الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن أبي الدنیا /

فهرس الموضوعات

ابن أبي الدنیا


تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/3 ۱۲:۰۸:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ أَبِي الدُّنیا، أبوبکر عبدالله بن محمد بن عبید بن سفیان بن قیس القرشي (208-281هـ/ 823-894م)، محدّث بغدادي و جامع آثار روائیة متعدّدة في مجال الزهد و الأخلاق، و کانت أسرته موالیة لبني أمیة و لهذا السبب اعتبر قرشیاً (الخطیب، 10/89). کان دبوه محمدبن عبید من محدثي بغداد و من أوائل أساتذته، وقد أجبر ولده تعلّم الحدیث منذ حداثة سنه علی ید شیوخ من أمثال خالد بن خداش المهلّبي وأبي عُبید قاسم بن سلّام و سعید بن سلیمان الواسطي (حول استماعه من هؤلاء، ظ: ن. ص؛ ابن حجر، 6/12).
وروي عن إبراهیم الحربي أن ابن أبي الدنیا أدرک أواخر عمر عفّان بن مسلم (تـ قبل 220هـ) و کان یرجّح درس محمد بن الحسین البُرجُلاني علی درس عفّان (ظ: الخطیب، 10/90؛ ابن الجوزي، 5/148). استمع خلال دراسته إلی المئات، حیث کان العدید منهم من شیوخ أصحاب الصحاح الستة أیضاً، منهم: خلف بن هشام البزّار و علي ابن الجَعد وأبو خیثمة زهیر بن حرب و أبوبکر و عثمان ابنا أبي شیبة وأحمد بن منیع و نصر بن علي الجهضمي (ظ: ابن أبي الدنیا، 179، 181، 195، 230، 277). وقد أشیر في المصادر الحنبلیة إلی روایته عن أحمد بن حنبل أیضاً (ظ: ابن أبي یعلي، 1/192-195). ولما کان ابن أبي الدنیا قد أرک العدید من المشایخ المتقدمین و سمع الحدیث عنهم فلم یکن یتحرّج من الروایة عن المحدّثین من أمثاله، وکان یروي عمّن هم من أمثال محمد بن ذسماعیل البخاري و أبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي (ظ: ابن حجر، ن. ص؛ ابن أبي الدنیا، 316، مخـ). ووضع أبو الحجاج المزّي في تهذیب الکمال فهرساً لشیوخه ذکر ما یزید علی 100 منهم. وقد روی في کتاب الصمت لوحده عن أکثر من 200 شیخ (ظ: خلف، 25، 32).
وقد عُرف ابن أبي الدنیا في کتب الرجالیة بأنه محدّث ثقة، و أید علماء الرجال کأبي حاتم و صالح بن أحمد صدقه في الروایة (ابن أبي حاتم، 2(2)/163؛ الخطیب، ن. ص). واعتبره الکتّاب المتدخرون نسبیاً کابن الجوزي و ابن باطیش ثقة (ظ: ابن الجوزي، ن. ص؛ خلف، 62، نقلاً عن ابن باطیش)، کما اهتموا ببعض آرائه في الجرح والتعدیل (مثلاً ظ: ابن حجر، 2/277، 9/398). ومع ذلک فإن وجود بعض الأشخاص المتهمین بالکذب و وضع الحدیث بین مشایخه أدّی إلی تشکیک النقاد في بعض روایاته یمکن أن نذکر منهم محمد بن إسحق البلخي (ظ: الخطیب، ن. ص).
ویمکن أن نذکر من تلامذته و رواته ابن ماجه القزویني (في غیر السِّنن) و ابن أبي حاتم الرازي و أبي بشر الدولابي و ابن عقدة و أبي بکر النجّاد ومحمد بن خلف وکیع و أبي بکر الشافعي والحارث بن أبي أُسامة، وکان الأخیر من مشایخه أیضاً (ظ: ابن أبي حاتم، ن. ص؛ الخطیب، 10/89؛ ابن حجر، 6/12). کما کان لبعض خواص تلامذته في الروایة ونشر آثاره دور بارز یجدر أن نذکر منهم حسین بن صفوان البرذعي وأحمد بن محمد الأصفهاني اللنباني وعمر بن سعد القراطیسي ومحمد بن محمد الجمّال البغدادي (لمزید من التفصیل، ظ: خلف 75، 77-80). وقد اشتهر أحد تلامذته المدعو أبا بکر أحمد بن محمد بن إسحق البغدادي بـ «ورّاق ابن أبي الدنیا» (الخطیب، 4/391).
وکان لابن أبي الدنیا کما لغیره من محدّثي ذلک العصر اهتمام بروایة الأخبار التاریخیة والأدبیة أیضاً إلی جانب الاهتمام بالحدیث، وقد استفاد من بعض أساتذة هذا الفن من أمثال أبي عبیدالقاسم بن سلام (ظ: ماسبق) ومحمد بن سعد کاتب الواقدي والزبیر بن بکّار (ابن خلّکان، 2/311، 4/351) وأبي حسّان الزیادي و محمدبن سلّام الجُمحي (الذهبي، 11/497، 13/398). وقد ذکره المسعودي (1/21) بین مصنّفي التاریخ والأخبار. وخیر شاهد علی هذا الادعاء أسماء کتبه الباقیة والمفقودة (ظ: بقیة المقالة) وبالإضافة إلی مؤلفات ابن أبي الدنیا التاریخیة فإن روایته في طبقات ابن سعد التي تعد في مستوی روایة الحارث و ابن فهم و المتداولة في المغرب أحیاناً کانت ذات أهمیة أیضاً (ظ: ن. د، ابن سعد؛ للاطلاع علی بعض المواضع التي استفاد المؤلفون المتأخرون من روایاته التاریخیة، ظ: خلف، 52-54).
ومع أن اطلاع ابن أبی الدنیا في علم القراءة لم یکن ملفتاً للنظر، لکن دراسته علی ید خلف بن هشام عاشر القرّاء العشرة وأسماء کتبه في میدان القراءة ولاسیّما کتاب حروف خلف دلیل علی اهتمامه بهذا الفرع من العلوم الاسلامیة (ظ: ابن الندیم، 237؛ الذهبي، 13/402). وقد تمّ تعیین ابن أبي الدنیا في السنوات الـ 30 الأخیرة من عمره أهم مؤدب لأولاد الخلفاء العباسیین کالمعتضد والمکتفي الخلیفتین السادس عشر و السابع عشر (ظ: المسعودي. ن. ص؛ ابن الندیم، 236؛ الخطیب، 10/89-91).
وأخیراً وبعد سنوات من التعلیم و التصنیف توفي في موطنه بغداد. وقد صلّی علی جنازته القاضي یوسف بن یعقوب البصري وأودع الثری لیلاً (م. ن، 10/91).
ورغم ماکان یتمتع به ابن أبي الدنیا من تأثیر واحترام في البلاط العباسي فقد کان عالماً زاهداً ورعاً و کان میله إلی الزهد خصلة یتمیّز بها بوضوح منذ بدایة دراسته. وکان کل من أراد الحدیث عن مکانته الثقافیة یعرفه بأنه مؤلف کتب عدیدة في مجال الزهد والتقوی قبل أي شيء آخر (ط: المسعودي، 4/183؛ ابن الندیم، ن. ص؛ الخطیب، 10/89-90). ویتطرق أحیاناً في کتاباته حول الزهد و الأخلاق إلی عذاب القبر وأحوال القیامة وجهنم و عظمة الله، ویرغّب القارئ أحیاناً أخری في نعیم الجنة وذم الدنیا و زخارفها. وهکذا فإن آثار ابن أبي الدنیا توقظ فیه روح الخوف والرجاء قبل أن ترغم القارئ علی الفعل والترک العملي وتکتمل مع مجموعة أخری من آثاره التي تحدّث فیها المؤلف عن القوانین الأخلاقیة والأوامر و النواهي الفردیة والاجتماعیة، ویستعین أحیاناً بالعبادات الخاصة، وفي الواقع بالناحیة العملیة لتهذیب الأ[لاق. ویشمل قسم من آثاره الدعوة إلی التفکّر والاعتبار و معرفة أسالیب خداع الشیطان.
وکانت آثار ابن أبي الدنیا متداولة خلال القرون. وقد عدّ ابن الجوزي (ن. ص) ماورد منها في الزهد في عصره فقط أکثر من 100 کتاب. کما ذکر ابن کثیر (11/71) أن عدد آثاره یقرب من 300 مؤلف. وأشیر إلی بعض آثاره في فهارس الشیوخ مثل فهرسة لابن خیر الإشبیلي (ص 282-284) و برنامج للوادی آشي (ص 124، 230، 256-275) وصلة الخلف للروداني (ص 71، 150، 154مخـ). وذکر أبوموسی المدیني الأصفهاني في القرن 6هـ ترجمته و مصادره و طرق روایاته في دفتر، توجد مخطوطة قدیمة منه في المکتبة الظاهریة [الظاهریة، الحدیث، 207). ویوجد في هذه المکتبة دفتر آخر في ذکر أسماء مصنّفاته و قد طبع في مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق (1394هـ/ 1974م، عد 49)، باسم «معجم مصنّفات ابن أبي الدنیا» تحقیق صلاح‌الدین المنجّد، وذکر فیه 198 مؤلفاً له (للاطلاع علی الفهرست الجامع لآثاره والمشتمل علی 217 مؤلفاً، ظ: خلف، 87-180، حیث أشیر فیه أیضاً إلی مواصفات الطبع والمخطوطات). ومن آثار ابن أبي الدنیا المطبوعة: الأولیاء (القاهرة، 1354هـ/ 1935م)؛ التوکل علی الله عزّ وجل (القاهرة، 1354 هـ/1935م؛ بیروت، 1987م)؛ حسن الظن بالله (القاهرة، 1354هـ/1935م)؛ الحلم وذم الفحش (القاهرة، 1935م)؛ ذم الملاهي، طَبّع رابسون هذا الأثر و ترجمه في 1938م في لندن مع بوارق الإلماع لمجد‌الدین الطوسي الغزالي؛ الشکر (عدة طبعات، منها القاهرة، 1978م)؛ الصمت وآداب اللسان؛ العقل و فضله (القاهرة، 1946م)؛ الفرج بعد الشدة، طبع مراراً منها في 1313 هـ في الله آباد، وطبع في 1987م مع تعلیقات أبي حنیفة عبیدالله بن عالیة في القاهرة؛ قضاء الحوائج و بعض الاصطناع (القاهرة، 1935م)؛ مجاني الدعوة (بومباي، 1972م)؛ مجموعة رسائل لابن أبي الدنیا (القاهرة 1935م)؛ محاسبة النفس (تقـ: مجدي سیدإبراهیم، القاهرة، 1987م)؛ مقتل أمیرالمؤمنین (ع) (تقـ: عبدالعزیز الطباطبائي في مجلة تراثنا، قم، 1408هـ، عد 12؛ تقـ: محمدباقر المحمودي، قم، 1411هـ)؛ مکارم الأخلاق (تقـ: جیمز بلمي، بیروت، 1973م)؛ من عاش بعد الموت (بیروت، 1987م)؛ الیقین (بیروت، 1986م). وانتخب صلاح‌الدین المنجّد من کتاب الرهبان لابن أبي الدنیا باسم المنتقی من کتاب الرهبان، طبع في مجلة الدراسات الشرقیة للآباء الدومینیکان، (1956م، عد 3) بالقاهرة.
ومن مخطوطاته: الأربعین حدیثاً (GAL, S, I/248)؛ إعطاء السائل (آلوارت، رقم 5388)؛ أهوال القیامة (الظاهریة، علوم القرآن، 2/228)؛ التهجّد وقیام اللیل (سید، 1/179)؛ حلم معاویة (الظاهریة، التاریخ، 94)؛ ذم الدنیا (ن. م، علوم القرآن، 2/240)؛ العزلة والانفراد (سید، 1/182)؛ فضل شهر رمضان (GAL, S، ن. ص)؛ مداراة الناس (آلوارت، رقم (2)5436)؛ المطر والرعد و البرق والریح (کوپریلي، 1/200)؛ الهم والخزن (GAL, S، ن. ص)؛ هواتف الجن (الخدیویة، 1/449؛ للاطلاع علی الآثار المطبوعة والمخطوطة الأخری، ظ: خلف، ن. ص؛ GAL, I/160; GAL, S, I/247-248).

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمن بن محمد، الجرح والتعدیل، حیدرآبادالدکن، 1371هـ/1952م؛ ابن أبي الدنیا، عبدالله بن محمد، الصمت وآداب اللسان، تقـ: نجم عبدالرحمن خلف، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن أبي یعلي، محمد بن محمد، طبقات الحنابلة، تقـ: محمدحامد الفقي، القاهرة، 1371هـ/ 1952م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، المنتظم، حیدرآبادالدکن، 1357هـ/1938م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذیب التهذیب، حیدرآبادالدکن، 1325-1327هـ؛ ابن خلّکان، وفیات؛ ابن خیر الإشبیلي، محمد، فهرسة، تقـ: فرانسشکه قداره، بغداد، 1963م؛ ابن‌کثیر، الدایة؛ ابن الندیم، الفهرست؛ الخدیویة، الفهرست؛ الخطیب البغدادي، أحمدبن علي، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ خلف، نجم عبدالرحمن، مقدمة علی کتاب الصمت (ظ: همـ، ابن أبي الدنیا)؛ الذهبي، محمد بن أحمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و غیره، بیروت، 1406هـ/1986م؛ الروداني، محمدبن سلیمان، صلة الخلف، تقـ: محمد الحجي، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ سید، المخطوطات؛ الظاهریة، المخطوطات؛ کوپریلي، المخطوطات؛ المسعودي، علي بن الحسین، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ/ 1965م؛ الوادي آشي، محمد بن جابر، برنامج، تقـ: محمد محفوظ، بیروت، 1982م؛ وأیضاً:

Ahlwardt, GAL; GAL. S.
قسم الفقه و علوم القرآن والحدیث
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: