الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابراهیم بن الأحمد العثماني /

فهرس الموضوعات

ابراهیم بن الأحمد العثماني


تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/2 ۱۶:۴۴:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

إبراهیمُ بنُ أَحمَدَ العُثمانيّ (1024-1058/1615-1648)، السلطان العثماني الثامن عشر و أصغر أبناء السلطان أحمد الأول. تولّی السلطنة بعد موت أخیه مراد الرابع في الأول من ذي‌القعدة 1049/13 شباط 1640 وهو في الخامسة والعشرین من عمره. قضی شبابه في عهد سلطنة أخویه عثمان ومراد في السجن والغزلة، یخّیم علی حیاته الخوف والاضطراب، فبعد أن قتل السلطان مراد أخوته الآخرین الشبان خنقاً، أمر بخنق آخر أخوته أیضاً، ولکنه غضّ النظر عن قتله حینما فکّر بأنه لیس للامبراطوریة العثمانیة وارث غیر ابراهیم، ولعدم خوفه منه بسبب بلاهته (شاردن، 1/104). وحینما توفيّ مراد، جاء أعیان البلاد إلی إبراهیم لمبایعته، فتولاه الرعب وظنّ أن مجیئهم لإلحاق الضرر به، ولم یهدأروعه حتی عرض علیه جسد أخیه (رضانور، 252، 253).
وقد حقّقت‌الدولة العثمانیة انجازات في السنوات الأولی لسلطنة إبراهیم، بصدارة کمانکش قره مصطفی باشا، الذي تولاها منذ 1048/1638، منها توثیق علاقات هذه‌الدولة بایران. فقد تمّ تبادل السفراء بین البلاطین العثماني والصفوي و تبودلت الهدایا و التحف أیضاً، وسعی الطرفان لتوطید معاهدة «الزهاب» التي عقدت بین الشاه صفي والسلطان مراد الرابع (هدایت، 8/465؛ أسناد و مکاتبات [الوثائق والمراسلات]، 9). وسمح لسفیر ایران إبراهیم خان أن یعید معه إلی ایران الأسری الذین کانوا في سجن «یِدي قوله» (البرج السبعة). کما جدّدت اتفاقیة السلام مع النمسا بعقد معاهدة جیتو اتُرُک (IA, V(2)/880). وأورد ریوفي «الفهرست…» وثیقة تجدید معاهدة ابراهیم مع‌الدولة الانجلیزیة في 1051هـ (ص 78). و أرسل في هذه الفترة جیشاً لقمع القوزاق الذین استولوا بمساعدة الروس علی قلعة «آزوف» في عهد مراد الرابع. واستطاع العثمانیون استعادتها في 1052/1642 بعد أن سیّروا إلیها الجیوش مرّتین (صولاق زاده، 768؛ محبّي، 1/14) و قضوا علی التمرّدات الداخلیة و منها تمرّد نصوح باشازاده (الذي کان یقود جیشاً في 1053/1643 من أرضروم إلی استانبول، و قام قره مصطفی بسلسلة من الاصلاحات إلاداریة والإقتصادیة، منها الإقتصاد في نفقات‌الدولة، والدّقة في جبي الضرائب، وضرب مسکوکات جدیدة، ولکنه أثار بذلک نقمة عدد من المقرّبین في البلاط الذین تضرّرت مصالحهم الخاصة نتیجة اجراءات الصدر الأعظم الاصلاحیة، فتآمروا ضده، وکان منهم حسین أفندي الشهیر بـ «جِن چي» الذي کان یعالج إبراهیم بالطلاسم والأدعیة، وکان یشکّل مع والدة السلطان «ماه پیکر کوسِم» رکنین من أرکان البلاط، وله مع عدد من أمثاله باع طویل في‌الدولة، حیث کان التعیین والعزل بأیدهم ویعرّضون المناصب للبیع والشراء. و أخیراً أصدر السلطان إبراهیم نتیجة لدسائس هذه الفئة أمراً بقتل قره مصطفی في 21 ذي‌القعدة 1053/21 کانون الثاني 1644، و عین الأمیر محمد باشا للصدارة العظمی، ورفعمن قدر حسین جِن‌چي، و منحه قلب معلّم الملک، وخصّص له قصراً لإقامته (IA, V(2)/881). و هکذا خضع السلطان إبراهیم کلیّاً لسیطرة البلاط، و لاسیما أمه التي نالت نفوذاً کبیراً و قام بأعمال مشینة (قاموس الأعلام؛ رضانور، 252). ومن الحوادث المهمة التي جرت في عهد إبراهیم، الحرب التي دارت مع البندقیة في جزیرة کریت، وقد وقعت إثر هجوم الفرسان علی أحد المراکب العثمانیة، وکان فیه قیزلر آغاسي و جاریته التي کان السلطان یشغف بها، متّجهین لزیارة بیت‌الله الحرام، فأخذوا الجاریة وابنها، وسمّوا الولد پادري أُتمانو (الأب عثمان) و ربّوه علی الدیانة المسیحیة لاستخدامه ضد العثمانیین. لمانزل الفرسان جزیرة کریت، أحسن أهلها إلیهم واغتاة السلطان من ذلک (فریدبک، 286-287؛ اسناد ومکاتبات، 43). و أمر بحبس قناصل البندقیة و هولندا و أنجلترا. ولم یفرج عنهم إلا بعد أن أقنعه الوزیر الأعظم الأمیر محمد باشا بخطئه، لکنه أمر بتجهیز سفن بحریة کبیرة لفتح کریت (فریدبک، 287).
وفي ربیع‌الأل 1055/ نیسان 1645، تحرّکت 80 سفینة حربیة و 80 سفینة عادیة من میاه القسطنطینیة (استانبول) بقیادة القبطان یوسف باشا (شاردن، 1/103) و ألقت مراسیها أمام مدینة خانیه أهم ثغور الجزیرة في 29 ربیع‌الثاني 1055/14 حزیران 1645، و في جمادی الثانیة 1055/ تموز 1645 افتتحها دون أن یواجه مقاومة تذکر (محبّي، 1/14). لعدم وصول البنادقة إلیها في الوقت المناسب للتصّدي للعثمانیین، فانتقموا بحرق مدن بتراس و کورون و مودون. فأصدر السلطان إبراهیم مقابل ذلک امراً بقتل المسیحیین أجمعین، لولا معارضة المفتي أسعد أفندي الذي حال دون تنفیذ هذا الأمر الرهیب (فرید بک، 287؛ اسناد و مکاتبات، 44). أمر السلطان بقتل یوسف باشا، وأمّر مکانه حسین باشا، المعروف بـ «دلي حسین» و جهّز معه عدداً من الأمراء والوزراء لفتح کریت کلّها (محبّي، 1/14-15). وفي 1056/1646 فتح أغلب الجزیرة، ولکن حال دون إتمامها عصیان الجنود في استانبول. و قد طال أمد حرّب کریت 25 سنة، و قتل فیها 120,000 شخص (بیهم، 2/143-144). و کان سبب عصیان الجنود اضطراب الأوضاع المالیة، و خلوّ الخزینة إثر إسراف البلاط في النفقات، و سوء الأوضاع الإداریة، وضعف‌الدولة. و کان إبراهیم غارقاً في الفساد و خاضعاً للحریم و رجال البلاط الجشعین، و قد أمر بنهب حوانیت الأهالي لتأمین النفقات، فنهبت أموال و بضائع تاجر إنجلیزي، ولم یسترجعها إلا بعد تهدید الأسطول البریطاني (رضا نور، 255). وقد دعیت فترة إبراهیم بدولة النساء (بروکلمان، 514). أراد إبراهیم أن یفتک برؤوس الانکشاریة في لیلة زفاف ابنته علی ابن الصدر الأعظم، فعلموا بقصده واجتمعوا في «أورطه مسجد» وانضم إلیهم المفتي عبدالرحیم أفندي وبعض العلماء الآخرین، وعزلوا السلطان إبراهیم في 18 رجب 1058/29 تموز 1648 (زامباور، 239). و تمّت تولیة ابنه محمد الذي لم یتم السابعة من عمره خلفاً له (فریدبک، 288). وقد قطّع المتمرّدون الصدر الأعظم أحمد باشا في هذه الحادثة إرباً إربا ولذلک لقّب بألف قطعة (نعیما، 4/335). و لکن الانکشاریین ندموا علی مافعلوه، و طلبوا إعادة إبراهیم إلی عرش الخلافة. فخشي رؤساء المتمرّدین الذین عزلوه علی أرواحهم، فساروا و معهم قرة علي الجلّاد إلی السراي و قتلوه خنقاً في 27 رجب من نفس السنة. فکانت مدة حکمه 8 سنین و 9 أشهر، و عمره 34 عاماً. وقد أورد ایوانسرایي مادة تاریخ ولادته «آرایش اتقیا = 1024»، و جلوسه علی العرش «خلّدالله ملک ابراهیم = 1049». و ذکر مادة تاریخ قتله «دولت خیر» (ص 5) وهو لیس صحیحاً و یبدو أنه «دولت خیز» و یعادل 1057 و هو یختلف سنة مع تاریخ قتله. کما تمّ إعدام جِن چي لمساهمته في فساد الأوضاع و اضطرابها (أحمد رفعت، 1/19). کان السلطان إبراهیم بعد مت أخیه أخر من بقي من السلالة العثمانیة، و لکنه أعقب اولاداً، وقد اعتبر هذا الموضوع النقطة الایجابیة الحیدة في حیاته في تاریخ هذه السلالة، و مع ذلک فقد أشاد بعض المؤرخین برجولته (IA, V(2)/885). وقد اتّفق لإبراهیم في حیاته أنه رأی سلطنة عمّه و أخویه وولده، وهذا في رأی بعض المؤرخین غریب و نادر (محبّي، 1/15).

المصادر

أحمد رفعت أفندي، لغات تاریخیة و جغرافیة، استانبول 1299هـ؛ أسناد و مکاتبات سیاسي ایران، تقـ عبدالحسین نوائي، طهران، 1360ش؛ بروکلمان، کارل، تاریخ الشعوب الاسلامیة، بیروت، 1948م؛ بیهم، محمد جمیل، فلسفة التاریخ العثماني، بیروت، 1373هـ؛ رضا نور، تورک تاریخي رسملي و خریطه لي، استانبول، 1342هـ؛ زامباور، ادوارد ریتر، نسب‌نامۀ خلفا و شهر یاران، تجـ: محمدجواد مشکور، طهران، 1356ش؛ شاردن، ژان، سیاحت‌نامه، تجـ: محمد عباسي، طهران، 1349ش؛ صولاق‌زاده، تاریخ، استانبول، 1298هـ؛ فریدبک، محمد، تاریخ‌الدولة العلیة العثمانیة، تقـ: إحسان حقي، بیروت، 1403هـ؛ قاموس الأعلام؛ محبّي، محمدأمین بن فضل الله، خلاصة الأثر، القاهرة، 1284هـ؛ نعیما، مصطفی أفندي، روضة الحسین في خلاصة أخبار الخافقین (تاریخ نعیما)، طبعة حجریة؛ هدایت، رضاقلي‌خان، روضة الصفاي ناصري، طهران، 1339ش؛ و أیضاً:

Ayvansarâyî, Hafiz Hüseyn, Vefyât-i selatîn ve meŞâhîr-i ricâl, Fahrî C. Derin, Istanbul, 1978, P. 148; IA; Nadir AyŞegūl, Osmanli PadiŞah Farmanlari, London, 1986-7; Rieu, Charles, Catalogue of the Turkish Manuscripts in the British Museum, London, 1888.
محمدآصف فکرت

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: