الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / الأبله البغدادي /

فهرس الموضوعات

الأبله البغدادي


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/17 ۱۱:۵۴:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اَلأَبلَهُ البَغداديّ، أبو عبدالله محمد بن بختیار (تـ 579هـ/ 1183م)، من مشاهیر الشعراء في العصر العباسي، المتأخّر. عرف بالمولَّد بشهادة عمادالدین الکاتب (الورقة 38) والشاعر المعاصر له ابن التعاویذي (عبدالسوداني، 61، نقلاً عن دیوان ابن التعاویذي)، غیر أن الروایات المتأخرة مضطربة في هذا الخصوص، ولم یذکر أحد سبب شهرته بالمولَّد أیضاً. ویبدو أن شهرة الأبله ازدادت في القرون التالیة، فقد أشار ابن خلّکان (4/463) إلی کثرة دیوان شعره بأیدي الناس (قا: الصفدي، 2/244). وکان عمادالدین الکاتب معاصراً له، والتقاه مرات عدیدة، ولذلک فإن الترجمة التي أوردها عنه تعتبر أهم مصدر لحیاته، وقد استقی منها أکثر المؤلفین بعده، غیر أن هذه الترجمة – کما هي عادة عمادالدین – لاتعطي معلومات کاملة عن حیاة الشاعر، ولابد من الإقتصار علی الصورة المبهمة عن الأبله البغدادي التي یمکن الحصول علیها من الروایتین أو الثلاث المذکورة في هذا الکتاب والکتب الأخری أحیاناً أو من دیوانه.
ولاندري بالضبط لماذا دعي بالأبله؟ فهل کان فیه بلاهة حقاً (ظ: الذهبي، السیر، 21/132)، أو أنه کما ذکر کتّاب آخرون (مثلاً: الصفدي، 2/245؛ابن الجوزي، 8(1)/379؛ وحتی الذهبي نفسه في العبر، 3/78)، کان في غایة الذکاء وقیل له الأبله تسمیة بالضّد. وقد وصفه عمادالدین (ن. ص) الذي رآه ببغداد عام 550هـ/1155م و سمع شعره، بأنه شاب ظریف یتزیّا بزيّ‌الجند. ولکن لاسِعلم سبب تزییه بهذا الزيّ (قا: ابن خلّکان، 4/463).
ویبدو أن الأبله قضی جُلّ حیاته في بغداد، و کان یسکن حي درب الشاکریة (القفطي، 235). وقد عاصر خلال حیاته التي استمرت 60 عاماً (قا: الذهبي، ن. ص) ستة خلفاء مدح منهم أربعاً: المقتفي (تـ 555هـ/1160م) والمستنجد (تـ 566هـ/ 1170م) والمستنضيء (تـ 576هـ/ 1180م) والناصر (تـ 622هـ/ 1225م)، وقد عاصر بدایة خلافته فقط. ویطفح دیوانه بالإضافة إلی ذلک بمدح الأعیان، و ربّما عاش حیاة مرفهة نتیجة لألطاف هؤلاء، فقد خلّف حین وفاته 8,000 دینار، ولذلک اتهمه بعضهم بأن کان یتعاطی الربا (الصفدي، 2/248؛ابن العماد، 4/267، نقلاً عن الذهبي).
وربّما کان ما أشار إلیه الصفدي نقلاً عن ابن الجوزي عن وجود «تابع» ینظم الشعر له و أن الشاعر توقّف بعد موت التابع عن النظم حتی وفاته (2/246) استنتاجاً خاطئاً من أسطورة أوردها ابن الجوزي ورواها الآخرون عنه، ومفادها أن شیطاناً کان له یلهمه الشعر، ولکن من الواضح أن هذه الروایات تقلید للأساطیر العربیة الجاهلیة (للإطلاع علی هذه الأساطیر في الأدب العربي، ظ: ن. د، ابن شهید الأشجعي، رسالته، التوابع والزوابع).
وقد ذکر ابن الجوزي تاریخاً دقیقاً لوفاته (579هـ/ 1183م) (8(1)/379). غیر أن البعض الآخر ذهب إلی أنها کانت في 580 هـ (القفطي، 235؛ ابن خلّکان، 4/465؛ الصفدي، 2/246؛ ظ: الذهبي، السیر، ن. ص) و دفن بعد وفاته في باب أبرز بالقرب من مدرسة التاجیة ببغداد (القفطي، ن. ص).
ویمتاز شعر الأبله بالرقّة و خفّة الأوزان ولذلک کان یتهافت علیه الناس و المغنّون والقرّاء (عمادالدین، ن. ص). ومع ذلک فلایخلو حدیث الکتّاب عنه من بعض النقد أحیاناً. فقد أشار عمادالدین إلی مجلس انتقد فیه شعر الأبله لتقلیده الشدید. ویذکر بعضهم أنه کان یقول الشعر بغیر علم (القفطي، 235؛ الذهبي، المختصر، 16). وقد اشتهر دیوان الأبله – کما ذکرنا – بعد وفاته ولکن یبدو أن هذه الشهرة مالبثت أن ضعفت، وقل عدد مخطوطاته الکثیرة بالتدریج، حیث لم یبق الیوم منها – بحسب علمنا – سوی ثلاث في مکتبا مونیخ ولندن (GAL, S, I/442) و طهران (ملّي، 7/333-334) و لم یطبع دیوان الأبله حتی الآن. وتشتمل مخطوطة المکتبة الوطنیة في طهران علی 195 ورقة، في کل ورقة 34 (2×17) سطراً. وبناءعلی هذا و بالنظ لوجود 240 عنواناً في هذه النسخة من الدیوان یمکن حساب عدد أبیاته بحوالي 6,250 بیتاً في 261 مقطوعة و قصیدة، و هذه المخطوطة منقحة ومقروءة، دوّنها شخص یدعی علي بن محمود في 599هـ/ 1206 م أي بعد 20 عاماض من وفاة الشاعر، ویحتمل دنه هو الذي جمع دیوانه، ذلک أنه أورد في آخر الدیوان قوله: «کان هذا آخر شيء عثر علیه من الدیوان». وقد سعی جامع المخطوطة إلی ترتیب القصائد کما یظهر حسب الموضوع، ولذلک لم یراع فیها الترتیب الهجائي، کما أن الترتیب الموضوعي عام جداً و تقریبي: فقد ورد مدح الخلفاء العباسیین الأربع في الأوراق 2 إلی 10 (9 قصائد)، وتقع 10 قصائد و مقطوعة في مدح «أقضي القضاة» في الأوراق 20 إلی 23، و مدائح الوزیر ابن هیبرة من 16 إلی 22 و 26 إلی 70 و 76 إلی 78. و 4 قصائد متفرقة (فیکون مجموعها 38 قصیدة)، وعتاب و مدح ابن أخیه بکتم من 57 إلی 60، ومدح استاذ الدار مجدالدین من 167 إلی 192 (ومجموعها 26 قصیدة)، ومدح اوزیر عضدالدین من 97 إلی 147 (مجموعها 20 قصیدة). ولکن یلاحظ في المقابل أن مدائح ابن الدوامي (14 مقطوعة) متفرقة في أنحاء الدیوان بأسره، وقد تطرّق الأبله عامة إلی مخاطبة 59 شخصاً، وهجا حوالي 10 أشخاص منهم في مقطوعات قصیرة وبألفاظ فاحشة غالباً. والذي یلفت النظر في دیوان الأبله وجود مقطوعات قصیرة أغلبها في الهجاء یمکن أن تلقي ضوءاً علی زاویة من حیاة أبناء ذلک العصر و ذلک حیث یطلب الحلوی من أحد الأعیان والدجاج والشعیر من آخرین أو یهجو بعض الباعة في بغداد کالبزّاز و بائع القمح و غیرهما (الأبله، الورقة 43ب، الورقة 44 ألف)، أوحیث یطلب من ابن أخیه شیئاً لزوجته الست یاقوت، وکل هذا ممّا یضفي علی دیوانه روحاً و حیاة. والشخص الوحید الذي درس دیوان الأبله – بحسب علمنا – هو مزهر عبدالسوداني ولکن حدیثه عن هذا الشاعر و شعراء القرن 6 هـ / 12 م یتناثر في طیات کتابه ولاتخلو معرفة شخصیة الشاعر من الصعوبة لافتقاد الکتاب إلی الفهرس. ولکن یبدو من دراسته العامة وکذلک لابن التعاویذي وابن المعلم (ن. ع) أنهم کانوا الممثلین الواقعیین للآداب في عهدهم بالعراق، وکذلک یمکن اعتبارهم «المحافظین المجدّدین» (عبدالسوداني، 59)، فقد اختلطت في أشعارهم الأسالیب الحدیثة بالقدیمة، أو عرضت المعاني القدیمة بثوب جدید من الکلمات (م. ن، 62). وشعر الأبله ضعیف المعنی لاحاصل منه، وأکثر أبیاته مجرد ألفاظ  مرصوصة لیس فیها تعبیر متماسک (م. ن، 105، 106)، حتی إن القصیدة التي نظمها في أواخر حیاته في مدح الناصرلدین الله (الأبله، الورقة 9-10) و عرفت بالعصماء أویتیمة الدهر لاتخلو من هذا النقص، غیر أن مهارته في الإستفادة من الصناعات اللفظیة و خلق الموسیقی في ترکیب الکلمات جعل شعره مستذوقاً یتهافت علیه الجمیع، ولاحظ عمادالدین دون غیره من الکتاب القدامی هذه النقطة جیداً. وقد أکثر الأبله القول في المدح وأغلبه مدائح الوزیر ابن هبیرة (م. ن، 60، 64، 65، 69، 94)، وتبدأ هذه القصائد کغیرها من الشعر الکلاسیکي بالغزل. ویبدو أنه کان أکثر میلاً إلی الغلمان (الصفدي، 2/245) فلذلک کان یبدأ قصائده علی الأغلب بالتغزل بهم (الأبله، الأوراق، 62-70، 73، 78، 148، 154)، وحتی إنه بدأ في مدحه لأقضی القضاة (م. ن، الورقة 20) (عبدالسوداني، 99، 262). ومن أغراضه الشعریة الأخری، الهجاء و هو رغم رأي عماد‌الدین یطفح بالإفحاش و عدم التوقیر (م. ن، 61، 110، 279، 280) وکان مغرماً أیضاً بالخمریات (م. ن، 227، 228، 235، 243، 250، 252)، ولکن دیوانه خال من الشعر في‌الدین والزهد و الأخلاق والحکمة والحوادث التاریخیة وأمثالها.

المصادر

الأبله البغدادي، محمدبن بختیار، دیوان، مخطوطة المکتبة الوطنیة، رقم 387/ 4؛ ابن الجوزي، یوسف بن قزاوغلي، مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1370هـ؛ ابن خلّکان، وفیات الأعیان، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1398هـ؛ ابن العماد، عبدالحي ابن أحمد، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ الذهبي، محمدبن أحمد، سیر أعلام النبلاء، بیروت، 1404هـ؛ م. ن، العبر في خبر من غبر، تقـ: محمدسعید زغلول، بیروت، 1405؛ م. ن، المختصر المحتاج الیه من تاریخ ابن الدبیثی، بیروت، 1405؛ الصفدي، خلیل بن إیبک، الوافي بالوفیات، تقـ: دیدرینغ، استانبول، 1368هـ؛ عبدالسوداني، مزهر، الشعر العراقي في القرن السادس الهجري، بغداد، 1980م؛ عمادالدین الکاتب، محمدبن محمد، خریدة القصر، نسخظ مصورة في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران، رقم 89؛ القفطي، علي بن یوسف، المحمدون، تقـ: ریاض عبدالحمید مراد، دمشق، 1395هـ؛ ملّی، خطي؛ الیافعي، عبدالله بن أسعد، مرآة الجنان، حیدرآباد الدکن، 1337هـ؛ وأیضاً:

GAL, S.

آذرتاش آذرنوش
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: