الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبجد /

فهرس الموضوعات

أبجد


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/25 ۱۳:۱۰:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

أَبجَد (أ، ب، ج، د)، لفظ یضمّ الحروف الأربعة الأولی من مجموع الحروف السامیة – العربیة الاثنین والعشرین و یطلق اختصاراً علی ترتیب الأبجدیة العربیة القدیم أیضاً. وقد وقفنا علی 22 حرفا من حروف الهجاء منذ أنوجدت أبجدیة تضمّ حروفاً الی جانب الخط التصویري (الهیروغلیفي)، والأبجدیة التي تعتمد علی مقاطع الکلمات (الخط المسماري الشرقي). ونطراً للاکتشافات الأثریة الحدیثة یمکن القول إن الأبجدیة الأوغاریتیة (آثار رأس شمرة في شمالي سوریا) هي أول أبجدیة معرفة حتی الیوم. وتعود هذه النقوش الشبیهة بالخط المسماري إلی أواسط الألف الثاني ق.م. غیر أن هذه الأبجدیة لاتعتمد علی التصویر ولاعلی المقاطع، وإنما علی الحروف الاثنین والعشرین التي تتألف منها الألفاظ الأبجدیة الست الأولی، وتلاحظ هذه الأبجدیة منذ القرن 12 ق. م في الخطوط الفینیقیة الأحدث أیضاً (فوریه، 172: رأس شمرة، 205: الأبجدیة الفینیقیة). وقد قسّمت الأحرف الفینیقیة الاثنان والعشرون إلی 6 ألفاظ في العربیة (وربّما في العبریة والسریانیة) لسهولة حفظها کما یبدو، وهي: أبجد، هوَّز، حطّي، کلمن، سعفص، قرشت (هناک نقاش طویل حول ضبط کل من هذه الألفاظ). ولاشک في أن ترتیب هذه الحروف کان علی هذا النمط منذ القدم، لأن بعض العلامات ربّما کانت ترمز الی أرقام في بعض الکتابات العبریة القدیمة (مثل کتابات الفخار في السامرة بفلسطین، ظ: جودائیکا، II/745)، فإذا أضفي علی الحروف قیمة عددیة کان لابدّ من مراعاة الترتیب أیضاً. وقد دخلت هذه الأبجدیة في العربیة عبر اللّغات الآرامیة، وبالتالي عبر اللغة النبطیة وخطها (حول نشأة الخط العربي وانتشاره، ظ: آذرنوش، مخـ)، إلا أنه لایوجد في الأبجدیة الفینیقیة أکثر من 22 حرفاً حیث جمعت في 6 ألفاظ، لهذا أضیف إلیها بقیة الحروف – التي أطلق علیها اسم «الروادف» - لتشکّل لفظي ثَخِذ وضَظِغ، ولیصبح مجموعها 28 حرفاً. لکن غیرالعرب الذین استخدموا هذا الخط وأضافوا إلیه الحروف الخاصة بلغتهم لم یغیّروا في تلک الأبجدیة شیئاً، واستخدموا تلک الألفاظ وقیمها العددیة بنفس الصورة التي کانت علیها، أو منحوا تلک الحروف عین القیمة التي کانت لأشباهها في العربیة، علی أکبر تقدیر (مثلاً پ = ب).
وفي الیونان القدیمة کان استعمال الحروف بدلاً من الأعداد شائعاً إلی حد بعید، وأقدم أثر عثر علیه في هذا المجال نقود ترجع الی 135ق. م و بناءً علی ذلک اعتبر بعض الباحثین الأسلوب العبري تقلیداً للأسلوب الیوناني (جودائیکا، ن. ص). القیمة العددیة لکل حرف من الأحرف الاثنین و العشرین في العبریة والعربیة علی الوجه التالي: أ =1، ب= 2، ج = 3، د = 4، هـ = 5، و = 6، ز = 7، حـ = 8، ط = 9، ي = 10، ک = 20، ل = 30، م = 40، ن = 50، س = 60، ع = 70، ف = 80، ص = 90، ق = 100، ر = 200، ش = 300، ت = 400.
وفي التلمود ترکّب حروف للدلالة علی الأعداد التي تزید علی 400، فمثلاً: 500 = ت ق، 900 = ت ت ق، إلی آخره. واشاروا الی الـ 1000 بحرف الألف مع وضع علامة صغیرة علبه. کما وضع العرب للأحرف الستة الخاصة بهم والتي أضافوها الی الأبجدیة مایقابلها من الأعداد: ث = 500، خ = 600، ذ = 700، ض = 800، ظ = 900، غ = 1000.
ولم یکن استخدام القیمة العددیة للحروف في العربیة مرافقاً لاقتباس تلک الحروف من الکتابة النبطیة، کما لم یکن هذا النمط متداولاً في الکتابات القدیمة کما کان یظن. ویلاحظ في الألواح الحجریة السامیة المکتشفة أن لکل جماعة أسلوبها الخاص في الترقیم (علي، 8/243). ثم إن الکتابات الآرامیة – العربیة التي تخضع للدراسة في مجال تاریخ اللغة العربیة وخطها (آذرنوش، ن.ص) والتي یحمل بعضها تاریخاً، لم یستعمل فیها الحروف الأبجدیة لضبط هذا التاریخ (فوریه، 253، 252، 250، 248، 246؛ بلاشر، 93). فالرقم 304 مثلاً رسم في إحدی الألواح الحجریة النبطیة (فوریه، 252) بهذا الشکل: 111-1111. ثم استخدمت الأرقام السنسکریتیة في العربیة حوالي 152/769 (Ei2، مادة حساب الغبار). لهذا یمکن القول إن الترقیم الحرفي لم یکن عاماً في تداوله، وکان منذ القدم أیضاً مقتصراً علی حالات شبیهة بحالات القرون التي أعقبته. وقد عمد الی تقلید السریانیة أو العبریة في بدایة العصر الاسلامي علی الأرجح.
واتسع استعمال القیمة العددیة للحروف تدریجیاً، خارج نطاق علم الحساب، وعول علیها العرّافون والسحرة والمنجمون، کما أفادت منها الفرق الحروفیة (ن. ع) في مجالي العرفان والسحر. وتطرّق ابن خلدون الی العرّافین واستعمالاتهم السحریة لحساب الجُمَّل (ن. ع) – الذي دعاه حساب النَّیم – وأورد أن ذلک مذکور في نهایة کتاب – السیاسة المنسوب لأرسطو (ص 90)، إلّا أنه سرعان مادحض هذه النسبة. ورغم هذا کله فأن إشارته قد تدلّ علی أن أصل هذا النمط من التکهّن أجنبي. کما تناول باسهاب (ص 3999 وما بعدها) البحث في خصائص الحروف والأسماء السحریة وفوائدها. وعلی العموم فقد انصبّ جلّ استخدام حساب الجُمَّل علی الأمور التالیة: السحر (مثلاً: بُدّوح»)، والتعاویذ، وأنواع الطلاسم، والشعر التاریخي الذي أصبح فناً من فنون الشعر، وتدوینه علی بعض الأبنیة والنقوش، وأخیراً ترقیم الفصول و صفحات مقدمات الکتب.
 وتتّسم تفسیرات الکتّاب المسلمین لنشأة الألفاظ الأبجدیة بالغرابة وتقوم علی الاسطورة، حیث أوردوا في هذا الصدد عدداً من الروایات. ویعتقد طبقاً لأشهرها أن الألفاظ الستة، ابتداءً من أبجد وحتی قرشت هي أسماء ملوک مَدیَن (کما تصوّروا أحیاناً أن مَدیَن هو أحد أبناء ابراهیم الخلیل وأن هؤلاء الملوک أبناؤه) و ذکروا أن ملوک مدین رتّبوا الأحرف الهجائیة ترتیباً موافقاً لعدد حروف أسمائهم، وأنهم هلکوا فیما بعد علی أیدي قوم شعیب. ودعما لهذا الادعاء نقلوا ثلاثة أبیات شعریة لابنة کَلَمَن في رثائهم. إلا أننا نری أن هذه الأسطورة توقّفت عند الأشکال السّتة الأولی ولم تتطرّق الی الشکلین الأخیرین (ابن الندیم، 6؛ المسعودي، 3/302؛ ابن عبدربّه، 4/156؛ یواقیت، 195، 196؛ السیوطي، 2/341-349؛ الزبیدی، مادة بجد). وزعموا في روایة ثانیة أنها أسماء للجنّ، وفي أخری أنها اسماء أیام الأسبوع. والجدیر بالذکر أن لم یستعمل لأیام الأسبوع سوی الألفاظ الستة الأولی فقط، بینما اطلق علی الجمعة اسم «العروبة» وهو اسمها بالسریانیة (البستاني، ب).
ومن مجموع هذه الروایات و وثائقها یمکن الوقوف علی مسألتین: أولاً یحتمل أن الأبجدیة (الخالیة من القیمة العددیة) کانت معروفة أیضاً بین کتّاب العربیة قبل الاسلام، إذ نسبت روایة الی الرسول (ص) حثّ فیها علی تعلّم معاني حروف «أباجاد» (طاش کبري‌زاده، 2/230)، کما أن ألفاظ أباجاد وسعفص و قُرَیشات (مصغّرة) وردت في بیت من الشعر نظم في عهد عمر (الزبیدي) ویبدو أن بقیة الأبیات کرثاء ابنة کلمن والأبیات الثلاثة المنسوبة للمنتصر والتي أوردها المسعودي (3/304) ومصادر أخری؛ والبیت المنسوب لمرامر (السیوطي، 2/347) والروایات التي وردت معها، قد اختلقت في القرنین 2 و 3/8 و 9.

 

والمسألة الثانیة

وردت الألفاظ الستة الأصلیة للأبجدیة بأشکال أخری أیضاً هي؛ أبجاد (أبوجاد)، هاوز (هوّاز)، حاطي، کلمان (کلمون)، صاع فض، قرست (قریسات). وهذه الأشکال وإن لم ترد بصورظ کاملة إلّا في الفهرست لابن الندیم (ص 6) إلا أنها تبیّن ان هذه الالفاظ ربما اقتبست من مصدرین أجنبیین أو أکثر ولیس من مصدر واحد. کما أن (أبو وأبا وأبي جاد) یجب ألا نعتبرها تقلیداً قیاشاً فقط لأسلوب التکنیة العربیة.
ولرّبما لیس هناک من سبب للاختلاف في الترتیب الأبجدي الشرقي والغربي سویتباین المصادر: فالألفاظ الأربعة الأولی في المغرب واندلس هي نفس الألفاظ الشرقیة، بینما رتّبت بقیتها بالشکل التالي: صعفص، قُرَست، ثخذ، ظغش.
ویمکن أن نجد کثیراً من هذه الألفاظ في الشعر الفارسي القدیم، وکانت تطلق «أبجد خوان، وطفل أبجد خوان» في إیران، و «بوجادي» في ثقافي إفریقیا الشمالیة علی المبتدئین في التعلّم (لغت‌نامۀ دهخدا؛ البستاني، ف).

 

المصادر

آذرنوش، آذرتاش، راههاي نفوذ فارسي در فرهنگ و زبان تازي، طهران، 1354ش؛ ابن خلدون، المقدمة. القاهرة، دارالفکر: ابن عبدریة، أحمدبن محمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرین، القاهرة، 1382هـ؛ ابن الندیم؛ الفهرست؛ البستاني ب؛ البستاني ف؛ بلاشر، ریجیس ، تاریخ أبیات عرب، تجـ: آذرتاش آذرنوش. طهران، 1363ش، ص 89 و مابعدها، 94؛ الزبیدي، تاج العروس، مادة «بَجَدَ»؛ السیوطي، عبدالرحمن ابن أبي بکر، المزهر، تقـ: محمد أحمد جاد المولی بک وآخرین، القاهرة، عیسی الابي الحلبي؛ طاش کبري‌زاده؛ أحمدبن مصطفی، مفتاح السعادة، حیدرآباد الدکن، 1329هـ؛ علي، جواد، المفصّل في تاریخ العرب قبل الاسلام، بیروت، 1978م؛ المسعودي، علي بنالحسن، مروج الذهب، تجـ: دمینار ودکورتل، باریس، 1917م؛ لغت‌نامۀ دهخدا؛ یواقیت العلوم، تقـ: محمد تقي دانش‌پژوه، طهران، 1364ش، ص 180-181؛ أیضاً:


EI2; Février, J., Histoire dil’ écriture, Paris, 1959; Judaica.

آذرتاش آذرنوش
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: