آیة الکرسي، هي الآیة 255 من سورة البقرة، ثاني سور القرآن المجید. وقد اعتبر بعض المفسرین الآیتین 256 و 257 من سورة البقرة جطءً من آیة الکرسي للارتباط الموجودبین مفاهیمهما و مفاهیم الآیة المذکورة 255 وورد ذکر لـ «کرسيّ الله» [کرسیّة] مرة واحدة في القرآن الکریم و ذلک في الآیة 255 من سورة البقرة «وَسِعَ کُرسیُّهُ السماوات و الأرض»، ولهذا اشتهرت هذه الآیة بآیة الکرسي. وکانت تعرف بهذا الاسم في عهد الرسول الأکرم (ص) أیضاً. فقد قال النبي (ص): أعظم آیة في القرآن آیة الکرسي (السیوطي، الجامع الصغیر، 1/47)؛ و سید الکلام القرآن، و سید القرآن البقرة، و سید البقرة آیة الکرسي (م.ن، 2/35). و تحظی هذه آلایة باهتمام المسلمین و تعظیمهم الخاص لها و یعود السبب في ذلک الی أن جمیع المعارف و التعالیم الاسلامیة قائمة علی أساس «التوحید»، وقد بینت آیة الکرسي التوحید بأکمل صورة و في منتهي الایجاز و الاختصار. فوصفت هذه الآیة ذات الله تعالي و صفاته و أفعاله (الغزالي، 56).

وقد آثار مفهوما لفظتي «القیّوم» و «الکرسي» التین وردتا في الآیة اهتمام علماء المسلمین و تتّعهم أکثر من مفهوم أیة لفظة أخری، وأورد العارفون و الفلاسفة و المفسرون بحوثاً مفصلة لتوضیح هذین المفهومین.

وتعتبر قراءة آیة الکرسي عند مغادرة المنزل أو عندالسفر و في الموارد الأخری المشابهة من المستحبات الشائعة بین المسلمین وذلک للحفاظ علی أنفسهم و أموالهم من الأخطار المحتملة و دعوة الله الی حفظهم من کل مکروه. ویعود السبب في ذلک الی ماورد في آیة الکرسي من أن الله تعالی لاتأخذة سِنة ولانوم، و أنه سبحانه الحافظ للسماوات والارض و لجمیع الموجودات، والقارئ لهذه الآیة یطلب من الله تعالی أن تشمله هذه الرعایة العامة الشاملة.

المصادر

السیوطي، جلال‌الدین، الجامع الصغیر، القاهرة، 1373 هـ؛ م. ن، الدّر المنثور، قم، 1404هـ، 1/322، 2/2 و 3؛ الطباطبائي، محمدحسین، المیزان، بیروت، 1393 هـ، 2/328-341؛ الغزالي، محمد، جواهر القرآن، مصر، 1329 هـ؛ الفخر الرّازي، التفسیر الکبیر، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 7/2-14.

محمد مجتهد الشبستري