الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن أبی اصیبعة، أبوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن أبی اصیبعة، أبوالحسن


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/25 ۱۱:۱۷:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبن أَبي أُصَیبِعة، أبوالعباس موفق‌الدین أحمد بن القاسم السعدي الخزرجي (ح 595-668هـ/ 1199-1270م). أشهر أطرباء أسرة أبي أصیبعة. کان جده خلیفة بن یونس أحد المقرّبین من صلاح‌الدین الأیوبي (ابن أبي أصیبعة، 3/402). وکان قاسم و علي ابنا خلیفة بن یونس، من الأطباء الشهیرین في البیمارستان الناصري و عملا سنین طویلة في خدمة الملوک والأمراء الأیوبیین (م. ن، 3/402-408).
ولد أحمد بدمشق وفیها نشأ، وبعد أن تعلم الآداب و مبادئ الطب والکحالة علی أبیه وعمه، بادر إلی متابعة تعلّمه لهذه الصناعة علی رضي‌الدین الرحبي وابن البیطار وعبدالرحیک بن علي الدخوار في البیمارستان النوري بدمشق (م. ن، 3/221، 318-319، 395). وکانت سني دراسة ابن أبي أصیبعة علی ابن البیطار والدخوار محببة إلی نفسه (م. ن، 3/221، 396-397). وکان یبحث مع ابن البیطار عن النباتات الطبیة في المناطق المحیطة بدمشق و تعلّم منه الکثیر من هذا العلم (م. ن، 3/221). وامتاز ابن أبي أصیبعة بقریحة فیاضة وذکاء کبیر فبرع في معرفة الأمراض ومداواتها بسرعة ومارس التطبیب والتدریس في هذا البیمارستان (م. ن، 3/395-397). کما کان زمیله في بیمارستان النوري عمران بن صدقة یملک مکتبة غنیة بالکتب الطبیة (م. ن، 3/350-351). ویبدو أنه استفاد إلی حدکبیر من کتب هذه المکتبة لاسیّما في تألیفه کتاب عیون الأنباء في طبقات الأطباء.
وفي 631هـ/ 1234م، ذهب إلی القاهرة ومارس الطب والتدریس في البیمارستان الناصري (م. ن، 3/196؛ GAL, I/397-398). وکان زمیله الشهیر سدید‌الدین ابن أبي البیان الإسرائیلي فیه، فاستفاد من دروسه في الأدویة وساعده في تألیف کتاب الأقراباذین (ابن أبي أصیبعة، 3/197). وفي 632هـ عاد إلی البیمارستان النوري بدمشق، ثم رحل في 634 هـ إلی صفد بصفة الطبیب الخاص للأمیر عزالدین الأَیدَمور بن علي. فقضی السنوات اربع والثلاثین الباقیة من عمره فیها بمعالجة المرضی وتألیف الکتب، وتوفي فیها (نَلّینو، 66).
من تلامذته المعروفین أمین‌الدولة أبي الفرج ابن القُفّ (ن. ع) (ابن أبي أصیبعة، 3/444).
أهم کتب ابن أبي أصیبعة عیون الأنباء في طبقات الأطباء، وهو أفضل مصدر لدینا في تاریخ الطب الإسلامي حتی عصره. وقد بقي من هذا الکتاب نسختان انتهی من کتابة الأولی في 643هـ/ 1245م و قدّمها لأمین‌الدولة ابن غزال، الوزیر العالم لدی الملک الصالح إسماعیل بن أحمد (نلّینو، 69). ومنذ تلک السنة أضاف المؤلّف عدة زیادات إلی کتابه، فأصبح الکتاب أکثر تفصیلاً (م. ن، 70)، ولکن لیس من المؤکد أنه نشر هذه النسخة في حیاته (مولر، 470). کما أضاف تلامیذه إلیها بعض الزیادات منها تاریخ وفاة ابن القُف (685هـ/ 1286م) تلمیذ ابن أبي أصیبعة، الذي ورد في آخر ترجمة من عیون الأنباء (3/445). وأکثر المواضیع التي ذکرت في طبقات الأطباء والحکماء لابن جُلجُل (ن. ع) نقلت حرفیا أو ملخّصة في هذا الکتاب.
وقد تم تقسیم الکتاب حسب أزمنة أصحاب التراجم وأمکنتهم، فابتدأ بالحدیث عن ظهور علم الطب و مراحله الأولی، فترجم لأطباء الیونان وأطباء العرب في بدایة العصر الإسلامي، والأطباء السریانیین في أوائل العصر العباسي، ومترجمي کتب الطب من الیونانیة إلی العربیة، وأطباء العراق و الجزیرة و دیاربکر، وأطباء «بلاد العجم» و الهند والمغرب و مصر والشام.
ولاشک في أن ابن أبي أصیبعة خطا خطوة مهمة بإیراده الکثیر عن حیاة أطباء عصره وأعمالهم فبین بذلک الوضع العلمي في ذلک الزمن ولاسیّما تاریخ الطب وأصبح له فضل کبیر علی أهل العلم، ثم إن المعلومات التي أوردها عن الطّبین الیوناني والهندي لامثیل لها في عصره، ورغم أن الدراسات الحدیثة کشفت عن أخطاء کثیرظ في روایاته عن الطب الیوناني، غیر أن کتابه یعتبر فریداً في التعرّف علی مدی معلومات الأطباء في عصره عنه. و یحتوي عیون الأنباء أیضاً علی روایات نقلت من کتب الآخرین و منهم جالینوس و حنین بن إسحق واسحق بن حنین وابن بختیشوع وابن جُلجُل و مبشّر بن فاتک والدخوار (ن. ع) فقد أصلها. کما نقل المؤلف أحادیث شفویة کثیرة من الأطباء، وفي نهایة ترجمته التي جاءت علی الأغلب دقیقة ومفصلة لکثیر من الأطباء أورد فهرستاً لکتبهم. وقد فقدت أکثر هذه الکتب، و عیون الأنباء هو المصدر الوحید لاطلاعنا علیها. وتدلّ هذه الفهارس علی حجم الأعمال العلمیة العظیمة التي قام بها العلماء في القرون الأولی من العصر الإسلامي. وقد کتب عیون الأنباء بلغة سهلة بعیدة عن الأسلوب الأدبي و قریبة من حدیث العامة ویشاهد فیه أحیاناً عبارات باللهجتین المصریة والشامیة.
وکما ورد في هذا الکتاب أشعار کثیرة، لیست في مستوی أدبي رفیع، وله أشعار نظمها بنفسه، ولایخلو الکتاب من الأخطاء النحویة التي ارتکبها کما یبدو المؤلف نفسه، وکذلک الأخطاء في المواضیع، منها الاشتباه في اسم السهروردي المقتول (587هـ/ 1191م)، فقد ذکر أباحفص عمر بدلاً من أبي الفتح یحیی بن حبش (3/273)، أي أنه أخطأ بین شیخ الإشراق وبین صاحب عوارف المعارف. کما اعتبر أرض السند خطأ مسقط رأس أبي الریحان البیروني. وعلی کل حال فإن عیون الأنباء ذو أهمیة کبیرة، فبالرغم من الأخطاء التي فیه ورغم أن المؤلف لم یذکر اسم بعض الأطباء من معاصریه (مثل ابن النفیس)، فقد لفت نظر الباحثین الأوروبیین فبادروا إلی دراسته بصورة موسعة، وقد أعد أوغست مولر هذا الکتاب للطبع بعد أن طالع 15 مخطوطة منه وأرفقه بشروح ومذکّرات، ولکن نتیجة مساعیه لم تظهر بشکل مناسب في طبعة القاهرة (1299هـ/1882م). فقد حذفت منه کل علامات الاختلافات التي في النسخ. کما ظهر الاضطراب في فهرست الأعلام. هذا عدا أخطاء أخری في الکتاب (نلینو، 64)، حیث اضطر مولر لطبعه ثانیة مع تکملة مفصلة (کونیغزبرغ، 1884م).
وقد دوّن في أوروبا کتابان معتبران حول الطب الإسلامي أحدهما باللغة الفرنسیة بقلم لکلرک والآخر بالألمانیة ألّفه فیستنفلد واعتمد کلاهما علی عیون الأنباء.
ولابن أبي أصیبعة آثار أخری وردت أسماؤها في العیون و بعض المصادر الأخری، ولکنها فقدت فیما بعد، منها: حکایات الأطباء في علاجات الأدواء، إصابات المنجّمین، التجارب والفوائد و معالم الأمم.

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمدبن القاسم، عیون الأنباء، بیروت، 1376هـ؛ نلّینو، کارلو، علم الفلک وتاریخه عندالعرب في القرون الوسطی، روما، 1911م؛ وأیضاً:

GAL; Müller, August, “Arabische Quellen zur Geschichte der indischen Medizin”, ZDMG, 1880, vol. XXXIV.
محمدعلي مولوي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: