ابن أبي الشوارب

اِبنُ أَبِي الشَّوارِب، اسم أُطلق علی أفراد أسرة أمویة الأصل برز منها فقهاء و محدّثون و قضاة في القرنین 3 و 4 هـ/ 9 و 10م، وینتسب أعضاء هذه الأسرة إلی أبي الشوارب محمد بن عبدالله بن أبي عثمان بن عبدالله بن خالد بن أسید بن أبة العیص بن أمیة بن عبد شمس بن عبد مناف (السمعاني، 8/164؛ ابن الأثیر، اللباب، 2/213). ولم یذکر الخطیب البغدادي (2/344) في هذا الاسم و النسب، عبدالله ابن أبي عثمان.
ویبدو أن أفراد هذه الأسرة ظهروا لأول مرة في عهد الخلیفة المتوکل الذي کان أشد المعارضین للشیعة والمعتزلة في بعض المسائل لاسیما في خلق القرآن (ابن الأثیر، الکامل، 7/55-56) وبرزوا لفترة في میدان‌الدین والسیاسة کفقهاء و قضاة لمذهب السنة (الحنفي: مذهب أهل العراق). وقد ذکر أن 24 شخصاً من هذه الأسرة تولوا منصب القضاء وتقلّد 8 منهم منصب قاضي القضاة (الخطیب، 5/48)، غیر أن الذین تتوفّر لدینا معلومات عنهم 9 أشخاص فقط، هم:

1. أبو عبداللّه محمد بن عبدالملک بن أبي الشوارب

(تـ 244هـ / 858م)، الأُبُلّي البصري (ابن حجر، تهذیب، 9/316) أو القرشي البصري (ابن أبي حاتم، 4(1)/5). ولد بعد 150 هـ/ 767م (الذهبي، 11/103) وحدّث عن عدد من الشیوخ منهم عبدالعزیز بن المختار وأبي عوانة و عبدالوحد بن زیاد (الخطیب، 2/344) وکثیربن سلیم وعبداللّه الأُبُلّي صاحبي أنس بن مالک (الذهبي، ن. ص). وروی عنه محدثون کبار أمثال أبي إسماعیل الترمذي والباغندي وابن أبي الدنیا ومحمدبن جریر الطبري والحسن بن علي المعمري (م. ن، 11/104؛ ابن الأثیر، اللباب، 2/213؛ الخطیب، ن.ص). حتی إن أبا علي الجیاني ذکر اسمه في زمرة شیوخ أبي داود (ابن حجر، ن. ص). وأشار الذهبي إلی محدثین شهیرین کمسلم و النسائي أیضاً جعلوه في سلسلة رواتهم (ن. ص). کان محمد بن أبي الشوارب یعیش في البصرة حتی 234 هـ./ 848م. وفي هذه السنة نهی المتوکل العباسي عن الکلام في القرآن و أشخص الفقهاء والمحدّثین و منهم ابن أبي الشوارب إلی سامراء لیحدّثوا و یدرّسوا (الخطیب، ن. ص؛ الذهبي، 11/104، نقلاً عن الصولي) و لمّا کان ابن أبي الشوارب متعصباً للمذهب السني، فمن المحتمل أن یکون عداء المتوکّل العباسي للمعتزلة والشیعة هو الذي دفعه للثناء علیه (الخطیب، 2/345؛ ابن شاکر، 1/290)، غیر أنه لم یکن یمیل إلی الأعمال الحکومیة وحتی منصب القضاء وقد عاتب ابنه الحسن لتولّیه هذا المنصب و حذّره مننارجهنم (ابن الجوزي، 5/27)، کما رفض نفسه منصب قضاء البصرة رغم دعوة الخلیفة إیّاه لتقلّده (الخطیب، 5/48). ولاندري متی عاد ابن أبي الشوارب إلی البصرة، فقد مکث فیها حتی آخر عمره، رغم إعرابه عن الندم لعودته إلیها. أُعتبر محمدبن ابي الشوارب محدثاً ثقة کما وثّقه کثیر من المحدّثین (ابن حجر، ن. ص).

2. أبومحمدالحسنبن محمدبن عبدالملک بن أبي الشوارب

(207-261هـ/ 822-875م). ذکُر اسمه لأول مرة في 240 هـ. ففي هذه السنة التي ذکرها الخطیب البغدادي خطد 204 هـ قلّده قاضي القضاة جعفر بن عبدالواحد منصب قضاء سامراء باعتباره أعلم فقیه وقاض (الذهبي، 12/518؛ الخطیب، 7/410). کما ذکر الطبري أن قاضي القضاة حینما توجّه إلی حدود الإمبراطوریة البیزنطیة لافتداء عدد من الأسری المسلمین استناب في 241هـ/ 855م ابن أبي الشوارب أیضاً علی مسند القضاء باعتباره قاضیاً و فقیهاً شاباً (3/1428). وبعد مقتل المتوکّل وإبّان عهد المستعین أُقصي الحسن بن أبي الشوارب کغیره من الأمویین عن منصبه في دار العامة حیث کان یُنظر في أمور الناس (م. ن، 3/1533؛ قا: المسعودي، التنبیه، 364، الذي ذکر أنه کان من جملة القضاة في عهد المستعین). ولهذا ناوأ ابن أبي الشوارب، المستعین وشارک في خلعه، وأخذ البیعة للمعتز (ابن العمراني، 126). وقد کافأه الخلیفة الجدید علی عمله هذا بتقلیده منصب قاضي القضاة (الطبري، 3/1683)، واعتبره أوفی الناس له (الخطیب، 7/410)، ولمّا أرادوا خلع المعتز في 255ـ/ 869م طلب صالح بن وصیف من ابن أبي الشوارب أن یکتب رسالة الخلع فرفض (الطبري، 3/1710)، ومع‌ذلک فقد ذکر أنه کان أحد شهود خلع الخلیفة (ابن شاکر، 3/319؛ السیوطي، 360). وربّما کان هذا الرفض سبباً في إقصاء الخلیفة الجدید المهتدي إیّاه من منصب القضاء وسجنه (الطبري، 3/1787). ومع هذا یبدو أنه تولّی منصب القضاء ثانیة (المسعودي، ن. م، 367). فبعثه المعتمد باعتباره قاضي القضاة لیعلّق نسخة من وثیقة ولایة عهد ابنه وأخیه في الکعبة (الطبري، 3/1890). ویبدو أنه في رحلته هذه إلی مکة توجّه إلی المدینة ومکث فیها حتی آخر حیاته (الخطیب، 7/411؛ ابن الجوزي، 5/27).

3. أبوالحسن علي بن محمد بن عبدالملک بن أبي الشوارب

(تـ 283هـ/896م)، محدّث وفقیه وقاض في القرن 3 هـ/ 9م، تولّی منصب قضاء سامراء في عهد أخیه قاضي القضاة الحسن بن محمد (السمعاني، 8/165). وبعد وفاة الحسن بعث الخلیفة المعتمد وزیره عبیدالله بن یحیی بن خاقان إلی ابن أبي الشوارب لتشجیعه علی قبول منصب أخیه، فامتنع في البدء، فلم یزل یلح علیه حتی قبل (الخطیب، 12/60) وخلف أخاه في 262هـ/ 876م (الطبري، 3/1907). وفي 283هـ/ 896م توفي قاضي بغداد إسماعیل بن إسحاق، وظلّت المدینة بلاقاض 3 أشهر حتی کان ربیع‌الثاني من تلک السنة، فتقلّد ابن أبي الشوارب قضاء بغداد أیضاً (السمعاني، ن. ص)، ولکنه توفي بعد 6 أشهر وفي روایة أخری 7 أشهر في 11 شوال (الطبري، 3/2159؛ الخطیب، ن. ص).
وکان علي بن محمد آخر محدّث من هذه الأسرة، سمع الحدیث عن أبة الولید الطیالسي و سهل بن بکّار وإبراهیم بن بشّار وروی عنه یحیی ابن محمد بن صاعد و موسی بن محمد الزرقي وأحمد بن عثمان الآدمي وإسحاق بن أحمد الکاذي (الخطیب، 12/59؛ السمعاني، 8/165). وکان علی مذهب أهل العراق (الخطیب، 12/60) أي حنفیاً، ومحدّثاً ثقة، کما کان حسن السیرة محموداً غیرمائل عن الحق في أحکامه (السمعاني، ن. ص). وکان وکیع ممّن حدث عنه (وکیع، 3/50).

4. أبوالعباس عبدالله بن علي بن محمد

(تـ 301هـ/914). لاتتیسّر معلومات تذکر عن أوائل حیاته، وذکر الخطیب البغدادي أن المکتفي ولّاه قضاء بغداد في 292هـ/ 905م و بقي فیه حتی 296هـ (10/10). و یبدو أنه في هذا الوقت امتنع عن الانضمام إلی أنصار ابن المعتز ضد المقتدر (القرطبي، 32). فکافأه المقتدر بتقلیده قضاء جانبي بغداد، ویقال الجانب الشرقي منه و أعمال محمد بن یوسف: نهر بوق والدبیس و طریق خراسان و المدائن و النهروانات والزوابي وروافد الفرات، وسامراء وطریق الموصل (م. ن، 33؛ وکیع، 3/293). وکث في هذا المنصب حتی جمادی الثانیة 298، حیث أصابه الفالج وفي روایة أخری توفي في تلک السنة (ابن الجوزي، 6/97-98). ویبدو أن تاریخ 27 رجب 301 الذي ذکره بعضهم لوفاته (وکیع، 3/294؛ الخطیب، 10/10) أکثر صحة، فقد قیل إن الوزیر ابن ثوابة فرض علیه ضرائب باهظة في 300هـ/ 913م (القرطبي، 41).
ویبدو أن الناس کانوا یتذّمرون من عمله فقد سرّوا لمرضه، وإن ذکرت بعض المصادر أنه کان حسن السیرة، ونسبت السوء في أمر القضاء إلی حاشیته (العیون والحدائق، 4(1)/231).

5. محمدبن عبدالله بن علي بن أبي الشوارب

(تـ 301هـ/ 913م). خلف في منصب القضاء أباه بعد مرضه بأمر من المقتدر في جمادی الثانیة عام 298 (القرطبي، 38؛ ابن الجوزي، 6/97-98). وکان یمیل إلی الدنیا ولایعف عن القبیح فعزّره الناس وهجاه الشعراء (العیون والحدائق، 4(1)/232)، ومع ذلک فقد احتفظ بمنصبه حتی صفر 301 حیث تقلّد القضاء أبوعمر محمدبن یوسف. و بعد 40 یوماً من ذلک توفي محمد قبل أبیه (وکیع، 3/293-294).

6. أبومحمد الحسن (الحسین) بن عبدالله بن علي بن أبي الشوارب

(تـ 325هـ/936م). تقلّد القضاء في بغداد بعد استقالة عمر ابن حسن الاسناني (316هـ/928م) (القرطبي، 120) ومکث فیه إلی أن صرفه المقتدر في رمضان 320 (الخطیب، 7/340). ولکن القرطبي یذکر أنه کان في منصب القضاء بعید هذا التاریخ و ذلک أثناء استلامه جسد المقتدر من مؤنس (ص 152؛ قا: EI2،  فهی تتجاهل تصریح هذه المصادر بتاریخ عزله بشکل یدعو إلی العجب الشدید). کما ذکر الهمذاني (ص 82) ابن أبي الشوارب بمنصب قاض حین ذهابه إلی الخلیفة القاهر لیجبره علی خلع نفسه. و یبدو أنه بقي متقلّداً هذا المنصب في عهد الراضي. وقد اختلف في تاریخ وفاته فذکر الصولي (ص 87) والخطیب البغدادي (7/340) أنه کان في محرم 325، وذهب السمعاني (8/164) إلی أنه کان في 328 هـ.

7. محمد بن الحسن (الحسین) بن عبدالله بن أبة الشوارب

(292-347هـ/ 905-958م)، فقیه وقاض أموي بغدادي، لاتتوفر معلومات عن بدایة عمله، ولکن یبدو أنه کانی تقلّد منصب قاضي القضاة في 321و 322هـ/933 و 934م، ذلک أنه کان یعیّن قضاة مصر و یعزلهم (ابن حجر، «رفع الإصر»، 547، 550؛ الکندي، 485-488). ویذکر ابن حجر (ن. م، 563) أنه عزل من القضاء في 327هـ، وخلفه أبونصر یوسف بن عمر بن أبي عمر الذي کان آباؤه منذ سنین ینافسون بني الشوارب علی منصب القضاء، ومع ذلک فقد ذکر المسعودي (مروج، 4/262) أنه کان قاضیاً في الجانب الغربي من بغداد، ویقول الهمذاني (ص 144) إن الخلیفة المستکفي قلّده هذا المنصب في ربیع الأول 333. وبعد عام عزله و نفاه إلی سامراء. ولم تمض فترة حتی قلده الخلیفة الجدید المطیع في 334 هـ قضاء بغداد و الحرمین والیمن و مصر وسامراء وبعض أعمال العراق والشام (الخطیب، 2/200-201)، ولکن مالبث أن عزله من هذا المنصب في 335هـ (الهمذاني، 159؛ الخطیب، 2/201). وقیل أن سبب هذا العزل دخوله إلی دار الخلافة بحذاء أجمر. وکان الحاجب ابن أبي عمرو یضمر له العداء فغضب علیه وأمر أن یضرب ضرباً شدیداً، فلم یعد ابن أبي الشوارب إلی مقرّه  لم یخرج لخجله حتی مات (الصابي، 55-56). وکان ابن أبي الشوارب کریماً جواداً رغم سوء أعماله و استرشائه في الأحکام (الخطیب، 2/200-201؛ ابن تغري بردي، 3/320) وکان طالباً للحدیث فسمع عن أحمد ابن محمد بن مسروق الطوسي، وروی عنه الحسین بن محمد بن سلیمان الکاتب (الخطیب، 2/200).

8. أبواعباس عبدالله بن الحسن بن أبي الشوارب

(تـ 385هـ/ 995م). یبدو أنه تقلّد منصب القضاء في 350هـ/ 961 م بعد وفاة القاضي أبي السائب عتبة بن عبدالله بسعي من أرسلان الجامدار علی أن یحمل إلی خزانة الأمیر معزالدولة 200,000 درهم في کل سنة (ابن مسکویه، 6/189؛ ابن الأثیر، الکامل، 8/536)، لکن الخلیفة المطیع لم یعترف بالقاضي الجدید  ولم یسمح له بالدخول علیه (ابن الأثیر، ن.ص؛ الهمذاني، 179). ومع‌ذلک فقد ضمنت له بعد فترة الحسبة والشرطة ببغداد مقابل رشوة دفعها (ابن خلّکان، 1/406؛ ابن مسکویه، ن. ص). وفي 352 هـ عزل من هذه المناصب کلها وألغیت جمیع الأحکام التي أصدرها (ابن الأثیر، ن. م، 8/549). ولیس لدینا معلومات عن نهایة أعماله، وربّما کان نفس ابن أبي الشوارب الذي ذکر فصیح (2/99) وفاته في 385هـ/ 995م، وأشار ابن مسکویه (6/189) إلی أنه کان قبیح الفعل والصورة.

9. أبوالحسن أحمد بن محمد بن عبدالله بن العباس بن محمد بن عبدالملک بن أبة الشوارب

(329-417هـ/ 941-1026م). وکان آخر من تقلّد منصب قاضة القضاة من أسرة أبي الشوارب (الخطیب، 5/48). فقد تولّی قضاء البصرة عام 399هـ/ 1009 م خلفاً لأبي عمر بن عبدالواحد الهاشمي (ابن الأثیر، الکامل، 9/211). وفي رجب أو شعبان 405 قلّد منصب قاضي القضاة بعد وفاة أبي محمد بن الأکفاني (الخطیب، 5/47؛ ابن الجوزي، 8/25) وبقي في هذا المنصب حتی وفاته.

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمن بن محمد، الجرح والتعدیل، حیدرآبادالدکن، 1372هـ؛ ابن الأثیر، الکامل؛ م. ن، اللباب، بیروت، دار صادر؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، المنتظم، حیدرآباد الدکن 1357هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذیب التهذیب، حیدرآباد الدکن، 1326هـغ م. ن. «رفع الإصر عن قضاة مصر»، ملحق الولاة والقضاة للکندي، تقـ: رفن گست، بیروت، 1908م؛ ابن خلّکان، وفیات؛ ابن شاکر الکتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، دار صادر؛ ابن العمراني، محمدبن علي، الإنباء في تاریخ الخلفاء، تقـ: قاسم السامرائي، لیدن، 1973م؛ ابن مسکویه، أحمد بن محمد، تجارب الأمم، القاهرة، 1333هـ؛ الخطیب البغدادي، أحمد بن علي، تاریخ بغد، القاهرة، 1349هـ/1931م؛ الذهبي، محمد بن أحمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و آخرون، بیروت، 1403هـ؛ السمعاني، عبدالکریم بن محمد، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1397هـ؛ السیوطي، تاریخ الخلفاء، تقـ: محمدمحیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1371هـ؛ الصابي، هلال بن محسن، رسوم‌دار الخلافة، تجـ: محمدرضا شَفیعي کَدکَني، طهران، 1346ش؛ الصولي، محمد بن یحیی، أخبار الراضي والمتقي لله. تقـ: هیورث دن، القاهرة، 1935م؛ الطبري، تاریخ؛ العیون والحدائق في أخبار الحقائق، تقـ: عبدالمنعم داود، النجف، 1392 هـ؛ فصیح خوافي، مجمل فصیحي، تقـ: محمود فرّخ، مشهد، 1341ش؛ القرطبي، عریب بن سعد، صلة تاریخ الطبري، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1387هـ؛ الکندي، محمد بن یوسف، الولاة والقضاة، تقـ: رفن گشت، بیروت، 1908م؛ المسعودي، علي بن الحسین، التتبیه والإشراف، لیدن، 1893م؛ م. ن، مروج الذهب، تقـ: أسعد داغر، القاهرة، 1367هـ؛ الهمذاني، محمد بن عبدالملک، تکملة تاریخ الطبری، تقـ: البرت یوسف کنعان، بیروت، 1961م؛ وکیع، محمد بن خلف، أخبار القضاة، القاهرة، 1366هـ؛ وأیضاً: EI2.

صادق سجّادي