الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الآمر بأحکام الله /

فهرس الموضوعات

الآمر بأحکام الله

الآمر بأحکام الله

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۲۰:۲۶:۰۳ تاریخ تألیف المقالة

الآمر بأحکام الله، أبوعلي منصور بن أبي القاسم أحمد المستعلي بالله (490-524/1097-1130)، سابع الخلفاء الفاطمیین في مصر و عاشر الخلفاء العُبیدیین، ولد في القاهرة یوم الثلاثاء 13 محرم/ 31 کانون الأول. توفيّ والده (495/1102) و لمّا یبلغ من العمر أکثر من خمس سنوات. نصبه علی العرش الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي وزیر المستعلي ولقّبه بالآمر بأحکام الله وقام بتدبیر الأمور نیابة عنه. وکان الصلیبیون قد استولوا علی القدس (492/1099) إثر حملتهم الصلیبیة الأولی، فاحتلوا في هذه الفترة الکثیر من المدن والقلاع في بلاد الشام. فملکوا عام 497/1104 مدینة عکّا الحصینة والمهمة. واستولوا في 499/1106 علی حصن أَفامیة وحاصروا صیدا في 501/1108، ولکنهم تراجعوا عنها إثر وصول الأسطول المصري إلیها. واحتلوا سنة 502/1109 عَرقة، وفي 503/1109 بیروت وطرابلس و بانیاس و جُبَیل، وفي 504/1110 صیدا و حصن أَثارِب وزَردَنا و هاجموا سفن مصر التجاریة و نهبوا ما فیها. وبلغ الأمر بالصلیبیین أن قصد بردویل أو بغدوین في 511/1117 الاستیلاء علی مصر فانتهی بجیشه إلی فَرَما فدخلها و أحرق مساجدها و أراد أن یتوجّه إلی العریش ولکنه مات في الطریق لمرض ألمّ به (ابن خلکان، 5/301). وکان المصریون آنذاک یتصدّون أحیاناً للصلیبیین لمنعهم عن الاستیلاء علی بلاد الشام. فقد خرج في 495/1101 جیش مصري إلی عسقلان لقتال الصلیبیین و هزم جیش بغدوین (ابن القلانسي، 141؛ ابن الأثیر، 10/345-346). و بعد عام بعث الأفضل مملوک أبیه سعد‌الدولة الطواشي أو الفراسي (ابن خلدون، 4/68) بجیش إلی الشام فانهزم أمام الصلیبیین بین الرملة ویافا. فأرسل الفضل ابنه شرف المعالي بجیش آخر هزم الصلیبیین و احتل الرملة (ن.م؛ ابن الأثیر، 10/364). ثم «اختلف المصریون و العرب» فاغتنم الصلیبیون الفرصة فهاجموهم (498/1104) و عاد المسلمون إلی عسقلان (ن.م، 10/394-395). و کان أهم سبب لفشل المصربین في مواجهة الصلیبیین ضعف الجهاز الحکومي في القاهرة و فقدان القوة العسکریة المتحدة المنظمة و وجود عدد من الإِمارات المتفرقة المستقلة و نصف المستقلة علی سواحل البحر الأبیض المتوسط و الشام. وکان الأفضل وزیر الآمر المقتدر هو الوحید الذي یستطیع توفیر الأمن داخل الحدود المصریة. وأن یحجر إلی حد ما علی الخلیفة السفّاک و الفاسق والمتجاهر بالمنکرات و یمنعه عن شهواته، ولکنه ما لبث أن فق حیاته في هذا العمل (الذهبي، 4/62؛ ابن تغري بردي، 5/170، 222؛ ابن خلّکان، 2/450) فأمر الآمر الذي جلس علی العرش و هو ابن خمس سنوات بقتله و ذلک بعد ثمان و عشرین عاماً من وزارته. و بات في داره أربعین یوماً یحصي مع کتابه ثروته الخیالیة التي «لم یعلم قدرها إلا الله» وکان الکتّاب خلال هذه المدة یساعدونه في نقل الأمتعة و الأثاث و ما غلاوندر، و تنقل الدواب ذلک لیلاً و نهاراً یمکن أن نذکر منها 600 ملیون دینار ذهبیة (ابن خلکان، 2/451). ویقال إن سبب قتل الأفضل أنه أراد أن یسمّ الخلیفة ولکنه فشل (ابن تغري بردي، 5/222)، فرأی الخلیفة الذي کان یتحیّن الفرصة لقتله أن یأخذ برأي أبي المیمون عبد المجید الذي تولّی الخلافة بعده في الأمر مباشرة و کان یری أن من الصلاح ألّا یتدخل الخلیفة مباشرة في ذلک؛ فدفع أبا عبدالله محمد بن أبي شجاع الملقّب بالمأمون و المعروف بابن فاتک البطائحي (ابن خلکان، 5/299) لقتل الأفضل واعداً إیِاه بالوزارة، وقد استوزره فیما بعد.

وفي 517/1123 هاجم مصر قوم من المغاربة المعروفین بلواتة وأفسدوا في أعمالهم. فجهّز ابن البطائحي وزیر الآمر جیشاً و توجّه لقتالهم فهزمهم و قرّر علیهم خراجا (ابن القلانسي، 209). و في نفس العام هُزم الأسطول المصري في حربه مع أسطول الندقیة، واستولی الصلیبیون عام 518/1124 علی مدینة صور. و لم یکتف المصریون بعدم إرسال الامدادات للدفاع عن المدینة بل احتالوا أیضاً في القبض علی أمیرها مسعود الذي قاتل الصلیبیین عدة سنوات وحملوه إلی مصر، و بذلک أسدوا للصلیبیین معونة في حربهم له. کما أنهم لم ینجدوا خلیفته طُغتکین أیضاً الذي استمدهم آنذاک حتی سقطت المدینة و ضرب الصلبییون السکة باسم الآمر مدة ثلاث سنوات، ثم توقّفوا عن ذلک بعد مدة (ابن الأثیر، 10/620-622؛ ابن خلکان، 5/301). وبعد عام قبض الآمر علی وزیره ابن فاتک البطائحي – الذي کان سفاکاً، ولکنه کریم – لتآمره مع جعفر شقیق الخلیفة ضده. وفي 521/1127 قتله مع خمسةمن إخوته و صادر أمواله. ویقال إن الخلیفة استوزر بعد البطائحي أبا علي ابن الأفضل و لقّبه بأمیر الجیوش (السیوطی، 2/155). إلا أن هذا القول لایبدو صحیحاً إذ لم تشر إلیه أي من التواریخ الأخری. وفي 3 ذي القعدة 524/8 تشرین الأول 1130، وبینما کان الآمر في متنزه الروضة (جزیرة في النیل) تعرّض لهجوم عدد من النزاریین أو الباطنیین أو ممالیک الأفضل وأصیب بجراح نُقل إثرها بقارب إلی قصر اللؤلؤ في القاهرة، فمات في نفس اللیلة (ابن تغري بردي، 5/173، 175؛ أبو الفداء، 3/4؛ الحجاري، 361).

کان الآمر ذکیاً عالماً و عاقلاً و حسن الخط ملمّاً بالشعر و الأدب وینسب إلیه بعض الشعر أیضاً. و کان یحفظ القرآن و یقال إنه بنی جامعاً باسم الأقمر في القاهرة، وینسب بعضهم بناءه للمأمون البطائحي. ویمکن أن نذکر من شعراء و کتّاب و فقهاء عصر الآمر أبا الحسن علي بن محمد الأخفش المغربي و حیدرة بن عبد الظاهر المعروف بابن الضیف و الشاعر و الداعي الفاطمي (تـ حـ 520/1126) و أبا القاسم علي ابن منجب بن الصیرفي الکاتب و المؤرخ و صاحب کتاب الإِشارة إلی من نال الوزارة (463-542/1071-1147) و أبابکر الطرطوشي محمدبن الولید (451-520/1059-1126) الفقیه و صوفي العصر الکبیر.

 

المصادر

ابن الأثیر، علي بن محمد، الکامل، بیروت، 1402هـ، 10/328، 476، 479، 480، 482، 589، 591، 617، 629، 630؛ ابن أیاس، محمد بن أحمد، بدائع الزهور، القاهرة، 1312 هـ، ص 62-64؛ ابن تغري بردي، یوسف، النجوم الزاهرة، القاهرة، 1963م، 5/170، 183، 184، 188، 229، 231؛ ابن خلدون، العبر، بیروت، دارالعلم للجمیع؛ ابن خلکان، وفیات الأعیان، تقـ الدکتور احسان عباس، بیروت، 1398 هـ، 2/451، 5/229-302؛ ابن العماد الحنبلي، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ/ 4/73؛ ابن القلانسي، أبویعلی، ذیل تاریخ دمشق، بیروت، 1908م، ص 203، 212؛ أبوالفداء، المختصر في أخبار البشر، بیروت، 2/217؛ الحجاري، عبدالله بن ابراهیم وآخرون، النجوم الزاهرة في حلي حضرة القاهرة، تقـ حسین نصّار، القاهرة، 1970م، ص 252؛ الذهبي، أحمد بن محمد، العبر، الکویت، 1963م، 4/63؛ السیوطي جلال‌الدین، حسن المحاضرة، مصر، 1299هـ؛ عمادالدین الأصفهاني، محمد، خریدة القصر، تقـ أحمد أمین و آخرین، القاهرة، 1951م، 1/238، 285).

صادق سجادي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: