الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / الأبانة عن غرض ارسطاطالیس في کتاب مابعد الطبیعة /

فهرس الموضوعات

الأبانة عن غرض ارسطاطالیس في کتاب مابعد الطبیعة


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/25 ۱۰:۳۲:۳۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلإِبانَةُ عَن غَرَضِ أَرِسطاطالیس في کِتابِ مابَعدَ الطَّبیعَة، أو مقالة في أغراض مابعد الطبیعة، رسالة لأبي نصر محمد بن محمد بن طَرخان الفارابي (260-339هـ/874-950م) في إیضاح غرض أرسطو من کتابة مجموعة المیتافیزیقا و بیان الفحوی الحقیقي لفصولها المختلفة.
عرف کتاب المیتافیزیقا لأرسطو بین المسلمین باسمین: الأول کتاب الحروف (ابن الندیم، 312)، والثاني مابعد الطبیعة الذي هو ترجمة حرفیة لاصطلاح المیتافیزیقا وسمّیت هذه المجموعة بکتاب الحروف لأن مقالاته الـ 14- التي جمعها آندرونیک رودسي عن أتباع أرسطو في القرن الأول ق.م – رتّبت حسب الحروف الیونانیة من (آلفا) إلی (نو).
وتعدّ رسالة الفارابي مدخلاً لمعرفة مواضیع کتاب ما بعد الطبیعة لأرسطو ومفتاحاً لإیضاح مبهماته، مثلما استطاع ابن سینا (370-428/980-1037) بمطالعة هذه الرسالة أن یجد حلولاً لغوامض کتاب أرسطو و فهم مواضیعه (البیهقي، 55).
و یقول الفارابي في بدایة رسالته: «کثیر من الناس یسبق إلی وهمهم أن فحوی ذلک الکتاب و مضمونه هو القول في الباري سبحانه و تعالی والعقل والنفس وسائر مایناسبها وأنّ علم ما بعد الطبیعة و علم التوحید (الإِلهیات بالمعنی الأخص) واحد بعینه بالعدد، فلذلک نجد أکثر الناظرین فیه یتحیّر ویضل إذ یجد أکثر الکلام فیه خالیاً عن هذا الغرض بل لایجد فیه کلاماً خاصاً بهذا الغرض إلا الذي في المقالة الحادیة عشرة منه التي علیها علامة اللام (المقالة الممیزة بحرف لاندا)، ثم لانجد للقدماء کلاماً في شرح هذا الکتاب علی وجهه کما هو لسائر الکتب، بل إن وجد فلمقالة «اللام» للاسکندر (الأفرودیسي و هو أحد مفسّري آثار أرسطو في أواخر القرن 2 و أوائل القرن 3 م) غیر تام. ولتامسطیوس (تـ395م، وهو مفسّر مشهور لکتب أرسطو) تامّاً وأما المقالات الأخر فاما ان لم تشرح وإما أن لم تبق إلی زماننا… ونحن نرید أن نشیر إلی الغرض الذي فیه و إلی الذي یشتمل علیه کل مقالة منه (الفارابي، 3-4). ویقول الفارابي في شرح الموضوع الرئیس من الکتاب: إن العلوم منها جزئدیة و منها کلیّة والعلوم الجزئیة هي التي موضوعاتها بعض الموجودات أو موهومات فرض وجودها ویختص نظرها بأغراضها الخاصة بها مثل علم الطبیعة فانه ینظر في بعض الموجودات و هو الجسم من جهة مایتغیّر و یتحرّک و من جهة ماله مبادئ ذلک ولواحقه … و کذلک علم الحسا في العدد و علم الطب في الأبدان الإنسانیة من جهة مایصحّ ویسقم… وأما العلم الکلّي فهو ینظر في الشيء العام بجمیع الموجودات مثل الوجود والحدة وفي أنواعه ولواحقه وفي الأشیاء التي لایعرض بالتخصیص لشيء شيء من موضوعات العلوم الجزئیة مثل التقدّم والتأخّر والقوّة والفعل والتام والناقص (النقص والکمال) وما یجري مجری هذه و في المبدأ المشترک لجمیع الموجودات وهو الشيء الذي ینبغي أن یسمیه باسم اللّه جل جلاله و تقدّست أسماؤه.
وینبغي أن یکون العلم الکلّي علماً واحداً فانه إن کان علمان کلیّان، فلکل واحد منهما موضوع خاص، والعلم الذي له موضوع خاص ولیس یشتمل موضوع علم آخر هو علم جزئي فکلاالعلمین جزئیان، هذا خُلقٌ، فاذن العلم الکلي واحد.
وینبغي أن یکون العلم الالهي داخلاً في هذا العلم لأن الله مبدأ للمجود المطلق لالموجود دون موجود، فالقسم الذي یشمل منه علی إعطاء مبدأ الوجود ینبغي أن یکون هو «العلم الالهي». ولأن هذه المعاني لیست خاصة بالطبیعیات بل هي أعلی من الطبیعیات عموماً. فهذا العلم أعلی من علم الطبیعة وبعد علم الطبیعة؛ فلهذا وجب أن یسمّی علم مابعد الطبیعة… وأما موضوعات هذا العلم فمنها مالیس له وجود البتة في الطبیعیات لاوهمي ولاحقیقی، ولیس إنما جرّدها الوهم عن الطبیعیات فقط، بل وجودها وطبیعتها أنها مجرّدة، ومنها مایوجد في الطبیعیات وإن کان یتوهمّ مجرّداً عنها ولکن لیس یوجد فیها بذاتها بحیث لایتعرّی عنها وجودها وتکون أموراً قوامها بالطبیعیات … و الموضوع الأول لهذا العلم هو الموجود المطلق (أي الموجود بما هو) وما یساویه في العموم (أي الواحد والوحدة)؛ ولکنه لمّا کان علم المتقابلات واحداً، ففي هذا العلم أیضاً النظر في العدم و الکثرة؛ ثم بعدهذه الموضوعات و تحقیقها ینظر في الأشیاء التي یقوم منها مقام الأنواع، کالمقولات العشر للموجود وأنواع الواحد کالواحد بالشخص والواحد بالنوع والواحد بالجنس… ثم في لواحق الوجود کالقوّة و الفعل و التمام و النقصان والعلّة والمعلول ولواحق الوحدة کالهویة والتشابه والتساوي والموافقة والموازاة والمناسبة ولواحق العدم والکثیر، ثم في مبادئ کل واحد من هذه فینشعب ذلک وینقسم إلی أن یبلغ موضوعات العلوم الجزئیة، فحینئذ ینتهي هذا العلم ویتبیّن فیه مبادئ جمیع العلوم الجزئیة وحدود موضوعاتها (الفارابي، 4-6). وبعد هذه المقدمة یورد الفارابي شرحاً مجملاً لکل مقالة من مقالات کتاب الحروف.
وکما ذکر فان مجموعة المیتا فیزیقا لأرسطو تتکوّن من 14 کتاباً أو مقالة، إلّا أن الفارابي تحدّث فقط عن 12 مقالة. کما اعتبر في رسالته مقالة «اللام» أو «لاندا» - التي تتضمن آراء أرسطو الاساسیة في الإلهیات بمعناها الأخص – المقالة الحادیة عشرة، بینما هي في الحقیقة الثانیة عشرة و مقالة «کاپا» هي الحادیة عشرة. ویبدو أن الفارابي جمع بین مقالتي «ألف الصغری» و «ألف الکبری» و أوردهما بعنوان المقالة الأولی، ولهذا فان مقالة «بتا» التي هي في الأصل المقالة الثالثة و تتناول «المسائل المعقدة وأنواعها» جاءت في رسالة الفارابي المقالة الثانیة وقد عبّر عنها بأنها «تشتمل علی تعدید مسائل عویصة في هذه المعاني». ومن هنا اختلف ترتیب المقالات وبالنتیجة فان مقالة «لاندا» التي هي المقالة الثانیة عشرة أصبحت المقالة الحادیة عشرة، کما لم تحظ مقالة «نو» المقالة 14) أیضاً باهتمام الفارابي لعدم ترجمتها و حصوله علیها. و یؤیّد عدم ترجمة هذه المقالة قول ابن الندیم: «وقد یوجد حرف «نو» بالیونانیة بتفسیر الاسکندر» (ص 312).
طبعت هذه الرسالة حتی الآن عدة مرات بأسماء مختلفة: المرّة الأولی باسم «مقالة في أغراض الحکیمی في کل مقالة من الکتاب الموسوم بالحروف» ضمن مجموعة من آثار الفارابي باسم الثمرة المرضیة في بعض الرسالات الفارابیة، تحقیق فریدریش دیتریتسي في لیدن عام 1890م؛ المرة الثانیة باسم «الإبانة عن غرض أرسطو طالیس في کتاب مابعد الطبیعة» ضمن مجموعة من آثار الفارابي، في القاهرة عام 1325هـ؛ والمرة الثالثة باسم «مقالة في أغراض مابعد الطبیعة» ضمن مجموعة من آثار الحکیم باسم الرسائل في حیدرآباد عام 1349هـ.

المصادر

ابن الندیم، الفهرست، تقـ: رضا تجدّد، طهران، 1971م؛ أرسطو، متافیزیک، تجـ: شرف‌الدین خراساني، طهران، 1366ش؛ البیهقي، ظهیرالدین، تتّمة صوان الحکمة، تقـ: محمدکردعلي، دمشق، 1946م؛ الفارابي، أبونصر، «مقالة في أغراض ما بعد الطبیعة»، الرسائل، حیدرآباد الدکن، 1349هـ.

صمد موحّد
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: