الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إبادان /

فهرس الموضوعات

إبادان


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/22 ۱۵:۰۳:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

إبادان، مرکز الإقلیم الغربي في جمهوریة نیجیریا الاتحادیة، تقع علی بعد 160 کیلومتراً إلی الشمال الشرقي من لاغوس العاصمة، ویبلغ عدد سکانها 1,060,000 نسمة (إحصاء 1983م) («بریتانیکا، الکتاب السنوي»، 719)، وتقع علی خط العرض الشمالط 17´ و 7° و خط الطول الشرقي 30´ و 3° وترتفع حوالي 200 متر عن سطح البحر (بریتانیکا، مادة نیجیریا).
ورد اسمها بصورة إبادان (دایرة المعارف فارسي [دائرة المعارف الفارسیةدانشنامه؛ کورنون، 77) و ابدان (أحمد، 1319) و إیبادان (پوتخین، 187؛ جهان معاصر، 358؛ تبریزي، 132) و ایبادن (دیڤیدسن، 409)، وایبدان (تقویم البلدان الإسلامیة، 245) و آیبادانا (دخّانیاتي، 158)، والمرجّح أن لفظة «إبادان» هي الصحیحة.
وإبادان هي مرکز قبیلة الیوروبا الکبیرة وتدعی عندهم إباأُدان أي «قرب ساڤانا» (و ساڤانا کلمة إسبانیة تعنی المنطقة التي یکسوها العشب و تتناثر فیها الأشجار الصغیرة والکبیرة) وهذا مایعکس طریعتها الجغرافیة.
وتقع إبادان بین الغابات الاستوائیة والسهول العشبیة في المنطقة الساحلیة الواطئة وتمتاز بموقع جیّد یکسبها أهمیة خاصة من الناحیة الاقتصادیة والمواصلات. وهي ذات مناخ استوائي حار رطب، ویزید معدل الحرارة فیها نهاراً عن 30°، و تفاوت درجات الحرارظ بین اللیل والنهار یسیر لایتجاوز معدله 11°. وفصل الجفاف هو أکثر فصول السنة حرارة في إبادان و یقع بین شباط و نیسان، ففي هذا الفصل ترتفع درجة الحرارة الصوی في بعض الأیام إلی أکثر من 35°. و یبلغ معدل هطول الأمطار حوالي 115 سم سنویاً، یتساقط 90% منه في موسم الأمطار الممتدبین نیسان و أیلول. أما الرطوبة فهي متغیّرة و مرتفعة نسبیاً، إذا تبلغ نسبتها 65% في موسم الجفاف و 90% في موسم الأمطار.
وکانت الغابات الاستوائیة المنخفضة تشکّل الغطاء النباتي الطبیعي في إبدادان، وأما الیوم فیقتصر وجودها علی ضفاف الأنهار أو الهضاب والمرتفعات، فیما تکسو المدینة من الداخل الشجیرات والأعشاب الطبیعیة (بریتانیکا، مادة إبادان).

تاریخها

تتمیز القبائل التي تقطن سواحل غینیا بلغاتها المختلفة، إذ کثیراً ما أشیر في تاریخ و جغرافیة هذا الاقلیم إلی المجموعات اللغویة. ومن أهمها الهوزا (الهوسا) (6 ملایین نسمة تقریباً الفولاني (حوالي 5 ملایین نسمة)، وإیبو (7 ملایین نسمة). أما أکبر قبائل الاقلیم الغربي الیوروبا (10 ملایین نسمة) فقد امتهن أبناؤها الزراعة منذ القدم، واستوطنوا علی الإغلب مدناً صغیرة ضمّت کل منها حوالي 5,000 نسمة، وبذلک شکّلوا أحد المجتمعات الحضریة الکبیرة في إفریفیا (بریتانیکا، مادة نیجیریا).
وقبل انصرام القرن 15م کانت القبائل التي تستوطن سواحل غینیا تقیم علاقات اقتصادیة مع الدول الشمالیة التي تعتمد علی تجارة الذهب والرقیق والمحاصیل الأستوائیة، ومنذ ذلک التاریخ حلّ البحّارة الأوروبیون الذین تستهویهم نفس التجارة محل تجار الدول الشمالیة. وفي بدایة هذه العلاقات قلّما کان الأوروبیون یدخلون المناطق الداخلیة. وکانت الأعمال التجاریة تجري علی أیدي الحکام والرؤساء المحلیین علی أحسن وجه.
ومع ازدیاد المنتجات الصناعیة والاستهلاکیة الأوروبیة، بدأت المنافسات الاقتصادیة بین الحکام والرؤساء المحلیین و اشتدت الصراعات بینهم، وهذا مادفعهم إلی شراء المزید من البارودوالأسلحة الناریة من الأوروبیین.
 کان الهدف من الاشتباکات و الصدامات المحلیة المسلّحة قیام أبناء القبائل المنتصرة بأسر أبناء القبائل المنهزمة و بیعهم رقیقاً، ممّا أدی إلی استمرار الصراعات طلباً للثأر، ونتیجة لذلک ظهرت تنظیمات سیاسیة وعسکریة بین أبناء المجموعات اللغویة التي لم یکن همّها في البدایة سوی أسر المزید من الرقیق، ولکنها واصلت بعد إلغاء تجارة الرقیق هذه الصدامات للاستیلاء علی طرق التجارة وتبادل المحاصیل الاستوائیة ولاسیّما زیت النخیل الذي ازدهرت تجارته في تلک الفترة (بریتانیکا، مادة سواحل غینیا). ومن أهم ما تخلّل هذه الصراعات هجوم فرسان الفولان علی المناطق الجنوبیة موطن قبائل الیوروبا في مطلع القرن 19م، ممّا أدی إلی هدم مدن کثیرة، هاجر سکانها إلی أقصی الجنوب واستوطنوا المدن الکائنة بین الغابات و المراعي. و کانت إبادان خلال هذه الأحداث من بین المدن التي لجأ إلیها مهاجرون کثیرون (مابوغونج، 57) و أوردت بعض الروایات أن جیوش الحکومات السابقة في اویو و إیجیبو و ایف کانت أول من اتخذ من هذه المدینة معسکراً لها عام 1829م و سکناً لها (بریتانیکا، مادة إبادان). ثم توافد علیها اللاجئون الفارون من هجمات الفولانیین تدریجیاً للإقامة فیها. کما لجأ إلیها مهاجرون آخرون من شتّی النواحي التابعة للیوروبیین، ولم یمض وقت طویل حتی تعاظمت قوة الجنود في ظل طبیعة المنطقة، ممّا مهّد إلی تشکیل دولة في 1837م. و تسارع النمو السکاني في إبادان خلال أحداث الأعوام الثلاثین الأولی من إنشائها (مابوغونج، 57). وفي 1851م دخلتها البعثات التبشیریة المسیحیة واستقرت في جنوب شرقي المدینة (م. ن، 74؛ دانشنامه؛ بریتانیکان، ن. ص). ثم امتد النفوذ البریطاني الذي تعاظم في اقتصاد لاغوس إلی إبادان، وأقام المهاجرون الانجلیز في مستوطنات محظورة (ظ: معالم المدینة في هذا المقال)، وقد تضاعفت هجرة الأوروبیین إلی إبادان منذ عام 1901م و لاسیّما بعد إنشاء خط حدیدي بین لاغوس و إبادان (مابوغونج، 57). و منذ ذلک الحین تدفّقت علی إبادان مجموعات من الانجلیز باعتبارهم الموظفین الإداریین أو مدراء المصانع و الشرکات التجاریة، واستقرت هذه المجموعات التي کانت في تزاید مستمر في المستوطنات الأوروبیة، حتی تجاوز عددهم في 1952م الـ 2,000 شخص. ولم تکن إبادان بصفتها عاصمة نیجیریا الغربیة مرکزاً للمؤسسات الحکومیة المحلّیة فحسب، بل ضمّت أیضاً فروعاً من وزارات الجمهوریة الاتحادیة کالجیش والشرطة والمصرف المرکزي. ویضم مجلس مدینة إبادان 66 عضواً بینهم 4 نساء (بریتانیکا، ن. ص). کما طرأت تطوّرات کبیرة علی معالم مدینة إبادان. إثر اتساع رقعتها بعد الحرب. ففي 1948 م أسّست جامعة إبادان، أعقبها إنشاء مصانع کثیرة لعبت دوراً مهمّاً في استقطاب المواطنین من شتّی أنحاء نیجیریا، ویختلف هؤلاء الوافدون إلی إبادان في ثقافاتهم وعاداتهم و تقالیدهم و لغاتهم و مؤهلاتهم، و هذا ماجعلهم یعیشون فیها بشکل مجموعات مستقلة.
وبعد التطورات السیاسیة التي أعقبت الحرب (ظ: نیجریا)، أصبحت إبادان في 1952م عاصمة الاقلیم الغربي لاتحاد نیجیریا، وأخذت تزدهر منذ ذلک الحین اقتصادیاً واجتماعیاً ممّا جعلها الیوم أکبر مرکز لاستیطان أقوام الیوروبا وأکبر مدینة في نیجیریا و أکثرها سکّاناً، و اکبر مدینة التي یقطنها الزنوج في القارة الإفریقیة (مابوغونج، 59؛ امریکانا، مادة إبادان).

معالم المدینة

من العوامل الرئیسة التي ساهمت في ازدهار معالم إبادان، موقعها الجغرافي، حیث تشکّل سلسلة من المرتفعات التي تمتد من الشمال الغربي إلی الجنوب الشرقی بارتفاع عدة مئات من الأمتار مرکز المدینة الحالي، وتقع بمحاذاتها من الجانبین سلسلة من الهضاب متدرّجة و قلیلة الارتفاع. أما السهول الرسوبیة التي تتخلّل التلال والهضاب فهي عرضة علی الدوام للسیول رغم أنها صالحة لزراعة المحاصیل الاستوائیة.
وفي أعقاب استقرار طلائع العسکر في إبادان بوشر ببناء البیوت والمنازل فوق المرتفعات والتلال علی الطراز الإفریقي التقلیدي (ساحة مربعة الشکل خالیة الوسط أقیم بیت علی کل من أطرافها الأربعة). ثم شکّلت فیما بعد أحیاء أضیفت کلمة أوک (تل في اللغة المحلیة) إلی أسمائها مثل، أوک أوفا و أوک آریمو و أوک فوکو و أوک بولا وماشابه ذلک (مابو غونج، 59)، ولکل من هذه الأحیاء ضواح تقع علی سفوح التلال تتوسّطها أراض رسوبیة أقیمت فیها مزارع أو أسواق یومیة.
وقد سبّب الازدحام السکّاني الذي لاضابط لتوزیعه فوق مرتفعات إبادان مشاکل اجتماعیة وثقافیة جمّة. ومع ارتفاع العدد السکاني في أطراف الضواحي تکوّنت مستوطنات جدیدة شرقیة وغربیة، معظم مبانیها المتباعدة بعض الشيء یتألف من طابق واحد و یضمّ غرفاً عدیدة، واستخدمت في تشیید هذه المباني مواد إنشائیة جدیدة کالآجر والاسمنت.
ویشکّل أصحاب المهن کالأطباء والمحامین والموظفین الإداریین وخاصة المعلمین غالبیة سکّان هذه المستوطنات (م.ن، 72، 68، 62).
وفي هذه المرحلة من ازدهار إبادان، صادق مجلس المدینة في 1948م علی مشروع قانون یقضي بمنع بیع و شراء الأراضي ولکنهم أجازوا الاستیجار لمدة 99 عاماً. وساهم ذلک في تکوین مستوطنات وأحیاء جدیدة وشقّ طرق ومعابر واسعة وتشیید مبان حدیثة و متباعدة وفق تخطیط مدروس کونّت بمجموعها مناطق قلیلة السکان تختلف تماماً عن الأحیاء المرکزیة الفقیرة کثیفة السکان في المدینة. ومعظم سکان هذه المناطق الحدیثة من المهاجرین الأوروبیین والآسیویین والأمیرکیین والمواطنین المثقّفین والأثریاء (م.ن، 64، 62). وقد أضفت المستوطانات الأوروبیة طابعاً جمیلاً علی معالم مدینة إبادان. و رغم أن أولی البعثات التبشیریة المسیحیة استوطنت في 1851م جنوبي شرقي المدینة، إلا أن أول مستوطنة إنجلیزیة أنشئت فوق تل أجودي في شمالي المدینة وخارج أسوارها.
وبعد مدّ الخط الحدیدي وتوافد الأوروبیین إلی هذه المنطقة، استوطن القادمون الجدد وغالبیتهم من موظفي السکک الحدیدیة أطراف مستشفی جریکو في مستوطنة جریکو. ومع اتساع منطقة النقوذ الاقتصادي الانجلیزي أخذت المجموعات الانجلیزیة تتوجّه تباعاً نحو إبادان، ممّا دفع إلی إنشاء مستوطنتین أخریین سمّیتا لینکس و نیو.
وکان الأوروبیون وحدهم یقطنون هذه المحمیات حتی عام 1952م، وبعد التطورات السیاسیة والاجتماعیة التي أعقبت تلک السنین (ظ: نیجریا) أخذ المواطنون المثقفون والأثریاء یتوجّهون إلی هذه المستوطنات لمشارکة الأوروبیین للإقامه فیها (م.ن، 75). وفي 1959م نفّذت الحکومة المحلیة مشروعاً کبیرا في شمال المدینة لبناء وحدات سکنیة سمّي بمشروع بودیجا وفي إطار هذا المشروع شیّدت أحیاء سکنینة کبیرة وجدیدة ضمّت کل الإمکانیات الرفاهیة والاجتماعیة والثقافیة والدینیة کالمدارس والمستوصفات والمساجد والکنائس وغیرها (م. ن، 72).

السکان

ازدادت الکثافة السکانیة في إبادان بسرعة في السنوات الثلاثین الأولی من إنشائها، حیث بلغت في 1856م 60,000 نسمة، وقدّرت في 1890م بنحو 200,000 نسمة، وبلغت حسب إحصاء 1911 م الرسمي 175,000 نسمة، کما أثبتت إحصائیات جرت خلال السنوات العشر التي أعقبت إحصاء 1911م أن الکثافة السکّانیة في تزاید مستمر (م. ن، 57).
جدول النمو السکاني في إبادان
السنة    عددالسکان    المصدر
1856م    60,000    (مابوغونج، 57)
1911م    175,000    (مابوغونج، 57)
1921م    238,094    (مابوغونج، 57)
1931م    387,359    (مابوغونج، 57)
1952م    459,196    (جمبرز، VII/348)
1963م    600,000    (بریتانیکا)
1964م    750,000    (أحمد، 1319)
1975م    847,000    (آلماناک، 368)
1983م    1,060,000    (بریتانیکا، الکتاب السنوي)

ویبدو أن الزیادة السریعة في کثافة إبادان السکانیة في العقود الأولی من القرن 20 م یرجع إلی عاملین: 1. ارتباطها مع لاغوس بخط حدیدي یمتد إلی داخل نیجیریا، ممّا جعلها مرکزاً لخزن و توزیع المحاصیل الزراعیة والتبادل التجاري. ولم تمض فترة حتی شقّت طرق فرعیة تربط المدینة بالمناطق المجاورة، وهذا مازاد من أهمیة إبادان ومرکزها التجاري؛ 2. زراعة وإنتاج الکاکاو في منطقة إبادان وضواحیها، کان لهذا الإنتاج أهمیة من الناحیة الاقتصادیة مما دفع بأعداد کبیرة من المزارعین إلی الهجرة إلی هذه المدینة التي عرفت فیما بعد بالمدینة القویة (مابوغونج، ن. ص) . و کانت الکثافة السکانیة في قری و مدن إبادان تفتقر إلی التناسب في التوزیع. ففي القسم المرکزي والقدیم من المدینة والذي یضم سوق إیبا المعروف وما بوهال (مرکز الدوار الحکومیة) والمسجد الجامع و گباجي (سوق جدیدة) في منطقة تحتل نحو 60% من مساحة المدینة یقیم فیها 70% من السکان.
وتصل کثافة السکان في هذه البقعة من المدینة إلی 4,000 نسمة في المیل المربع، في حین تنخفض هذه النسبة في الضواحي الجدیدة من المدینة إلی 2,000 نسمة وفي المناطق التي یقطنها الأشراف إلی 1،000 نسمة في المیل المربع (بریتانیکا، ن. ص).
ویتألف سکّان إبادان من المجموعات والقبائل التي هاجرت إلیها منذ نشوئها. وکان أکثر الذین هاجروا إلیها حتی عام 1918م من قبائل الیوروبا، ثم هاجرت إلیها مجموعات من القبائل الأخری. وفي 1952م بلغ عدد سکان إبادان من غیر قبائل الیوروبا حوالي 25,000 نسمة آي مایعادل 5% من مجموع سکانها، کانوا من قبائل إیبو والهوسا وادو و نوبة وأورهوبو إیبي بیو التي لم یختلط أبناؤها بأبناء الیوروبا الأصلیین واستقر أکثرهم في أحیاء خاصة في شمالي غربي المدینة وفي نطاق سورها الثاني (مابوغونج، 68). وبعد 10 سنوات أي في 1962 م بلغت نسبة السکان غیر الأصلیین من المهاجرین الآسیویین والأوروبیین والأمیرکیین 10% من مجموع سکّان إبادان، وهذه النسبة في تزاید مستمر. و یشکّل المسلمون حوالي 60% والمسیحیون 38% وأتباع سائر الأدیان الأخری 2% من مجموع السکان (بریتانیکا، ن. ص).
دخل‌‌الدین الإسلامي إبادان في بدایة الأمر من الشمال بواسطة التجار والمعلمین المتجوّلین. وکان قادة الجیش یعیّنون أئمة المسلمین طول القرن 19م أملاً منهم في أن تؤدّي عبادات المسلمین وأدعیتهم إلی تحقیق النصر لهم في الحروب.
وقد تزامن اعتناق جمه من سکان إبادان الإسلام مع دخول الانجلیز لها، حیث انتشر الإسلام آنذاک علی حساب المسیحیة بسرعة رغم تنظیماتهم وما تتمتّع الکنائس و البعثات التبشیریة م منزلة. و یَتَبنّی مسلمو إبادان باستثناء نفر قلیل من أتباع الفرقة الأحمدة المذهب المالکي، وهناک أیضاً نفر قلیل من المسلمین من أتباع الطریقة القادریة، کما انتسب عدد أکبر إلی الفرقة التیجانیة.
ویوجد في مدینة إبادان العدید من المؤسسات الإسلامیة بتنظیمات رسمیة تعمل غالبیتها علی نشر التعالیم الإسلامیة أو تأسیس و إدارة المساجد. کما یوجد إضافة إلی ذلک منظمات إسلامیة تبلیغیة في المدینة. ویتولّی مسؤولیة إدارة المسجد الجامع في إبادان و الإشراف علی شؤونه هیئة من العلماء یرشَحها الإمام الأعظم للمسجد و اثنان من مساعدیه، علماً بأن الإمام الأعظم یعیّن رسمیاض م قبل السلطة ‌الدینیة (المسؤول‌الدیني الرسمي). وفي الفترة مابین 1942 و 1952 م برزت صدامات عدیدة بین أنصار الإمام الأعظم و مسلمي الهوسا المهاجرین، وذلک إثر قرار اتّخذه المهاجرون من مسلمي الهوسا بالانفصال عن المسجد الرئیس الذي یتردّد علیه الیوروبیون و إقامة صلاة الجمعة في مسجد خاص في حیّهم المعروف بسابو، و رغم معارضة السلطة ‌الدینیة والقوات الانجلیزیة فقد کان مهاجر و الهوسا یقیمون صلاة الجمعة في مسجدهم الخاص، ویتبعهم في ذلک مجموعات أخری من المسلمین.
والمناسبة الوحیدة التي یجتمع فیها مسلمو المدینة حالیاً للصلاة بأعداد کبیرة هي صلاة العیدین و ذلک في مراسیم رائعة مختصرة خارج المیدنة.
إن إقامة المسلمین لصلاة الجمعة في إبادان بصورة مستقلة، والذي لانظیر له في المدن الإسلامیة بشمالي نیجیریا تعکس حقیقة أن الإسلام في إبادان لیس له صلة رسمیة بالسلطة السیاسیة في المدینة (EI1).
.

الوضع الاقتصادي والاجتماعي

تعتبر إبادان أکبر مرکز اقتصادي و تجاري في الاقلیم الغربي من نیجیریا. والمهن الرئیسة التي یمارسها سکان المدینة هي الزراعة والتجارة والصناعات الیدویة والآلیة والعمل في المؤسسات العامة. ویشکّل المزارعون غالبیّة سکّان المدینة، فهم إلی جانب الزراعة یخصّصون بعض الوقت لمزاولة نشاطات إقتصادیة أخری. ورغم أن نسبة العاملین في المجال الزراعي آخذة بالانخفاض التدریجي، إلا أنها لازالت مرتفعة في مرکز المدینة (بریتانیکا، ن. ص). وأهم المحاصیل الزراعیة التي تنتجها ضواحي إبادان الکاکاو و القطن وز زیت النخیل (الموسوعة العربیة المیسّرة).
أما النشاط التجاري فیها فکبیر جداً. إذ یمکن لأي زائر أن یتصوّر کل زقاق و شارع و ساحة عامة في المدینة مرکزاً تجاریاً، حتی أن معظم بیوت المدینة لها غرف تطلّ علی الشوارع و المعابر یستفاد منها کمحال تجاریة. وفي داخل المدینة یوجد سوقان یفتح کل منهما 8 أیام بالتناوب، هما ایبوکو، وأُج، کما یوجد أکثر من ثلاثین سوقاً یومیة. وأکبر سوق یومي في إبادان، و یمثّل القلب التجاري للمدینة، یمتد من محطة السکک الحدیدیة في الغرب إلی مرکز المدینة و یشمل مصارف ومحالاً تجاریة و مراکز و شرکات تجاریة کبیرة. وتعتم هذه الأسواق علی بیع و شراء المنتوجات الزراعیة و الصناعات الیدویة المحلیة مثل الغزل والنسیج والصباغة والأواني الفخاریة والخزفیة و غیرها. أما المنتوجات الصناعیة غیر الیدویة في إبادان، فتشتمل علی الصناعات الجلدیة و الخشبیة والعاجیة والبلاستیکیة، وکذلک مختلف أنواع المعلّبات و السجائر والمشروبات الغازیة. وهناک إلی جانب هذه المصانع الصغیرة أخری کبیرة لإنتاج الطحین والآجر (الطابوق) وغیرهما من الصناعات الحدیثة. و یرتفع عدد العمّال في بعض هذه المصانع إلی أکثر من 100 عامل (بریتانیکا، ن. ص).
تقع إبادان علی خط حدیدي یربط لاغوس بکانو، وهناک طرق مواصلات متعدّدة تنتهي بالمدینة من مختلف الجهات ممّا یجعل إبادان مرکزاً مهمّاً للمواصلات بین الساحل و المناطق الشمالیة. أمّا مطار إبادان فیعتبر من المراکز الرئیسة للاتصالات الجویة في نیجیریا.
و رغم أن الأمیّین یشکّلون حوالي 77% من سکان إبادان، إلا أنها تضمّ 200 مدرسة و 70 متوسطة و ثانویة و 8 مؤسسات لتربیة و إعداد المعلمین و جامعة و مؤسسة فنیة واحدة. أما مراکزها الثقافیة الأخری فتشمل مؤسسة البحوث والدراسات الزراعیة الرسمیة في نیجیریا وإقلیمها الغربي، ومؤسسة دراسة الغابات الحکومیة ومؤسسة الأبحاث الاجتماعیة و الاقتصادیة النیجیریة و المؤسسة الدولیة للأبحاث الزراعیة للمنطقة الاستوائیة.
أهم المکتبات في إبادان: مکتبة الاقلیم الغربي  مکتبة المجلس الثقافي البریطاني و مکتبة مرکز الإعلام الأمیرکي و مکتبة جامعة إبادان و هي أکبر مکتبة في نیجیریا من حیث محتواها و تعتبر فرعاً من الأرشیف الوطني النیجیري.
وتصدر في إبادان عدة صحف باللغتین الانجلیزیة و الیوروبائیة. وفي المدینة محطّتان للبثّ الإذاعي و محطة تلفزیونیة، کما یوجد فیها منتزه عام و ملعب ریاضي.

المصادر

أحمد، عطیة الله، القاموس السیاسي، القاهرة، 1968م؛ پوتخین، ایوان ایزوسیمویج، مسائل إفریقای امروز، تجـ: ع. وحید، طهران، 1356ش؛ تبریزي، مهتاب و شروین طهماسبي، آشنایی با کشورهاي إفریقاي غربي و مرکزي، طهران، 1356ش؛ تقویم البلدان الإسلامیة، الأمانة العامة لمؤتمر الدول الإسلامیة، کراتشي، 1964م؛ جهان معاصر، تجـ: غلام حسین متین، طهران، 1361ش؛ دانشنامه؛ دایرة المعارف فارسي؛ دخّانیاتي، ع، تاریخ إفریقا، طهران، 1358ش؛ دیڤیدسن، بازیل، إ÷، تجـ: هرمز ریاحي و فرشته مولوي، طهران، 1359؛ کورنون، ماریان، تاریخ معاصر إفریقا، تجـ: إبراهیم صدقیاني، طهران، 1365ش؛ الموسوعة العربیة المیسّرة، تقـ: محمد شفیق غربال، بیروت، 1981م؛ و أیضاً:


Almanach, 1985; Americana; Britannica; Britannica Book of the Year 1987, Chicago; Chambers; Mabogunje, Akin, “The Growth of Residential Districts in Ibadan”, Geographical Review, New York, January 1962.
محمدحسن گنجي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: