ابن أبي الربیع، ابو الحسین

اِبنُ أَبِي الرَّبیع، أبوالحسین عبیدالله بن أحمد القرشي الأموي العثماني (599- 688هـ/ 1202-1289م)، نحوي أندلسي کبیر، نسب إلی جدّه الخامس (ابن الزبیر، 84: الجد الثالث). ولد في إشبیلیة ونشأفیها وقرأ القرآن والأدب والفقه والحدیث علی أساتذتها الذین أورد أسماء هم في برنامج. فدرس النحو علی الحسن الدبّاج (تـ 646هـ/1248م) وأبي علي الشَلَویین (تـ 645هـ)، وأخذ القراءات عن محمد بن أبي هارون التمیمي وأبي القاسم بن بقي (تـ 625هـ/ 1227م) (ن. ص؛ السیوطي، 2/125؛ ابن الجزري، 1/485). وکان مباعداً لأهلالدینا (ابن الزبیر، ن. ص) شدید الفقر فصار یرسل إلیه أستاذه الشلوبین الطلبة الصغار من أهل إشبیلیة لیکفیه مؤونته ویکتسب الخبرة في التعلیم. ولاتتوفّر معلومات عنه، منذ ذلک الوقت و حتی عام 646هـ وفي هذه السنة اضطر ابن أبي الربیع إلی ترک الأندلس کآلاف المسلمین الآخرین بعد تحمّل الصعاب التي جلبها علیهم استیلاء الإسبان علی إشبیلیة. واقام في سبته وتفرّغ لتدریس النحو فیها لإلمامه به وهناک ذاع صیته: فکان المَقَّري کثیراض مایصفه بـ «الأستاذ» (4/145). کما ألحق ابن الزبیر هذه الصفة باسمه (ن. ص)، واعتبره السیوطي دفضل تلامیذ الشلوبین (ن. ص). وحدثت بینه وبین مالک بن المرحَّل (تـ 699هـ/ 1299م) الذي هرب مثله من الأندلس ودرس علی الشلوبین وابن الدبّاج مناظرة حول ترکیب «کان ماذا» أو «ماذاکان» (المقّري، ن. ص)انتهت إلی مهاجاة بینهما. والشعر الوحید الذي نعرفه لابن أبي الربیع بیتان نظمهما في ردّ هذاالترکیب. ولم یکتفابن المراحل بنظم أبیات في الجواب علیه، بل هجاه برسالة مسجوعة علی نهج الکتّاب الأندلسیین (ن. ص؛ قا: عمر فرّوخ، 6/336-337). ویبدو أن ابن أبي الربیع استمر في التدریس إلی آخر عمره. وقد تتلمذ علیه في المغرب عدد من مشاهیر النحو والأدب منهم أبو إسحاق الغافقي الذي خلفه في تدریس النحو ومحمد بن عبیدة الإشبیلي وغیرهما (ابن الجزري، 1/484-485؛ السیوطي، ن. ص). وروی عنه أبوحیّان الغرناطي (تـ 745هـ/ 1344م) وجماعة غیره (ن. ص).
ترک ابن أبي الربیع مؤلفات عدیدة هي:
1. برنامج، وکتب «البرامج» في اصطلاح أهل المغرب هي تقریباً نفس مایدعی في الشرق «المسیخة»  وأحیاناً «الثبت» أو «المعجم» و یطلق علیها في المغرب أحیاناً اسم «فهرسة»، وفیها یورد المؤلف أسماءالکتب التي قرأها منذ البدایة بشکل مفهرس و کذلک أسماء الأساتذة الذین درس علیهم. وبرنام ج ابن أبي الربیع لم یکتبه بنفسه بل جمعه تلمیذه ابن الشاط السبتي (تـ 723هـ/ 1323م) عن لسان أستاذه ولهذا یبدو أقل تفصیلاً وقیمة من أمثاله. وقد ذکر فیه شیوخ ابن أبي الربیع وأسماء 40 أستاذاً له کان قد رآهم (ظ: ابن ابی الربیع، 255-271؛ الأهواني، 110 ومابعدها).
2. شرح الجمل، وهو شرح الجمل للزجّاجي (تـ337هـ/ 949م). ذکر السیوطي أنه في 10 مجلدات (ن. ص). وأشار المنجِّد إلی مخطوطة منه في مکتبة ابن یوسف بمراکش (ص 169).
3. الإفصاح عن مسائل کتاب الإیضاح، وهو شرح الإیضاح لأبي علي الفارسي (تـ 377هـ/ 978م)، ألفه في 660هـ/ 1262م. وسمّاه حاجي خلیفة شرح الإیضاح (1/212). توجد مخطوطتان منه في الخزانة الکتانیة بالرباط علی هامش إحداهما تعلیقات بخط المؤلف (GAL, S, I/176, 547؛ المنجِّد، 185، 189).
4. القوانی النحویة، توجد مخطوطة منه في الرباط (عَلّوش، 1/351). ویحتمل أن یکون الکتاب الذي ذکره حاجي خلیفة (2/1819) والبغدادي (1/439) باسم ملخص النحو أو المخلص في النحو وأشار بروکلمان (GAL, S, I/547) إلی وجود مخطوطتین منه في الاسکوریال هو نفس القوانین هذا.
5. شرح کتاب سیبویه، لانعلم شیئاً عن هذا الکتاب الذي أشار إلیه البغدادي (ن. ص).

المصادر

ابن أبي الربیع، «برنامج»، تقـ: عبدالعزیز الأهواني، مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1375هـ/ 1955م، ج 1؛ ابن الجزري، محمد بن محمد، غایة النهایة في طبقات القرّاء، تقـ: برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1931م؛ ابن الزبیر، أحمد بن إبراهیم، صلة الصلة، القسم الثانيف مخطوطة المکتبة التیموریة، رقم 850؛ الأهواني، عبدالعزیز، «کتب برامج العلماء في الأندلس»، مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1955م؛ ج 1؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، کشف؛ السیوطي، بغیة الوعاة في طبقات اللغویین والنحاة، القاهرظ، 1384هـ/ 1965م؛ عَلَوش والرجراجي، فهرس المخطوطات العربیة المحفوظة في الخزانة العامة برباط الفتح، الرباط، 1378هـ/ 1958م؛ عمر فرّوخ، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ المقّري، أحمد بن محمد، نفح الطیب من غصن الأندلس الرطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1387هـ/ 1959م؛ المنجِّد، صلاح‌الدین، «نوادر المخطوطات في المغرب»، مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1378هـ/ 1959م، ج 5؛ وأیضاً:

GAL, S.
محمدأحمد آل طعمة