الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أباظة /

فهرس الموضوعات

أباظة


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/24 ۰۸:۵۹:۴۲ تاریخ تألیف المقالة

أباظَة، عزیز بن محمد بن عثمان (25 ربیع الأول 1316-1393 هـ/ 13 آب 1898-1973م)، مسرحي و شاعر و أدیب و قانوني مصري.
ولد في قریة «الربعمایة» مرکز «منیا القمح» بمحافظة الشرقیة (علام، 192؛ الحوفي، 205؛ الزرکلي، 4/232). و تلقّی تعلیمه الابتدائي بالمدرسة الناصریة، وبعد إنهاء الثانویة بمدرستي التوفیقیة و السعیدیة عام 1918 م، التحق بالجامعة (علام، الحوفي، ن. ص).
وفي 1341هـ/ 1923م أنهی دراسته في فرع القانون و مارس مهنة المحاماة ثم أصبح عضواً بالنیابة العامة ثم عضواً في مجلس النواب. وفي 1933 م عمل بوزارة الداخلیة ثم أصبح وکیلاً لمدیریة البحیرة فالجیزة (علام، الزرکلي، الحوفي، ن. ص). وفي عام 1941 م عیّن محافظاً وحاکماً عسکریاً لمنطقة قناة السویس (الحوفي، 206؛ علام، ن. ص). و بعد سنوات أصبح مدیراً للبحیرة ثم اسیوط (الحوفي، علام، ن ص)، وبعد أن اختیر عضواً بمجلس الشیوخ ترک أسیوط و المشاغل الحکومیة وعمل في المیدان الاقتصادي (أباظة، عفاف، 42؛ علام، الحوفي، ن. ص)، إلا أنه لم ینصرف أبداً عن النشاط الأدبي ولم ینقطع عن الکتابة رغم الوظائف الحکومیة المتعدّدة. وبعدما اشتهر في مجال الأدب اختیر عضواً بمجمع اللغة العربیة، وکان عضواً بالمجلس الأعلی لرعایة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعیة، وعضواً مراسلاً بالمجمع العلمي العراقي (علام، 193؛ الحوفي، الزرکلي، ن. ص) . کما کان مشترکا في 3 لجان: لجنة القانون والاقتصاد، ولجنة ألفاظ الحضارة الحدیثة، ولجنة الأب (علام، الحوفي، ن. ص).
نال عزیز أباظة في 1963 م جائزة‌الدولة التقدیریة، وجاء في تقریر المجلس الأعلی أن تلک الجائزة قد منحت له بما وفّق إلیه من الخَلق الفني في الشعر الغنائي والمسرحي، خاصة مسرحة قیس ولبنی (أباظة، عفاف، 62؛ علام، 192؛ الحوفي، ن. ص: 1965م). وفي کلمة ألقاها بهذه المناسبة دافع عن لغة القرآن، اللغة التي یجتمع حولها العرب وکانت قد تعرّضت لهجمات بعض الکُتّاب المعاصرین (أباظة، عفاف، ن. ص). مرض في أواخر عمره ثم توفّي بالقاهرة في 10 تموز 1973 م (الحوفي، الزرکلي، ن. ص).
وقد بدأ عزیز أباظة بالکتابة في وقت کان العالم العربي یمّر بفترة مابعد «النهضة» و یبحث عن طریق جدید لبیان أغراضه الثقافیة والعلمیة والأدبیة إزاء هجمة المفاهیم والألفاظ الغربیة. و في الواقع کان أباظة یعیش في قلب تلک المناقشات و المشاجرات الثقافیة. ولهذا فقد لجأمرّة الی اللغة العامیة، إلا أنه انصرف عنها، واختار لمسرحیاته علی العموم لغة رصینة قویمة و متأثرة بلغة الأسلاف الفصحی، بل إنه احجم حتی عن بعض الرخص الشعریة (ظ: الحوفي، 208-209، مخـ). کما تفسر نزعته في بعض الأحیان نحو العامیة الی أنه کان یقصد إعادة بعض الکلمات الدائرة علی ألسنة الناس والتي تحظی بر صید من القوة والقدم الی اللغة الفصحی (م. ن، 210). وکان ذوقه المرهف وحبّه للفصحی وغیرته علیها ودرایته بمتن اللغة القدیمة، دعائم قام علیها أسلوبه (م. ن، 217)؛ فهو حریص علی التأنّق في اختیار الکلمة، مشغوف بالرصانة في نظم العبارة، ونفور من العامیة الرکیکة. لهذا کانت آثاره تزخر بالفرائد التي کان یقتنصها من کتب الأدب والمعاجم (م. ن، 217-218). وعلی أي فقد اختار المسرحیات الشعریة، للتعبیر عن مشاعره، تحکی کافة مسرحیاته بدءاً من قیس ولبنی وانتهاءً بقیصر عن براعته في هذا الفن، ولهذا فهو یقف علی رأس هذه المدرسة بعد أحمد شوقي (العقّاد، 295؛ الدسوقي، 2/305؛ أحمد، المقدمة). ورغم التأثیرات الأجنبیة علی آثاره، إلا أنه لم یتمکّن من التحرر من نفوذ أسلافه وتأثیرهم.
ویمکن ملاحظة النزعة العربیة في آثاره بصورةواضحة وقد تُعدُّ قصیدته المسّماة «وقفة علی قرطبة»، والبکاء علی عصرها العربي نموذجاً بارزاً علی ذلک. وکان آسفاً الی حدٍ کبیر من تقوُّض الصرح العربي في الأندلس وقلقاً من تفرّق العرب (الحوفي، 210). ففي مسرحیة غروب الأندلس دعا العرب الی الوحدة والتآزر و التسلّح بالقوتین المعنویة والعسکریة؛ وفي مسرحیة العباسة یحذّر العرب علی لسان زبیدة من الفرقة (م.ن، 211). ورغم أن أباظة ظل في مسرحیاته ملتزما بالأسلوب الأوروبي، إلا أنه لم یهمل أبداً التقالید الشرقیة والدین الاسلامي الحنیف، وقد بدا واضحاً اعتقاده الرصین في بعض آثاره، فهو یردد في مسرحیاته إیمانه العمیق بأرکان الإسلام و تعالیمه وآدابه، من ذلک أن اللّه علّام الغیوب و مدبّر الکون و مانح القوی و القُدر، علمه سابق وقضائه واقع و کثیراً مایحلق في جو عال من الروحانیة، وإذ یصور مواقف الخشیة من اللّه و الإِستغفار من الذنب أو الحنین إلی بیت اللّه الحرام و مثوی الرسول (ص) و یؤکّد علی أن الجهاد للذود عن الإسلام و حمایة المسلمین فریضة یتسابق المسلمون في النهوض بها و یتنافسون علیها معتقدین أن اللّه ینصر من یَنصر دینه و أن قواه الخفیة تمدهم بجنود لایرونها و یمکن مراجعة فصول شجرة الدر و شهریار و أوراق الخریف والعباسة و قافلة النور في هذا الصدد (ظ: م. ن، 214-217).

آثاره

یمکن تقسیم آثار أباظة الی المسرحیات الشعریة والدیوان الشعري والخطابات الأدبیة. و تتألف مسرحیاته الشعریة من قصائد و مقطوعات شعریة في الوصف والحماسة والخطابة والغزل: 1. العباسة (القاهرة، دارالمعارف)، و مُثلّث في الأوبرا بالقاهرة وأنعم علیه برتبة الباشویة بعد تمثیلها (أباظة، عفاف، 38)؛ 2. الناصر (القاهرة، 1949م)، ظهرت علی المسرح عام 1948م و قد أخرجها زکي طلیمات (م. ن، 60؛ دلیل، 730)؛ 3. قیس ولبنی (القاهرة، دارالمعارف)، وقد ارتفع أباظة بهذه المسرحیة الی الطبقة الأولی بین شعراء العربیة (العقّاد، 296)، وهذا الأثر الذي یبدو أنه قد کتبه بتشجیع من أحمد شوقي، مليء بالمشاعر الحلوة والحب الحاني (أباظة، عفاف، 18-20)؛ 4. غروب الأندلس، اخراج فتوح نشاطي (م. ن، 60)؛ 5. شهریار (القاهرة، 1960م) اخراج فتوح نشاطي (ن. ص)، وقد أراد من ظلال هذه المسرحیة أن یحفظ الانزان بین الواقعیة والشکل الخالص وبین العرض الحرفي والتجرید (الحوفي، 208)؛ 6. قیصر (القاهرة، 1960م)؛ 7. زهرة (القاهرة، 1968م)؛ 8. قافلة النور (القاهرة، 1969م) ویتناول فیها التاریخ الاسلامي؛ 9. أوراق الخریف، وهي مسرحیة تتحدّث عن حیاته الخاصة؛ 10. شجرة الدرّ (القاهرة، 1951)، اخراج فتوح نشاطي (أباظة، عفاف، ن. ص)، ویبرز فیها شعوره الوطني.

شعره

دیوان أنّاث حائرة (القاهرة، دارالمعارف)، وقد طبع عام 1943م وقدَّم له طه حسین. ودیوانه کلّه في رثاه زوجته. هذا إضافة إلی أن أنور أحمد قد بادر الی جمع قصائده بموافقة الشاعر، وقام بإصدار الجزء الأول من مجموعة تتألف من خمسة أجزاء (أحمد، ن. ص)، ویضم هذا الجزء 34 قصیدة عاطفیة و غزلیة.
ومن آثاره الأخری من اشراقات السیرة الزکیة (القاهرة، 1972م) (ظ: الزرکلي، ن. ص). وقد کتب أباظة هذه السیرة النبویة شعراً باقتراح من القاصّ المصري عبدالحمید جودة السحّار (تـ 1393هـ/ 1974م) وأشار علیه بأن تُصوَّر سینمائیاً (أباظة، عفاف، 66). وکان هذا آخر أثر کتبه قبل وفاته بقلیل. وله فضلاً عن الآثار الفنیة بحوث علمیة متعددة.
وکانت له محاضرات أیضاً في المسرحیات الشعریة ولغة الشعر، والفصحی والعالمیة، وقصائد متعددة في رثاء أعلام الأدب کالعقّاد (علام، 193-194؛ الحوقي، 206-207).

المصادر

أباظة، عفاف عزیز، أبي عزیز أباظة، القاهرة، 1974م؛ أحمد، أنور، مقدمة تسابیح قلب (مجموعة أشعار عزیز أباظة)، بیروت، 1974؛ الحوفي، أحمد «الأستاذ عزیز أباظة»، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، 1394هـ؟ 1974م، عد 33؛ الدسوقي، عمر، في الأدب الحدیث، القاهرة، دارالفکر العربي؛ دلیل الکتاب المصري، القاهرة، 1972م؛ الزرکلي، الأعلام؛ العقّاد، عباس محمود، «الأستاذ عزیز أباظة»، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، 1962م، عد 14؛ علام، محمدمهدي، المجمعیون في خمسین عاماً، القاهرة، 1406 هـ/1986م.

رضوان مسّاح
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: