الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الابراهمیة /

فهرس الموضوعات

الابراهمیة


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/12 ۱۳:۳۷:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلإبراهیمیَّة، من الفرق السریة غیر المعروفة في جبال شمالي العراق، لاتتوفّر عنها معلومات کافیة. کان أتباع هذه الفرقة یعیشون حقبة من الزمن في مدینة تلّعفر (تل عفر) غربي الموصل، ولم تتوفّر عنهم معلومات یعتمد علیها، وهي قریبة من بعض النواحي من الفرق‌الدینیة والطرق الصوفیة الأخری الموجودة في تلک الأماکن مثل الصارلیّة، والباجوران (أوالبَجوران، أوباجوان، أوباجلان)، والماوِلیة، والبابائیة، والاسحاقیة، والکاکائیة، والیزیدیة. وقد أدّت مجاورتها للفرق الأخری إلی حدوث تأثیر متبادل في العقائد والآداب بینها. و عندما استعرض الأب انستاس ماری الکرملي الفرق الموجودة حول الموصل لم یشر إلی الإبراهیمیة (ص 218، 225)، ویبدو أنه لم یکن لهذه الفرقة وجود یذکر حین کتابته للمقال (1902م)، وعلی إي حال یری أتباع هذه الفرقة أنهم ینتسبون إلی الشیخ إبراهیم الزاهد الکیلاني (الشیبي، الطریقة، 56، 58). ویذکر گولپینارلي (ص 387) طریقة باسم «الإبراهیمیة» أسّسها إبراهیم قوش آطه لي (تـ 1264هـ/ 1848م)، واسمها الآخر قوش آطائیّة. وهذه الطریقة متفرعة عن النصوحیّة التي هي فرع من الشعبانیة، وهذه بدورها متفرعة عن الخلوتیّة ، غیر أن «إمام الخلوتّیة» هو إبراهیم الزاهد الکیلاني (م. ن، 255). فلاعجب إذن أن تعتبر «الإبراهیمیة» المذکورة إمامها الشیخ إبراهیم أیضاً. ومع‌ذلک لایمکننا أن نحکم بأن هذه الإبراهیمیة هي نفس الإبراهیمیة التي نحن بصددها، وقد أودع إبراهیم الزاهد الطریقة إلی مریده الشیخ صفي‌الدین الأردبیلي (لمزید من الاطلاع علی أحوال ابراهیم الزاهد و علاقة الشیخ صفي به، ظ: ابن البزّاز، الباب الأول، الفصول 6-8 و 10)، لکن الشیخ صفي‌الدین أسسّ الطریقة الصفویة بتلفیق الطریقتین الخلوتیّة والقلندریة (گولپینارلي، 255، 273).
لاتعرف الهویّة القومیة للإبراهیمیة والفرق القریبة منها علی وجه الدقة، فهناک نقاش حول أصلهم أکان کردیاً أم ترکیاً، إلا أن القرائن تضافرت علی أصلهم الترکي. وجمیعهم یتکلّمون الترکیة، التي تداخلها مفردات کردیة وفارسیة و عربیة (الشیبي، ن. م، 43-48؛ الصرّاف، 219، 222، 224). وکتابهم المقدّس باللغة الترکیة أیضاً (م.ن، 13)، ممّا یدل أیضاً علی هویتهم الترکیة. وأغلب الظن أن أصلهم من ترکمان آسیا الصغری (الشیبي، ن. م، 45-51؛ الصراف، 89؛ العزّاوي، 8، 9). وقد اعتبرت الإبراهیمیة إلی جانب سائر المجموعات‌الدینیة في تلک المنطقة من بقایا الصفویین (صوفیة الصفویة) (الشیبي، ن. م، 39، 57). ولمزید من التوضیح نذکر أن أکثر مریدی الشیخ صفي کانوا من آسیا الصغری، وکان لهم هناک نفوذ کبیر. و نعلم أیضاً أن کثیراً من أتباع الصفویة کانوا یعیشون هناک حتی في زمان الشیخ حیدر والد الشاه إسماعیل، وهذا هو ما أقلق العثمانیین (براون، IV/44,48). ویمکن الحدس أن مجموعات من هؤلاء الترکمان الذین کانت لهم نزعات صفویة أو ابراهیمیة هاجرت بالقوة أو تخلّصاً من الضغط، إلی نواحي جبال کردستان، و جاورت الأکراد، ومع ذلک ذهب بعض الباحثین إلی أنهم أکراد و بعضهم إلی أنهم عرب (الشیبي، ن.م، 43-45؛ الصرّاف، 90، 91) وهو رأي لایوثق به کثیراً. ورغم أن هذه المجموعات (ومنهم الإبراهیمیة) هم من الترکمان المهاجرین، فقد کان لهم مع الأکراد القاطنین في إیران والعراق علاقات وثیقة، بل ویبدو أنهم کانوا یشعرون بالقرابة، ویؤد ماذکرناه ارتباطهم الوثیق فکریاً وعقائدیاً ببعض الفرق الکردیة مثل أهل الحق والیزیدیة، ولاسیما التشابه الذي بین الکاکائیة والیزیدیة (العزّاوي، 67)، وهو ماقیل أیضاً عن الصارلیّة والباجوران (رشید یاسمي، 125) وکذلک علی الإبراهیمیة، لأن أتباع الیزیدیة ینتشرون أیضاً حوالي الموصل في جبال سنجار، وکانت تربطهم علاقات الجوار.

الطریقة الإبراهیمیة

إن طبیعة التقالید والعقائد الإبراهیمیة وخاصة ماساد منها في القرون الستة أو السعة الأخیرة تدعونا للبحث عن جذورها في التصوف (الشیبي، ن. م، 61). فعرفانهم ممزوج بمعتقدات و تقالید معقّدة، وذو روافد عدیدة، ویشکّل مجموعة مستغربة وأحیاناً سریّة مبهمة. وقد تأثرت المجموعات المستوطنة في الأماکن المذکورة بمعتقدات العلي اللهیة وآراء أهل الحق والتقالید القدیمة العریقة، وذکر أیضا اشتراکهم مع الیزیدیة في بعض التقالید القدیمة العریقة، وذکر أیضا اشتراکهم مع الیزیدیة في بعض التقالید‌الدینیة (الشیبي، ن. م، 42). ویمکن أن نستنتج بالنظر إلی القرائن أن هذه الخصائص تصدق علی الإبراهیمیة أیضاً. ومن دلائل صوفیة الطریقة الإبراهمیة تقدیسها للعددین 7 و 72، ویبدو أن المراد بالعدد 7 هو المقامات السبعة والمراحل السبع التي تشکّل طریقهم في العرفان. و من بلغ المرحلة العلیا منها سمّي سلطاناً، والعدد 72 یرمز الی 72 من الخدم، غیر أنهم بعتقدون أیضاً بأربعین شخصاً من الأبدال أو «رجال الغیب» وهم مجهولون لایعلم بهم أحد، ولهم فیهم معتقدات خاصة (الصرّاف، 51، 52، 55).
وکتاب الإبراهیمیة المقدّس هو «بویوروق» و یولیه الشیخ صفي اهتماماً بالغاً، وهذا یمکن أن یکون من دلائل ارتباطهم بالطریقة الصفویة (الشیبي، ن. م، 57)، غیر أنه لاشک في تأثیر البکتاشیة علی کل هذه الفرق (ن. م، 43، 46-48، 53، 59؛ الصراف، 13، 45، 48، 49، 91؛ العزاوي، 79). وتعتبر القزلباشیة في الأصل من البکتاشیة (الشیبي، ن. م، 53). کما یشاهد تشابه کبیر بین معتقدات الکاکائیة والقزلباشیة (العزّاوي، 66، 83-88) وهؤلاء یعتبرون الشاه اسماعیل، الذي کان مهتماً بنشر التشیّع، من کبار رجالهم (م. ن، 67)، وقد لایکونون مثل القزلباشیة الذین یعتقدون بتجسّد الألوهیة بشکل من الأشکال في الشاه إسماعیل. وتری الإبراهیمیة أیضاً أن الحاج بکتاش وشیوخ البکتاشیة من أولیائهم (الشیبي، ن. م، 59). وأشعار البکتاش لهاحرمة وأهمیة خاصة عند الکاکائیة (العزاوي، 45، 53). من هنا یکمن قیاساً اعتبار الإبراهیمیة من البقایا الفکریة للبکتاشیة ومن لف لفهم من القزلباشیة والصوفیة الصفویة.
فالتشیع أذن یشکل إلی جانب التصوف أساساً من أسس الإبراهیمیة الفکریة. والملفت للنظر في تشیع هؤلاء أنهم یضیفون زیدبن علي (ع) ذلی أئمتهم الإثني عشر (الشیبي، ن. م، 61)، أي إن أئمتهم یختلفون أحیاناً عن أئمة الشیعة الإثني عشریة.
ومن التقالید القدیمة المنسوبة الي هذه النحل (الإبراهیمیة، وغیرها) (الصراف، 140؛ العزاوي، 68، 74-76) وجود لیلة التحلل الجنسي وتسمی لیلة الکَشفة، ویمکن ترجمتها في العربیة بلیلة خلع الأحذیة الشیبي، ن. م، 54، 55)، وقد أشار إلیها الأب أنستاس الکرملي في تقریره (یعود إلی 1902م) عن الصار لیّة والباجوران (الصراف، 218-225)، ولکن غیره من الباحثین مثل الصرّاف (ص 140، 141)، والعزاوي (ص 74-79)، والشیبي (ن. م، 54، 55) نفوا وجود مثل هذا التقلید واعتبروه تهمة وبهتاناً. ویقول الصراف: إن اجتماع الرجال والنساء في حظیرة واحدة لایقع إلا في احتفال رأس السنة، ولیلة الغفران، واللیلة العاشرة من المحرّم الحرام. وفي هذه اللیلة، أي اللیلة العاشرة من المحرم الحرام تطفأ الأنوار ویجتمع النساء والرجال ینوحون ویبکون حتی مطلع الفجر … وما سوی ذلک فحدیث خرافة خلقها البغض والشنآن وهو کذب وبهتان قبیح (ن. ص).

المیل إلي الغلو

کان الإبراهیمیة یمیلون زمناً إلی الغلو في حق أمیرالمؤمنین علي (ع)، بل ربّما إلی تصور ألوهیته، کما کانت الفرق القریبة منهم مثل الصارلیّة والباجوران و الکاکائیة کلک (ن. م، 50؛ العزاوي، 88، 100 و مابعدها، 106 و ما بعدها؛ رشید یاسمي، 124، 125). وقد تأثّرت الإبراهیمیة بالبکتاشیة وغلو الطریقة الأخیرة في الإمام علي (الصراف، 45-48) یؤید هذا الرأي، وإن کان الحاج بکتاش نفسه والشیخ صفي بعیدین کلیاً عن مذهب الغلاة (م. ن، 49). ویحکي میلهم إلی الغلو ارتباط الفرق‌الدینیة بالقزلباشیة الذین هم مرید والشاه اسماعیل و ذوو اتجاهات علي اللهیة (العزّاوي، 86، 87).
وثمة روایة حول أمیر المؤمنین علي (ع) تدور علي ألسنة الإبراهیمیة والکاکائیة تؤید هذا الموضوع. وملخّصها أن النبي (ص) لمّا عرج إلی السماء وتجاوز مقام سائر الأنبیاء ووصل إلی المرتبة العلیا رأی أسداً عظیماً، فتقدّم الأسد إلیه فاغرافاه فرمی النبي خاتمه في فمه، فرجع الأسد القهقری. وعندما نزل الرسول واجتمع بالأبدال الأربعین رأی خاتمه في ید الإمام علي (ع) فعلم أن علیاً کان الأسد الذي اعتراضه في السماء ولذلک سمّي الإمام «أسداله» (الصرّاف، 51).
ویبدو أن الإبراهیمیة یکنّون احتراماً کبیراً لشخصیتین: الدولی باسم «روبین» والأخری «موسی» وسنتحدث عن هذا الأخیر؛ ومرقدهما في کرند، وهو من مراکز العلي اللهیة في إیران (الشیبي، ن. م، وصحنه، وکنگاور یوالون شیخ الإبراهیمیة و یعتقدون به اعتقاداً خاصً (الصراف، 55)، وهذا دلیل آخر علی ماکان علیه الإبراهیمیة من میل إلی الغلو. فلاغر و لذلک أن تعتبر هذه الفرقة من الغلاة (م. ن، 283)؛ لکنه من المؤکد أن الإبراهیمیة عدلوا الآن عن رأي أسلافهم والتزموا بمنهج الشیعة الإمامیة. وشیوخ الإبراهیمیة المعاصرون یتبرؤون من الغلو والغلاة، ویقولون بأنهم لایتعدّون تقدیس صفات الإمام علي (ع) (م. ن، 55)، وفي الأحکام یتبعون علماء الشیعة الإمامیة (الشیبي، ن. م، 62).
وقد قوي هذا الاتجاه الجدید منذ زمن مرجعیة السید أبي الحسن الأصفهاني الذي عرض عقیدة الإمامیة علی غلاة شمالي العراق، وکانت النتیجة أن أعرض شیوخ الابراهیمیة عن عقائدهم السابقة واتجهوا إلی الإعتدال (ن. ص)، ومما یلفت النظر أن بعض الفرق في تلک النواحي مثل الماولیة قد ترکت الغلو أیضاً واتّجهت إلی اعتدال الشیعة الإمامیة. هذا التحول تزامن مع مساعي العثمانیین لدفع هذه الفرق نحوالتسنن ولإزالة کل مالدیهم من عادات و تقالید (ن. ص)، لکنهم لم یفلحوا، وکان لجذور الشیعة لدی هذه الفرق تأثیر علی اتجاهم‌الدیني في المرحلة التالیة.

