الصفحة الرئیسیة / المقالات / ابن أجا /

فهرس الموضوعات

ابن أجا


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/4/2 ۰۸:۴۴:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ أَجا، أو آجا، أبوعبدالله محمد بن محمود بن خلیل الشمس القونوي الأصل الحلبي الحنفي، قاضي العسکر (820-881هـ/ 1417-1476م) والد ابن أجا محمود (ن. ع). ویذکر السخاوي (10/43) أن أجا هو لقب والد أبي عبدالله وقد ضبطه ابن الحنبلي (2(1)/327) و بعض المتأخرین بصورة آجا ویبدو أنه یصح الوجهان (الزرکلي، 7/88).
ولد في حلب وحفظ هناک القرآن و بعض الکتب مثل القُدوري ومنار الأنوار في أصول الفقه لأبي البرکات النسفي، ودرس في النحو کتاب ضوءالدرر في شرح ألفیة ابن مُعط، والفقه عند بدر بن سلامة کما یبدو، وسمع الحدیث عن برهان الحلبي، والتقی ابن حجر العسقلاني في مدینة آمد، وسمع من ابن حجر وابن دیري مرة أخری عندما دخل القاهرة في 843هـ/ 1439م مع خاله شهاب‌الدین أحمد بن أبي بکر المرعشي (السخاوي، ن. ص؛ مصطفی جواد، 113).
وتردّد إلی القاهرة مرّات عدیدة واصطحب خطیب مکة أبا الفضل ولازم الأمیر أزبک الظاهري و أمّ به لفترة من الزمن، ثم ارتقی وصاحب الداودار الکبیر یَشبَک من مهدي، وسافر موفداً منه ومن السلطان إلی عدة ممالک کتبریز والروم و غیرهما، وحجّ مرتین وزار بیت‌المقدس والخلیل مراراً (السخاوي، ن. ص)، واستقر في مصر في قضاء العسکر عوضاً عن النجم القِرمي أو القرافي (ن. ص؛ الطباخ، 5/291).
وقد رافق الأمیر یَشبَک عندما قصد في شوال 875/ آذار 1470 قلعة عین تاب ودلغادریة لقمع ثورة شاه سوار بن الأمیر سلیمان أمیر دلغادر ونائب قایتباي الظاهري (تـ 901هـ/ 1495م) أحد ملوک الجراکسة في مصر، وبیّن بدقة في رحلته (ص 65-95) کیفیة حرکة الأمیر یشبک من مصر و مروره بالمدن و فلسطین و سوریة ودخوله ناحیة قلعة عین تاب ومحاصرة تلک القلعة وفتحها. وبادر إلی الذهاب و معه هدایا إلی شاه سوار الذي کان یطالب بإرسال ممثل للصلح لمعرفة مطالیبه ممثلاً للأمیر یشبک، کما بعثه الأمیر یشبک إلی تبریز لملاقاة الأمیر حسن بک (أوزون حسن) أمیر العراقین، وقفل راجعاً بعد إیصال الرسالة واستلام الجواب إلی الأمیر یشبک والتحق به في قلعة سیس (م. ن، 106، 137)، وبعث الأمیر یشبک مرة أخری إلی شاه سوار بعد اندحار الأخیر مقابل الأمیر یشبک و محاصرته في قلعة زمنطوا لیشترک في مفاوضات الاستسلام، ثم عاد إلی القاهرة، وکان حاضراً عند إعدام شاه سوار في هذه المدینه، وقد شرح کیفیة تسلیمه وإعدامه بالتفصیل (م. ن، 147، 160).
اعتزل ابن أجا الأعمال السیاسیة في أواخر عمره و یقول السخاوي أنه أخذ یشفع للناس [عندالسلطان] وأدّی، عمله هذا إلی ثناء الناس علیه و من ضمنهم السخاوي نفسه، وکان رجلاً عاقلاً، عارفاً، ذکیاً ومتواشعاً ومتودّداً (10/43)، وأخذ ابن أجا یدرّس ویروي کتاب الشفاء (الشفاء في تعریف حقوق المصطفی لأبي الفضل عیاض بن موسی الیحصبي) إلی جانب أعماله الاجتماعیة، ونظم کتاب فتوح الشام للواقدي بالترکیة في 12,000 بیت (ن.ص). ویری ابن الحنبلي نقلاً عن أبي ذر المحدّث أنه رجل فاضل یعتني بالحدث (2(1)/328). وقد عاد في أواخر حیاته إلی حلب و توفي فیها (السخاويي، ن. ص) وقیل أنه خلّف 40,000 دینار وأوقافاً کثیرة أیضاً (ابن الحنبلي، 2(1)/329)، وقد أُودع بعد موته في مغارة قرب ضریح خاله شهاب‌الدین أحمد بن أبي بکر – کما یقول أبوذر المحدّث – کي ینقل بعدها إلی المقبرة التي أوصی ببنائها (م. ن، 2(1)/328).
آثاره: الأثر الوحید الذي خلّفه هو الرحلة التي ذکرت بأسماء مختلفة: فقد سمّاها السخاوی (ن. ص) سفرَ سوار، وأطلق علیها ناسخ النسخة المصوّرة الرحلة السیاسیة، وسمّاها أحمد تیمور الذي أهداها إلی مجمع اللغة العربیة بدمشق رحلة الأمیر یشبک. و قد انتخب هذا الاسم أیضاً محمد أحمد دهمان الذي طبعها وأضاف إلیها تحقیقات قیّمة من النصوص التاریخیة (دهمان، 9-10)، ولکن عبدالقادر أحمد طُلیمات أسماها تاریخ الأمیر یشبک الظاهري (دلیل الکتاب المصري، 83).
ویشتمل الکتاب علی قسمین غیر متساویین، فالقسم الأول یدور حول وصف رحلة الأمیر یشبک لحملة عسکریة و هجوم جیش دولي الممالیک بمصر في آسیا الصغری وماوراءها. وقد ترکز سعی المؤلف في هذا القسم علی توضیح حملة الجیش العسکریة والمسائل السیاسیة لهذه الحملة ووصف الآلات و المعدّات العسکریة، ولم یشرح المسائل الجغرافیة والاجتماعیة. وقد بحث في القسم الثاني الذي یشمل رحلته إلی تبریز المسائل الاجتماعیة والسیاسیة والجغرافیة و بین الوضع الجغرافي للمناطق والأماکن التي کانت في مسیره إلی تبریز، لاسیّما مدینة تبریز و موقعها الجغرافي و جمال المدینة والأماکن التاریخیة، ووصف وصفاً جیداً أبهة بلاط أوزون حسن و طریقة المناظرات العلمیة والاجتماعیة في مجلسه، کما خصّص بعض الصفحات في تبجیل الأمیر یشبک أیضاً. ویبدو أن قول السخاوي (ن. ص) في کتاب ابن أجا «منکر» کبیر، إشارة إلی هذا الغلو في التبجیل (ظ: ابن أجا، 65-160؛ مصطفی جوادف 2/114-116). وقد أورد محمد کرد علي قطعة من هذا الکتاب في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (المجلد 5، الجزء 7، حزیران و تموز 1925م، ص 316-318). طبع الکتاب لأول مرة في القاهرة بتحقیق عبدالقادر أحمد طلیعات في 1973م (المنجّد، 4/11)، ثم بتحقیق محمد أحمد دهمان، ملحقاً بکتاب العراک بین الممالیک والعثمانیین الأتراک. وأثره الآخر هو طبقات التحنفیة في 3 مجلدات (ابن الحنبلي، 2(1)/328)، و کما أشیر أیضاً فقد نظم کتاب فتوح الشام أو فتوح الأمصار للواقدي و یبدو أنه لاوجود لهذین الکتابین.

المصادر

ابن أجا، محمد بن محمود، «رحلة الأمیر یشبک من مهدي الدوادار»، ملحق لـ العراک بین الممالیک و العثمانیین الأتراک، تقـ: محمد أحمد دهمان، دمشق، 1406هـ/1986م؛ ابن الحنبلي، محمد بن إبراهیم، در الحبب في تاریخ أعیان حلب، تقـ: محمود حمد الفاخوري  یحیی زکریا عبّارة، دمشق، 1973م؛دلیل لاکتاب المصري، القاهرة، 1975م؛ دهمان، محمد أحمد، العراک بین الممالیک و العثمانیین الأتراک دمشق، 1406هـ/1986م؛ الزرکلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد بن عبدالرحمن، الضوء اللامع، القاهرة، 1355هـ/1936م؛ الطباخ، محمود راغب، أعلام النبلاء، حلب، 1344هـ/ 1925م؛ مصطفی جواد، «تواریخ مصریة أغفال و تعریف بمؤلفیها»، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغدد، 1371هـ/ 1951م، ج 2؛ المنجّد، صلاح‌الدین، معجم المخطوطات المطبوعة (1971-1975م)، بیروت، 1398هـ/1978م.

علي رفیعي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: