ابراهیم بن یحیي، ابن محمد

إبراهیمُ بنُ یَحیی، ابن محمد بن سلیمان المخزومي القرشي الطیبي، أدیب و خطیب شیعي لبناني (1154-1214/1742-1800)، ولد في قریة الطیبة من جبل عامل، وتوفي في دمشق (الأمین، 2/237؛ آقابزرگ، طبقات، 2(1)/26). کانت أسرته محبة للعلم و من شیعة جبل عامل، وکان أجداده وأحفاده ولاسیمّا إبراهیم بن صادق (ن. ع)من أهل الأدب والشعر، قضی ابراهیم غرة شبابه في مسقط رأسه، ودرس في مدرسة شَقراء عند أبي الحسن موسی بن حیدر (جدّ محسن الأمین) (الأمین، 2/238).
وکان إبراهیم في الحادیة والأربعین من عمره حینما استولی أحمد باشا الجزّار علی جبل عامل، وقتل أمیره ناصیف بن نصار، وعدداً من الرؤساء فیها (1195/1781)، وأرّخ إبراهیم هذه الحادثة شعراً (م. ن، 2/248). وکان إبراهیم قد اختار الهرب مع عدد کبیر من أهالي جبل عامل في تلک الوقعة، وفي شهر رمضان من هذه السنة وصل إلی بعلبک بعد تحمّل مشاق عظیمة، وبعد عشرین یوماً سافر إلی دمشق. وقد أورد الأمین نماذج من قصائد الشکوی التي نظمها في وصف معاناته هذه (2/245-248). ویبدو أنه ظلّ مدة یتردّد بین بعلبک و دمشق، قصد بعدها العراق لأن الحیاة فیها کانت أکثر هدوءاً، وأقام فیها مدة قرأ في أثنائها علی السید مهدي بحرالعلوم، و جعفر النجفي کاشف الغطاء، ثم اتّجه إلی إیران وقضی في مدنها أشهراً، وأرسل من أصفهان رسالة إلی أحد أصدقائه في دمشق شکی فیها ألم الغربة، وذکر أنه طرق هذه البلاد لزیارة قبول العظماء فیها ولاسیّما الإمام الرضا (ع) في مشهد، وأنه لم یبغ من السفر تجارة (الأمین، 2/243—244). وقیل إنه زار یزد أیضاً (آقابزرگ، طبقات، 2(1)/26).
وبعد سنوات عاد إلی دمشق و أقام فیها حتی آخر حیاته، یقول الأمین: «وکان له قبر مبني وعلیه لوح فیه تاریخ وفاته، رأیته و قرأته، فهدم في زماننا» (2/237).
ترک إبراهیم شعراً کثیراً لایخلو من نکتة بدیعیة أو إشارة إلی واقعة، ویری الأمین أن کثیراً من شعره محتاج للتهذیب «لأنه قلّما یعید النظر فیه» (2/237)، وقد جمع الأمین حوالي 7500 بیت من أشعاره ربّبها علی حروف المعجم. ویبدو أن هذه المجموعة تضم الشعر الذي نظمه بعد هروبه من جبل عامل، ولم یعثر الأمین إلاعلی الیسیر من الأشعار التي نظمها إبراهیم قبل هذه الفترة، منها مجموعة شعریة بخط الشاعر و هي أرجوزة في التوحید، و مجموعة (أو نسخة أخری من المجموعة الأولی) في مکتبة الشیخ السماوي في النجف. وتوجد نسخة بخط ابن الشاعر في الکاظمیة أیضاً (آقابزرگ، الذریعة، 9/16)، وکذلک مجموعة باسم الدرّة المضیئة، عند علماء النجف، وهي أرجوزة في علم الکلام، ربّما کانت نفس أرجوزة التوحید التي استنسخها الأمین (م. ن، 8/107؛ الأمین، 2/238). کما یمکن أن تکون الجُمانة النَّضیدة التي ذکرها الزرکلي و کحّالة ضمن آصاره، نفس الدّرة المضیئة هذه وینسب إله کتاب آخر في فقه الشیعة باسم الصراط المستقیم (الزرکلي، 1/80).

المصادر

آقا بزرگ، الذریعة؛ م. ن، طبقات أعلام الشیعة، القرن 13هـ، مشهد، 1404هـ؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1403هـ؛ الزرکلي، خیرالدین، الأعلام بیروت، 1984م؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، دار إحیاء التراث العربي.

آذرتاش آذرنوش