اُبدة
cgietitle
1443/1/1 ۱۳:۰۳:۳۳
https://cgie.org.ir/ar/article/232136
1446/11/15 ۰۲:۴۶:۴۰
نشرت
2
أُبَّدَة، مدینة أندلسیة صغیرة في جنوب شرقي إسبانیا، تقع علی خط العرض الشمالی 38° و 1´، وخط الطول الغربي 3° و 22´، وتدعی باللغة المحلیة أوبدا (ولایصح ما أوردته بریتانیکا، X/230 من أن المدینة تقع علی خط الطول الشرقي) و کانت إبّان العهد الاسلامي في الأندلس من أعمال جَیّان (خائن بالإسبانیة) في إقلیم قرطبة (کردوبا). وهي تبعد عن شمال شرقي جَیّان 20 میلاً وعن شرقي بیّاسة (بائثا بالإسبانیة) 7 أمیال (الإدریسي، 203؛ أبو الفداء، 213). بینما ذکر الطنجي في تعلیقات التعریف بابن خلدون أنها تبعد عن جَیّان 57 کم (ص 119، هامش 3).تقع أُبَّدة علی مقربة من النهر الکبیر وتمتد علی هضاب تحمل نفس الاسم و فیها الکثیر من مزارع القمح والشعیر (الإدریسي، ن. ص). کما یرع فیها الزعفران کمدینة بیّاسة (ن. ص؛ أبو الفداء، 202). و لم یکن لحجر المرقشیثا الذهبي أو حجر النور في جبال أبَّدة نظیر في العالم (المقّري، 1/142). وفیها من الکروم الشیء الکثیر حتی کاد العنب فیها لایباع ولایشتری، کما اشتهرت بأصناف الملاهي والراقصات المشهورات (م. ن، 3/217).ویبدو أن أبَّدة کانت قریة ایبریائیة قدیمة انتقل اسمها من الفترة السابقة إلی العصر الاسلامي واحتفظ العرب به مع بعض التغییر (EI2). ورغم هذا اعتبرها المؤرخون المسلمون مدینة إسلامیة وذکروا أن عبدالرحمن الثاني (الأوسط) ابن الحکم الأمیر الأموي في الأندلس (207-238/822-852) أول من باشر بتشییدها ثم اکملها ابنه محمد بن عبدالرحمن (238-273/852-886) (ابن الأثیر، اللباب، 1/23؛ یاقوت، 1/78؛ أبوالفداء، 202). کما عرفت هذه المدینة في بعض المؤلفات الاسلامیة بـ «أُبَّدة العرب» (یاقوت، ن. ص) تمییزاً لها عن مدینة أخری تدعی أبَّدة البیرة أو أبَدة فروة (ابن عِذاري، 2/178).وقد سقطت کل من أبَّدة وجَیّان في 92/711 بید قَوات طارق بن زیاد عند توجّه ها إلی طلیطلة (ابن الأثیر، الکامل، 4/556-563)، وظلّت خاضعة للسلاطین المسلمین حتی عام 609/1212. ولاتتوفّر معلومات وافیة حول أبَّدة خلال تلک الفترة، لکن یمکن القول أن مصیرها کان مرتبطاً بمصیر جَیّان، وأشهر الوقائع التاریخیة المتعلّقة بهما هي وقعة العقاب المصیریة. ففي أوائل 609 هـ اشتبکت قوّات محمد الناصر (595-611/1198-1214) وهو من أواخر أمراء الموحّدین في الأندلس (541-668/1146-1269) مع القوات الإسبانیة والأوروبیة الصلیبیة المتحالفة في هضاب تولوسا عند أبَّدة (آشباخ، 369). وقتل في تلک المعرکة ما یربو علی 100 ألف مسلم (آیتي، 178). وأطلقت الروایات الاسلامیة علی تلک المعرکة التي حدثت في 15 صفر 609/16 تمّوز 1212 اسم العقاب أو أبَّدة، واعتبرتها من أکثر أیام تاریخ تلک البلاد اسوداداً (ابن خلدون، 6/239؛ آشباخ، 369). وظفر المسیحیون من معسکر المسلمین غنائم لاتقدّر، کما استطاعت النصاری أن یفتتحوا عقب النصر بأیام قلائل عدة حصون مثل مدینتي بیاسة وأُبَّدة. واعترضت النصاری في أبدة أسوارها العالیة ومدافعوها الأقویاء الذین کانوا بانتظار فصل الشتاء. ورغم الثغرات العدیدة التي أحدثوها في سور المدینة إلا أن القلعة وباقي أطرافها بقیت علی صمودها. وبعد 13 یوماً من المقاومة، خشي المسلمون العاقبة بعدما سقطت بعض أجزاء السور في أیدي المهاجمین، وأرسلوا إلی النصاری یعرضون علیهم قدیة علی أن یترکوا المدینة حرّة یسکنها المسلمون وفقاً لشریعتهم وعقد الملوک معهم اتفاقات بهذا المعنی نظراً لما أنسوه من صعاب في فتحها، لکن الأحبار المتعطشین إلی دماء المسلمین، خالفوا هذا الاتفاق و طالبوا بتسلیم المدینة دون قید أو شرط، وانتحل بعض الملوک عذراً لنقض العهد مفاده أن المسلمین بعد أن فتحوا أبواب المدینة للنصاری لم یؤدّوا الفدیة المفروضة علیهم في الحال. وسرعان ما أطلق النصاری العنان لقسوتهم في معاملة المسلمین، فقتل من المسلمین في أبدة زهاء 60 ألفا و سبي مثل هذا العدد، وهدمت الدور بعد أن خلت المدینة من سکانها، وعندئذٍ أبدی الأحبار رضا هم و انغمس النصاری بأبَّدة في اللّهو، حتی استنفدت المؤن بسرعة وانتشرت بینهم الأمراض وأهلکت ألوفاً منهم. فاضطر الجیش أن یعود أدراجه الی قلعة رباح دون أن یتابع نصره (الحمیري، 6؛ آیتي، 179؛ آشباخ، 372-373). ولم تلحق موقعة العقاب الهزیمة فقط بقوّات الناصر في الأندلس، بل قرّبت من انهیار دولة الموحّدین في المغرب أیضاً وسقطت المدن الاسلامیة في ید القوات المسیحیة واحدة تلو الأخری، فسقطت قرطبة في 633/1236 و أشبیلیة في 646/1248 (باسورث، 43). أما أِبَّدة فقد احتلها الإِسبان في 631/1234 (الخوري، 18) وعدّ الرواة ذلک خذلاناً من الله لأهلها (المقّري، 6/372).1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. 11. 12. 13. بلغ عدد نفوس أُبَّدة 30,200 نسمة عام 1970 م (لاروس الکبیر، مادة أُبَّدة). وهي تعتبر إحدی مراکز إنتاج زیت الزیتون و أدوات استخراج الزیت لوقوعها في وادٍ وافر الماء ومنطقة غنیة بالزیتون. کما أنشئت فیها صناعة القوالب البلاستیکیة والفخّار وحیاکة الحصیر والحدادة (بریتانیکا). وفي هذه المدینة آثار معماریة کثیرة تعود لعصر النهضة، ولهذا اعتبر قطاع کبیر منها تراثاً ثقافیاً. من تلک الآثار: کنائس بنیت علی طراز قوطي مثل کنیسة سالفادور التي أنشأها المهندس آندرس باندالبیرا في القرن 10/16 طبقاً لتصمیم وضعه دییغو سیلوئه، ثم أکمل بناؤها عام 1556 م علی الطاز الکلاسیکي. ومن إنجازات هذا المهندسی الأخری قصر آیونامینتو ومستشفی سانیتاغو علی الطراز الکلاسیکي أیضاً (ن. ص؛ لاروس الکبیر، ن. ص؛ أرسلان، 1/309).وورد في الکتابات التاریخیة والمعاجم أسماء رجال انتسبوا إلی أُبَّدة إبّان العهد الاسلامي منهم: أبوالعباس أحمد بن البِنيّ الأُبَّدي (یاقوت، ن. ص؛ ابن الأثیر، اللباب، 1/23) وأبو جعفر أحمد بن الحسین بن خلف بن البِنيّ الیَعمَریِ الأُبَّدي (ابن خلّکان، 6/132) وإبراهیم بن محمد بن إبراهیم بن عُبَیدس بن محمود النَّفَري الأُبَّدي الأصل (ابن الخطیب، 1/375) وأبو إبراهیم إسماعیل بن محمد بن یوسف الأنصاري الأندلسي الأُبَّدي الملقب ببرهانالدین (المقّري، 2/15).
آشباخ، یوزف، تاریخ الأندلس في عهد المرابطین والموحّدین، تجـ: محمدعبدالله عنان، القاهرة، 1377/1958، ص 512-516؛ آیتي، محمدإبراهیم، أندلس، طهران، 1363 ش، ص 178-179، 281؛ ابن الأثیر، عزالدین، الکامل، بیروت، 1387 هـ/ 1967م، 4/128-129؛ م. ن، اللّباب، بیروت، دارصادر؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن الخطیب، محمد بن عبدالله، الإحاطة في أخبار غرناطة، القاهرة، 1955، 1/161، 179، 350؛ ابن خلّکان، وفیات الأعیان، تقـ: محمدمحیيالدین عبدالحمید، القاهرة، 1949م؛ ابن عذاري، أحمد بن محمد، البیان المغرب في أخبار المغرب، تقـ: راینهارت دوزي، لیدن، 1848-1949م؛ أبوالفداء، تقویم البلدان، تجـ: عبدالمحمد آیتي، طهران، 1349ش؛ الإدریسي، محمدبن محمد، صفة المغرب وأرض السودان و مصر والأندلس، لیدن، 1866م، ص 196؛ أرسلان، أمیرشکیب، الحُلل السُندُسیّة، بیروت، 1355هـ/ 1936م، 1/116، 128، 180، 205؛ باسورث، کلیفورد ادموند، سلسلههاي إسلامي. تجـ: فریدون بدرهایي، طهران، 1349ش؛ الحمیري، عبدالله بن عبدالمنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1980م؛ الخوري، سلیم جرائیل و سلیم میخائیل شحادة، آثار الأدهار، بیروت، 1291هـ/1875م؛ الطنجي، محمد بن تاویت، تعلیقات التعریف بابن خلدون، القاهرة، 1370هـ/1951م؛ المقّري، أحمد بن محمد، نَفح الطیب، بیروت، 1388هـ/ 1968م، 1/165، 3/519؛ یاقوت، معجم البلدان، تقـ: فردیناند ووستنفلد، لایپزیک 1866-1870م؛ وأیضاً:
Britannica, 1978; EI2; Grand Larousse.یوسف رحیملو
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode