إب

إبّ، أو أبّ (أشارت بعض المصادر إلی إب و أب بصفتهما منطقتین)، هي مدینة ومحافظة في الجمهوریة العربیة الیمنیة، واقعة علی خط طول °45 شرقاً وعلی خط عرض °15 شمالاً («أطلس العالم الکبیر»، 72).
کانت إب في أواسط القرن الـ 6هـ/ 12. إحدي حصون الیمن (الهمداني، 240)، وفي القرن الـ 7هـ/ 13م إحدي قری ذي جِبلة (یاقوت، 1/78). وکانت في العهد العثماني مرکز قضاء إب في لواء تَعِز، أما الیوم فقد أصبحت لواءاً مستقلاً في نظام الجمهوریة الیمنیة الإِداري وتشتمل علی الأقضیة التالیة: إب – یِریم – العُدَین – النادرة – ذي سُفال (ترسیسي 203، 205)، وتقع إب علی الطریق الرئیسة بین صنعاء و تعز، وتعتبر من أکثر المناطق الیمنیة اعتدالاً و خصوبةً، وذلک بسبب ارتفاعها الذي یبلغ 6750 قدماض (40/2057 متراً) عن سطح البحر (الریحاني، 1/118، الهامش). ویتراوح هطول الأمطار الغزیرة فیها بین 800-1500 ملم (جمال آغا، 35، قا: ربع قرن من التنمیة الزراعیة، 16)، وتمتاز بمناخ معتدل تتراوح درجة حرارتها °15-°30 (ترسیسي، 139)، وقد اشتهرت بأنها أخصب المناطق وأکثرها اعتدالاً ولذا عرفت بـ «اللواء الأخضر»، واعتبرت منذ القدم من مناطق «الیمن السعیدة» (م.ن، 141، 205).
تمتد سلسلة الجبال المرکزیة في الیمن من إب في الجنوب إلی الحدود الیمنیة – العربیة السعودیة في الشمال، وأعلی قمة فیها النبي شعیب (760/3 متر) وتقع بین إب و صنعاء (السعدي، 55). ویحیط بمدینة إب الواقعة فوق ارتفاعات المنطقة سور بني کمایبدو لصدّ الغزاة.
ویشاهد الیوم علی قمة جبل «بعدان» الشاهق الذي بني قسم من مدینة إب علی سفحه أطلال حصن کان قد بناه طغتکین بن أیوب (593هـ/1197م) أحد أمراء الأیوبیین الذین حکموا الیمن (وصفي زکریا، 174، 174). وتوجد داخل المدینة مساجد عدیدة منها مسجد کبیر قیل إنه شیّده عمربن الخطاب.
وکانت تؤمّن میاه مدینة إب في الماضي من جبل بُعدان (نیبور، 239)، أما الیوم فهناک سدّان باسم «جبل حجاج» و «حرف» یوفّران المیاه اللازمة لري ما مجموعه 49 هکتاراً من الأراضي الزراعیة في محافظة إب، وقد تمّ في عام 1987م إعداد الدراسات و التصامیم النهائیة لإقامة 6 سدود أخری في منطقتي إب و تَعِز (ربع قرن من التنمیة الزراعیة، 64، 67) وأنجزت مشاریع ريّ جدیدة (ربع قرن من المجد الثوري، 112).
وقد ساهمت خصوبة الأراضي في إب ووفرة میاهها في ازدهار الاقتصاد الزراعي في المنطقة التي تعتمد أساساً علی الزراعة والبستنة. ویزید من أهمیتها تنوّع المحاصیل الزراعیة فیها کالزیتون والکروم والتفاح والموز و الرمّان و الحنطة والشعیر و الفاصولیا ولاسیّما الذرة والبن (زکریا، 136، 168، 174).
ورغم ذلک لم تنج إب من المجاعة التي عمّت الیمن في 1322هـ/ 1904م (العرشي، 85). وقد غالی الذین زاروا المنطقة في أواخر القرن الهجري الماضي في وصف جمالها، لکنهم تحدّثوا أیضاً عن التخلّف الثقافي الشدید الذي یسود أبناءها و تفشي الأمراض المختلفة فیها کالجدري والحمی بأنواعها (زکریا، 168؛ الریحاني، 1/108).
واستناداً إلی مشروع بنیتون فقد کان من المقرّر أن تکون إب واحدة من محطات سکک الحدید بین حُدَیدة – تعزف لکن المشروع لم ینفذ (EI2)، والیوم هناک طرق معبّدة تربط إب بالمناطق المحیطة بها (ربع قرن من المجد الثورژ، 113).
ولایزید متوسط الکثافة السکّانیة في إب عن 76 شخصاً في الـ کم2 (السعدي، 42)، وتدلّ الإِحصائیات التي نشرت في عام 1964 م علی أن عدد سکان محافظة إب 650,000 نسمة فیما بلغ عدد سکان إب المدینة 125,000 نسمة (ترسیسي، 205).
اشتهرت إب منذ الماضي بتخریجها لعدد من الفقهاء والقضاة والمحدّثین (العرشي، 144). ویبدو أنها کانت من المراکز العلمیة المهمّة في الیمن، إذ کان طلاب العلم یتوجّهون إلیها للإقامة فیها (ابن سمرة الجعدي، 98، 111، 171، 180؛البریهي، 36، 60؛ الخزرجي، 2/41).
ومن العلماء الذین یرجع أصلهم إلی إب القاضي علي بن إبراهیم المجاهد الإبيّ وأبومحمدعبدالله بن حسن بن فیاض الهاشمي (الشوکاني، 2/153؛ الخوري، 1/18).

المصادر

ابن سمرة الجعدي، عمربن علي، طبقات فقهاء الیمن، تقـ: فؤاد سید، القاهرة، 1957م؛ البریهي، عبدالوهاب بن عبدالرحمن، طبقات صلحاء الیمن، تقـ عبدالله محمد الحبشي، بیروت، 1403 هـ/ 1983م؛ ترسیسي، عدنان، الیمن و حضارة العرب، بیروت، 1964م؛ جمال آغا، شاهر، «الأقالیم الطبیعیة في الیمن»، دراسات یمنیة، صنعاء، عد 10، 1982م؛ الخزرجي، علي بن الحسن، العقود اللؤلؤیة، تقـ: محمدبن علي الأکوع، صنعاء، 1983م؛ الخوري، سلیم جبرائیل و سلیم میخائیل شحادة، آثار الأدهار، بیروت 1875م؛ ربع قرن من التنمیة الزراعیة، وزارة الزراعة والثورة السمکیة، صنعاء، 1987م: ربع قرن من المجد الثوري، وزارة الإِعلام والثقافة، صنعاء، 1987م؛ زکریا، أحمد وصفي، رحلتي إلی الیمن، دمشق، 1946م؛ السعدي، عباس فاضل، «السکان و توزیعهم حسب الأقالیم الطبیعیة في الیمن»، دراسات بمنیة، صنعاء عد 10، 1982م؛ الشوکاني، محمد بن علي، البدر الطالغ، القاهرة، 1348-1350هـ؛ العرشي، حسین بن أحمد، بلوغ المرام في شرح مسک الختام، تقـ: أنستاس ماري الکرملي، القاهرة، 1939م؛ الهَمداني، حسین بن فیض الله، الصلیحیون والحرکة الفاطمیة في الیمن، تقـ: حسن سلیمان محمود الجني، القاهرة، 1955م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

EI2; Great World Atlas, London, The Reader’s Digest Association, 1981; Niebuhr, Carsten. Beschreibung von Arabien, Graz, 1969.
صادق سجادي