الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أبرق الربذة /

فهرس الموضوعات

أبرق الربذة


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/13 ۱۰:۱۳:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبرَقُ الرَّبَذَة، موضع في شمال شرقي المدینة المنوّرة، علی بعد 130 میلاً منها، کانت من مضارب قبیلة بني ذبیان ومراعیهم (یاقوت 1/68؛ البغدادي 1/12؛ دائرة المعارف الإسلامیة، مادة ذبیان).
والأبرق لغة تراب فیه حجارة ورمل وطین مختلطة، أو کل شيء اجتمع فیه سواد و بیاض، هذه اللفظة أضیفت إلی کلمات وأسماء أخری مثل: أبرق الباري، وأبرق عمران، وأبرق الکبریت، وأبرق الحنان، وأبرق ذي الجموع (یاقوت 1/65، 68؛ الخوري، 1/22). ولعل تسمیة هذا الموضع بذلک لاختلاط لون السواد و البیاض في ترابه وحجارته.
لاتتوفّر معلومات وافیة حول تاریخ أبرق الربذة، ویذکرها المؤخون مقرونة باسم قبیلة بني ذبیان سکانها الأصلیین، ویروون حادثتین وقعتا في هذا الموضع في الجاهلیة: الأولی یوم شِعب جَبَلَة، إذ وقعت حرب بین بني عامر و بني عبس من جهة وبنط ذبیان وبني تمیم من جهة أخری، والثانیة یوم الهباءة بین بني عبس و بني ذبیان (ابن عبد ربه، 5/141-156؛ جواد علي، 3/277). کان بنو ذبیان یستوطون هذه الأرض وینحدرون من قیس عیلان ومن أبناء مضربن نزار. اقترن ظهور بني ذبیان بحرب داحس والغبراء المعروفة بحرب البسوسالتي استمرت 40 عاماً حتی 579م. وقد أسلم بنوذبیان بدعوة النبي الأکرم (ص) في 8 هـ/629م، وأرسل النبي إلیهم عبدالله بن اللُّتبِیَّة بن ثعلبة في 9 هـ لجبایة الزکاة.
ویعود أهم حدث تاریخي في أبرق الربذة إلی الأیام الأولی من خلافة أبي بکر، إذ ارتدت کثیر من القبائل في الجزیرة العربیة عن الإسلام، وأغار بعضها علی المدینة. واجتمعت قبائل ثعلبة بن سعد وعبس و مرّة في أبرق الربذة، والتحق بهم جماعة من بني کنانة وهمّوا بالهجوم علی المدینة المنورة والنقسموا إلی جماعتین: فریق بقي في الأبرق وجماعة توجّهت إلی «ذو القصة». وبعثت هذه القبائل رسلاً إلی المدینة لیخبروا أبابکر بأنهم لایعرضون عن الصلاظ، بل یستجیزون عدم دفع الزکاة، فلم یوافق أبوبکر علی ذلک، وجهّز لهم جیشاً انتصر علی المرتدین. وعند عودة أسامة بن زید إلی المدینة (60 یوماً بعد وفاة النبي) جعله أبوبکر في مکانه في المدینة وتوجّه علی ردس جیش إلی القبائل المرتدة التي اجتمعت ثانیة في «ذو القصة» والأبرق فاشتبک أبوبکر في أبرق الربذة مع المرتدین و هزمهم، وفرّ الحارث وعوف وهما من رؤساء المرتدین وتبعهما بنوذبیان والقبائل الأخری. مکث أبوبکر أیاماً في الأبرق، ومنعاً لعودة بني ذبیان جعل أبرق الربذة حمیً لخیول المسلمین وماشیتهم، وحال دون ورود قبائل بني ذبیان (الطبري، 1/243-247، 319؛ ابن الأثیر، 2/344-345؛ ابن کثیر، 6/313-314؛ ابن خلدون، 2/490-491، 494).

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن عبدربه، أحمد بن محمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین، القاهرة، 1372هـ؛ ابن کثیر، البدایة والنهایة، مصر، مطبعة السعادة؛ البغدادي، صفي‌الدین، مراصد الاطلاع، تقـ: علی محمد البجاوي، مصر، 1373هـ؛ جوادعلي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بغداد، 1976هـ؛ دائرة المعارف الاسلامیة؛ الطبري، تاریخ؛ یاقوت، البلدان.

علي رفیعي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: