ابن أبي الربیع، شهاب الدین

اِبنُ أَبِي الرَّبیع، شهاب‌الدین أحمد بن محمد، من کتّاب وحکماء القرن 7 هـ/ 13م، ومؤلف کتاب في الأخلاق والسیاسة باسم سلوک المالک في تدبیر الممالک؛ المعلومات الیسیرة التي لدینا حول المؤلف مقتبسة من بعض نسخ هذا الکتاب. وقد ذکر المؤلف في النسخة التي بین أیدینا أنه اتمّ تألیفه في 655 هـ (ظ: آستان، 2/333؛ ورهوفه، 347). کما یبدو من مقدمة مخطوطة الروضة الرضویة (ظ: آستان، ن. ص)، أنه أَلَّف الکتاب في عهد الخلیفة العباسي المستعصم (حکم: 640-656هـ/ 1242-1258م)، والظاهر أنه ألّفه له (قا: ابن أبي الربیع، 10، وذکر اسمه فیه «المعتصم»). ویبدو أن البغدادي (2/26) استنبط من هذه المقدمة أن ابن أبي الربیع کان بغدادیاً.
والذي یثیر إعجاب القارئ تلک المبالغة في الثناء الذي أضفاه المؤلّف علی الخلیفة وقدرته آنذاک وماتنعَم به أنحاء الخلافة من هدوء واستقرار (ظ: ابن أبي الربیع، 10، 96-97)، وذلک قبل عدة أشهر من احتلال المغول البغداد و سقوط الخلافة العباسیة نهائیاً.
ویبدو ممّا ورد في کتاب سلوک، عن قدم القرآن واعتبار الخلافة أشرف مرتبة بعد النبوة، وحدیثه عن صفات الله (م. ن، 2، 3، 5)، أن المؤلف من أهل السنة. وقد تطرّق في الکتاب بالإضافة إلی البحوث الأصلیة، أي الأخلاق و تدبیر المنزل و العلاقات الإجتماعیة وسیاسة المدن إلی بعض البحوث الأخری کأقسام العلوم أیضاً.والذي یمیّز هذا الکتاب عن الکتب الأخری التي تدور حول الأخلاق و السیاسات الممتازة أنه ألف بشکل مشجَّر، وهو أول أثر مشجَّر في هذا الموضوع. والباعث لتألیف الکتاب کما یقول المؤلف، إنه وقف علی کتاب مشجّر مختصر في حفظ صحة البدن، فبادر إلی تألیف کتاب علی متواله عن تزکیة الروح الإنسانیة (ظ: ص 3). ویظن بروکلمان أن ابن أبي الربیع قد اتّخذ من کتاب تقویم الصحة للطبیب البغدادي ابن بطلان (ن. ع) نموذجاً له في تألیفه (GAL, S, I/372)، ویضیف أنه قدتأثّر في القسم الاقتصادي من کتابه بـ «تدبیر المنزل» للحکیم الفیثاغوري الحدیث بریسون (ن. ص).
والظاهر أن ابن أبي الربیع وکتابه سلوک لم ینالا اهتماماً حتی القرن 10 هـ/ 16م، ففي القرن 11 هـ/ 17م أورد حاجي خلیفة اسم الکتاب دون ذکر اسم المؤلف (2/1000) وفي 1286هـ/ 1869م طبع هذا الکتاب لأل مرة في القاهرة طبعه حجریة، وورد اسم «المعتصم» خلیفة تلک الفترة في هذه النسخة (حکم: 218-227هـ). وفي أوائل القرن 20 م أورد جرجي زیدان عدة أدلة بیَّن بها أن تألیف کتاب سلوک یعود لفترة تتجاوز القرن 3 هـ و لعل اسم «المعتصم» الوارد هو تصحیف «المستعصم» (2/252). وفي نفس هذه الفترة نشر الکتاب ثانیة في القاهرظ مع تغییر شکله المشجَّر و بحروف الطباعة (1329هـ/ 1911م). وذکر بروکلمان في 1937 م بعد أن أورد بعض الإِیضاحات حول أسلوب الکتاب أن تألیفه کان بعد القرن 3 هـ بکثیر، وأید في الحقیقة استنباط زیدان بأدلة أخری (GAL, Sن. ص؛ وأیضاً ظ: GAL, I/230). وفي 1368هـ/ 1949م لم یدرک أسعد طلس (ص 274) عبارة بروکلمان (GAL, S، ن. ص) فذکر خطأً تاریخ «218-272هـ» لولادة ووفاة ابن أبي الربیع. ثم انتقل هذا الخطأ إلی الأعلام للزرکلي (1/205) ومنه إلی بعض المصادر الأخری (ظ: کحالة، 1/101؛ کاتالوگ، II/336). والجدیر بالذکر أن لکتاب سلوک المالک، مخطوطات عدیدة في مکتبات مشهد واستانبول و باریس و لیدن و غیرها، بعضها قدیم جداً، وهي ذات أهمیة لدراسة شخصیة ابن أبي الربیع (ظ: آستان، 2/333، 6/382؛ دوسلان، رقم 2448؛ ورهوفه، GAL, S، طلس، ن. ص).
وقد قام ناجي التکریتي أخیراً بدراسة حول هذا الکتاب ومکانته بین کتب الأخلاق، ونشرها في بیروت عام 1980م باسم الفلسفة السیاسیة عند ابن أبي الربیع، مع نص الکتاب المحقّق.

المصادر

آستان قدس، الفهرست؛ ابن أبي الربیع، أحمد بن محمد، سلوک المالک، القاهرة، 1329هـغ البغدادي، إیضاح؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الزرکلي، الأعلام؛ زیدان، جرجي، تاریخ أداب اللغة العربیة، القاهرة، 1957م؛ طلس، أسعد، «نفائس المخطوطات العربیة في المشهد الرضوي المطهّر»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1368هـ/ 1949م، عد 24؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1376هـ/ 1957م؛ وأیضاً:

Catalogue of Arabic, Persian and Ottoman Turkish Books, Cambridge, 1968; De Slane; GAL; GAL, S; Voorhoeve.
غلام‌علي عرفانیان