الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبان بن تغلب /

فهرس الموضوعات

أبان بن تغلب


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/24 ۱۳:۳۳:۳۸ تاریخ تألیف المقالة

أَبانُ بنُ تَغلِب، أبوسعید بن رُباح البکري الجُریري الکِندي الرَبَعي الکوفي (تـ 141/758)، أدیب و قارئ وفقیه و مفسر و من مشاهیر محدّثي الإمامیة (النجاشي، 7-8). وردت کنیته في أغلب المصادر «أبوسعید» و في بعضها «أبوسعد» (الحافظ المزّي، 2/6؛ الصفدي، 5/300) أو ابن سعید (الحلّي، 12) کما کني في مصادر أخری أبا أمیمة (السیوطي، 1/404، نقلاً عن الداني؛ ابن الجزري، 1/4). ولقب بـ «الجُریري» لأنه کان مولی بني جُریر بن عبادة. کما لقّب بالبکري نسبة الی بکر بن وائل جد هذه الأسرة (النجاشي، ن. ص). لاتتوفر معلومات عن مسقط رأسه و تاریخ ولادته، ویحتمل أنه لقب بالکوفي لأنه أمضی أکثر حیاته في الکوفة وربّما ولد هناک أیضاً.
قضی أبان الشوط الأکبر من عمره عند التابعین و نهل من دروسهم، لهذا اعتبره ابن حبّان (مشاهیر، 163-164) من مشاهیر أتباع التابعین في الکوفة، وإن کان النجاشي قد أورد نقلاً عن أبي زرعة أن أباناً روی أیضاً عن الصحابي أنس بن مالک (تـ 93/712) (ص 7؛ قا «الخوئي، 1/144»). کما أدرک الأئمة علي بن الحسین و محمدالباقر و جعفرالصادق (ع)، و درس علی أیدیهم العلوم المتداولة آنذاک کالحدیث؛ وبلغ منزلة عظیمة في مدرسة الإمام الصادق (ع) (النجاشي، ن.ص). وعرف بکثرة روایته عن الإمام الصادق وقیل إنه روی عنه 30 ألف حدیث (الحلّي، 9-10). وتعلم القراءة علی عاصم بن أبي النجود وطلحة بن مُصرَّف و سلیمان الأعمش؛ و هو أحد الثلاثة الذین ختموا القرآن علی الأعمش (ابن الجزري، 1/4؛ السیوطي، 1/4040). وکان من وجوه القراء وله قراءة خاصة مشهورة (النجاشي، 7، 8). وذکر الشیخ الطوسي (الفهرست، 7) نقلاً عن محمد بن موسی بن أبي مریم صاحب اللؤلؤ قائلاً ما أحد أقرأ منه یقرأ القرآن. و کان أبان فضلاً عن علمه بالقرآن والحدیث یعدّ صاحب رأي في علوم الفقه والأدب واللغة والنحو (النجاشي، 7-8؛ یاقوت، 1/107-108). وذکر الطوسي أن الامام الصادق (ع) اختاره مرة لمناظرة رجل طلب المناظرة (اختیار معرفة الرجال، 4). وقد برزت في عصره نقاشات فکریة و عقائدیة کثیرة بشأن القضایا‌الدینیة إثر انفتاح المسلمین علی ثقافات الشعوب الأخری و علومها. و هبّت فرق مختلفة للدفاع عن آرائها الفقهیة والکلامیة اعتماداً علی أصولها الفکریة، وکان أبان من الذین انبروا للذبّ عن التشیع و نشره استلهاماً من تعالیم أهل البیت. لهذا حظي لدی أئمة الشیعة (ع) بمکانة مرموقة وأقبل علیه معاصروه لسماع حدیثه والإنتفاع بآرائه الفقهیة. وکان الإمام الصادق (ع) قد قال له: إجلس في مسجد المدینة وأفت الناس فاني أحب أن یری في شیعتي مثلک (النجاشي، 7-8). واعتبره علماء الرجال الشیعة ثقة (الطوسي، الفهرست، 5؛ العلامة الحلي، ن، ص) کما وثّقه محقّقو الرجال من السنة کأحمد بن حنبل، ویحیی بن معین و أبي حاتم، والنسائي (ابن أبي حاتم، 1(1)/297؛ الحافظ المزّي، 2/7؛ ابن سعد، 6/250؛ ابن حبّان، الثقات، 6/67؛ الذهبي، المغني، 6؛ الصفدي، 5/300)، أما السعدي الجوزجاني فاعتبره زائغاً، مذموم المذهب، مجاهراً (ابن الجوزي، 1/15). فانبری الذهبي وهو من مختصي علم الرجال عند السنة للدفاع عنه ورد بالتفصیل علی تلک الافتراءات (میزان الاعتدال، 1/5-6). وقال ابن عدي (1/380) وقول السعدي الجوزجاني مذموم المذهب مجاهر یرید به أنه کان یغلو في التشیع و لم یرد به ضعفاً في الروایة، و هو في الروایة صالح لابأس به. و یجب الانتباه إلی هذه النقطة وهي أن الشیعي الغالي کان یطلق في القرن 2/8 علی من تعرض للأشخاص الذین حاربوا علي بن أبي طالب (ع) وسبّهم (الذهبي، میزان الاعتدال، ن. ص)، لهذا یجب التمییز بین هؤلاء وبین أولئک الذین کانوا یغالون في أئمة الشیعة.
أما مشایخ أبان في الحدیث عدا الأئمة الثلاثة المذکورین وأنس بن مالک فهم: سلیمان الأعمش ومحمد بن المنکدر وسمّاک بن حرب وابراهیم النخعي وأبوبصیر و عاصم و أبوعمرو الشیباني، والمنهال بن عمرو الأسدي والحکم بن عُتیبة وأبواسحق عمرو بن عبدالله السبیعي وفُضیل بن عمرو الفُقَیمي والجهم بن عثمان المدني وعدي بن ثابت وطلحة بن مُصرّف و عطیة بنسعد العوفي و عکرمة مولی ابن عباس و عمر بن ذرّ الهمذاني (النجاشي، 7؛ الطوسي، اختیار معرفة الرجال، ن. ص؛ البخاري 1(1)/453؛ الحافظ المزّي 2/6؛ ابن الجزري 1/4).
وقد سمع أبان وروی عنه رواة القرن 2/8 المعروفون. وذکر المامقاني (1/4-5) أنهم یقربون من 50 رجلاً. ومن بینهم أبان بن عبدالله البَجَلي وأبان بن عثمان الأحمر وإدریس بن یزید الأودي وحسّان بن إبراهیم الکرماني وحماد بن زید وداود بن عیسی النخعي وأبوخیثمة زهیر بن معاویة الجُعفي و زیاد بن الحسن بن فرات القزّاز وسعید بن بشیر وسفیان بن عُیَینه وسلام بن أبي خُبزة وسیف بن عمیرة النخعي و شعبة بن الحجّاج و عبّاد بن العّوام، وعبدالله بن إدریس بن یزید الأودي وعبداللَّه بن المبارک و علي بن عابس و القاسم بن معن المسعودي و محمد بن أبان بن تغلب و أبومعاویة محمد بن خازم الضریر وأبوخِداش مَخلد بن خِداش والمفضل بن عبدالله الحَبَطي  موسی بن عقبة و هارون بن موسی النحوي وسعید بن أبي الجهم محمد بن موسی بن أبي مریم وأبوبُردة میمون مولی بني فزارة ومحمدبن أبي عمیر وابن مسکان (الحافظ المزّي، 2/6-7؛ النجاشي، 8؛ الطوسي، الفهرست، 6؛ م. ن، اختیار معرفة الرجال، 330).
ونسبت لأبان بعض الکتب التي لم یعثر علیها ولم ترد في الفهارس، منها: 1. معاني القرآن؛ 2. کتاب القراءات (ابن الندیم، 308)؛ 3. الغریب في القرآن؛ 4. الفضائل، (الطوسي، الفهرست، 6-7)؛ 5. کتاب صفین (النجاشي، 8).
وأورد النجاشي الکتاب الثالث تحت اسم تفسیر غریب القرآن، والغریب کان أول مصنف في نوعه و موضوعه و تمیز بأهمیة بالغة في اللغة والتفسیر. وقد استدل المؤلف في بیان و شرح ألفاظ القرآن الغریبة بشواهد من الشعر سمعها من العرب (الطوسي، الفهرست، 5-6؛ GAS, I/24؛ حول الشواهد العربیة، ظ: النجاشي، 7). واستند لغویو و مفسرو القرن 2/8 إلی هذا الکتاب وجاء عبدالرحمن بن محمد الأزدی الکوفي فألّف کتاباً مستفیداً منه ومن کتب أخری في هذا الموضوع ویشتمل علی ما اختلفوا فیه وما اتفقوا علیه (یاقوت، 1/108؛ وللإطلاع علی مصنفه غریب القرآن، أیضاً ظ: الأمین، 2/98؛ حیدر، 3/57).

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمن بن محمد، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدکن، 1371هـ/1952م؛ ابن الجزري، محمد بن محمد، غایة النهایة، تقـ: برجشتراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، کتاب الضعفاء والمتروکین، تقـ: أبوالفداء عبداللَّه القاضي، بیروت، 1406هـ/ 1959م؛ م. ن، الثقات، حیدرآباد الدکن، 1400هـ/1980م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبیر، تقـ: سترستین، لیدن، 1325هـ/1907م؛ ابن عدي، عبداللَّه، الکامل في ضعفاء الرجال، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البخاري، محمد بن إسماعیل، التاریخ الکبیر، حیدرآباد الدکن، 1362هـ/1943م؛ الحافظ المزّي، یوسف بن عبدالرحمن، تهذیب الکمال، تقـ: بشّار عوّاد معروف، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الحلّي، الحسن بن علي، رجال، طهران، 1342ش؛ حیدر، أسد، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، بیروت، 1971م؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحدیث، بیروت 1403هـ/1983م؛ الذهبي، محمد بن أحمد، المغني في الضعفاء، تقـ: نورالدین عتر، حلب، 1391هـ/1971م؛ م. ن، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ/ 1963م؛ السیوطي، عبدالرحمن بن أبي بکر، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الصفدي، خلیل بن أیبک، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1970م؛ الطوسي، محمد بن الحسن، اختیار معرفة الرجال، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ م. ن، الفهرست، تقـ: محمود رامیار، مشهد، 1351ش؛ العلامة الحلي، الحسن بن یوسف، خلاصة الأقوال، طهران، 1310 هـ؛ المامقاني، عبداللَّه بن محمدحسن، تنقیح المقال، النجف، 1350هـ/1931م؛ النجاشي، أحمدبن علي، رجال، بمبئي، 1317هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:
GAS.

علي‌أکبر ضیائي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: