الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن أبي الاصبع، ابومحمد /

فهرس الموضوعات

ابن أبي الاصبع، ابومحمد


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/25 ۱۱:۰۱:۴۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ أَبِي الإصبَع، أبومحمد زکي‌الدین عبدالعظیم بن عبدالواحد بن ظافر (585هـ/ 1189م أو 589-23 شوال 654هـ/ 13 تشرین الثاني 1256م)، أدیب و شاعر مصري (ابن شاکر، 2/364؛ المقریزي، 1/401؛ ابن تغري بردي، 7/37). ویقول ابن الصابوني أن ابن أبي الإِصبّع کتب له بخطه أن ولادته کانت في الأول من محرّم 595 [تشرین الثاني 1198] (ص 14). ولم یدرس کما کانت العادة في عصره في مدرسة خاصة ولم یتتلمذ علی ید أستاذ أو أساتذة معیّنین، بل عوّد نفسه منذ أیام شبابه علی السعي العلمي الجاد والمطالعة والبحث لیلاً ونهاراً وذلک بدراسة وتحقیق آثار الماضین و جمع مؤلفاتهم و نقده نقداً واعیاً لآراء المعاصرین و مصاحبة أفضل المشاهیر من معاصریه (ابن أبي الإِصبّع، بدیع، 3-4)، وبذلک تمکّن من الاستفادة من علم العلماء وأصحاب الرأي الغابرین و من العلماء والأدباء المعاصرین له في مختلف المناطق.
وکانت مصر مسقط رأسه ومحل إقامته طیلة حیاته. ورغم ماکانت تتمتّع به آنذاک بوضع اقتصادي جیّد، إلا أنها لم تکن تنعم بالأمن والاستقرار بصورة عامة، جرّاء التنافس والصراع بین الأمراء والحروب الداخلیة فیما بینهم، وکذلک تأثیر الحروب الصلیبیة علیها (المقریزي 1/101، 206؛ قا: شرف، مقدمة بدیع، 57 ومابعدها). ومن جهة أخری فقد کان العلماء والأدباء یحظون باهتمام ورعایة المسؤولین، وکانوا یستفیدون من الامتیازات الخاصة (ابن کثیر، 13/16)، ومن هنا فإن شعراء تلک النواحي کانوا یلتفون حول الأمراء ویوفّرون احتیاجاتهم من عطاءاتهم المستمرة، وکان ابن أبي الإِصبّع یبتعد غالباً عن البلاط رغم ماعرف عنه من شعر جمیل (ابن الصابوني، 13؛ ابن تغري بردي، ن. ص) في أکثر الأغراض الشعریة حتی في المدیح والهجاء (وکنموذج أنظر: شرف، مقدمة تحریر، 30-31، مقدمة بدیع، 81). وکان یولي التحقیق والتألیف اهتماماً أکثر، ولعل هذا هو السبب في قلة مدائحه.
وکان ابن ابي الإصبّع ینشد الشعر أساساً لاستخدام الصناعات الشعریة (ظ: تحریر، 189). ولعل شهرته بالشاعر (ابن الصابوني، 13؛ الذهبي، 1/30؛ ابن شاکر، ن. ص؛ السیوطي، حسن المحاضرة، 1/327؛ العباسي، 588) کانت لإیراد ابن الشعار (ن. ع)، کاتب التذکرة المعاصر له، اسمه ضمن قائمة شعراء ذلک العصر في کتاب عقود الجمان في شعراء هذا الزمان (عباس؛ 2/363)، وإلا فإن صفة الأدیب أکثر مناسبة له (ظ: ابن الصابوني، ابن شاکر، المقریزي، ن. ص).
وقد اهتم ابن أبي الإصبع في البدایة بعلوم البلاغة (المعاني والبیان والبدیع) فجمع ونسق الکتب والرسائل المتعلقة بهذه الفنون قدر المستطاع (بدیع، 4)، ثم أخذ ینقدها نقداً دقیقاً، حتی قال قلّما بقي کتاب بمنأی عن سهام نقده (ن. م، 13) وقد استقصی أنواع الصناعات البدیعیة في آثار الماضین (ابن المعتز، تـ 296هـ/ 909م؛ قدامة بن جعفر، تـ 337هـ/ 948م؛ أبوهلال العسکري؛ تـ بعد 395هـ/ 1005م) وفي مؤلفات معاصریه (ابن رشیق القیرواني، تـ 600هـ/ 1204م؛ ضیاءالدین ابن الأثیر، تـ 637هـ/ 1239م) ونظمها في 90 أو 93 أو 95 باباً (تحریر، 93، 524، بدیع، 14) وأضاف واحداً وثلاثین باباً تتضمّن استنباطاته فأوصل عدد أبوابه بذلک إلی 120 أو 121 أو 123 أو 126 (ن. ص، تحریر، 94-95، 621). ویبدو أن اختلاف الأرقام ناشئ عن إضافة أو حذف المؤلف بعض الأبواب في أوقات مختلفة والتي تشاهد في المخطوطات المختلفة. علی کل حال فإن النسخة المطبوعة لهذا الکتاب والتي هي بعنوان تحریر التحبیر تشتمل علی 125 باباً.
وتحریر التحبیر الذي ذکره القلقشندي اختصاراً التحبیر (1/469) کان أول کتاب واسع ومفصّل دَوِّن في علم البدیع. ولفت هذا الکتاب اهتمام الأدباء فیما بعد واعتبر من جملة المصادر الأصلیة لدوائر المعارف الأدبیة الکبری مثل صبح الأعشی للقلقشندي (تـ 821هـ/ 1418م) وخزانة الأدب لابن حجة الحموي (تـ837هـ/ 1434م) ومعاهد التنصیص لعلي بن ابراهیم العباسي (تـ 963هـ/ 1556م) وخزانة الأدب للبغدادي (تـ 1093هـ/ 1683م).
وقد انشغل ابن أبي الإِصبّع بعد انتهائه من تألیف تحریر بتألیف کتاب آخر تحت عنوان البرهان في إعجاز القرآن الذي یطلق علیه أیضاً بیان البرهان في إعجاز القرآن (بدیع، 15؛ الزرکلي، 4/30)، وأفرد أبواب بدیع لغة القرآن الکریم عن کتاب تحریر التحبیر و بعد أن أضاف علیها بعض المواضیع أطلق علیها عنواناً مستقلاً هو بدیع القرآن وجعلها القسم الختامي لکتابه هذا، ولم یرد في هذا الکتاب 22 باباً من أبواب تحریر، إلا أن 7 أبواب ممّا لم یرد ذکر لها في التحریر أضیفت إلیه (شرف، مقدمة تحریر، 59-61). ویبدو أن مخطوطة واحدة فقط بقیت من کتاب البرهان في إعجاز القرآن (آربري، رقم 4255). أما مخطوطات بدیع القرآن فهي کثیرة، وقد طبع هذا الکتاب مرات عدیدة (القاهرة، دار نهضة مصر)، کما ترجم إلی الفارسیة (مشهد 1368 هـ. ش) وعنونت بعض مخطوطات بدیع القرآن بـ البرهان في إعجاز القرآن (شرف، مقدمة بدیع «هـ»؛ سید، 1/21-22).
ویعتبر ابن أبي الإصبع من ضمن أصحاب الرأي في علوم القرآن لتألیفه بدیع القرآن و بعض الآثار الأخری بعده وقد وجدت آراؤه طریقها إلی کتب علوم القرآن التخصیصیة (ظ: الزرکشي، 2/482؛ السیوطي، الاتقان، مخـ). وعمد ابن أبي الإصبع لأول مرة إلی التألیف المستقل في مجال فواتح سور القرآن المجید وأطلق علی کتابه اسم الخواطر السوانح في کشف سرائر الفواتح (بدیع، 64، 254)، وقد نقل السیوطي في النوع الستین من علوم القرآن، أي فواتح السور، من کتابه الإتقان، خلاصة من الخواطر (3/361-363).
ویطلق علی دیوان ابن أبي الإصبّع اسم صحاح المدائح الذي اقتصر بشعره فیه علی مدح النبي الأکرم (ص) والخلفاء الراشدین و منه مقطوعات في مدح أهل البیت (ع). ومن خلال تعابیره (بدیع، 290- 291) یمکن القول إن المؤلف کانت له في هذا الکتاب ملاحظات دقیقة في مجال تدوینه و تسمیته، وتوجد نسخة مصوّرة لهذا الکتاب في دار الکتب المصریة (رقم 4931، أدب).
أما آثار ابن أبي الإصبّع الأخری فهي عبارة عن: درر الأمثال، وقد ذکره أثناء توضیحه لکیفیة جمع و تدوین هذا الکتاب، باسم الکتاب الکبیر (ظ: تحریر، 219، بدیع، 87-88)؛ الکافلة بتأویل تلک عشرة کاملة (بدیع، 254)، وکان لدی الزرکشي (تـ 794هـ/ 1392م) نسخة منه نقل بعضه في کتابه البرهان (2/481-482)؛ الشافیة في علم القافیة؛ المیزان في الترجیح بین کلام قدامة وخصومه، وذکر فیهما أن ماوقع في القرآن من الکلام المتزن، لیس بشعر، ویبدو أن الکتاب الأخیر لم یتم (ظ: بدیع، 166). وقد جاء في «باب التهذیب والتأدیب» من کتاب تحریر التحبیر وصایا ابن أبي الإِصبّع للکتّاب والشعراء أیضاً کخاتمة لهذا الباب (ص 412-424)، ونقل قسم منها في صبح الأعشی (القلقشندي، 2/326-327) وورد مختصر منها في خزانة الأدب (ابن حجة، 236-237) ومختارات في أنوار الربیع (ابن معصوم، 632)؛ ومن المناسب أن تُفرد لها رسالة مستقلة لتکون موضوع تحقیق وتفصیل وتحلیل. وقد اعتمد ابن أبي الإِصبّع في هذه الوصایا علی أصالة المعاني في الألفاظ و حذّر الشعراء والکتّاب من الصناعة اللفظیة الخالیة من المحسّنات المعنویة وأوصاهم بانتهاج أسلوب الخطابة للإمام علي (ع) وروّاد میادین الفصاحة والبلاغة أمثال ابن المقفّع وسهل بن هارون والجاحظ الذین انتهجوا نهج‌الامام (ع) (بدیع، 415؛ قا: القلقشندي، 2/327). وتعتبر الکتب والرسائل المذکورة من آثار ابن أبي الإِصبّع الباقیة فقط، ولم تتوفّر روایات صحیحة تشیر إلی أنه ربّی تلمیذاً أو تلامذة معیّنین باستثناء ما کتبه ابن الصابوني من أن لدیه إجازة کاملة منه بخط یده (ن. ص). و نظراً لاشتراک ابن أبي الإِصبّع بلقب (زکي‌الدین) مع الفقیه والمحدّث المصري المعروف زکي‌الدین عبدالعظیم المنذري (تـ 656هـ/ 1258م) فقد أورد الذهبي في کتاب المشتبه (1/30) أن الدمیاطي (شرف‌الدین عبدالمؤمن بن خلف، تـ 705هـ/ 1305م، صاحب کتاب معجم الشیوخ) روی عن أبن أبي الإصبّع. وقد صحّح هذا الإشتباه عملاً في فوات الوفیات و کذلک في شذرات الذهب (ظ: ابن شاکر، 2/363-367؛ ابن العماد، 5/265-268). ونسب کتابه الکواکب الدریة في نظم القواعد‌الدینیة الذي طبع إبّان حیاته في القاهرة، لابن أبي الإصبَع خطاً بالنظر للتشابه بین اسمه واسم الشیخ عبدالعظیم المصري (کان حیاً في 1309هـ/ 1892م) (کحّالة، 5/265؛ قا: البغدادي، 2/391)، حتی إن البعض اعتبروا ابن أبي الإِصبّع فقیهاً شافعیاً للتشابه بین اسمه واسم عبدالعظیم المنذري (المقریزي، ن. ص؛ شرف، مقدمة بدیع 69، 83)؛ وینضح من ملاحظة أسلوب تعبیره حول الخلفاء الراشدین (تحریر، 238، 402، 415) وأئمة المذاهب السنیة الأربعة (ن. م، 511، 579) أن ابن أبي الإِصبّع لم یُنمِ نفسه لأيّ من هذه المذاهب. یمکن اعتباره شیعیاً بالنظر لما أورده عن الإمام علی (ع) بعنوان «الإمام علي علیه‌السلام» (تحریر، 415، مخـ) و کذلک إیراده حدیث المنزلة في تحریر (ص 594-595) ونقله عبارات خاصة من الخطبة الشقشقیة (ن. م، 383) وذکره موضوعاً في باب تحویل عمامة النبي الأکرم (ص) وسیفه للإمام علي (ع) بواسطة أبي بکر الصدّیق والانتقاد والتفسیر الرائع للبیتین من الشعر للسید الحمیري (تـ حوالي 225هـ/ 840م) في مدح الإمام علي (ع) (ن. م، 473)، وامتناعه عن التعاون مع السلاطین الأیوبیین ورجال حکومتهم لتعصبّهم في محو آثار التشیّع الفاطمي في مصر، وکذلک تواري واختفاء أسرته في تاریخ مصر الواضح آنذاک.
وبناء علی ماورد من شرح مختصر لأحواله في إحدی نسخ کتاب بدیع القرآن فقد احتمل البعض أن نسب ابن أبي الإِصبّع یتّصل بالشاعر الجاهلي المعروف، ذي الإِصبّع العدواني (شرف، مقدمة بدیع، 67). ولایمکن قبول هذا الاحتمال نظراً لأنه نفسه ذکر الشاعر الموما إلیه بعنوانه المعروف ذي الإِصبّع العدواني فقط (بدیع، 136) دون أن یشیر إلی وجود نسبة بینهما.

المصادر

ابن أبي الإِصبّع، عبدالعزیز بن عبدالواحد، بدیع القرآن، تقـ: حفني محمد شرف، القاهرة، 1377هـ/1955م؛ م. ن، تحریر التحبیر، تقـ: حفني محمد شرف، القاهرة، 1383هـ/ 1963م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجة الحموي، علي بن محمد، خزانة الأب، القاهرة، 1304هـ؛ ابن شاکر الکتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن الصابوني، محمد بن علي، تکملة الإکمال، تقـ: مصطفی جواد، بغداد، 1377هـ/ 1957م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن کثیر، البدایة؛ ابن معصوم، علي بن أحمد، أنوار الربیع في أنواع البدیع، حیدرآبادالدکن، 1304هـ؛ البغدادي، إیضاح؛ الذهبي، شمس‌الدین محمد، المشتبه، تقـ: علی محمد البجاوي، 1962م؛ الزرکشي، محمدبن عبدالله، البرهان في علوم القرآن، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، 1391هـ/ 1972م؛ الزرکلي، الأعلام؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصوّرة، مصر، 1954م؛ السیوطي، الإتقان في علوم القرآن، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، 1391هـ/ 1972م؛ الزرکلي، الأعلام؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصوّرة، مصر، 1954م؛ السیوطي، الإتقان في علوم القرآن، تقت: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1387هـ/ 1967م؛ السیوطي، الإتقان في علوم القرآن، تقـ:محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1387هـ/ 1967م؛ م. ن، حسن المحاضرة، القاهرة، 1299هـ؛ شرف، حفني محمد، مقدمة علی بدیع القرآن (ظ: همـ، ابن أبي الإصبع)؛ م. ن، مقدمة علی تحریر التحبیر (ظ: همـ، ابن ابي الإصبع)؛ عباس، احسان، حاشیة علی فوات الوفیات (ظ: همـ، ابن شاکر)؛ العباسي، عبدالرحیم بن عبدالرحمن، معاهد النصیص، القاهرة، دارالطباعة المصریة؛ القلقشندي، أحمدبن علي، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/ 1963م؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، دمشق، 1376-1381هـ؛ المقریزي، أحمد بن علي، السلوک، تقـ؛ محمدمصطفی زیادة، القاهرة، 1957م؛ وأیضاً:

Arberry
محمدعلي لسانی فشارکي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: