الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن الأزرق، نافع /

فهرس الموضوعات

ابن الأزرق، نافع


تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/3 ۱۰:۱۱:۰۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الأَزرَق، نافع بن الأزرق بن قیس بن نهار بن إنسان بن أسد بن صبرة بن ذُهل بن الدول بن حنیفة البکري الوائلي، المکنّی بأبی راشد (مقـ 65هـ/ 685م) فقیه الأزارقة (ن. ع) و رئیسهم، والأزارقة فرقة من الخوارج. و کان نافع من أهل البصرة ولکن أباه کان عبداً رومیاً و حدّاداً، و قیل إن الأزرق هذا من بني حنیفة و هو غیر الأزرق الذي کان قد قدم من الطائف (ابن حزم، 311؛ البلاذري، فتوح، 56). و کان ابن الأزرق في البدء من أصحاب عبداللَّه بن عباس (ابن حزم، ن. ص) و له عنه مسائل في القرآن و التفسیر و اللغة (المبرّد، 1/163-172؛ قا: الجاحظ، 3/512-513).
وعندما علم ابن الأزرق بثورة عبداللَّه بن الزبیر في مکة اقترح علی أنصاره التوجّه إلی مکة وإذا ما رأوا انسجاماً بین رأي ابن الزبیر ورأیه فلیقاتلوا معه ضد جیش الشام، فذهبوا إلی ابن الزبیر في مکة و سرّ لمشاهدتهم و جعل رأیه مطابقاً لرأیهم فقاتل نافع و أنصاره في جیش ابن الزبیر ضد جیش الشام. و لمّا توفي یزید بن معاویة رجع جیش الشام ووضعت الحرب أوزارها وقد عزم نافع و أنصاره علی معرفة رأي ابن الزبیر بعثمان بن عفان، فلمّا رأی ابن الزبیر قلّة من حوله في أول لقاء أحال الحدیث إلی فرصة أخری، ولکنه عندما أعد أنصاره و سلّحهم وخاض معهم خلال اللقاء الثاني في مناظرة أورد لها الطبري (5/564-565) وابن عبدربه (2/392-395) شرحاً، دافع عن عثمان بشدة في معرض رده علی الحدیث الذي ألقاه ابن الأزرق واصحابه ضد عثمان و أعلن ابن الزبیر بقاءه علی موالاة عثمان و معاداة عدوه، وأضاف أنه مستاء من هؤلاء (نافع وأنصاره).
وفي أعقاب هذه الحادثة توجه ابن الأزرق و أنصاره مع عدد آخر من کبار الخوارج إلی البصرة وبعد مقتل مسعود بن عمرو في البصرة توتّرت الأوضاع فیها و عندها انتفض الناس علی ابن زیاد و کان الخوارج سجناء في سجون البصرة، ففتحوا أبواب السجن و حرّروا أنفسهم، فتوجّه ابن زیاد نحو اشلام و التحقق أکثر الخوارج بابت الأزرق (الطبري، 5/564-567)؛ و قیل إن ابن الأزرق أیضاً کان خلال ذلک في سجن ابن زیاد مدة (البلاذري، أنساب، 180). و توجّه بعدها إلی الأهواز فأخرج عمال الحومة منها و صار یجبي الخراج و قد لقّب  بأمیرالمؤمنین و استولی بالإضافة إلی الأهواز علی أراضي فارس و کرمان أیضاً (البغدادي، 51؛ المبرّد، 1/208-209) و ظلم المسلمین إلی حد قتل فیه النساء والأطفال (ابن حزم، ن. ص).
وقد أرسل و الي البصرة قائد جیشه مسلم بن عُبیس بن کریز علی رأس جیش لقتال ابن الأزرق فقاتله في مکان یعرف بـ «دولاب» (علی بعد4 فراسخ من الأهواز: یاقوت، 2/622)، وقد قتلمسلم بن عبیس في هذه الحرب و هزمت قواته (البلاذري، ن. م، 418) و أرسل لمواجهة ابن الأزرق عدد من قادة الجیش من أمثال عثمان بن مَعمَر القرشي (الدینوري، 270)  عمر بن عبدالله بن معمر التمیمی و حارثة بن بدر الغداني، ولکنهم قتلوا أو هزموا جمیعاً (ابلغدادي، ن. ص؛ وأیضاً ظ: الطبري، 5/613-614)، إلی أن طلب والي البصرة من ابن الزبیر أن یبعث المهلّب بن أبي صُفرة (تـ 82هـ/ 701م) لدفع الأزارقة و کان المهلّب آنذاک في خراسان، فکتب له ابن الزبیر رسالة یسدعیه فیها لحرب الأزارقة وأسرع هو إلی البصرة فقاد من أهلها جیشاً للقتال. و کان الأزارقة عندها علی نهر تُستر (شوشتر) فانسحبوا باتجاه الأهواز ووقعت معرکة بین المهلّب وابن الأزرق في ناحیة سلّی واستمرت حتی اللیل و قتل عدد کبیر من الخوارج کما قتل نافع أیضاً (الدینوري، 269-273). ویقول عبدالقاهر البغدادي (ن. ص) إن ابن الأزرق هزم علی ید المهلّب و قتل. و تفید بعض المصادر أن مقتل ابن الأزرق کان قبل هذا التاریخ (الشهرستاني، 208) و ذلک أثناء حربه مع مسلم بن عبیس، حیث ادعی سلامة الباهلي قتله (الطبري، 5/613؛ أبوالفرج، 6/4).
ویکفّر نافع بن الأزرق جمیع المسلمین – باستثناء أتباعه ولایجوّز الصلاة معهم ولاأکل ذبائحهم والتزاوج معهم ولاتوارثهم وأجاز قتل نسائهم وأطفالهم و کان یرفض التقیة و یکفّر القاعدین، أي القادرین علی الحرب، ولکنهم لایساهمون فیها، کما یعتبر مرتکب الکبیرة کافراً و قد أسقط حد الرجم عن الزاني المحصن و کان یحکم بقطع ید من سرق قلیلاً أو کثیراً (الأشعري، 222؛ المبرّد، ن. ص؛الشهرستاني، 210-211).

المصادر

ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ ابن عبدربه، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، بیروت، 1403هـ/ 1982م؛ أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسین، الأغاني، بولاق، 1285هـ/ 1868م؛ الأشعري، سعد بن عبداللَّه، المقالات والفرق، تقـ: محمدجواد مشکور، طهران، 1361ش؛ البغدادي، عبدالقاهر، الفرق بین الفرق، تقـ: محمدزاهد الکوثري، القاهرة، 1367هـ/ 1948م؛ البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تقـ: إحسان عباس بیروت، 1400هـ/ 1979م؛ م. ن، فتوح البلدان، تقـ: دي خویه، لیدن، 1865م؛ الجاحظ، عمروبن بحر، الحیوان، تقـ: عبدالسلام محمد هارون، بیروت، 1388هـ/ 1969م؛‌الدینوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر و جمال‌الدین الشیال، بغداد، 1379هـ/ 1959م؛ الشهرستاني، محمد بن عبدالکریم، الملل و النحل تقـ: محمد بدران، القاهرة، 1366هـ/ 1947م؛ الطبری، تاریخ؛ المبرّد، محمد بن یزید، الکامل، القاهرة، 1347هـ/ 1928م؛ یاقوت، البلدان.

محمد آصف فکرت
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: