الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابراهیم باشا قره /

فهرس الموضوعات

ابراهیم باشا قره


تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/2 ۱۵:۳۷:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

إبراهیم باشا قَرَه، المعروف بـ قره کدخدا (1030-1098/1621-1687)، الصدر الأعظم العثماني في عهد السلطان محمد الرابع. ولد في خَندَورَک إحدی قری بایبورد (من أعمال أرضروم) في أسرة مسلمة وأعدم في منفاه بجزیرة رودس. یدعی والده أحمد، و کان إبّان شبابه یعیش علی السلب (لَوَند) من أفراد المتمرّد المعروف دبازه حسن باشا (ن. ع). لجأ إلی ایران بعد قمع تمرّد أبازه، لکنه عاد بعد فترة وأصبح إیچ أوغلان (خادماً) في جهاز «فراري مصطفی باشا»، وبعد أن أصبح الباشا المذکور والیاً علی مصر، شغل منصب «قپوچیلر کدخداسي» (رئیس البوّابین) (عثمان‌زاده، 110). وبعد عزل ومقتل فراري مصطفی باشا انخرط في زمرة المقابلین (مسؤولي حضور وغیاب الجنود) (قاموس الأعلام)، ثم عمل في أجهزة العدید من رجال‌الدولة والمشاهیر مثل «أحمد باشا کهله لي» و «بورونسوز مصطفی آغا». وخدم في النهایة لدی قره مصطفی باشا مرزیفوني و (بیکلربیک سیلیستر). و بعد أن تولی مصطفی باشا منصب «قائم‌مقام الصدارة» في 1073/1663، صار هو الآخر «قره کدخدا» أو وکیل أعمال الصدر العالي وهو أحد المناصب العثمانیة العلیا (عثمان زاده، 110؛ IA). وفي 1082/1671 شغل وظیفة «کوچک میرآخور» (وکیل الاسطبل) وبعدها بقلیل «بوبوک میرآخور» (ناظر الإسطبل)، و بهذا انخرط رسمیاً في خدمة الحکومة والبلاط (IA؛ قاموس الأعلام). و بعد أن کسب إبراهیم باشا ثقة الصدر الأعظم والسلطان، أخذ یطوي مدارج الرقي بسرعة حتی أدّی به تقرّبه من السلطان ورقیّه المطّرد إلی إثارة حسد سیّده قره مصطفی باشا فقرّر إبعاده عن البلاط بترفیعه إلی «قپودان دریا« (قبطان) (رمضان 1088/ تشرین الأول 1677) غیر أنه لم یفشل في تحقیق هدفه هذا فحسب، بل ازداد إبراهیم قرباً من السلطان بتولّیه مهام قائم‌مقامیة الصدارة، حتی إنه أخذ یرافق السلطان دائماً في مراسم الصید والولائم، واعتبر في الحقیقة ندیماً خاصً له. وکانت‌الدولة العثمانیة آنذاک منهمکة في حربها مع الروس والبولندیین، فأدّی النصر المؤقت الذي أحرزه الصدر الأعظم مصطفی باشا في فتح قلعة «چهرین»، إلی تعاظم نفوذه، فانتهز الفرصة لضرب منافسه (إبراهیم باشا) فعزله عن منصبي الامیرالیة والقائم‌مقامیة و جعله في رتبة الوزیر الخامس (TA)، ثم ما لبثت القوات العثمانیة أن منیت بقیادة الصدر الأعظم الذي کان یطوّق مدینة ڤیینا بهزیمة نکراء أمام الکونت اشتار – همبرغ، فُرفع الحصار عن المدینة وانسحب مصطفی باشا الذي فقد سلاحه و قواته الی بلغراد (أسناد و مکاتبات سیاسي، [الوثائق والمراسلات السیاسیة]، 200).
وأدّی انتشار خبر فکّ الحصار عن ڤیینا من جهة ووشایة معارضي مصطفی باشا و خصومه و مؤیدي إبراهیم باشا من جهة أخری إلی إصدار السلطان محمد الرابع أمراً سحب منه بموجبه الختم السلطاني والعلم المقدّس و مفاتیح الکعبة وأمر بقتله (أوزون چارشیلي، (III(1)/458)، فأعدم في بلغراد في 6 محرم 1095/15 کانون الأول 1683 وتولّی إبراهیم باشا الصدارة (عثمان‌زاده، 110-111؛ زامباور، 244)؛ فقام بعزل بعض المقرّبین من الوزیر السابق و قتل البعض الآخر، وقد تزامنت سنتا صدارته مع هجوم الدول الأوروبیة الواسع علی‌الدولة العثمانیة، فخرجت الحرب النمساویة – العثمانیة عن إطارها الثنائي وتحوّلت إلی حرب أوروبیة – عثمانیة. وکانت الدول الأوروبیة کالنمسا و بولندا والبندقیة و فرسان مالطا وروسیا تستهدف استئصال جذور الهیمنة العثمانیة علی أوروبا في إطار «الاتحاد المقدس» المدعوم من البابا (IA؛ اسناد و مکاتبات سیاسي، 201). کما اشترکت فرنسا أیضاً عملیاً في هذا الاتحاد من خلال مهاجمتها للبلدان الواقعة علی سواحل البحر المتوس طالجنوبیة کتونس و الجزائر ولیبیا. وإثر الحملات التي شنها جان سوبیسکي ملک بولندا سقطت مولداڤیا، ثم خرجت من قبضة القوات العثمانیة مدن فیشغراد و بودا وبست (المدینتان الأخیرتان تشکّلان بودابست الحالیة) وسوانق و بعض التحصینات مثل آق کلیسا و استرجون الواحدة تلو الأخری، ولم یکتف الصدر الأعظم، الذي لم یکن کفءاً في القیادة العسکریة بعدم اشتراکه في الحرب، بل لجأ و بمختلف الذرائع لتصفیة کل من کان یصر علی ذهابه إلیها. وأدّی سقوط المدن والتحصینات العثمانیة إلی ترک آثار سیئة علی الرأي العام العثماني لاسیّما في استانبول و تصاعدت صیحات المعارضة ضدالصدر الأعظم وحتی السلطان (عثمانلي پادشاهلاري، 426). وأدت هزائم الجیش العثماني المتلاحقة والذي کانت تعوزه القیادة العسکریة رغم توفّر الإمکانیات التموینیة إلی إصدار السلطان محمد الرابع أمراً بتوجّه الصدر الأعظم نحو القتال وإدارة العملیات الحربیة، إلا أنه تمارض هذه المرة أیضاً وامتنع عن الذهاب للحر، ممّا دفع بالسلطان إلی إقالته عن الصدارة في 20 محرم 1097/7 کانون الأول 1685 وتعیین سلیمان باشا مکانه (أوزون چارشیلي، (III(1)/468-469. فتوجّه إبراهیم إلی استانبول وأقام في قصر بایرام باشا في محلة اسکودار (ن. ص). وبعد فترة قصیرة استأذن السلطان في الذهاب للحج، إلا أن أعداءه اتهموه بسوء النیة والانضمام إلی متمرّدي الأناضول و أثاروا ظن السلطان محمدالرابع به، فأمره أن یدفع 500 آقچة (ن. ع) ضریبة للسفر، فامتنع عن ذلک فأمر بمصادرة أمواله ونفیه إلی جزیرة رودس (ربیع الأول 1097/ کانون الثاني 1686) ثم قتل بعد فترة متهماً بمزاولة نشاطات تستهدف الحصول علی الصدارة (ن. ص؛ عثمان‌زاده، 111).

 

المصادر

أسناد ومکاتبات سیاسي، تقـ: عبدالحسین نوایي؛ طهران، 1360ش؛ زامباور، الدوارد ریتر، نسب‌نامۀ خلفا و شهریاران، تجـ: محمدجواد مشکور، طهران، 1356ش؛ عثمان‌زاده، أحمد تائب، حدیقة الوزراء، استانبول، 1271هـ؛ قاموس الأعلام؛ وأیضاً:

IA; Osmanli PadiŞahlari Ansiklopedisi, ISTANBUL, 1986; TA; UzunçarŞih, I, H., Osmanli tarihi, Ankara, 1983.
علی‌أکبر دیانت

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: