آمدجی

آمَدجي، أو آمَدچي، آمَدي، آمَدي دیوانِ همایون، آمَدجي أفندي، عنوان یطلق علی رئیس «دفتر آمدي = آمدي قلمي» [دیوان الکتب الواردة] (أوزون چارشیلي، 56؛ پاکالین، 1/55) وکلمة آمدجي مرکبة من «آمد» الفارسیة [أي الوارد] واللاحقة «جي» الترکیة. وکانت کلمة «آمد» تکتب علی الوثائق والسندات والرسائل والحوالات المالیة المتعلقة بتصفیة القضایا المالیة والضرائب المفروضة علی التیمار (اقطاع الضباط الصغار) [الرؤساء وعلی الزعامة (اقطاع کبار الضباط) وتعتب رایصالاً رسمیا عند «الباب العالي»، (دائرة المعارف الاسلامیة الترکیة؛ أوزون چارشیلي، 57). وکان یقال لمن یؤدي هذه المهمة «آمَدجي». وکان «آمدجي» السکرتیر الخاص لـ «رئیس الکتّاب»، ویعمل تحت إشرافه مباشرة. وأهم اعماله إعداد تقاریر أعمال «رئیس الکتاب» وتنظیمها لإِرسالها إلی الصدر الأعظم و إبلاغ الأوامر السلطانیة الصادرة من «دیوان همایون» [البلاط] والموجّهة إلیالصدر الأعظم و بقیة المسؤولین، وإنجاز المراسلات السرّیة والعلنیة لـ «رئیس الکتاب» (پاکالین، 1/56). وفي 1218/1839 صدر مرسوم (فرمان) «التنظیمات الخیریة» عهد بموجبه إلی الآمدجي تأسیس «مجلس الوکلاء» [مجلس الوزراء] وأمانة هذا المجلس وحفظ ملفّاته (أوزون چارشیلي، 57) وکان «الآمدجي» یحضر اجتماعات مجلس الوزراء ویقوم بضبطها ویبلغ رئیس الکتّاب قرارات المجلس التي تحتاج إلی موافقة السلطان أو الملک أو إبداء رأیة حتی یرسلها بعد توقیع الصدر الأعظم إلی «دیوان همایون» کما إن أوامر السلطان کانت تنفّذ عن هذا الطریق أیضاً (پاکالین، 1/56). أما الرسائل والوثائق والکتب الرسمیة التي لم تکن بحاجة إلی مثل هذه التشریفات فکان الآمدجي یبلغها مباشرة لیتمّ تنفیذها (ن.م؛ دائرة المعارف الإِسلامیة الترکیة). وکان الآمدجي یأتي في مقدم أعضاء الباب العالي الخمسة (رجال الباب العالي) (دائرة المعارف الإِسلامیة الترکیة) ویعمل معه خمسة أو ستة کتّاب، ثم ازداد عددهم الی 50 کاتباً کانوا یسمّون «آمَدي خُلفاسي» أو «آمدي دیوان همایون خلفاسي» (دائرة المعارف الترکیة، مادة، آمدجي؛ أوزون چارشیلي، 56).

وکان النظام الإِداري العثماني في البدایة یقوم علی ثلاثة أرکان: دیوان همایون و خزانۀ عامره، ودفتر خانۀ خاقاني. ثم بدأت الحاجة إلی إیجاد دوائر جدیدة بسبب ازدیاد الأعمال و توسعها، منها «إدارۀ مکتوبي» و «إدارۀ آمدي» [دائرة الکتب الصادرة ودائرة الکتب الواردة] (پاکالین، ن.م). وکانت جمیع الأعمال المتعلقة بالآمدجي تتمرکز في دائرة یطلق علیها «أطاق آمَدي [مکتب الآمدي] و یرأسها «الآمدجي» نفسه. وبدأت تزداد أهمیة «إدارة الآمدي» ورئیسها «الآمدجي» بمرور الأیام، منذ النصف الثاني من القرن 12/18 وذلک بعد صدور التنظیمات بشکل خاص، حیث ترکّزت معظم أعمال‌الدولة في «الباب العالي». فکانت النسخ الأصلیة لجمیع الأوامر السلطانیة الصادرة من البلاد والمقاولات و محاضر جلسات مجلس الوزراء والمراسلات السرّیة ومفتاح حل الرموز و غیرها تحفظ في هذه الإِدارة (أوزون چارشیلي، ن.م). وکانت المحافظة علی أسرار‌الدولة أحد الأعمال المهمة لـ «إدارة الآمدي»، ولهذا السبب فقد کان موظفو هذه الإِدارظ یعینون بعد تحقیق دقیق عنهم إلی درجة أننا نری السلطان سلیم الثالث یتدخّل شخصیاً في انتخابهم (ـــــــ، 57). ویمکن القول إن هذه الدائرة کانت تتولّی مسؤولیة المکتب الخاص (السري) أیضاً، فقد تولّی أحد أفراد هذه الادارة أول نظام داخلي للتنظیمات العثمانیة السریة وقام بتنفیذه أیام صدارة سعید باشا في عهد عبدالحمید الثاني (قارال، 8/292). وکان آلإمدجي و موظفو ادارة آلامدي یحظون باهمیة خاصة إلی درجه أن السفراء والقائمین بالأعمال و کتابهم و في بعض الأوقات الصدر الاعظم ینتخبون من بین هؤلاء (أوزون چارشیلي، 57). وکان من الضروري أن یجید آلامدجي لغة أجنبیة لأنه کان یحضر لقاءات رئیس الکتاب بالسفراء الأجانب یدون أحادیثهم و مفاوضاتهم، ومن الطبیعي أن یفضّل موظفو «ادارة الترجمة» علی غیرهم أثناء التعیین. وبعد إعلان الدستر الثاني عام 1908 م و ظهور حکومة «الاتحاد والترقي»، ألغیت بعض المناصب أو غیّرت أسماؤها و منها «الآمدجي»، حیث استبدل بـ «أمین مجلس الوزراء وإدارة المعروضات» (دائرة المعارف الاسلامیة الترکیة). في عام 1912م أعیدت بعض العناوین (الأسماء) السابقة بموجب قرار «لجنة مجلس‌الدولة» وظل عنوان «الآمدجي» حتی 1922 م (دائرة المعارف الترکیة). وکان الآمدجیون یقبضون سنویاً مبلغ 500 آقجة مکافأة لهم (أوزون چارشیلي، 200).

المصادر

IA; Karal Enver Ziya, Osmanli Tarihi, Ankara T. T. K., 1983; Pakalin, M. Z., Osmanli Tarih Deyimleri ve Terimleri Sözlügu, Istanbul, 1946; TA; uzuncarsili, Ismail Hakki, Osmanli Devletinin Merkez ve Bahriye Teskilati, Ankara, 1984.

علي أکبر دیانت