أبر

أَبر، وتعني السّحاب، وتطلق في الإصطلاح علی نوع من رسم الأشکال والنقوش المختلفة علی شکل السحب، وأب أحد الفنون السبعة في الرسم والنقوش الایرانیة العدیدة. وقد أشار الی هذه الأنواع عدد من الکتّاب الذین خلّفوا آثاراً تحدّثوا فیها عن اصطلاحات الفنون الایرانیة، أمثال عبدي بیک الشیرازي وقطب‌الدین محمد قصه خوان والسیدأحمد آهو چشم المشهدي وصادق بک أفشار کتابدار والقاضي أحمد منشي القمي.
 
 
أبر (تبریز، 731-737هـ/1331-1337م)

 
أبر (خراسان، 963هـ/1557م)

 
ولعبدي بک الشیرازي (921-988/1515-1580) في ذوحة الأزهار (ص 87، 88، 99) أبیات عدَّد فیها أنواع هذا الفن من الرسم.
کماأورد قطب‌الدین في المقدمة (964/1557) التي صدّر بها مجموعة خطوط (مرقّع) الشاه طهماسب، قائلاً: «کما أن للخط ستة أنواع أصلیة، ففي هذا الفن (الرسم) سبعة أنواع رئیسیة أیضاً: الاسلامي (= الاسلیمي) والخطائي والفرنجي والفصَالي وأبر وداق و گره [العقدي]» (ص 673؛ قا: قاضي أحمد، 132، 157). وکرّر هذا الکلام الکاتب السیدأحمد حسیني المشهدي – الذي جمع خطوط الأمیر غیب بیک أحد أمراء الشاه طهماسب الأول الصفوي – غیر أنه أورد ستة من الأنواع السبعة فقط (بیاني، 1/44، 49، 52). أما صادق بیک أفشار (933 أو 940-1017/1527 أو 1534-1608)، المسؤول عن مکتبة السلطان محمدخدابنده والشاه عباس الأول، فقد أورد في منظومة قانون الصور (ص 37) بیتاً وصف فیه أبر و داق والفرنجي.
وکرر القاضي أحمد (ص 132) مارواة قطب‌الدین وما أورد مزیداً من الشروح والایضاحات عنه. وخلط مینورسکي في هامش ترجمته الانجلیزیة گلستان هنر [روضة الفن] بین «أبر» و «الأبر الصیني» وبین «أبري» و «الورق الأبري»، و قال: «إن أبر (أبري) التي ذکرت في الصفحتین 146 و 150 من المتن، عبارة عن أسلوب من الرسم یتم فیه تزیین سطح الورقة بأشکال السحاب (أبر)، و ربما کانت شبیهة أیضاً بقطع السّحاب التي تسمی في الصینیة ch I والتي تحسّدت في المنمنمات الایرانیة» (ص 178).
وکما أشرنا سابقا فإن «أبر» «وأبري» اصطلاحان یختلف کل منهما عن الآخر في عالم الفن. فالاول یعني الرسوم السحابیة الشکل و هو من اصطلاحات فن الرسم، والثاني یعني صناعة الورق و تزیینه.
ولعل أحد أسالیب فن الرسم في ایران و یعرف بـ «الأبر الصیني» مقتبس من النقوش التي علی الأواني والأکواز والمزهریات باللونین الأزرق والأبیض، وهي تصنع في الصین، ثم دخل هذا الأسلوب في الرسم والمنمنمات وأصبح شیئاً فشیئاً من فنون الرسم الایراني. وقد استعمل فن الرسم السحابي (أبر) في نقوش السجاد والأقمشة الموشّاة بخیوط ذهبیة، والرسوم المرّقشة والحفر علی الأواني المعدنیة، والتجصیص، والقاشاني والجلود المدبوغة والملوّنة، غیر أن أکثر استعماله في فن الرسم والمنمنمات.
کما شهد الرسم السحابي في ایران منذ ظهوره و حتی عدة قرون تطوراً کبیراً و ظهرت فیه أنواع مختلفة، و لهذا یعتبر کغیره من رسم الزهور و رسم الشجیرات و رسم التلال و التضاریس، و رسم الحیوانات و الرسوم المرقّشة والزخارف المتشابکة والمتداخلة نوعاً ممیّزاً ومستقلاً عن الاسلیمي والخطائي والفرنجي والعقدي وغیرها.

المصادر

بیاني، مهدي، أحوال و آثار خوشنویسان، طهران، 1345ش؛ صادق بیک أفشار، قانون الصور، تقـ: عادل قاضي أوف، باکو، 1963م؛عبدي بیک شیرازي، زین‌العابدین علي، دوحة الأزهار، تقـ: علي مینائي تبریزي و أبي الفضل رحیموف، موسکو، 1974م؛ قاضي أحمد قمي، أحمد بن حسین، گلستان هنر تقـ: أحمد سهیلي خوانساري، طهران، 1352ش؛ قطب‌الدین محمد قصه خوان، «رساله‌اي در تاریخ خط و نقاشي»، تقـ: حسین خدیوجم، سخن، طهران، عد 6-1346ش؛ تحقیقات المؤلف؛ وأیضاً: 

Minorsky, V., Calligraphers and Painters, a Treatise by QāḍI Aḥmad, Son of Mīrmunshī, Washington, 1959.
یحیی ذُکاء