آمین
cgietitle
1442/10/25 ۲۱:۴۶:۴۸
https://cgie.org.ir/ar/article/231935
1446/11/7 ۱۱:۴۸:۰۷
نشرت
1
آمین، (= هکذا فلیکن، استجب لي، الحق)، لفظة من مادة «أم ن» کانت تستعمل في اللغات السامیة القدیمة بمعنی الثابت والمستقر. و بدأ انتشارها في العلام م ناللغة العبریة.
کانت لفظة آمِن في البدایة تستعمل صفة و تعني الصحیح و الصادق، إلّا أنها استعملت بشکل اسم في سفر أشعیاء (65: 16) و وضع مقابلها في التراجم الفارسیة الموجودة کلمة «حق» و في التراجم العربیة کلمة «الحق». ثم أصبحت هذه الکلمة في اللغة العبریة مبنیة بمعنی «حقّاً»، «البتة» ووردت بهذا الشکل 30 مرة في العهد القدیم المسّوري (أول جمع للعهد القدیم) و 33 مرة في الترجمة الیونانیة المعروفة بالسبعینیات (القرن 3 ق.م). ولعل وجودها في کتاب أخبار الأیام الأول (16: 36) و کتاب الملوک الأول (1: 36) یدل علی أن هذه الکلمة کانت ترد قبل القرن 4 ق.م في الادعیة والشعائرالدینیة الیهودیة. کما کانت تذکر غالباً في مقدمة الادعیة و أحیاناً في نهایتها حسب الاعراف الیهودیة القدیمة. امّا تکرارها في الادعیة و الصلوات والأناشید فلایعنی سوی التأکید علی الدعاء والذکر، کما یشیر إلی أن عامّة الناس یرجون بذکرهم آمین، أن یصبحوا شرکاء في برکات الدعاء الذي یدعی به. وقد اکتسبت کیفیة أداء هذه الکلمة في المواضع المختلفة أهمیة خاصة في العهد التلمودي و عهد تقالید الیهود المتأخرة، حیث کان یعتقد أن الله یجیب علی الأدعیة التي یدعی بها بـ «آمین».
وانتقلت التقالید الیهودیة الی الکنیسة المسیحیة، وتکرّرت کلمة آمین 119 مرة في العهد الجدید، ولکن طریقة استعمالها تختلف عن آمین الیهود في 52 موضعاً اختلافاً قلیلاً. ثم انتقلت هذه الکلمة عن طریق الکتاب المقدّس إلی جمیع اللغات المهمّة في العالم تقریباً (ظ: جودائیکا، 2/803، قاموس الکتاب المقدس).
وبالنظر إلی الموارد التي استعملت فیها هذه الکلمة و دراستها في الکتاب المقدس، یستنبط لها أربعة معان: 1. إعلان القبول، والإِقرار، والموافقة أو المشارکة في الدعاء أو ذکر العهد والقسم؛ 2. طلب الإِجابة والقبول من الله، أی إلهي تقبّل، استجب؛ 3. تأیید الدعاء والصلاة أو القسم و تأکیدها، إي بمعنی: هکذا فلیکن (واستعمالها الیوم في آخر الدعاء یأتي بالمعنیین الأخیرین)؛ 4. صفة للمسیح عیسی (ع) او اسم له (مکاشفة یوحنا، 4:3).
لاندري بالضبط متی وجدت هذه الکلمة طریقها إلی اللغة العربیة. ونظراً لانتشار الدیانتین الیهودیة والنصرانیة في شبه جزیرة العرب، یمکن القول إن العرب (ولاسیّما عرب مکة والمدینة) عرفوها. وعلی الرغم من عدم العثور علی إشارة لها في الشعر الجالهي، وعدم مجیئها في القرآن الکریم، ولکننا علی ثقة أن مسلمي صدر الاسلام کانوا یعرفونها جیدا (ظ: فنسینک). ثم إن النبي الأکرم (ص) کان یستعملها أیضاً (ظ: المعجم المفهرس، ونسینک، البخاري) ولکن یحتمل أن المسلمین الأوائل کانوا متردّدین في استعمالها أو فهمها الدقیق، حیث نری أن النبي الأکرم (ص) شرحها لهم (آمین، خاتم رب العالمین علی عباده المؤمنین)، کما شرحها أبوبکر أیضاً و فسّرها ابن عباس نحویاً وعلّلها من هذه الناحیة (ابنمنظور؛ الموسوعة الفقهیة، 1/110 و ما بعدها).
ویبدو أن أمین وردت في کتب التفسیر لأول مرة تبیاناً للآیتین 88 و 89 من سورة یونس (10)، حیث قال جمیع المفسرین تقریباً عندما دعا موسی علی فرعون، قال: أخوه هارون «آمین» (الطبري، 7/110). وأما الموضع الآخر، فهو تکرار آمین بعد الانتهاء من سورة الفاتحة. فیقول أهل السنة بعد الانتهاء من قراءة سورة فاتحة الکتاب في جواب «اِهدِنا الصراطَ المُستَقِیم …»، آمین . فاذا کان الرجل یصلي في غیر جماعة فانه یقول هذه الکلمة لنفسه وإذا أُقیمت الصلاة جماعة فان المأمومین یأتون بهذه الکلمة علی ألسنتهم بصورة جماعیة بعد انتهاء الإِمام من قراءة سورة الفاتحة. ویری فقهاء الشیعة أن الإِتیان بهذه الکلمة في هذا الموضع یوجب بطلان الصلاة وینهون عن ذکرها (الطوسي، الاستبصار، 1/318-319؛ م.ن، التبیان، 1/46؛ الطبرسي، 1/65).
واشتقت من کلمة آمین کلمات أحدث: «آمیَنَ»، أو «الآمینَ» و تدلّهاتان الکلمتان علی التيوّر الطبیعي للکلمة في لغة عامّة الناس؛ و «أمینَ» و هي أکثر غرابة ربّما فرضتها الضرورة الشعریة، کما صاغوا تأمین (= قول آمین) من باب التفعیل. (ابنمنظور، 13/27).
أما المادة الأجنبیة للکلمة، فقد أورد الکثیر من اللغویین تعلیلات غیرمقبولة حول باب اشتقاق الکلمة. غیر أن الکثیر منهم اعتبرها اسم فعل مبنیاً علی الفتح، واعتبروا معناها نفس المعاني المشهورة في الکتاب المقدس (المعنیان 2 و 3). أما في المکان الذي عدّت فیه کلمة آمین اسماً من أسماء الله تعالی (علی سبیل المثال، ابنمنظور)، فیبدو أنهم تأثّروا بالمعنی العبري لها (المعنی 4).
وتشیع کلمة آمین بهذا الشکل والمعنی في اللغة الفارسیة و آدابها (ظ: دهخدا). أما لکمتا «الهي آمین» فهما أکثر رواجا لدی عامّة الناس.
ابنمنظور، لسان العرب، مادة «أمن»؛ البستاني (فوأد افرام)؛ دهخدا، لغتنامه؛ الطبرسي، مجمع البیان، بیروت، 1380هـ؛ الطبری، محمد بن جریر، التفسیر بیروت، 1403هـ، 11/110؛ الطوسي، محمد بن الحسن، الاستبصار، طهران، 1390هـ؛ م.ن. التبیان، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الموسوعه الفقهیة؛ ونسینک، یان، المعجم المفهرس، لیدن، 1936م، مادة «أمن»؛ وأیضاً:
Americana; Britannica Judaica.
آذرتاش آذرنوش
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode