ابن الأبار، ابو جعفر

اِبنُ الأَبّار، أبوجعفر أحمدبن محمد الخَولاني (تـ 430 أو 433 هـ/ 1039 أو 1042م)، شاعر‌الدولة العَبّادیة في إشبیلیة، ینتسب إلی قبیلة خَولان بن عمرو القحطانیة التي أقام أفرادها في تلک الدیار بعد فتح الأندلس، ثم سکن بعضهم في قرسبة (ابن حزم، 418) ومن هذه الطائفة سَمعُ بن مالک الخَولاني (تـ 102هـ/ 721 م؛ قا: ابن العذاري، 2/25) وکان عمر بن عبدالعزیز (تـ 101 هـ) قد ولاه الأندلس. کما أقام عدد من أفراد هذه الأسرة في إشبیلیة، وبنوا مسجدها الکبیر المعروف بمسجد الخَولانیّین (تِرِس، 348).
وکل مایمکن العثور علیه عن ابن الأبار، ورد في ثلاثة مصادر: 1. البدیع في وصف الربیع، تألیف إسماعیل بن محمد الحمیري المعروف بحبیب (تـ 440هـ/ 1048م) وکان تلمیذاً لأبن الأبار وراویاً لشعره وأورد مقطعات من نوریاته في هذا الکتاب (ص 24، 43-45، مخـ)؛ 2. جذوة المقتبس، تألیف الحُمَیدي (تـ 488هـ/ 1095م). وتعود أهمیة هذا الکتاب إِلی أن مؤلفه تلقّی معلوماته مباشرة من ابن حزم (تـ 456 هـ/ 1064م). وقد دخذها عنه في اللقاء الذي تمّ بینهما في «المَرِیّة» وورد في هذا الکتاب بیتان لابن الأبار عزّی فیهما أبا الولید الحمیري بوفاة جاریة له وهنأه بولادة ابن له (الحُمیدي، 107؛ المقرّي، 3/477-478). وقد ظن المقرّي خطأ أن المقصود من أبي الولید المعتضد بن عباد أمیر إشبیلیة (ن. ص)؛ 3. المصدر الثالث، روایة ابن بسام الذي نقل أیضاً من الحدیقة لأبي عامر بن مَسلَمة (الضبّي، 80) والحلة لابن الأبار القُضاعي (2/366، 367)، وروی فیه أبیاتاً تبودلت بین ابن الأبار و أبي عامربن مسلمة وأبي الأصبغ بن عبدالعزیز (ابن بسّام، 2/206)، وکذلک أبیات أخری تبودلت بین ابن الأبار و أبي الولید محمدبن عبدالعزیز (م. ن، 2/155، 206). وکلّ ما أوردته المصادر المتأخرة عن ابن الأبار فیما بعد کان نقلاً عن الذخیرة أو الجذوة تقریباً. ویمکن بدراسة هذه المصادر ومن خلال المساجلات والمفاخرات الشعریة والتهاني التي حدثت بینه وبین الآخرین رسم صورة عامة عن ابن الأبار ووضعه ووضع نظرائه الإجتماعي والأدبي في دولة العبادیة. ولم یترک ابن الأبار شعراً کثیراً، وکان أغلب ما له في وصف والمدح والغزل، وهو یمتاز کأکثر الشعر الأندلسي باستعمال الصناعات البدیعیة والمحسنات اللفظیة والبیانیة استعمالاً واسعاً. ویتجلی فیه ذکر مجالس الأنس والخمر ووصف الورود و مظاهر الطبیعة ولاسیما علاقته بالمرأة واللذائذ الجسمیة التي تبدو بارزة في صور ابن الأبار و تخیلاته کما تعکس أسلوبه في نظم الشعر والحیاة التي کانت تعیشها الطبقات المرفهة في الأندلس وحالاتها النفسانیة. والتي کان لهاصدی في شعر أمثاله من الشعراء (ظ: خالص، 161-164؛ Ei2).
ویشیر ابن خلّکان (1/142) إلی أن عدداً من الأبیات التي لایشک في أنها له وردت في نسخة الوفیات الکبیرة التي دوّنت في الإسکندریة، ونسب له حاجي خلیفة (1/763) دیواناً أیضاً، ولکن لایعلم إن کان شعره قد جمع في دیوان، مالم تکن أبیاتاً متفرقة جمعت في مسوبدة، أو أن دیوان ابن الأبار القُضاعي نسب إلی ابن الأبار الخَولاني، ویبدو أنه لم یکن له من الشعر مایجمع في دیوان. وقد نسب بعض المتأخرین عدداً من آثار القضاعي الی الخولاني مثل: إعتاب الکتّاب (حاجي خلیفة، 1/125) ودُرر السَّمط في خبر السِّبط (البغدادي، 1/466)، کما وقعٍ کحالة (1/100) في هذا السهو أیضاً ولم ینتبه إلی فترة 200 سنة تقریباً کانت بین الخولاني والقضاعي (تـ 658هـ).

المصادر

ابن الأبار القضاعي، محمدبن عبدالله، الحلة السِّیراء، تقـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1963م؛ ابن بسّام، علي، الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1979م؛ ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1983م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن العذاري، محمدبن محمد، البیان المغرب في أخبار ملوک الأندلس والمغرب، تقـ: راینهارت دوزي، لیدن، 1849م؛ البغدادي، إیضاح؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الحُمیدي، محمد، جذوة المقتبس في تاریخ علماء الأندلس، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، 1983م؛ الحمیري، اسماعیل بن محمد، البدیع في وصف الربیع، تقـ: هنري بیریس، الرباط، 1940م؛ خالص، صلاح، إشبیلیة في القرن الخامس الهجري، بیروت، دارالثقافة؛ الضبّی، أحمد بن یحیی، بغیة الملتمس، تقـ: فرانسیسکو کودرا، 1884م؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، دمشق، 1376-1381هـ؛ المقّري، أحمدبن محمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ وأیضاً:

EI2; Terés, Elīas, «Linajes árabes en al-Andalus», Al-Andalus, Madrid/ Granada, 1975, vol. XXII.
محمدأحمد آل‌طعمة