الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن أبي عمیر /

فهرس الموضوعات

ابن أبي عمیر


تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/11 ۰۸:۵۰:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ أَبي عُمَیر، أبوأحمد محمدبن أبي عمیر زیاد بن عیسی الأزدي (تـ 217هـ/832م) من محدثي الإمامیة الکبار ومن أصحاب الإجماع، أدرک ثلاثة من أئمة الشیعة (ع)، وکان مولی الأزد (الطوسي، رجال، 388). أقام في بغداد، ولقي الإمام موسی الکاظم (ع) وسمع منه الحدیث (النجاشي، 2/204)، وقد کنّاه الإمام في بعض الأحادیث بأبي أحمد. غیر أن الشیخ المفید (ص 86) والطوسي (الفهرست، 266) صرّحا بأن ابن أبي عمیر وإن کان قد أدرک الإمام الکاظم (ع) إلا أنه لمیرو عنه؛ ومع ذلک فإن روایات ابن أبي عمیر بدون واسطة عن الإِمام الکاظم (ع) في التوحید (ص 76، 356، 407) وکمال‌الدین لابن بابویه (2/433) وکامل الزیارات لابن قولویه (ص 247) تؤید قول النجاشي. ویقول الطوسي (ن.ص) إن ابن أبي عمیر عاصر الإمام الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) أیضاً وروی مباشرة عن الإمام الرضا (ع). وکان جلیل القدر وعالي المنزلة لدی الخاصة والعامة، ویذکر الشیخ المفید (ص 86) أنه کان أوثق الناس وأزهدهم في عصره. ویری الجاحظ أن ابن أبي عمیر من أغلی مشایخ الشیعة (1/84).
کابد ابن أبي عمیر محناً کثیرة، وقضی مدة طویلة في سجن هارون الرشید لأنه کان من المقرّبین من أئمة الشیعة (ع) ومن خواصّهم. وذکر أن مدة سجنه کانت 4 سنوات (النجاشي، 2/206) أو 17 سنة (المفید، ن. ص) ورویت أقوال مختلفة عن سبب سجنه، ففي أحدها أن السبب کان الامتناع عن تولّي منصب القضاء الذي اضطر إلی أن یلیه فیما بعد، وفي روایة أخری أنه سجن کي یدلَّ علی مواضع اختفاء الشیعة و أصحاب الإمام موسی الکاظم (ع) (النجاشي، 2/205). وقد أورد الکشي (ص 591-592) أن سبب تعذیبه یعدو إلی أن معارضیه سعوا به إلی هارون الرشید باعتباره عارفاً بأسامي عامة الشیعة في العراق، فأحضره هارون وطلب منه أن یخبره بذلک، فلما رفض أمر به هارون فجرّد وعلّق بین نخلتین و ضرب 100 سوط، وروی عن الفضل بن شاذان أیضاً أنه ضرب 120 خشبة. وتولّی ضربه النسدي بن شاهک، ثم حبس. وأجبر علی دفع 121,000 درهم حتی خلّي عنه. وبعد هارون نعم ابن أبي عمیر والشیعة بالأمن في حیاة الامام الرضا (ع)، وذلک في عهد المأمون، ولمّا توفي الإِمام قبض علیه و سجن و تحمّل عذاباً شدیداً وأخذ منه کل مایملک (الکشي، ن.ص).
بلغ ابن ابي عمیر مرتبة عالیة في الفضل والعلم. ویبدو من أسماء کتبه أنه کان متبحّراً في الفقه والحدیث والمغازي، و یروي الکشي (ص 589-591) عن علي بن الحسن بن فضّال أن ابن أبي عمیر کان أفقه من یونس بن عبدالرحمن وأصلح وأفضل. غیر أن الکشي نفسه حینما یورد أسماء أصحاب الإجماع من أصحاب الإمام الکاظم و الرضا (ع) و منهم ابن أبي عمیر (ص 556) یعتبر یونس وصفوان بن یحیی أفقههم. ویدعي الطوسي في عدّة الأصول (1/386-387) أیضاً أن الإمامیة یرون أحادیث ابن أبي عمیر المرسلة کالأحادیث المسندة، لأنه کان لایروي إلا عن ثقة (أیضا ظ: النجاشي، 2/206، وهو یؤکد علی اعتماد الإمامیة علی أحادیث ابن أبي عمیر المرسلة). و یذکر ابن طاووس (ص 123-124) بالاعتماد علی روایة في کتاب فقیه من لایحضره الفقیه لابن بابویه، أن ابن أبي عمیر کان من أهل التنجیم أیضاً، وهي روایة یشک فیها (للاطلاع عن نص الروایة، ظ: ابن بابویه، فقیه، 2/269).
ورغم أن ابن أبي عمیر لقي لمدة مشایخ أهل السنة وسمع منهم الکثیر من الأحادیث، غیر أنه لم یرو إلا عن طرق الرواة الإِمامیین (الکشي، 590-591). وقد ورد اسمه في کثیر من أسانید روایات الإمامیة (ظ: الخوئي، 14/286).
کان لابن أبي عمیر کثیر من المشایخ منهم: أبوأیوب الخزّاز و عمر بن أُذینة وعبدالله بن سَنان و أبان بن تَغلِب و أبان بن عثمان الأحمر وإسحق بن عَمّار الساباطي وبُکَیر بن أَعیَن وجمیل بن دَرّاج وحَمّاد بن عیسی وحَمّاد بن عثمان و حنان بن سدیر ورفاعَة بن موسی وعبدالله بن بُکیر ومرازم بن حکیم و معاویة بن عمّار و معاویة بن وهب. وروی عنه جماعة منهم أحمد بن محمد بن عیسی وأحمد بن هلال العبرتائي والحسین بن سعید الأهوازي وعبدالله بن عامر و علي بن السندي وعلي بن مهزیار و الفضل بن شاذان النیسابوري ومحمد بن خالد البرقي ومعاویة بن حکیم والحسن بن محمد بن سماعة (ظ: الخوئي، 14/287-288؛ الأردبیلي، 2/51-56).
وممّا یجدر ذکره أن اشتراک ابن أبي عمیر في الاسم مع أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) الذي توفي في زمن الإمام الکاظم (ع) أدّي إلی تخیّل بعض علماء الرجال أن الروایات التي وردت في کتب الحدیث ورواها ابن أبي عمیر عن الإمام الصادق (ع) تتعلّق بابن أبي عمیر الأزدي (ظ: الخوئي، 14/276-277).

آثاره

یعتبر ابن أبي عمیر من المکثرین بین الإمامیة في التألیف، وقد ذکر ابن بطّة أنه صنّف 94 کتاباً تلف أکثرها، و سبب ذلک أنه حینما کان في السجن دفنتها أخته فتلفت (النجاشي، 2/206). وذکر الکشي (ص 590) أن کتبه نهبت أثناء سجنه بعد شهادة الإمام الرضا (ع)، فاضطر إلی جمع ما حفظه في ذهنه بمجلدات سمّاها النوادر. أما الکتب التي لم یبق منها سوی أسمائها فهي المغازي و الکفر والإیمان والبداء والاحتجاج في الإمامة والملاحم و یوم ولیلة والتوحید و عدد من الکتب الفقهیة (النجاشي، 2/206-207؛ الطوسي، الفهرست، 266).

المصادر

ابن بابویه، محمدبن علي، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني، طهران، 1398هـ؛ م. ن، فقیه من لایحضره الفقیه، تقـ: علی اکبر الغفاري، قم، 1404هـ؛ م. ن، کمال‌الدین و تمام النعمة تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، 1390هـ؛ ابن طاووس، علي بن موسی، فرج المهموم، قم، 1363ش، ابن قولویه، جعفربن محمد، کامل الزیارات، تقـ: عبدالحسین الأمیني، النجف، 1356هـ/ 1937م؛ الأردبیلي، محمدبن علي، جامع الرواة، بیروت، 1403هـ/ 1983م: الجاحظ، عمروبن بحر، البیان والتبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/ 1932م؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحدیث، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الطوسي، محمدبن الحسن، رجال، تقـ: محمدصادق بحرالعلوم، النجف، 1381هـ/1961م؛ م. ن، عدة الاصول، تقـ: محمدمهدی نجف، قم، 1403هـ؛ م. ن. الفهرست، تقـ: اشبرنجر، بمباي، 1271هـ 1855م؛ الکشَی، محمدبن عمر، معرفة الرجال (اختیار الطوسي)، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ المفید، محمدبن محمد، الاختصاص، تقـ: علي أکر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الاسلامي؛ النجاشي، أحمدبن علي، أحمدبن علي، رجال، تقـ: محمدجواد النائیني، بیروت، 1408هـ/1988م.

أحمد بادکوبه هزاوه
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: