الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الأشترکونی /

فهرس الموضوعات

ابن الأشترکونی


تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/3 ۱۱:۰۳:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الأَشتَرَکوني، أبوطاهر محمد بن یوسف التمیمي السَّرَقُسطيّ (تـ 538هـ/ 1143م)، أدیب و لغوي و محدّث و شاعر و من أصحاب المقامات في فترة دول الطوائف بالأندلس. کان أجداده الذین یسکنون الأندلس منذ القدیم (المقّري، 1/291) یقیمون في قلعة باسم اشترکوي أو أشترکون من أعمال تُطیلة في شمالي الأندلس، فعرف بالأشترکوني نسبة إلیها (ظ: ابن الأبّار، 140؛ قا: ابن بسّام، 3/909). ولد أبوطاهر في سَرَقُسطَة وأقام في قرطبة (ابن بشکوال، 2/588)، فعرف بالقرطبي أیضاً. وقد سافر إلی کثیر من مدن الأندلس، و تلَقّی العلم و الأدب علی عددٍ کبیر من الأساتذة، کان أبرزهم أبو علي الصَّدَفي (تـ 516هـ) الذي لازمة مدة من الزمن في مرسیة وقرأ علیه عدداً من الکتب مثل المؤتلف والمختلف للدار قطني والمؤتلف و المختف و مشتبه النَّسبة لعبد المغني وریاضة المتعلیمین لأبي نُعیم، وأدب الصحبة للسُّلَمي والأمالي لابن أبي الفوارس، والغوالي لابن خَیرون، کما درس في بلنسیة و شاطبة وقرطبة علی مشاهیر أهل العلم و راسل عدداً من الأشخاص کأبي بکر غالب بن عطیة وأبي الحسن ابن الباذِش في غرناطة وابن أخت غانم في مالقة وابن الأخضر وابن العربي في إشبیلیة، وکان یلتقي بهم أحیاناً (ظ: ابن الأبّار، ن. ص؛ قا: ابن بشکوال، ن. ص؛ السیوطي، 1/279)، لاتتوفّر معلومات عن تاریخ رحلاته و مدة إقامته في مختلف المدن، وقد انفرد ابن الأبار بالروایة عنه أنه کان عند أبي علي الصدفي في 508 و 509 هـ (ص141). وقدنال منزلة ومکانة في بلاط عدد من أمراء دول الطائف منهم بنوهود في سرقسطة ومَدَح في المریّة، الأمیر المعتصم بن صِمادِح وابنه رفیع (ظ :ابن سعید، 2/447-448؛ قا: ابن بسّام، 3/910-912). ویبدو من الأشعار التي أوردها ابن بسّام أنه کان علی صلة ودّیة مع بني عبّاد أیضاً (3/910-911).
ویظهر أنه مارس لمدة تدریس القرآن وروایة الحدیث في قرطبة. وذکر ابن الأبار (ن. ص)، إحدی روایاته و هو حدیث مسند إلی الرسول الأکرم (ص). عرف من تلامیذه ورواته ابن بشکوال و ابن خیر (ابن بشکوال، 2/588؛ ابن خیر، 387، 450) وأبو جعفر أحمد بن علي الأنصاري القرطبي وأبوجعفر بن یحیی الخطیب (ابن الأبّار، ن.ص) وأبوطالب عبدالجبار المعافري المغربي (ابن خلّکان، 3/216) و أبوالعباس ابن مضاء القرطبي (السیوطي، ن. ص) وأبوالقاسم عبدالرحمن بن غالب بن الشرّاط (ابن دحیة، 233). مات ابن الاشترکوني في قرطبة بعد مرض استمر ثلاث سنوات (ابن الأبّار، ن. ص).
یتبیّن من أشعاره التي لدینا أنها لیست خالیة من التکلّف (ظ: ابن بسّام، 3/909-912؛ الضبّي، 517؛ ابن سعید، 448؛ فرّوخ، 5/238). وشهرة ابن الأشترکوني في الأصل باللغة و کتابة المقامات. وقد أید إحاطته باللغة والأدب العربي عدد منهم ابن بشکوال و ابن الأبار والسیوطي (ن.ص). له کتاب مهم في اللغة باسم المسلسل، و موضوعه «المداخل» أو «المداخلات» أي الألفاظ التي یکون لمراد فاتها معنی أو معان أخری بحیث یظهر من تتبّع هذه المترادفات تسلسل من الألفاظ المختلفة ترتبط ببعضها برباط التداخل المعنوي. و یعتبر المسلس لثالث کتاب لغوي مهم من نوعه بعد المداخل للمطرز و شجرالدر لأبي الطیب (ظ: عبدالجواد، 4)، ویتکوّن کـ المداخل من 50 باباً، لیس لأيّ منها عنوان غی ررقم الباب. ویفتتح کل من هذه الأبواب و یختتم بشاهد شعري معقد الالفاظ. یؤخذ من الشاهد الأول الکلمة التي تجعل أساساً للتسلسل، ویکون الشاهد الأخیر استشهاداً علی الکلمة الأخیرة في ذلک الباب (م. ن، 5؛ ابن الأشترکوني، 36). ویظهر أنه کان لایملک سوی کتاب المداخل للمطرز حین تألیف الکتاب ولم یطلع علی شجر الدر (عبدالجواد، 4).
یقول أبوطاهر في سبب تألیف المسلسل: إنه حینما اطلع علی المداخل وجده ناقصاً ضعیف العبارة فرأی أن یتمّ مابدأه ویحسنه دون أن یکون قصده المعارضة له أو عدم اعترافه بفضل السابق (ابن الأشترکوني، 34-36) وذکر السیوطي عن ابن الزبیر أن هذا الکتاب کان مصدراً له في تفسیر الکامل للمبرّد (1/279). وکان ابن الأشترکوني بارعاً في کتابة المقامات و أدَّت براعته هذهإلی أن یعتبره بعضهم أکبر من کَتَبَ في المقامات في القرن 6 هـ/ 12م بالأندلس (نور عوض، 271) وقد ألَّف أثره الشهیر المقامات اللزومیة في قرطبة (م. ن، 288) و تأثر في اسمها و أسلوبها بأسلوب أبي العلاء المعرّي (الدایة، 352؛ نور عوض، 293) و عارض فیها کأغلب المقامات التی ألفها الأندلسیون (ظ: السیوفي، 279) الحریري في مقاماته (الدایة، ن. ص؛ السیوطي، 283)، ومقاماته خمسون کمقامات الحریري. منها ماله اسم کـ «مقامة الشعراء»  «مقامة النظم  النثر» و منها مالیس له (الدایة، فروخ، ن. ص). ولایخلو أسلوب کتابتها من الصنعة والتکلّف (نور عوض، ن. ص)، وقد اتّبع في کل مقامة طریقة خاصة في السجع. فبنی بعضها کـ «المقامة الهمزیة» و «المقامة البائیة» علی حروف الهجاء وبعضها الآخر علی ترتیب الحروف الأبجدیة و هذا دلیل علی اتجاه المؤلف نحو التکلف (الدایة، 352-353؛ نور عوض، 293). ولهذا الکتاب شخصیتان أصلیتان کما في مقامات الحریري، و موضوعه شرح لمغامرات رجل محتال یسعی بالتَّنکُّر والوعظ والکدیة إلی الحصول علی مایطمع به (السیوفي، 285؛ نورعوض، 288). وتعتبر المقامات اللزومیة نموذجاً لإحاطة ابن الأشترکوني اللغویة وقدرته الکتابیة. ورغم أن کثیراً من حکایات هذا الکتاب مقتبسة في المعنی  المبنی من مقامات الحریري، ولذلک فهي متفقة مع موازین کتابة المقامة فيالشرق، غیر أننا نجد في طیاتها جوانب من حیاة أهالي الأندلس الفردیة والاجتماعیة (م. ن، 289-290). ومع ذلک فقد وصل تأثیر الشرق في أثره حدّاً لایمکن اعتباره مبتکراً ومحدثاً سواء في النقد الأدبي أو النقد الاجتماعي (ظ: عباس، 501؛ الدایة، 358؛ نورعوض، 293؛ قا: فروخ، 5/238). طبع هذا الکتاب أخیراً في بیروت. وقد کتب أبوجعفر ابن أحمد الوزیر بدانیة في أوائل القرن 6 هـ/ 12م رسالة باسم رسالة الانتصار في الردّ علی صاحب المقامة القرطبیة، وذلک في الرد علی إحدی مقامات هذا الکتاب، توجد مخطوطتها في إسکوریال (GAL, S, I/543).

المصادر

ابن الأبار، محمد، المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصَّدفيء تقـ: فرانسشکه قداره، مدرید، 1885م؛ ابن الأشترکوني، محمد، المسلسل، تقـ: محمد عبدالجواد، القاهرة، 1957م؛ ابن بسَّام، علي، الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1979م؛ ابن بشکوال، خلف، الصلة، تقـ: عزّت عطار، القاهرة، 1955م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن خیر، محمد، فهرسة، تقـ: فرانسشکه قداره وریبرا، بغداد، 1382هـ/1963م؛ ابن دحیة، عمر،  المطرب من أشعار أهل المغرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري وآخرون، القاهرة، 1955م؛ ابن سعید، علي، المُغرب في حُلیّ المَغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهررة، 1955م؛ الدایة، محمدرضوان، تاریخ النقد الأدبي في الأندلس، بیروت، 1401هـ/ 1981م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1964م؛ السّیُوفي، مصطفی محمد، ملامح التجدید في النثر الأندلسي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الضُبّي، احمد، بغیة الملتمس، تقـ: فرانسشکه قداره، مدرید، 1884م؛ عباس، إحسان، تاریخ النقد الأدبي عند العرب، بیروت، 1406هـ/1986م؛ عبالجواد، محمد، مقدمة علی المسلسل (ظ: همـ، ابن الأشترکوني)؛ فرّوخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1982م؛ المقّري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ نور عوض، یوسف، فنّ المقامات بین المشرق و المغرب، بیروت، 1979م؛ وأیضاً:

GAL, S.
قسم الأدب العربي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: