و زار المراکز العلمیة المعروفة آنذاک (الذهبي، سیر، 15/408).
وتزوّد من العلماء و الأفاضل و سمع الحدیث عن الحسن بن محمد ابن الصبّاح الزعفراني (تـ 260هـ/874م) و سعدان بن نصر و محمد ابن عبدالملک الدقیقي (ن. ص) و أبي داود السجستاني (تـ 275هـ/ 888م) (م. ن، تذکرة، 3/852) و غیرهم. و روی عنه الحدیث محمد بن الحسن الخّشاب البغدادي (السلمي، 444) و أبومحمد عبدالله بن یوسف الأصفهاني (الذهبي، ن. ص) و أبوالقاسم الطبراني و الدار قطني (ابن حجر، 1/308) و أبوعبدالله محمد بن أحمد بن یحیی بن مفرّج القرطبي و بعض علماء الأندلس و مکة (المقّري، 2/142، 152، 218، 220، 237، 660). و رحل آخر الأمر إلی مکة وجاور و أسس حوزة للدرس و التحدیث (السلمي، 443). وأثنی العلماء من بعده علی مکانته العلمیة و العرفانیة، ووصفه الخواجة عبدالله الأنصاري بالعالم و الفقیه و شیخ الحرم (ص 414)، و نعته الذهبي بمحدّث مکة (دول الإسلام، 190). و قال السلمي عنه إنه ثقة أسند الحدیث (ن. ص)، وذکر ابن حجر العسقلاني أنه کان یأخذ الأجرة علی التحدیث (1/309). و قیل حول معتقداته أنه فقیه یمیل إلی مذهب أصحاب الحدیث و الظاهر (ابن عساکر، ن. ص)، و یعد شخصیة کبیرة و من مشایخ الصوفیة و من طبقة المتصوّفة الرابعة (الأنصاري، 415). وقد أورد مشایخ الصوفیة کسراج الطوسي والغزالي کلماته في کتبهم. و کان قد صحب بعض مشایخ الصوفیة مثل الجنید البغدادي (تـ 298هـ/910م)، وعمرو بن عثمان المکي (تـ 291هـ/ 904م)، وأبي الحسین أحمد بن محمد النوري (تـ 295هـ/908م) (السلمي، ن. ص)، والشبلي (سرور، 2/196) و أبي أحمد القلانسي (الذهبي، تذکرة، 3/852؛ أبونصر، 194، 199).
نسبت إلیه في کتب التاریخ و الرجال و طبقات الصوفیة آثار کثیرة: فقد ذکر الذهبي أن ابن الأعرابي کان یروي سنن أبي داود و یضیف علیها (سیر، 15/408) و خرّج عن أولئک الذین سمع عنهم معجماً کبیراً (ن. ص)؛ و کتب في تاریخ البصرة کتاباً لم یره الذهبي، إلا أنه نقل عن کتابه طبقات النسّاک (ن. م، 15/409). أما ماوجد من آثاره فهو: جزء منتقی من الحدیث، و توجد مخطوطة ناقصة من جزئه الرابع في 8 صفحات بالخط المغربي یعود تاریخها إلی 651هـ/1253 م في دار الکتب الظاهریة بدمشق، ذیل المجموعة رقم 1025 (الظاهریة، 1/215)؛ کتاب المعجم في الرجال في 249 صفحة؛ و کتاب رؤیة الله تبارک و تعالی في الحدیث تحفظ مخطوطتا هذین الکتابین المؤرخین في 447هـ/1055م بالمکتبة أعلاه ذیل المجموعة رقم 1071 (ن. م، 1/237)؛ کتاب في معنی الزهد و أقوال الناس فیه وصفة الزاهدین بروایة عبدالرحمن بن عمر بن سعید البزّاز بن النحّاس (تـ 416هـ/ 1025 م) الذي سمعه ورواه في 340هـ/951م طبع هذا الکتاب بتحقیق مجد بن فتحي السید في طنطا عام 1408هـ/ 1988م؛ و رسالة في المواعظ والفوائد. توجد مخطوطته في دار الکتب بالقاهرة، ذیل المجموعة رقم 125 (سزگین، 1(4)/156)؛ کتاب الجد، وقد نقل أبونصر السراج الطوسي في اللمع في التصوّف باباً مختصراً منه في 5 صفحات (ص 310-314).

المصادر

ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان المیزان، حیدرآباد الدکن، 1329هـ؛ ابن عساکر، علي بن الحسن، التاریخ الکبیر، تقـ: عبدالقادر بدران، دمشق، 1330هـ؛ أبونصر السراج، عبدالله بن علي، اللمع في التصوف، تقـ: رنولد الن نیکلسون، لیدن، 1914م؛ أنصاري، خواجة عبدالله بن محمد، طبقات الصوفیة، تقـ: عبدالحي حبیبي، کابل، 1341ش؛ الذهبي، محمد بن أحمد، تذکرة الحفاظ، بیروت، 1374هـ؛ م. ن، دول الإسلام، بیروت، 1405هـ؛ م. ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط، بیروت، 1404هـ؛ سرور، غلام، خزینة الأصفیاء، لکهنو، 1873م؛ سزگین، فؤاد، تاریخ التراث العربي، تجـ: محمود فهمي حجازي، الریاض، 1403هـ؛ السلمي، أبوعبدالرحمن محمدبن الحسین، طبقات الصوفیة، تقـ: یوهانس پیدرسین، لیدن، 1960م؛ الظاهریة، المخطوطات (المجامیع)؛ المقّری، أحمد بن محمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388 هـ.

علي رفیعي