ابن أحمر، ابوالخطاب
cgietitle
1443/4/2 ۰۹:۴۵:۲۶
https://cgie.org.ir/ar/article/232592
1446/11/6 ۱۱:۰۷:۴۳
نشرت
2
اِبنُ أَحمَر، أبوالخطاب عمرو الباهلي (تـ بعد 75هـ/ 694م)، شاعر مخضرم. لاتتوفّر أیة معلومات عن حیاته، إلا أن أباعمرو بن العلاء مدحه بقوله إنه کان في أفصح بقعة من الأرض أهلاً، أي یَذبُل والقَعاقع (ابن قتیبة، الشعر، 1/275). ویمکن أن یفهم ممّا ذکره عطوان أنه وُلد قبل الإسلام بسنوات (حوالي 15سنة) في نجد التي تقطنها قبیلة باهلة (ص 9). وبعد فتحها هاجر مع عشیرة من قبیلة باهلة إلی الشام (13هـ/ 634م و ما بعدها). وقد أنشد قصیدة أبدی فیها جزعه من العیش في قری الشام و مدنها، ونمط الحیاة الحضریة، وعاب علی أشراف قبیلته الذین أشاروا علی عشیرته بالإِنتقال إلی «سِنجار» و «دَوسَر» في أرض الجزیرة (ابن أحمر، 79-86)، وقد نُطمت هذه القصیدة – التي یُحتمل قلة الأبیات الملفّقة فیها – في هجاء یزید بن معاویة أثناء حیاته، والتي تصادف شیخوخة الشاعر (م. ن، 78-86).وکانت هجرة بني باهل من نجد قد جرت في موجات عدیدة وإلی عدة نقاط (الشام، خراسان، البصرة، …)، لذلک لایعرف متی أسلم هو وقبیلته ومتی توجّهوا نحو الشام، إلا أننا نعرف أنه کان في الحجاز في عهد أبي بکر، وتوجّه في 13 هـ/ 634م إلی الشام مع خالد بن الولید – فاتح الشام – واشترک في مغازیها (أبوالفرج، 8/234؛ قا: ابن حجر، 3/112). ویقال أن إحدی عینیه قد أصیبت في تلک المغازي، حیث رماه رجل یقاله له مَخشيّ بسهم (ابن قتیبة، ن. م، 1/273، أدب، 538؛ المرزباني، 24). وقد مدح الشاعر قائده خالداً (ص 143)، کما ذمّ مَخشیّاً (ص 48). وتنسب له قصیدة جیدة و طویلة نسبیاً (20 بیتاً ) في مدح عمر (ظ: ص 41)، وکانت القصیدة من الروعة بمکان، حیث أن جمیلة مُغنّیة القرن 2/8م قالت عندما سمعتها: والله لأعملنّ فیها لحناً لایسمعه أحد إلا بکی (أبوالفرج، 8/235).وکان ابن أحمر أمویّاً، ویحتمل أنه کان قلقاً من تولّي الإمام علي (ع) الخلافة (عطوان، 11-12). وربّما کانت القصیدة التي خاطب بها علیاً (ع) قد نظمت أیام خلافته، لأنالبیت الوحید الباقي منها (أبوالفرج، ن. ص) یعبّر عن نوع من الاعتذار. وفضلاً عن مدحه خالد ابن الولید (تـ 21 هـ/ 642م)، فقد مدح أیضاً النعمان بن بشیر الأنصاري (تـ 65هـ/685م)، ویحیي بن الحکم بن أبي العاص، والي عبدالملک علی المدینة (75هـ/694م)، وهما من کبار رجال الخلافة الأمویة (في مدح یحیی 52 بیتاً: ص 95: في مدح النعمان، 13 بیتاً: ص 133)، ولم یُعثر علی شعره الذي ذکر أبوالفرج (8/234) أنه أنشده في مدح عبدالملک بن مروان. والخلل الوحید الذي یلاحظ في علاقته مع الأمویین، هجاؤه لیزید. ولم یبق من شعره الذي خاطب به یزیداً سوی 68بیتاً جاءت في دیوانه: قصیدة من 30 بیتا (ص 78) وقصیدة من 35 بیتاً (ص 116)، وبیتان من قصیدة (ص 117) وبیت واحد (ن. ص). إلا أن هذه الأبیات تتعلّق بالفترة التي تلت هجاءه لیزید والتي کان خلالها هارباً من سطوته. لهذا فهو یشیر في بیتین (ص 117) إلی مشاکله و سوءمعاملة الناس له، ومع هذا لایمکن الاعتماد علی هذه الأبیات المتناثرة القدیمة التي جمعت في القرن العشرین، واستنباط الأحداث التاریخیة منها بصورظ قاطعة.والظاهر أن أدباء وعلماء اللغة اعتمدوا علی شعر ابن أحمر لقرون بعده، یؤید ذلک کثرة استشهادهم بالأبیات القلیلة التي ترکها (المجموع 487 بیتاً، وقد نسب 23 بیتاً لغیره أیضاً). وهناک الکثیر ممن نقل أبیاتاً متفرقة من شعره (خاصة ظ: عطوان، 191 و مابعدها)، وحسبنا أن نشیر إلی عدد من مشاهیرهم: الجاحظ (الحیوان، 15 مرة، البیان، 9 مرات)، ابن قتیبة (عیون، 4 مرات، أدب، 5 مرات)، المبرّد (الکامل، مرتین)، ابن درید (الاشتقاق، 3 مرات). وازدادت الثقة به في القرون المتأخرة بحیث استشهد ابن منظور بشعره مایقرب من 200 مرة. کما تجدر اشارة إلی أن أصحاب المختارات کأبي زید القرشة والبحترط أورد کل منهم قصیدة أو مقطوعة شعریة له في مختاراتهم الشعریة. کما خصّص ابن الشجري المجلس الواحد والعشرین من کتابه في شرح قصیدة له (ص 137-138).ومعذلک لم یکن الشعر في مأمن من و خزات بعض المنتقدین. وأشار ابن قتیبة (الشعر، 2/274) إلی 4 کلمات غریبة وردت في شعره لاتعرف في کلام العرب، وقد أضاف ابن جنّي (2/21-23) إلیها 8 کلمات غریبة أخری. و یبدو أن بعض هذه الکمات أعجمیة ولعلّها آرامیة. هذا إضافة إلی أن البعض أشار إلی فهمه الخاطیء لکلمة یَرَندَج التي یعتبرها علماء اللغة فارسیة (یرندج> ارندج> رنده، سحیق، صقیل، الجلد المدبوغ) فتصوّر أنها نوع من القماش (ابن قتیبة، ن. م، 2/275؛ أبوهلال، 53). إلا أنهم کانوا علی حذر في انتقادهم له. ووضع ابن جنّي (ن. ص) کلماته الغریبة في باب «في الشيءیُسمع من العربي الفصیح، لایسمع من غیره». أما الآخرون ففضلاً عن إشارتهم إلی کونه «کثیر الغریب»، إلا أنهم لم یحجموا عن القول إنه کان «صحیح الکلام» (ابن سلّام، 129؛ الآمدي 44؛ المرزباني، 24). وقد جمع عطوان أشعاره المتناثرة بشکل عجیب وصاغ منها مقطوعات وقصائد تتّفق في الوزن والقافیة، إلا أنها غیرمتناسقة من حیث المعنی، عدا جزء کبیر من الرائیة التي مدح بها یحیی بن الحکم (ظ: ص 95 و مابعدها)، فهو یشکو إلیه في هذه القصیدة التي أنشدها له في أواخر حیاته ظلم عمال الصدقة لقومه بنجد رغم جدبها. وتؤکّد هذه القصیدة التي یمکن الوثوق بصحتها، أنه توفي أثناء ولایة یحیی علی المدینة (75هـ/ 694م) ولیس في عهد عثمان (المرزباني، ن. ص).
الآمدي، حسن بن بشر، المؤتلف والمختلف، تقـ: عبدالستار أحمد فرّاج، القاهرة، 1381هـ/ 1961م؛ ابن أحمر، عمرو، دیوان، تقـ: حسین عطوان، دمشق، مجمع اللغة العربیة؛ ابن جنّي، عثمان، الخصائص، تقـ: محمدعلي النجار، القاهرة، 1374هـ/ 1955م؛ ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة، القاهرة، 1328هـ؛ ابن درید، محمدبن الحسن، الاشتقاق، تقـ: عبدالسلام محمدهارون، القاهرة، 1378هـ/1958م؛ ابن سلّام الجمحي، محمد، طبقات فحول الشعراء، تقـ: محمودمحمد شاکر، القاهرة، 1394هـ/ 1974م؛ ابن الشجري، هبة الله بن علي، الأمالي، حیدرآبادالدکن، 1349هـ؛ ابن قتیبة، عبداله بن مسلم، أدب الکاتب، تقـ: ماکس غرونر، 1900م؛ م. ن، الشعر والشعراء، بیروت، 1964م؛ م. ن، عیون الأخبار، بیروت، 1343هـ/1925م، 1/57، 2/74-75، 87-88، 3/274؛ أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسین، الأغاني، القاهرة، 1923-1974م؛ أبوهلال العسکري، الحسن بن عبدالله، الصناعتین، تقـ: محمدأمین الخانجي، القاهرة، 1320هـ؛ الجاحظ، عمروبن بحر، البیان و التبیین، تقـ: عبدالسلام هارون، القاهرة، 1948م؛ م. ن، الحیوان، تقـ: عبدالسلام هارون، القاهرة 1965م؛ عطوان، حسین، مقدمة علی دیوان (ظ: همـ، ابن أحمر)؛ المبرّد، محمدبن یزید، الکامل، تقـ: زکي مبارک، القاهرة، 1937م، 2/461، 589؛ المرزباني، محمدبن عمران، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فرّاج، القاهرة، 1960م.
قسم الأدب العربي
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode