ابن أبی الأشعث

اِبنُ أَبِي الأَشعَث، أبوجعفر أحمدبن محمد (تـ ح 360هـ/ 971م)، صیدلي و طبیب وحکیم إیراني من أهل فارس (ابن أبي أصیبعة، 2/246-247). أقدم مصدر تحدّث عنه عیون الأنباء لابن أبي أصیبعة وعنه أخذت المصادر بعده علی الأغلب. وقد اختلف المؤلفون حول شجرة نسبه، فذکر بعضهم أنه أحمدبن محمد بن محمد (الزرکلي، 1/209؛ کحّالة، 2/148)، وذهب البعض الآخر إلی أنه أحمدبن محمد بن أحمد (فیستنفلد، 56؛ لکلرک، I/379). وتاریخ حیاة هذا الطبیب لیست واضحة أیضاً، وقد روی عبیدالله بن جبرائیل بن بختیشوع عنه أنه لم یکن منذ ابتداء عمره یتظاهر بالطب. ودخل الموصل یوماً راحلاً من بلده فارس بحالة سیّئة من العري والجوع. واتفق أنه کان لناصر‌الدولة الحمداني أمیر الموصل ولد علیل، لم تُجد مداواة الأطباء فیه. فبادر ابن أبي الأشعث إلی علاجه، نجح في مسعاه. فأعطي وأحسن إلیه وأقام بالموصل إلی آخر عمره (ابن أبي أصیبعة، 2/247). والسبب الذي دعا ابن أبي الأشعث إلی أن یرحل من فارس إلی الموصل لیس واضحاً تماماً، ولکن یبدو أنه کان یتولّی في فارس عملاً حکومیاً أو کان والیاً فصودرت ممتلکاته وهرب من فارس (ن.ص). وکذلک یمکن أن یستنبط من تألیفه لکتاب الغاذي والمغتذي والذي انتهی منه في صفر 448 بقلعة برقة في أرمینیة (م. ن، 2/248)، أنه ربما ذهب مؤقتاً إلی أرمنینیة بعد فرار ناصرالدولة أمام معزّالدولة الدیلمي الذي هاجم الموصل. أو أنه کان سجیناً لمدة في القلعة. وکان ابن أبي الأشعث وافر العقل، سدید الرأي، فاصلاً في الفلسفة والفقه، تشهد علی ذلک آثاره، وکان عالماً بکتب جالینوس الستة عشر خبراً بها، وقد شرحها وبوّبها، کما شرح الکثیر من کتب أرسطو وغیره من الحکماء و کتبه في صناعة الطب وغیرها کل منها تام في معناه لانظیر له (م. ن، 2/247). وفاقت شهرته في الطب بقیة العلوم، وکان له تلامیذ في الطب قدذاع صیتهم، أشهرهم أبوالفلاح محمدبن ثواب الموصلي، المعروف بابن الثلّاج وأحمدبن محمد البلدي، ولکلیهما تصانیف عدیدة في الطب (م. ن، 2/249). کما اشتهر أحد أبناء ابن أبي الأشعث ویدعی محمد بهذه الصناعة أیضاً (م. ن، 2/247).
وردت أسماء 18 أثراً لابن أبي الأشعث في المصادر، عثر علی نسخ منها وهي: 1. کتاب الأدویة المفردة، ویحتوي علی ثلاث مقالات بدأ بتألیفه – علی حد قوله – بطلب من تلمیذیه محمدبن ثواب و أحمدبن محمد البلدي في ربیع الأول 353 (دیتریش، 148-145). توجد نسخ من هذا الکتاب في المکتبات (GAS, III/302)؛ 2. کتاب الغاذي والمغتذي، ویشتمل علی مقالتین في الطب (ابن أبي أصیبعة، 2/248؛ سید، 2/147؛ قا: الأزهریة، 6/124). توجد نسخ من هذا الکتاب في المتحف البریطاني وأیاصوفیة (بیو، رقم؛ 876 GAS، ن. ص؛ (GAL, S, I/433)؛
3. کتاب في العلم الإلهي، ویقع في مقالتین، انتهی من تألیفه في ذي القعدة 355. وقد رآه ابن أبي أصیبعة بخط المؤلف وأثنی علیه (2/247)غ 4. کتاب في القولنج، في مقالتین یتحدث فیه عن مختلف أنواع القولنج ومداواتها، والأدویة المفیدة لها، وقد أتمّ هذا الکتاب فخرالدین ابن الساعاتي (حاجي خلیفة، 2/1451)، ولخّصه موفّق‌الدین عبداللطیف البغدادي (الدفاع، 159)؛ 5. مقالة في النوم والیقظة، ألّف ابن أبي الأشعث هذا الکتاب من أجل ابن فضالة البلدي، توجد نسخة منه (مجلة، 5(2)/249؛ GAS، ن. ص). وقیل أن له أیضاً تعلیقات علی کتاب الأسطقسات علی رأي أبقراط من کتب جالینوس الستة عشر (شورا، 2/306). وتوجد نسخ من هذا الکتاب أیضاً في أیاصوفیة تحت رقم 214 و في المجموعة الستة عشر من هذه المکتبة برقم 215 (لمعرفة المزید عن سائر آثاره، ظ: GAS; GAL, S، ن. ص؛ ابن أبي أصیبعة، 2/247-248).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمدبن القاسم، عیون الأنباء، بیروت، 1377هـ/ 1957م؛ الأزهریة، فهرس؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الدفاع، علي عبدالله، أعلام العرب والمسلمین في الطب، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الزرکلي، الأعلام؛ سید، المخطوطات؛ شورا، خطي؛ صفا، ذبیح‌الله، تاریخ علوم عقلي در تمدن اسلامي، طهران، 1356ش؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1376هـ؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1955م-؛ وأیضاً:

Dietrich, Albert, Medicinalia Arabica, Göttingen, 1966; GAL, S; GAS; Leclerc, Histoire de la médecine arabe, NewYork, 1971; Rieu, Charles, Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts, London, 1894; Wustenfeld, Ferdinand, Gershichte der arabischen Ārzte und Naturforscher, NewYork, 1978.
سعیدالله قره‌بگلو