الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن أبي شنب /

فهرس الموضوعات

ابن أبي شنب


تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/6 ۱۴:۰۴:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ أَبي شَنَب، محمدبن العربي (1286-1347هـ/ 1869-1929م)، أدیب و باحث جزائري، اشتهر اسمه الذي کان في اللهجة الجزائریة بِن شنِب، بین الفرنسیین ثم في اللغات الأخری بشکل بن شِنِب (بل، EI2; 359) ویبدو أن أجداد محمد کانوا من الضباط الأتراک (الزرکلي، 6/266) الذین أرسلو إلی مصر ثم رحل فرع منهم إلی الجزائر (EI2)، وکان والده یعمل بالزراعة في ضواحي المِدیة، وولد محمد في تُقبو إحدی قراها (الزرکلي، ن. ص؛ EI2).
بدأ محمد دراسته في الکتّاب، ثم انتقل إلی مدرسة المدیة الفرنسیة في تلک المدینة (التي تدعی الیوم ثانویة بن شنب)، ثم في دار المعلمین في الجزائر و مارس مهنة التعلیم في إحدی قری المدیة في 1305هـ/ 1888م (في 19 من عمره)، و بعد أربعة أعوام انتقل إلی الجزائر (EI2)، وکان خلال ستة أعوام من تدریسه اللغة الفرنسیة للأطفال المسلمین یسعی سعیاً حثیثاً یثیر الإِعجاب إلی دراسة العلوم المختلفة في المدارس والمساجد و الکلیات و حتی علی ید المعلمین الخصوصیین فألمّ باللغة والآداب العربیة والمنطق والحکمة والحدیث والرجال، وتعلّم کذلک اللغات العبریة واللاتینیة والإسبانیة والألمانیة والفارسیة و الترکیة (الزرکلي، ن. ص؛ EI2) بقدر الحاجة، وکان أشهر أساتذته رونه باسه. وفي التاسعة والعشرین من عمره عیّن معلّماً في مدرسة القسنطینة. فدرّس قاعد اللغة العربیة والفقه باللغة العربیة، وانتقل في 1319 هـ إلی مدرسة الجزائر وبقي فیها مدة 25 سنة، فبدأ فیها بتدریس اللغة العربیة والعروض وفن الترجمة وأمثالها. وفي 1326هـ/ 1908م افتتحت جامعة الجزائر، فبادر إلی التدریس في کلیة الآداب فیها مع احتفاظه بعمله في المدرسة (EI2) ومنذ ذلک الوقت لم تقتصر شهرته علی الجزائر فقط، بل تجاوزتها إلی أرجاء الاستشراق، وانتشرت آثاره العدیدة الواحد تلو الآخر، فقوبلت باستقبال الباحثین، وفي 1338 هـ انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق (الزرکلي، ن. ص؛ EI2)، وبعد سنتین منحته جامعه الجزائر درجة الدکتوراه في الآداب (الزرکلي، ن. ص؛ دانشنامه)، کما منحته‌الدولة الفرنسیة في نفس السنة «صلیب جوقة الشرف الفرنسیة الافتخاري» وأخیراً تولّی کرسي الأدب العربي في جامعة الجزائر بدلاً عن رونه باسه (EI2).
وممّا یدعو إلی الثناء علی شخصیة بن شنب أنه استطاع من جهة أن یستفید من أسلوب أصدقائه الباحثین الأوروبیین علی أحسن وجه، وتحقیق آثاره بدقة و تمحیص و حیاد علمي والمحافظة علی عقائده العمیقة في البیئة الجزائریة من جهة أخری، فهو لم یغیّر ظاهره و لم یتنکّر للتعالیم الإِسلامیة ولاغضّ النظر عن أهداف المسلمین الجزائریین (بل، EI2; 364)، ومع ذلک لم یکن علمه باللغة الفرنسیة لیقل عن علمه باللغة العربیة.
فقد کان متبحّراً تقریباً في جمیع میادین العلوم الإنسانیة، و ترک أثراً في کل منها، و دوّن الکثیر من هذه الکتب مباشرة بالفرنسیة و ترجم الکثیر من الکتب القدیمة إلی هذه اللغة، و بلغ تضلّعه باللغة الفرنسیة حدّاً أمکنه من ترجمة الأمثال العامیة الجزائریة و المغربیة أیضاً. والفهرست الذي سنورده لکتبه یدلّ علی سعة معلوماته وإلمامه العجیب، حتی یمکن القول إن الشمال الإفریقي لن ینجب رجلاً في إحاطته و إبداع.
توفي بن شنب في 27 رجب 1347 الموافق لـ 9 کانون الثاني 1929 في عاصمة الجزائر، ودفن جثمانه بإجلال في مقبرة سیدي عبدالرحمن الثعالبي قرب مدرسة الجزائر، (بل، 359)، حیث ألقیت خطب کثیرة، وبعد وفاته، بدأت مجلة النجاح بالقسنطینة في ذي العقده 1347/ نیسان 1929 ثم مارتین و جورج مارسه في «المجلة الإفریقیة» (الأشهر الثالثة الأولی 1929م) ومن بعده آلفردبل في «المجلة الآسیویة» (نیسان – حزیران 1929م) بنشر ترجمة مفصلة نسبیاً عن حیاته و آثاره، ثم نشرت الصحف و المجلات و المجموعات الثقافیة مقالات حوله، وفي 1351 هـ نشر عبدالرحمن الجیلاني ذکری سنویة باسم ذکری الدکتور محمدبن أبي شنب، بالجزائر، ویبدو أن أکمل ترجمة عنه وآثاره، ماکتبه الحاج صدوق في «دائرة المعارف الاسلامیة».

آثاره

ألّف بن شنب کتباً و کتب مقالات کثیرة و صحّح عدداً من النصوص العربیة القدیمة منها: 1. الأمثال العامیة الدراجة في الجزائر وتونس و المغرب مع ترجمة لها بالفرنسیة، 3 ج، باریس، 1904م؛ 2. تحفة الأدب في میزان أشعار العرب، الجزائر، 1906 و 1928م، باریس 1954م؛ 3. «الشخصیات المذکورة في إجازة الشیخ عبدالقادر الفاسي»؛ 4. حیاة مسلمي الجزائر في المدن» بالفرنسیة؛ 5. ترجمة البستان لابن مریم و نشره؛ 6. «فهرست المخطوطات العربیة في المسجد الجامع بالجزائر»؛ 7. «الألفاظ الترکیة و الفارسیة في اللهجة الجزائریة» بالفرنسیة. کما نشر علاوة علی ذلک عدداً من الکتب العربیة القدیمة، ولدینا أیضاً عدد من المقالات التي نشرت في المجلات والمجموعات (EI2). کما کتب 64 مقاله من مقالات الطبعة الأولی من «دائرة المعارف الاسلامیة». وطرق بن شنب أیضاً میدان الشعر و النثر الأدبي، فقد تمّ العثور في الأوراق التي خلفها علی عدد من المقطوعات والقصائد و النصوص بالنثر المسجوع أوردها عبدالرحمن الجیلاني في ذکراه السنویة التي طبعها.

المصادر

إضافة إلی المصادر التي وردت في المقال، أنظر: دانشنامه؛ الزرکلي، الأعلام؛ وایضاً:


Bel, Alfred, “Mohammed ben Cheneb”, JA, Paris, 1929, vol. CCXV; EI1; EI2.

آذرتاش آذرنوش
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: