الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابراهیم بن المهدي /

فهرس الموضوعات

ابراهیم بن المهدي


تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/7 ۱۳:۰۱:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

إبراهیمُ بنُ المَهديّ، أبوإسحاق (162-224/779-839)، أمیر و مطرب و شاعر، ابن الخلیفة المهدي من معظیته الدیلمیة شِکلة، نسبه بعضهم إلی أَمَة، فدعي ابن شِکلة، و کان إبراهیم یقضي وقته في بغداد بالشعر والغناء ومن المقرّبین إلی الخلیفة الأمین، وقد رثاه بعد موته. و حینما کان المأمون في خراسان و جعل ولي عهده علي بن موسی الرضا (ع)، لم یستطع العباسیون و أمراء بغداد اخفاء غضبهم لخروج الخلافة من الأسرة العباسیة، واستبدال شعار السواد العباسي بالشعار الأخضر العلوي، فبایعوا في مسجد بغداد إبراهیم بن المهدي عمّ المأمون (5 محرم 202/24 تموز 817) بدعوة من المطلّب بن عبدالله ابن مالک (الطبري، 3/1016) ولقّبوه بـ «المبارک» (أبوالفداء، 2/23) أو «المرضي» (الیعقوبي، 2/450؛ ابن خلّکان، 1/39)، و خضع له المعتصم أخو المأمون أیضاً (القلقشندي، 1/212). وقد اقترن حکم إبراهیم القصیر في العراق باضطرابات سیاسیة و عسکریة متعدّدة، فقد وعد أفراد الجیش في البدء بأن یعطیهم رواتب ستة أشهر دفعة واحدة لضمان دعمهم له، ولکنه لم یف بوعده، فثاروا علیه، ودفع إبراهیم قدراً منه وأحالهم للحصول علی البقیة إلی محاصیل العراق الزراعیة، وأدّی هذا بالجیش إلی نهب المزارع والإغارة علی حصة الخلیفة علاوة علی حصة المزارعین (ابن الأثیر، 6/341). وفي هذا العام، خرج أبوعبدالله أخو أبي السرایا علی إبراهیم في الکوفة، فسیّر إلیه إبراهیم غسّان بن أبي الفرج الذي قتله و أرسل رأسه إلیه (الطبري، 3/1017)، غیر أن نار الفتنة لم تخمد واستمر الصراع قائماً مدة طویلة بین أهل السواد أو أنصار إبراهیم و بین أنصار المأمون في الکوفة (ابن‌کثیر، 10/248). کما أن عدداً من أمراء مصر، خالفوا والیها السريّ بن الحکم لمبایعته علي بن موسی الرضا (ع)، وثاروا علیه، وحدث بینهم قتال شدید (الکندي، 168)، وثار المهدي بن علوان الحروري علی إبراهیم في العراق أیضاً، فأرسل إلیه أبا إسحاق المعتصم، الذي هزمه، ولاذ المهدي بالفرار (ابن الأثیر، 6/341-342).
وفي الوقت الذي کان إبراهیم یواجه الإضطرابات الداخلیة في العراق، عزّز الحسن بن سهل حاکم العراق من قبل المأمون والذي کان یُعد لاحتلال بغداد، هجماته علیها، والحق بقائدي إبراهیم عیسی بن محمد و سعید بن سجود في واسط هزیمة نکراء في 26 رجب 202هـ (الطبري، 3/1022). وقد أدّت هذه الهزیمة و کذلک استشهاد الإمام علي بن موسی الرضا (ع) و رسالة المأمون إلی أمراء بغداد إلی ضعف عزائم أنصار إبراهیم في التصدّي للحسن بن سهل، وهم الذین خالفوه بسبب ولایة العهد هذه، فلمّا توجّه المأمون إلی العراق کان إبراهیم وأمراء دولته في المدائن، فتمارض المطلّب بن عبدالله بن مالک الذي توسّط لدی البغدادیین لمبایعة إبراهیم و عاد إلی بغداد، ودعا الناس سرّاً للمأمون، ثم کتب إلی علي بن هشام و حُمید بن عبدالحمید قائدي المأمون بالقدوم إلی بغداد، فلمّا تحقّق عند إبراهیم الخبر أسرع إلی دخولها، دفع الناس لنهب دار المطّلب، دون أن یظفر به. وکان حمید قاصداً بغداد بدعوة المطّلب، فاحتل المدائن، وألقی إبراهیم بن المهدي قائده عیسی بن محمد بن أبي خالد في السجن لامتناعه عن قتال المأمون بحجة المعاش و أرزاق الجیش، فثار أنثاره واستدعوا حمیدبن عبدالحمید إلی بغداد، فهاجمها حمید ونزل شاطئ نهر صرصر، و وعد بدفع مال لجیش بغداد، کي یکفّ عن دعم إبراهیم و مناصرته، فلما رأی إبراهیم الخطر یحیق به، أخرج عیسی من السجن، فحاول هذا أن یستمیل الجیش و لکنه فشل، فتظاهر بأنه یرید قتال أنصار المأمون واحتال أثناء القتال حتی سار أسیراً في أیدیهم (م. ن، 3/1028-1033) والتحق بهم. فتوجّه إبراهیم مع بقیة أنصاره لمواجهة حمید، ولکنه هزم و عاد إلی بغداد. فلما مضی عبدالأضحی في 203هـ فرّحاجبه الفضل بن الربیع واختفی أیضاً، ثم تحوّل إلی حمید، وجعل أنصاره الآخرون یتفرّقون عنه واحداً بعد واحد (ابن الأثیر، 6/354، 355) حتی إن أنصاره الذین هزموا جیش میمون بن السريّ في مصر وقتلوا میمون، ضعفوا، و تولّی السريّ الحِکم من جدید (الکندي، 169، 170).
فلما وجد إبراهیم نفسه وحیداً، هرب واستتر في ذي الحجة 203 هـ بعد سنة و 11 شهراً (ابن خلّکان، 1/385)، وأقام في استتاره ستة سنوات وعدة أشهر إلی أن أخذه عمال الخلیفة في ربیع الآخر سنة 210 هـ و هو متنکّر في زي امرأة (م. ن، 1/386؛ أبوالفداء، 2/29). فأمر الخلیفة بإلقائه في السجن، ولمّا أحضر إلی مجلس المأمون، استعطفه (القلقشندي، 1/212؛ القالي، 3/197) فعفا عنه. وردّ إلیه أمواله کما ورد في شعره (ابن قتیبة، 3/168)، فقضی بقیة عمره في المدح والغناء، ولکنه ترکه آخر عمره 62 سنة، فصلی علیه الخلیفة المعتصم.
عرف إبراهیم بن المهدي بالتنّین لسواد لونه وسمنه (الذهبي، 1/98) وکان فاضلاً وشاعراً وأدیباً وموسیقیاً ومغنّیاً بارعاً، ویقال إن صناعة الغناء کملت عند إبراهیم بن المهدي وإبراهیم الموصلي (ن. ع) (ابن خلدون، 1/772). ویشتمل شعره علی الغزل والمدح والهجاء والرثاء والخمریات والنسیب (عمر فرّوخ، 2/231). ومع أن بعضهم أثنوا علیه لشعره وعلمه (ابن عبدربه، 6/36؛ أبوالفرج، 5/50 وما بعدها) إلا أن السید المرتضی اعتبر شعره ضعیفاً (2/250). وقد نسب إلی أبراهیم بعض الکتب مثل: أدب إبراهیم و کتاب الطبیخ و کتاب الطیب و کتاب الغناء (ابن الندیم، 168).
وتعود شهرة إبراهیم إلی موسیقاه و غنائه مضافاً إلی الحوادث السیاسیة المهمة التي وقعت في عهده و شارک فیها، وقد تعرّف إبراهیم علی فن الموسیقی منذ أن کان صغیراً مع أخته لأبیه عُلَیّة وکانت أمها موسیقیة، ثم عملا في هذا الفن و نافسا الموسیقیین بتشجیع من هارون الرشید في البلاط. وقد اشتهرت في عصر ازدهار العلم والفن في بغداد مدرستان للموسیقی، کان إسحاق الموصلي علی رأس المدرسة الموسیقیة التقلیدیة، وإبراهیم بن المهدي علی رأس مدرسة المولّدین، وکان إبراهیم في عهد المعتصم أحب موسیقیي البلاط، وما لدینا عن حیاته بعد ذلک هو من تدوین ابنیه یوسف وهبة الله، وقد ذکر هبة الله أخباراً دقیقة عن تلامیذ أبیه وآثاره، وکان أشهر تلامیذه محمد بن الحارث و عمروبن بانه، وکان لإبراهیم صوت جمیل وقوي و واسع، تبلغ سعته 3 ذي الکل (أکتاو) (أبوالفرج، 9/60). وقد لقّبه أبوفراس بـ «شیخ المغنّین» (ابن الطقطقی، 301). وکان ماهراً أیضاً في علم الأنغام و علم الإیقاع والعزف علی الآلات الوتریة، بارعاً في العزف علی الناي والضرب علی الطبل.

المصادر

ابن الأثیر، الکامل، بیروت، 1402هـ، 6/ الفهرست: ابن خلدون، العبر؛ ابن خلّکان، وفیات الأعیان، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1398هـ، 1/ الفهرست؛ ابن الطقطقي، محمدبن علي، تاریخ الفخري، تجـ: محمد وحید گلپایگاني، طهران، 1360ش؛ ابن عبدربه، أحمد بن محمد، العقد الفرید، تقـ: أحمدأمین و آخرین، القاهرة، 1954م؛ ابن قتیبة، أحمد بن عبدالله، عیون الأخبار، القاهرة، 1343هـ، 2/304؛ ابن کثیر، البدایة والنهایة، القاهرة، 1351هـ، 10/249-250؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوالفداء، المختصر في أخبار البشر، بیروت، دارالمعرفة؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1970م؛ الذهبي، محمدبن احمد، دول الاسلام، بیروت، 1405هـ؛ السیدالمرتضی، علي بن الحسین، الأمالي، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، مصر، 1373هـ؛ الطبري، تاریخ، تقـ: دي خویة فرّوخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1984م؛ القالي البغدادي، إسماعیل بن القاسم، الأمالي، تقـ: إسماعیل یوسف، القاهرة، 1373هـ؛ القلقشندي، أحمد بن عبدالله، مآثر الإنافة، تقـ: عبدالستار أحمد فرّاج، الکویت، 1964م، 3/357، 358؛ الکندي، محمدبن یوسف، الولاة و کتاب القضاة، تقـ: رفن گست، بیروت، 1912م؛ المسعودي، علي بن الحسین، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ، 3/216، 441؛ الیعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاریخ، بیروت، 1379هـ، 2/ الفهرست؛ وأیضاً:

Farmer, Henry George, A History of Arabian Music, London, 1973, pp. 119-120.
صادق سجّادي – حسین علي ملّاح
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: