الأبشیهي

اَلأَبشیهيّ، أبو الفتح بهاءالدین محمد بن أحمد (790-850هـ/ 1388-1446م)، عالم مصري شافعي المذهب ینسب إلی مسقط رأسه أبشُویة (بفتح الهمزي وکسرها) من قری الفیّوم. وقد قضی أکثر أیام حیاته في «المحلة الکبری» فعرف بـ المَحلّي». حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره وزار القاهرة مراراً طلباً للعلم و درس خاصة علی جلال‌الدین البلقیني قاضي قضاة القاهرة (تـ 824هـ/ 1421م). وتطارح أثناء ذلک مع عدد من الأدباء کابن فهد منافس ابن الفارش، وحج سنة 814هـ/ 1411م وولي خطابة بلده بعد وفاة والده (السخاوي، 7/109). ولعل مراد السخاوي من «بلده»، المحلّة ولیس أبشویة.
وقد نسب له السخاوي (تـ 902هـ/1497م) وهو المصدر الوحید لترجمته، ثلاثة کتب: 1. أطواق الأزهار علی صدور الأنهار في الوعظ؛ 2. کتاب في صنعة الترسل والکتابة. ویبدو أنه لم یتم، و فُقد کلا الکتابین؛ 3. المستطرف في کل فن مستظرف. وتعود شهرة الأبشیهي إلی هذا الکتاب. وتجد علاوة علی هذه الکتب الثلاثة مخطوطة باسم تذکرة العارفین و تبصرة المستبصرین في خزائن الکتب بدمشق، ذکرها بروکلمان (GAL, S, II/56) ضمن آثاره، و تبعه في ذلک سرکیس (1/22) و «دائرة المعارف الاسلامیة».
ویبدو أن الأدباء في عهد الأبشیهي قد مالوا إلی تألیف کتب تشبه دوائر المعارف والموسوعات الأدبیة، فألّف عدد منهم کتباً بهذه الطریقة کجمال‌الدین الوطواط (تـ 718هـ/ 1318م)، و علاءالدین البهائي (تـ 815هـ/ 1412م) و شمس‌الدین النواجي (تـ 859هـ/ 1455م) وحتی بعد ذلک داود الأنطاکي (تـ 1008هـ/1599م) (قا: الفاخوري، 388). غیر أن موسوعة الأبشیهي (المستطرف) أکثر شهرة من غیرها وقد انتشرت مخطوطاتها في جمیع البلدان الإسلامیة، فأشار بروکلمان (GAL, II/69; GAL, S,II/56) إلی 22 مخطوطة منها. وقد عُثر الآن علی المزید منها (الظاهریة، 2/220-223؛ آصفیة 499-500؛ التیموریة، 3/7؛ صوفیا، 116؛ ندوة العلماء، 3/654؛ ملک، 1/671-672؛ آستان قدس [الروضة المقدسة]، 7(2)/828-829؛ مجلس الشوری، 7/253؛ ملی تبریز [المکتبة الوطنیّة بتبریز]، 3/1270؛ المسجد الأعظم، 361؛ رشت و همدان، 1357؛ سپهسالار، 565؛ کتابخانۀ مرکزی [المکتبة المرکزیة]، 16/224؛ المرعشي، 3/276-277).
وقد بادر بعضهم علاوة علی ذلک إلی تلخیص الکتاب بأسماء: المستلطف من المستطرف، المستقطف من المستطرف (GAL, S, II/56) وله ملخّص في الظاهریة أیضاً (2/223).
ویبدو أن المستطرف طبع لأول مرة في بولاق عام 1268هـ/ 1852م ثم طبع مراراً في مصر، و کان آخرها في بیروت عام 1986م. وقد أدّت شهرة المستطرف إلی ترجمته للترکیة (استانبول، 1261-1263هـ/ 1845-1847م) حتی قبل طبعه في بولاق. ثم ترجمه جورج‌را إلی الفرنسیة (باریس – طولون، 1316-1319هـ/1898-1901م).
وکان سبب شهرة المستطرف کما یبدو أمرین: الأول أن الأبشیهي جمع فیه من اللطائف و المعاني‌الدینیة والأخلاقیة والأدبیة مایتفق مع ذوق المسلمین في القرنین 9 و 10 هـ/ 15 و 16 م. ویجد فیه کل مسلم محب للأدب مایرغب فیه. و الثاني أن أسلوب الأبشیهي یمتاز ببساطة وسلاسة خاصتین. و ربّما کان عدم تبحّره أبعده عن السجع و التعقید وإیراد المترادفات و جعله یکتب بلغة بسیطة یفهمها الجمیع، حیث کان لایستطیع تجنّب اصطلاحات و تراکیب اللهجة المصریة، و لذلک انتقده السخاوي (7/109) فقال: ولکنه لعدم إلمامه بشيء من النحو یقع في نظمه و کلامه اللحن کثیراً. وما عاب علیه السخاوي هو الآن مجال مناسب لدراسة لهجة المصریین و امثالهم و أحیاناً بعض أخلاقهم في ذلک الزمن.
وقد وضع الأبشیهي في مقدمة الکتاب برنامجاً لیس فیه لعمله نظام تام الوضوح. و لما رأی أن العلوم متناثرة في الکتب المختلفة أراد أن یجمعها (ولاسیما الأخلاق و الأدب) في موضع واحد لیسهل علی الجمیع تناولها. وقد طرّز بعضها بحکایات حسنة و لطائف سارّة واستدل علی بعضها الآخر بالآیات والأحادیث والروایات الصحیحة. و نقل في مثل هذه الحالات من ربیع الأبرار للزمخشري و العقد الفرید لابن عبدربه (حاجي خلیفة، 2/1674)، ثم وضع للکتاب فهرساً یشتمل علی 84 باباً، حیث یضم بعضها عدداً من الفصول. ویمکن إیراد هذه الأبواب مفهرسة حسب المواضیع کمایلي:
1. الاسلام: مباني الاسلام، القرآن، التوکل علی الله، الدعاء، التوبة، ذکر‌الدینا و الزهد فضل الصلاة علی النبي (ص) (و هي بالترتیب، الأبواب 1، 3، 10، 77، 79، 83، 84)؛ 2. حیاة الانسان المعنویة: العقل و الذکاء، العشق، القضاء و القدر، الصبر و التسلّي (وهي بالترتیب الأبواب 2، 71، 78، 82)؛ 3. الانسان و حیاته المادیة: الطعام و آدابه، ظاهر الانسان و قدّه و شمائله و لباسه، و الحلي والعطور، والشباب و الشیخوخة و الصحة والمرض، والاسم و الکنیة والکنیة واللقب، والسفر، وحب المال والفقر و طلب المساعدة، والهدایا والعمل و الکسب و الحرفة، وشکوی الزمان، والفرج بعد الشدة، والعبیدو المغنّون والجواري المغنیات و المرأة والخمرة والهزل والطب والصیدنة والموت (و هي بالترتیب الأبواب 35، 46 إلی 58، 69، 70، 73 إلی 75، 80، 81)، 4. الحیاة السیاسیة و الإجتماعیة: الملوک والسلاطین و إطاعة أولي الأمر منهم، مایجب علی من صحب السلطان و الوزراء و کبار‌الدولة، القضاء و القضاة، أحوال المظفین وجبایة الضرائب و أهل الذمة (بالترتیب الأبواب 14 إلی 18، 21)؛ 5. الأخلاق و الآداب: النصائح والمشورة والوصایا و المواعظ و صون اللسان و العدل و الإحسان و الإنصاف و الظلم والخیر والصلاح وحسن الأخلاق و العطف والحیاء والتواضع، والعجب والفخر والشرف والسؤدد، وذکر الصحابة والأولیاء الصالحین، والجود والبخل والعفو والحلم والوفاء بالعهد و کتمان السر و الغدر و الخیانة والشجاعة والشجعان والجبناء و الصدق و الکذب و برّ الوالدین (بالترتیب الأبواب 11 إلی 13، 19، 20، 22 إلی 34، 36، 41، 44، 45)؛ 6. الآداب والعلم: فضیلة العلم والأدب والآداب و الحکم والأمثال والبلاغة والفصحاحة والأجوبة المسکتة والخطب والشعر والسرقات والمدح والهجاء والأصوات والالحان و رقائق الشعر والألغاز والنوادر والحکایات (بالترتیب الأبواب، 6 إلی 9، 42، 43، 68، 72، 76)؛ 7. ثقافة العرب: أخبار العرب والکهانة والقیافة والزجر والخیل و غیرها (بالترتیب الأبواب 59 إلی 61)؛ 8. متفرقات: الحیوان و عجائب المخلوقات والجان والبحار والأنهار والآبار و عجائب الأرض من الجبال و المدن و الأحجار (بالترتیب الأبواب 62 إلی 67).

المصادر

آستان قدس، فهرست؛ آصفیة، خطي؛ الأبشیهي، محمدبن أحمد، المستطرف في کل فن مستظرف، القاهرة، 1371هـ، المقدمة؛ الأزهریة، الفهرست، 5/252؛ التیموریة، الفهرست؛ حاجي خلیفة، کشف الظنون، استانبول، 1941م؛ رشت و همدان، خطي؛ سپهسالار، خطي؛ السخاوي، محمد بن عبدالله، الضوء اللامع، القاهرة، 1354هـ؛ سرکیس، معجم المطبوعات؛ شورا، خطي؛ صوفیا، خطي؛ الظاهریة، فهرس المخطوطات؛ الفاخوَري، حنا، الموجز في الأدب العربي و تاریخه، بیروت، دارالجبل، 1958م؛ المرعشي، خطي؛ کتابخانۀ مرکزي و مرکز أسناد، خطي؛ مسجد أعظم، خطي؛ مشار، چاپي عربي؛ ملک، خطي؛ ملي تبریز، خطي؛ وأیضاً: 

EI2; GAL; GAL, S.
آذرتاش آذرنوش