ارتباط الإبراهیمیة بأهل الحق

کان لأهل الحق أیضاً تأثیر منذ القدم علی کل هذه النحل إذ لم ینفصلوا عن القزلباشیة والسفویة (العزاوي، 54؛ الشیبي، الصلة، 380)، وکانت لهم علاقة وثیقة بالبکتاشیة أیضاً (ایوانوف، 2، 1). والجدیر بالذکر أن إحدی عوائل أهل الحق سمّیت بعائلة حاج بکتاشي (مینورسکي، 33)، ولعل من المبالغ فیه اعتبار أهل الحق من أتباع التصوّف الصفوي (الشیبي، ن. ص)، لکنهم بلاشک تأثّروا بشکل خاص بالصفویة (مینورسکي، 86-85) وهو تأثّر لابد أن یعود إلی عصور متأخرة (ایوانوف، 33). وقد أقر «یارسان» أو أهل الحق أیضاً في روایاتهم بهذا التأثیر والإرتباط، لکنهم یعتبرون الشیخ صفي والشیخ إبراهیم منهم، إذ یقولون أن الشیخ الزاهد، أرسل الشیخ صفي لیعرض الإخلاص والولاء عند السلطان إسحاق، وأصبح الشیخ صفي بعد حوادث من اللائذین بالسلطان إسحاق و مریدیه، وقرّر السلطان أن یکون 12 من أولاد الشیخ صفي ملوکاً (مجموعة رسائل، 87-92). وجاءت الروایة في حق الحقائق مقلوبة: حیث ذکر فیها أن السلطان سَهاک، أو صَحاک أو إسحاق أرسل الشیخ صفي الذي کان قد تحمّل کثیراً من المرارة والتعب لیصل إلی السلطان، إلی الشیخ زاهد في گیلان، وأصبح بذلک من مریدی الشیخ إبراهیم (جیحون آبادي، 474-478)، هذا الشیخ زاهد الذي یعتبر واحداً من 72 مقرّباً من السلطان في مختلف الولایات (م. ن، 478).
ومن الواضح أن أهل الحق حاولوا استمالة الشیخ إبراهیم و الشیخ صفي لیصبح منهم. وجعل الخلوتیة والصفویة تحت رعایة قطب طریقتهم السلطان صحاک. والجدید بالذکر مانقل خواندمیر أن الشیخ زاهد کان ابن الشیخ روشن و له نسب کردي، سنجاري أو سنجابي (في الأصل سنخاني) (4/414-415)، والمعروف أن أجداد الشیخ صفي ینتسبون إلی کردي من سنجار (أوسنجان) (ابن البزّاز، 11-12)، ولذلک یمکن الإستنتاج أن کلیهما قد تأثّرا مباشرة بآراء الأکراد أو أهل الحق ومعتقداتهم العرفانیة؛ لکن علاقة هذه الفرق (ومنها الإبراهیمیة) بأهل الحق واضح تماماً، والکاکائیة مثال واضح لهذه العلاقة إذ یجلّون غایة الإجلال السلطان (العزاوي، 41) إسحاق الذي یعتبر مجدّداً لطریقة الیارسان أو أهل الحق (صفي زاده، نوشته‌ها، 24-25)، ویحظی کتاب سرانجام الذي هو من کتب أهل الحق عندهم بمکانة کبیرة وأهمیة خاصة (العزاوی، 54).
وهناک «أُجاق» (عائلة) من أهل الحق تسمّی «إبراهیمی» أو «شاه إبراهیمي» أو «شیخ إبراهیمي» (مینورسکي، 33؛ ایوانوف، 7؛ صفي زاده، دورۀ هفتوانه، 37، نوشته‌ها، 27). وکان الشاه إبراهیم هذا داعیاً للسلطان إسحاق في العراق، وکان أتباعه من أهل الحق في خانقین ومندلي یسمّون الکاکائیة (م. ن، دورۀ هفتوانه، ن. ص، نوشته‌ها، 28)، وقد تکون ثمّة علاقة بینهم وبین مَن ذکرناهم سلفاً من الکاکائیة.
أما موسی، الذي مرّت الإشارة إلیه من قبل وقلنا إنه یحظی باحترام خاص لدی الإبراهیمیة، فلابد أن یکون نفس «پیر موسی» الذي کان کالشاه إبراهیم من أتباع السلطان إسحاق و من کبار أهل الحق و کانت وفاته في کِرِند (م. ن، دورۀ هفتوانه، 85، الهامش) ودفن هناک. وهذا دلیل آخر علی مابین أهل الحق والإبراهیمیة من علاقة وصلة، غیر أن هذه النقاط لاتعتبر دلیلاً قاطعاً علی أن الإبراهیمیة (موضوع هذه المقالة) وعائلة الإبراهیمي من أهل الحق یشکّلان کیاناً واحداً، ومع أن لأهل الحق، أو «الیارسان» علاقات وصلات وثیقة بفرق هذه الأماکن (خاصة الإبراهیمیة) فلایمکن الحکم بوحدتهما.

کتاب الإبراهیمیة المقدّس

هذا الکتاب باللغة الترکیة ویسمی بویوروق، ومعناه «مایتفضل به» ومؤلفه مجهول. وجاء في بدایته أنه أُلّف في مناقب الشیخ صفي، ولکنه في الواقع یضم حواراً في بیان عقائد هذه الفرقة بین الشیخ صدرالدین والشیخ صفي، ویشمل تعلیمات یدعي المؤلف أنها وصلت من الرسول الأکرم (ص) إلی علي (ع) ومنه إلی أولاده، ثم تواصلت مرحلة فمرحلة حتی بلغت الشیخ صفي‌الدین.ویذکر الشیبي في الصلة (ص 380) أسماء ثلاثة کتب یتشابه بعضها مع بعض وتؤمن بها بعض الفرق المذکورة في بدایة هذا المقال وهي:بویوروق مناقب الأولیاء وتذکرة أعلی. ویلاحظ في حوار تمّ بین الشیخ صفي ووالده الشیخ صدرالدین في أوائل الکتاب، أنصدرالدین یتوسل إلی أبیه أن یبیّن له حقائق الطریقة، فیبیّن الوالد له وظائف السالک بلغة أهل التصوف ویعدّد ضمن تأکیده الکامل علی الطاعة التامة للمراد تجاه المرشد، درجات السالکین والواصلین من القطب الواحد حتی مرحلة الإمامین والأولیاء الشبعة والشیوخ الأربعین.
ویدور الحدیث في کتاب بویوروق عن آداب الطریقة وصفات المرشد و سلوک الطالب والطاعة للمراد ودرجات الأولیاء وصفات الولي واجتناب المخالفین واتفاق الأتباع ووحدتهم وحفظ الأسرار ومحبة الأولیاء وعلامة الطالب الکامل ومقامات الطالب والسالک، کما یتحدّث عن بعض المصطلحات مثل الأمانة والوصایة والخلافة والإمامة والسلامة والدولة والسعادة والغیرة، والعبرة والحرمة والصحبة والمروة والشفقة والوحدة والخدمة والسخاء والإیثار والإقرار والتولّي والتبرّء (الصراف، 145-217). وعبّر أقوال الشیخ صفي في هذا الکتاب عن میوله الشیعیة و تخلو من دلالة واضة علی غلوه في حق علي (ع)، لکنه یتضمّن أشعاراً تخلّص (رمز إلی نفسه) قائلها باسم «خَطایي» ولابد أنیکون خَطایي هذا هو الشاه إسماعیل الصفوي، ویشاهد في هذه الأشعار الغلوّ في حب علي (ع). کما نقلت عن الشیخ نجم‌الدین کبری روایة في إکرام الأئمة الإثني عشر (ع)، وفي نهایة الکتاب نقلت خطبة باسم «خطبة الأئمة الإثني عشر علیهم السلام» باللغة العربیة، کلها سلام و تحیة لائمة أهل البیت (ع)، مایدلَ علی حبّ هذه الفرقة لهم (ع).
وق طبع أحمد حامد الصراف في کتابه الشبک کتاب بویوروق (باللغة الترکیة، ص 145-191، وترجمته ملخصة إلی اللغة العربیة، ص 192-217).

المصادر

ابن البزاز، توکل بن إسماعیل، صفوة الصفا، بمباي، 1329هـ؛جیحون آبادي، حاج نعمت‌الله، حق الحقایق یا شاهنامۀ حقیقت، تقـ: محمد مکري، طهران، 1361 ش؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، حبیب السیر، تقـ: محمددبیر سیاقي، طهران، 1362ش؛ رشید یاسمي، غلامرضا، کرد و پیوستگی نژادي و تاریخياو، طهران، 1352ش؛ الشیبي، کامل مصطفی، الصلة بین التصوف والتشیع، بیروت، 1982م؛ م. ن، الطریقة الصفویة ورواسبها في العراق المعاصر؛ بغداد، 1386هـ/1967م؛ الصراف، أحمد حامد، الشبک، بغداد، 1373هـ/ 1954م؛ صفي زاده، صدیق، دورۀ هفتوانه، طهران، 1361ش؛ العزاوي، عباس، الکاکائیة في التاریخ، بغداد، 1368هـ/1949م؛ الکرملي، انستاس ماري، «تفکهة الأذهان» ملحق بالشبک (ظ: همـ، الصراف)؛ گولپینارلي، عبدالباقي، مولویه بعد از مولانا، تجـ: توفیق سبحاني، تهران، 1366ش؛ مجموعۀ رسائل وأشعار أهل حق، تقـ: ایوانوف، بمباي، 1950م؛ أیضاً:

Browne, E. G., A Literary History of Persian, Cambrigge, 1969; Ivanow, W., The Truth-Worshippers of Kurdistan, Leiden, 1953; Minorsky, V., Notes sur la secte des Ahlé-Haqq, Paris, 1921.
مسعود جلالي‌مقدم
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: