الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أبرار /

فهرس الموضوعات

أبرار


تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/1 ۱۴:۲۲:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبرار، کلمة وردت مراراً في القرآن الکریم، ودخلت منه إلی عرف المتصوفة وأهل السیر و السلوک.

في القرآن الکریم

ذهب بعض المفسرین و کثیر من مؤلفي المعاجم إلی أن هذه الکلمة جمع بَرّ (الطبري، 4/142؛ الطبرسي، 2/908؛ ابن الأثیر، 1/116؛ القرطبي، 19/125). إلا أن أکثر المفسرین ذکروا أنها جمع بَرّ و بارّ معا (الطوسي، 3/92؛ المَیبُدي، 10/318، 406؛ الزمخشري، 1/489؛ الفخر الرازي، في تفسیر آیة 193 من سورة آل عمران)، و ذهب الراغب الأصفهاني إلی أن أبرار جمع بارّ أیضاً (ص 41)، و یبدو أن ماذهب إلیه بعض المفسرین و مؤلفي المعاجم من أن أبرار هي جمع بَرّ، و جمع بارّ هو بَرَرَة، لهو الأقوی، لأن کلمة برّ بصیغة المفرد وردت في القرآن الکریم 3 مرات (الطور/ 52/28؛ مریم/ 19/14، 32)، بینما لم ترد فیه کلمة بارّ.
وقد تکرّرت کلمة أبرار 6 مرات في 6 آیات من القرآن الکریم، وذکرت بعبارات مختلفة بمعنی أهل الجنة والنعیم، في أربعة من هذه الآیات (آل عمران/ 3/198؛ الدهر/ 76/5؛ الانفطار/ 28/13؛ المطفّفین/ 83/22) و قیل في آیة «إن کتاب الأبرار لفي علّیین» (المطفّفین/ 83/18) إن کلمة «کتاب» تعني کتاب الأعمال و إن «علّیین» وردت فیها أقوال مختلفة (تحت العرش، سدرة المنتهی، لوح من الزبرجد معلّق تحت العرش، سجّلت علیه أعمال أفراد البشر، أعلی طبقة في الجنة). وجاء في آیة أخری (آل عمران/ 3/193) علی لسان ألي الألباب، یطلبون من الله أن یتوفّاهم مع الأبرار.
وذکر المفسرون في تفسیر الأبرار و ذکر صفاتهم و میزاتهم أحادیث مختلفة نشیر هنا إلی بعضها: الأبرار هم الذین برّوا الله تبارک و تعالی بطاعتهم إیاه حتی أرضوه فرضي عنهم (الطبري، 4/142؛ الطوسي، 3/85؛ الطبرسي، 2/908)، والذین برّوا بأداء فرائض الله و اجتناب معاصیه (الطبري، 30/56، 64؛ المیبدي، 10/406)، الأبرار یعني المؤمنین الصادقین في إیمانهم المطیعین لربهم (المیبدي، 10/318)، هم أهم أهل البّر الذین یفعلوه لوجهه خالصاً من وجوه القبح (الطوسي، 10/302)، هم الذین یؤدون الحقوق الواجبة والمستحبة (الطبرسي، 9/616)، والذین یؤدّون حق الله و یوفون بالنذر (القرطبي، 19/125، نقلا عن قتاده)، هم المؤمنون بالله و رسوله و الیوم الآخر، إذا کان إیمانهم إیمان رشد و بصیرة (الطباطبائي، 20/213). وجاء في بعض التفاسیر نقلاً عن الحسن البصري: الأبرار هم الذین لایؤذون الذر (الطوسي، 3/85؛ القرطبي، 13/125؛ السیوطي، 2/415). کما وردت أیضاً بشکل آخر: هم الذین لایؤذون الذر ولایرضون الشر (أبو الفتوح الرازي، 5/444؛ الطبرسي، 10/616). ویقول المیبدي في تفسیر الآیة: ربّنا فاغفرلنا ذُنوبنا و کفّر عنا سیئاتنا و توقّنا مع الأبرار (آل عمران/ 3/193) المراد من الأبرار الأنبیاء والأولیاء (2/388). و روی بعض المفسرین حدیثا عن الرسول الأکرم (ص) في تفسیر الأبرار، جاء فیه: إنّما سماهم الله الأبرار لأنهم برّوا الآباء و الأبناء (ابن بابویه، 2/69؛ المیبدي، 10/406؛ القرطبي، 19/125؛ السیوطي، 2/415).
ویقو الطبرسي: قد أجمع أهل البیت و موافقوهم و کثیر من مخالفیهم أن المراد من الأبرار في الآیة: إن الأبرار یشربون من کأس کان مزاجها کافورا (الدهر/ 76/5) علي و فاطمة و الحسن و الحسین (ع) (10/616). و یروي ابن شهر آشوب أیضاً روایة تقرب من هذا المضمون عن الامام الحسن المجتبی (ع) (2/4). و في روایّة عن السول الأکرام (ص) أن الأبرار هم أنصار علي (ع) (العیاشي، 1/212).
وأخیراً ذکر الشیخ أحمد الأحسائي في شرح دعاء الجامعة الکبیرة (ص 60) أن معنی الأبرار في عبارة «عناصر الأبرار» هم شیعة الأئمة الأطهار من المرسلین و الأنبیاء و الأوصیاء و الصالحین والملائکة.

في التصوّف

الأبرار في اصطلاح المتصّوفة هم المتوسطون من أهل السلوک الذین طووا مدارج في معرفة الله و السیر إلیه (ابن عربي، 2/740؛ روزبهان، 2/353)، ولکن یظهر في آثار المتصوفة اختلاف في تعریف هذا الاصطلاح، فقد ذکر في بعض المصادر القدیمة نسبیاً أن الأبرار من أولیاء الله و أهل الحل و العقد في أمور العلام (الهجویري، 269؛ الأنصاري، طبقات الصوفیة، 80)، واعتبرهم الهجویري دون الأوتاد (ن. ع)، و أفضل من الأبدال (ن. ع)، و ذکر أن عددهم 7 أشخاص و یقول: «المقربون إلی الحق جلّ جلاله ثلاثمائة یدعون بالاخیار، و أربعون آخرون یدعون بالأبدال، و سبعة یطلق علیهم الأبرار، و أربعة یدعون بالأوتاد، وثلاثة آخرون یدعون بالنقباء، وواحد یدعی قطباً و غوثاً…» (ص 269). أما الخواجة عبدالله الأنصاری فیری کما یظهر أن مرتبة الأبرار دون الأبدال و الأتاد، فیقول: «مجاهدو النفس ثلاثة: واحد یسعی وهو من الأبرار، و واحد یجد و هو من الأوتاد، والثالث یطرق باب النجاة وهو من الأبدال» (صد میدان، 22). ویذکر الأنصاري في موضع آخر أیضا دون أن یورد اسم الأبدال کالهجویري: إن مقام الأبرار دون الأوتاد، لکنه یری أن عددهم أربعون، و یقول: «الأولیاء ثلاثمائة و ستون شخصاً دائماً: أربعون منهم الأبرار، و ثلاثون الأوتاد، و عشرة النقباء و ثلاثة النجباء، وواحد منهم الغوث…» (طبقات الصوفیة، ن. ص.) و یضیف: و کلّما مات غوث یجلس مکانه أحد النجباء و یرفع الأول بهذا الترتیب مع حفظ سلسلة المراتب إلی مرتبة أفضل فیأخذ أحد ألاوتاد مکان أحد النقباء، و أحد الأبرار یخلف أحد الأوتاد، و یصل أخیراً أحد عامة الخلق إلی منزلة الأولیاء (ن. ص). ویری أبونصر السرّاج بالاستناد إلی آیات القرآن الکریم (المطفّفین/ 83/18-21) أن الأبرار دون المقربین (ص 84-86). کما ورد في بعض المصادر الصوفیة المتأخرة: ان الأبرار دون  المقربین (روزبهان، 2/366؛ النسفي، 103، 303) و أفضل من المتقین (روزبهان، 1/130). و تستند الصوفیة في فضل المقربین علی الأبرار، إلی الکلام الشهیر: «حسنات الأبرار سیئات المقربین» والذي یری بعضهم أنه من الأحادیث الموضوعة والبعض الآخر أنه منسوب لأبي سعید الخراز أحد مشایخ الصوفیة (ظ: فروزانفر، 65). وأورد العطار النیشابوري حدیثاً في هذا الخصوص عن السري السقطي یوضح عقیدة الصوفیة في فضل المقرّبین علی الأبرار «قلوب الأبرار معلقة بالخاتمة و قلوب المقرّبین معلّقة بالسابقة، أي إن حسنات الأبرار سیئات المقّربین» (1/281)، یؤید هذا حدیث الباخرزي من کتاب المتصوفة في القرن 8/14: «کل ما یعمله الخادم فلّله، وما یعمله الشیخ فبالله. فالشیخ في مقام المقرّبین والخادم في مقام الأبرار» (ص 128). و یعدّد الخواجة نصیرالدین الطوسي مراتب و مقامات الناس في التقرّبَ من الله، و یحصرهم في أربع مراتب، ویجعل الأبرار في المقام الثالث، ویقول في وصفهم: «إنهم جماعة مشغولون باصلاح العباد و البلاد ویقتصر سعیهم علی تکمیل الخلق» (ص 142). ویری أن مقامین مقدمین علی الأبرار هما مقاما الموقنین و المحسنین، و المقام الرابع مقام الفائزین أو المخلصین (ن. ص).
وتناولت جماعة من مفسّري المتصوفة، کلمة الأبرار في الآیات القرآنیة ففسّروها حسب أذواقهم. یقول روزبهان البقلي: الأبرار هم الذین أنعم الله علیهم بمشاهدة، وألقی محبته في قلوبهم، إن الأرار یرتوون من أنهار نور الصفات، والمقرّبین من بحار الذات. ثم مزجوا شراب الأبرار بسواقي أنهار المقرّبین، و کلّما شرب الأبرار من شراب المقّربین الخاص دون غیره، یذوبون جمیعاً. أهل التقوی في الجنة، والأبرار في الحضرة. الأبرار في مقام الأنس، والمقرّبون في مقام القدس (1/129-130، 2/366).
و کما أشرنا سابقاً فیری روزبهان أن الأبرار من متوسطي أهل السلوک، و الفرق بینهم و بین العرفاء أن الأبرار یمنعهم سکر المشاهدة عن مطالعة الحقیقة، فهم یبدأون شراب المشاهدة بالصحو وینهونه بالسکر، بینما العرفاء یبدأونه بالصحو و ینوهنه بهذه الحال. ویتمتّعون برؤیة غرائب تجلّي الذات والصفات (2/353). ویصف ابن عربي الأبرار في التفسیر المنسوب إلیه بقوله: هم السعداء الذین برزوا عن حجاب الاثار و الأفعال، واحتجبوا بحجب الصفات غیرواقفین علیها، بل متوجّهین إلی عین الذات مع البقاء في عالم الصفات (2/740). فقد قسم الأبرار في هذا التفسیر إلی فئتین؛ فئة في زمرة الأبدال المتوفّین عن ذاتهم، و فئة هم الباقون في مقام محو الصفات غیر المتوفیّن بالکلیة (1/243).
وقد وردت کلمة الأبرار في الأدب الفارسي، بالمعنی المطلق والعام للصوفي والعارف، بالإضافة إلی المعنی القرآني والمعنی الصوفي الخاص.

المصادر

ابن الأثیر، مبارک بن محمد، النهایة، تقـ: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ ابن بابویه، محمدبن علی، عیون أخبار الرضا (ع)، تقـ: محمدمهدي الخرسان، النجف، 1390هـ/ 1970م؛ ابن شهرآشوب، محمدبن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن عربي، محیي‌الدین، تفسیر القرآن الکریم، تقـ: مصطفی غلب، بیروت، 1978م؛ أبوالفتوح الرازي، حسین بن علي، روح الجنان، قم، 1404 هـ: أحسائي، أحمد بن زین‌الدین، شرح الزیارة الجامعة الکبیرة، کرمان، 1355ش؛ أنصاري، خواجه عبدالله، صدمیدان، تقـ: قاسم انصاري، طهران، 1358ش؛ م. ن، طبقات الصوفیة، تقـ: عبدالحي حبیبی، کابل، 1341ش؛ الباخرزي، یحیی بن أحمد، أوراد الأحباب وفصوص الآداب، تقـ: ایرج افشار، طهران، 1345ش؛ الراغب الاصفهاني، الحسین بن محمد المفردات في غریب القرآن، تقـ: محمدسیدکیلاني، بیروت، دارالمعرفة؛ روزبهان البقلي، عرائس البیان في حقائق القرآن، نولکشور، 1301هـ؛ الزمخشري، محمود بن عمر، الکشّاف، بیروت، دارالمعرفة؛ سرّاج الطوسي، أبونصر، اللّمع، تقـ: رنولد نیکلسون، لیدن، 1914م؛ السیوطي، عبدالرحمن، الدرالمنثور، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الطباطبائي، محمدحسین، المیزان، طهران، 1392هـ؛ الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان، تقـ: هاشم الرسولي المحلاتي وفضل‌الله الیزدي الطباطبائي، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الطبري، جامع البیان في تفسیر القرآن، القاهرة، 1325هـ؛ الطوسي، محمدبن الحسن، التبیان في تفسیر القرآن، تقـ: أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ عطار، محمدبن إبراهیم، تذکرة الأولیاء، تقـ: رنولد نیکلسون، لیدن، 1905م؛ العیّاشي، محمدبن مسعود، التفسیر، تقـ: هاشم الرسولي المحلاتي، طهران، 1380هـ؛ الفخر الرازي، محمدبن عمر، التفسیر الکبیر؛ فروزانفر، بدیع‌الزمان، أحادیث مثنوي، طهران، 1361ش؛ القرطبي، محمدبن أحمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، 1967م؛ المیبدي، أحمدبن محمد، کشف الأسرار وعدّة الأبرار، تقـ: علي أصغر حکمت، طهران، 1361ش؛ النسفي، عزیزالدین بن محمد، کتاب الإنسان الکامل، تقـ: علي‌أصغر حکمت، طهران، 1361ش؛ النسفي، عزیزالدین بن محمد، کتاب الإنسان الکامل، تقـ: ماریان موله، طهران، 1962م؛ نصیرالدین الطوسي، محمدبن محمد، أخلاق ناصري، تقـ: مجتبی مینوي وعلي‌رضا حیدري طهران، 1360ش؛ الهجویري، علي‌بن عثمان، کشف المحجوب، تقـ: د. جوکوفسکي، لینینغراد، 1936م.

رسول شایسته
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: