الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل میکال /

فهرس الموضوعات

آل میکال

آل میکال

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۷:۳۳:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

آل میکال، من الأسر الایرانیة البارزة، تبوّأ رجالها الشهیرون مکانة سامیة في المیدانیین السیاسي والثقافي، خلال ثلاثة قرون تقریباً من 3 إلی 5/9 إلی 11. و تذهب أکثر المصادر إلی أن هذه الأسرة من سلالة قدیمة في ماوراء النهر، تصل في نسبها إلی الملک الساساني بهرام جور. وکان دجدادها من ملوک منطقة السغد. اعتنقوا الاسلام بعد احتلال العرب لهذه المنطقة، وأقاموا في القرن 3/9 في نیشابور. وتولّوا بعد فترة قصیرة رئاسة هذه المدینة لسنوات طوال. وکان من هذه الأسرة علماء وشعراء وأدباء ومحدّثون. وبعد ظهور الغزنویین دعي جماعة منهم إلی غزنة، ونالوا منلة عالیة في بلاطها. وفي أواخر عهد محمود الغزنوي تقلّد حسنک أبرز سیاسي في هذه الأسرة منصب الوزارة.

 

تاریخهم

ذکر السمعاني نسب میکال مؤسس هذه السلالة منتهیاً به إلی بهران جور فقال: هو میکال بن عبدالواحد بن جبرائیل بن القاسم ابن بکربن دیواشتي (شور) بن شور بن شور بن شور بن فیروز بن یزدجرد بن بهرام جور (12/527). وأوردت مصادر أخری هذا النسب مع اختلاف یسیر (مثلا ظ: الزبیدي، 8/119؛ نفیسي، محیط زندگي [الیئة]…، 132-133)، إلّا أن أبا الحسن البیهقي الذي تزامن تألیف کتابه مع تألیف السمعاني لکتابه تقریباً، ذکر أحد أجداده المشهورین باسم دیواستي ولقبه «سور» ص (203)؛ والمعلومات المتوفّرة عن دیواستي یسیرة، فهو في السغدیة (دیواشتج) جدّ هذه السلالة. و من الوثائق التي عثر علیها المستشرق الروسي آ. آ. فرمیان خلال تحقیقاته في منطقة «کوه مغ» رسالة کتبت باللغتین السغدیة والعربیة، أرسلها دیواستي إلی الجرّاح بن عبدالله الحَکَمي الذي عینّه الخلیفة الأموي عمر بن عبدالعزیز حاکماً علی خراسان و ماوراء النهر في 99/718، و ذکر فیها إسلامه، وأبدی خضوعه لحاکم خراسان (نفیسي، تعلیقات…، 2/971-973؛ ایرانیکا، 7/764). وفي 104/722 دارت حرب بین سعید بن عمرو الحرشي حاکم خراسان، و کان منهمکاً بالغزو في ضواحي فَرغانة، وبین الدیواستي الذي کان آنذاک حاکماً محلیّاً في سمرقند. فلم یقو دیواستي علی المقاومة واستسلم، فقتله سعید بن عمرو رغم الوعد الذي بذله له. وأرسل رأسه إلی العراق ویده الیسری إلی سلیمان بن أبي السري في طخارستان (الطبري، 7/10-11؛ نفیسي، محیط زندگي …، 131-133). وقد غضب عمر بن هُبیرة والي العراق علی سعید بن عمرو لقتله الدیواستي وعزله من ولایة خراسان (الطبري، 7/15). ولاتتوفر معلومات عن أعقاب الدیواستي فيالسغد. ویبدو أنهم هاجروا من بلاد أجدادهم. وفي أواسط القرن 3/9 بدأ اسمهم یظهر علی المسرح السیاسي شیئاً فشیئاً، ولا تتوفر معلومات عن حیاة میکال بن عبدالواحد جد هذه الأسرة الشهیر، ولکننا نقف علی اسم ولدیه الشاه میکال و محمد بن میکال اللذین لعبا دوراً في حوادث عهده (القرن 3/9). أشهر وجوه هذه الأسرة هم:.

 

1. محمدّ بن میکال (مقـ 250/864)

کان من أفراد جیش السلالة الطاهریة وقوباده. سیّره أخر أمراء هذه السلالة محمد بن طاهر بن عبدالله (248-259/862-873) لقتال الحاکم الزیدي في مدینة الري محمدبن جعفر الطالبي؛ ودارت حرب بینهما خارج المدینة، انتصر فیها محمد بن مکیال، وأسر محمد بن جعفر الطالبي، وسقطت الري في ید الطاهریین. و بعد فترة أنفذ الحسن بن زید إلیه قائداً یقال له «واجن»، فخرج إلیه محمد بن میکال، واقتتلا، ولکنه هزم و قتل. و عادت الري إلی الزیدیین. (م.ن، 9/275؛ ابن الأثیر، الکامل، 7/133-134).

 

2. الشاه بن میکال (تـ 302-914)

أشهر أبناء میکال بن عبدالواحد، وأول من ورد اسمه في المصادر من آل میکال بعد دیواستي، کان کأخیه من عملاء وقوّاد الطاهریین، انحاز الشاه و محمد بن عبداللَّه ابن طاهر إلی المستعین، في النزاع الذي حدث بینه و بین أخیه المعتز علی الخلافة في صفر 251/ آذار 865، و هُزم أنصار المعتز في الحرب التي دارت بینهما. (الطبري، 9/292، 295، 301-302؛ ابن الأثیر، الکامل، 7/146). وفي جمادی الثانیة من هذه السنة أمره ابن طاهر بالتوجّه لقتال أبي الحسین یحیی بن عمر (الطبري، 9/ 323، 331). وفي 252/866 حدثت ثورة في بغداد، فأمر محمد بن عبدالله بن طاهر، الشاه ابن میکال أیضاً بالتصدّي للثائرین، فشتت شملهم (م.ن، 9/359، 360؛ ابن الأثیر، الکامل، 7/170-171). وفي 256/870 ظهر علی بن زید العلوي في الکوفة علی الخلیفة العباسي المعتمد، فسیّر إلیه الشاه، واقتتلوا، فانهزم الشاه وقتل کثیر من جیشه، إلّا أنه نجا (الطبري، 9/474؛ ابن الأثی، الکامل، 7/239). ویبرز اسمه ثانیة في ثورة الزنج.

ففي 267/881 نزلت قوّات المعتمد بقیادة أبي العباس الموفّق بن المتوکّل الی سواحل دجلة، وکان الشاه بن میکال أحد قوّاد جیشه. وفي هذه الفترة أوکلت إلیه مهمة تطهیر منطقة الحسینیة من المتمرّدین (الطبري، 9/559، 563). ولاتتوفر معلومات تذکر عن السنوات الثلاثین الأخیرة من حیاة الشاه بن میکال. کما لایعرف أحد من أولاده وأعقابه. وقد نظم الشاعر العربي الشهیر أبو عُبادة البحتري قصائد في مدحه، ذکر في إحداها کنیته «أبا غانم»، وطلب منه في قصیدة أخری أن یکفیه الکاتب یونس (م.ن، 2/688، 905، 1187-1190، 1206، 3/1258-1259، 1900، 4/2430-2434).

 

3. عبدالله بن محمد بن میکال (تـ 308/920)

کان الوحید الذي التحق من آل میکال بالصفّاریین. وکانت له مکانة ومنصب في سجستان. وتقلّد الوزارة لفترة أیضاً. وفي ربیع الثاني 267/ تشرین الثاني 880 و کلّه عمرو في غیابه عن سجستان، فضبط الأمور فیها جیدا بالتعاون مع شادان بن مسرور (تاریخ سیستان، 237). ورغم أن عمرو بن لیث عزله في 276/889 عن منصب وکالة سجستان (ن.م، 247). إلّا أنه کان یعتبر حتی أواخر حکم عمرو من الأعیان فیها، و بعد القبض علی عمرو بن لیث، و ثورة السُّبکَري في سجستان استوزر عبدالله بن میکال (ن.م، 258). ویبدو أن عبدالله توجّه إلی الخلیفة العباسي المقتدر بعد أن هزم الخلیفة السبکري في ذي القعدة 299/ تموز 912 (ن.م، 295-296). ونال منزلة عنده، کما کان عبدالله لفترة في فارس، ودعا إلیه ابن دُرید العالم الشهیر و صاحب الجمهرة في علم اللغة، وعهد إلیه بتأدیب ابنه، وقد نظم ابن دُرید، في مدح الأب والابن قصیدة ذاع صیتهما في العالم الاسلامي علی إثرها (السمعاني، 12/531-533؛ نفیسي، فرهنگنامۀ پارسي، 534). وفي أواخر حیاته قلّده المقتدر أعمال کور الأهواز (یاقوت، 7/6؛ الذهبي، 16/156).

 

4. أبوالعباس اسماعیل بن عبدالله بن محمد بن میکال (270-362/883-973)

ولد في نیشابور، وفیها بدأ دراسته و أتمّها في فارس والأهواز، سمع الحدیث من عَبدان الأهوازي، وأبي العباس محمد بن إسحق السّراج، و أبي بکر محمدبن اسحق بن خزیمة، وعلي بن سعید العسکري و أبي العباس أحمد بن محمد الماسَوجَسي و غیرهم (یاقوت، 7/5-6؛ الذهبي، ن.ص). ودرس علی ابن دُرید في فارس و نهل مدة من معینه (السمعاني، 12/531؛ یاقوت، 7/6). وحینما قلّده والده أعمال الأهواز، ذهب إلیه. وقد ذکر یاقوت نقلاً عن أبي عبدالله الحاکم صاحب تاریخ نیشابور، أن ابن دُرید، علّم أبا العباس مدة في فارس. وانه لما نظم «مقصورته» المشهورة في مدح آل میکال و صله بـ 300 دینار (7/8-9). ولهذه القصیدة شروح عدیدة (نفیسي، فرهنگنامۀ پارسي، ن.م). کما قدم ابن دُرید کتاب الجمهرة إلیه، وأثنی علیه في مقدمتها (1/3). ولمّا عاد أبوالعباس إلی نیشابور تابع دراسته علی عدد من الأساتذة؛ روی عنه أبوعلي الحافظ النیشابوری وأبوالحسین محمد بن الحجاجي وأبوعبدالله الحاکم و عبدالغافر الفارسي (الذهبي، 16/156-157؛ یاقوت، 7/6).

کان أبو العباس المیکالي أبیّا نزیهاً، قلّده المقتدر الأعمال التي کان یتقلّدها أبوه، وأمر له بالخلعة (م.ن، 7/9-10)، ولکنه استعفی منها بحجّة أن لدیه في خراسان معاشاً بکفیه، وانصرف إلی نیشابور. فلما وصل إلیها، نصحه أبونصر بن أبي حَیّة بالذهاب إلی أبي عمرو الخفّاف رئیس المدینة، فاستقبله بفتور ممّا أثار غضبة، فتوجّه نحو أحمد بن اسماعیل ثاني الحکام السامانیین (295-301/908-914) وکان آنذاک في هراة، فاستقبله بحفاوة وزوّده بهدایا. وکانت هذه بدایة صلة آل میکال بالسامانیین (م.ن7/10-11). و بعد فترة تقلّد دیوان الرسائل باقتراح من الوزیر أبي جعفر أحمد بن الحسین العتبي (م.ن، 7/11)، فالمیکالیون إذن أقاموا في خراسان منذ زمن أبي العباس و یبدو أنه أول من توصّل منهم إل رئاسة نیشابور، وقد ذکر الذهبي أه کان «رئیس خراسان» (16/156).

و کان أبوالعباس عالماً بارزاً، له باع في الآداب العربیة والشعر والنثر، فضلاً عن العلوم‌الدینیة، وقد خلّف آثاراً فیها. و نجد نماذج من شعره في تتمة الیتیمة (الثعالبي، 2/107). توفيّ أبوالعباس في نیشابور وله من العمر 92 سنة، ودفن في مقبرة باب مَعمَر (السمعاني، 12/534؛ یاقوت،7/5، 12؛ ابن العماد، 3/41؛ قا: ابن أبي الوفا، 1/109). وقد ذکر البیهقي وفاته خطأً في 392/1002 (ص 203).

 

5. أبوالقاسم علي بن إسماعیل بن عبدالله بن محمد بن مکیال المطوعي (تـ 376/986)

وهو ابن أبي العباس المیکالي، وأکثر المیکالیین الذین اشتهروا کانوا من أعقابه. و کان أبوالقاسم المطوعي من الفرسان و الراغبین في الخیرات والذّابین عن حریم الاسلام. سمع الحدیث في نیشابور علی أبي محمد عبدالله بن محمد الشرقي وأبي حامد أحمد بن محمد بن بلال البزار و أبي الفضل بن قوهیار و غیرهم. ثم کتب الحدیث في بغداد والبصرة، وخرج فترة إلی طرسوس، وغزا الروم؛ ثم عاد إلی فراوة (في خراسان)، وسکنها، وبادر إلی إعمارها. فشیّد بالقرب من أبیورد رباطاً کبیراً، وانفق علیه أموالاً جمّة وحمل إلیها عدداً وآلات کثیرة، وحفر فیها أباراً حلوة وأنشأ ضیاعا و حبس لکل ذلک أوقافاً جلیلیةً، وتوفيّ فیها و دفن في المقبرة التي بناها قرب رباطه (السمعاني، 12/530؛ المقدسي، 333-334).

 

6. أبومحمد عبدالله بن إسماعیل بن عبدالله بن محمد بن میکال (307-379/919-990)

ویبدو أنه کان أکبر أبناء العباس المیکالي. تقلّد رئاسة نیشابور بعد أبیه، و درس العلوم المعروفة في عصره کالفقه والادب والشعر ولاسیما علم الشروط (کتابة وثائق المعاملات الشرعیة). ودرس الفقه علی قاضي الحرمین و غیره. وکان مذکوراً بالأدب والکتابة ویحفظ الکثیر من الأشعار، راغباً في راغباً في الخیرات یتفقد البائسین في الخفاء. ولمّا تقلّدرئاسة نیشابور کان یفتح بینه للناس من الصبح إلی العتمة. وفي 364/975 أرید له دیوان الرسائل، فامتنع کما امتنع من الوزارة مراراً. حج في 347/958 للمرة الأولی، وفي 379/989 سافر للحج ثانیة، ولکنه توفّي بمکة في أواخر ذي الحجة، ودفن في البطحاء (السمعاني، 12/528-529). وحدّث وهو في طریقة إلی الحج في دامغان والري و همدان و بغداد والکوفة بجملة من الحدیث بطلب من أهالیها (ن.ص). وکان أبومحمد عبدالله المیکالي من الأدباء والمحبّین للأدب في عصره ذکره المقدسي في مقدمة أحسن التقاسیم (ص 5). و کان شاعراً، أورد الثعالبي منتخبات من شعره العربي في یتیمة الدهر، وأضاف أنه بحفظ 000/100 بیت من الشعر (4/417-418)؛ ووردت له قطعة من شعره في دمیة القصر للباخرزي (2/953-954).

 

7. أبوجعفر محمدبن عبدالله بن أسماعیل بن عبدالله بن محمد بن میکال (تـ 388/998)

ولد في نیشابور، وخلف أباه في رئاسة المدینة، وتفقّه علی قاضي الحرمین أبي الحسین. وسمع الحدیث عن القاضي أحمد بن کامل والفقیه أحمد بن سلمان و عبدالله بن إسحق الخراساني، وعقدله مجلس الاملاء في 383/993. وکان الحاکم أبوعبدالله النیشابوری ممن سمع عنه (السمعاني، 12/530؛ یاقوت، 18/29-30). وکان أبوجعفر لغویاً متبحرّاً في العروض و شاعراً، ولعلّ ما نظمه بلغ أکثر من 000/10 بیت، ذکر الثعالبي قسماً منها (یتیمة الدهر، 4/418).

توفيّ أبوجعفر في نیشابور و دفن في بیت أبیه (السمعانی، 12/530) کتب له بدیع الزمان الهمذاني رسائل یمدحه فیها، وربّم یقصد بعنوان «ابن میکال رئیس نیشابور» الذي ورد في رسائله، أباجعفر هذا. (ص 496-500).

 

8. أبوعبدالله جعفر بن محمد بن عبدالله بن إسماعیل بن عبدالله بن محمد بن میکال

وهو بن أبي جعفر محمد بن عبدالله. لم ترد إشارة إلیه إلّا في تاریخ نیشابور. فقد ذکر أن أبا عبدالله سمع الحدیث من أبي سعید بن موسی و بشر الاسفراییني (الفارسي، 259).

 

9. أبونصر أحمد بن أبي القاسم علی بن إسماعیل المیکالي (تـ قبل 416/1205)

کان رئیس نیشابور و من کبارها و أعیانها (البیهقي، أبوالحسن، 203). أشیر إلیه لأول مرّة في حوادث سنة 367/977 بنیشابور (الگردیزي، 363). وکان معاصراً للسلطان محمود الغزنوي. ویبدو أن علاقته مع حسنک أحد أفراد آل میکال البارزین في غزنة لم تکن حسنة. وکان أدیباً بارعاً و شاعراً مبدعاً، روی العتبي بعض أشعاره في مرح السلطان محمود ضمن الثناء علیه (ص 253)، وکان بینه و بین بدیع الزمان الهمذاني صلات. ورد عدد من رسائل بدیع الزمان له في مجموعة رسائله (ص 238-240، 344، 346، 496، 500؛ الحصري، 1/274-279)، کماشکی بدیع الزمان في رسالة أخری إلی أبي نصر من نائبه في هراة. وکان أبونصر المیکالي شاعراً و عالماً قدیاً. ورغم عدم العثور علی أثر مستقل له، غیر أن قسماً کبیراً من آثاره وردت في المصادر، فقد نقل الباخرزي بعد ترجمة مختصرة له مقطوعات من أشعاره (2/956-959). وأورد العتبي رسالة بالعربیة أرسلها إلی قابوس وشمگیر (ص 253-254). أهم الذین قرظوه أبوبکر الخوارزمي فقد نظم قصیدة في مدحه (م.ن، 254-256). وهناک رسائل أرسلها الخوارزمي إلیه (ص 110-111). ولأبي الفتح الُبستي أحد شعراء ذلک العصر الکبار – أبیات في مدحه أیضاً (الحصري، 1/145).

 

10. حسنک میکال، أبوعلي الحسن بن محمدبن العباس (مقـ 422/1031)

أشهر أفراد هذه الأسرة، وآخر وزراء محمود الغزنوي، ولایعرف بدقّة کیف نسب إلی آل میکال. ویذهب نفیسي في حدسه إلی أن العباس آخر جد عرف له هو ابن أبي العباس المیکالي (تعلیقات …، 1006)، ولکن لم یشر إلی هذه النقطة في أي من المصادر المهمة. وقد حظط والد حسنک باهتمام محمود الغزنوي حینما قصده و هو أمیر جیش خراسان . لکنه توفيّ شاباً فخلفه ابنه أبوعلي، ثم ذهب إلی غزنین وأصبح من ندماء السلطان محمود. وفي هذه الفترة حدثت اضطرابات في نیشابور، تنازعت فیه الفرق المختلفة. فقد تعرّض الناس لظلم أتباع أبي بکر محمد بن مَمشاد الکرّامي، وأدّی صراعهم مع أنصار القاضي صاعد إلی تدمیر المدینة؛ فقلّد محمود أبا علی الحسن رئاسة نیشابور لإخماد هذه الإِضطرابات وإعادة الهدوء إلی المدینة. فَحلّ أبوعلي هذه المشکلة وعاقب الظالمین شرّ عقاب، وبادر خلال رئاسته لاعمار المدینة، فبنی سقفاً لسوقها و عمل علی نظافة الطرق فیها (العُتبي، 392-401). وشیّد أبنیة وحدائق کثیرة في شادیاخ بنیشابور، استولی علیها بعده مسعود الغزنوي (البیهقي، أبوالفضل، 41). وقد لفتت مهارته في ادارة نیشابور اهتمام محمود الغزنوي، فاستدعاه إلی غزنین. فعیّن أبوعلي نوّاباً له في نیشابور، وتوجّه إلی محمود، فلقّبه السلطان بـ «حسنک» تعبیراً عن حبّه الوافر له، وظلّ یعرف بهذا الاسم إلی آخر حیاته، وبه اشتهر (منشي الکرماني، 42).

حج حسنک في 415/1024، وفي أثناء عودته عرّج إلی الشام التي کانت من مناطق نفوذ الفاطمیین لفقدان الأمن في طریق مکة، فخلع الخلیفة الفاطمي علیه و علی مرافقیه (البیهقي، أبوالفضل، 224؛ الگردیزي، 424؛ ابن الجوزي، 8/15-16). ممّا أغضب الخلیفة العباسي القادر بالله. فکاتب محمود معترضاً، واتّهم حسنک بالقرمطة، ورغم أن السلطان کان یعتقد بعدم صحة هذه التهمة، إلّا أنه أنفذ هدایا الخلیفة الفاطمي إلی بغداد لإِرضاء الخلیفة، وأحرقت فیها (البیهقي، أبوالفضل، 227-228). وبعد عدة سنوات قلّد محمود، حسنک الوزارة رغماً من الخلیفة بعد عزل الخواجة أحمد حسن المیمندي في (416/1025) (نفیسي، تعلیقات …، 995).

وفي 418/1027 أمر محمود حسنک أثناء وزارته بالتوجّه إلی سجستان و هناک عزل الخواجة أبا منصور الخوافي من الحکم، عیّن عزیز فوشنجة حاکماً علیها (تاریخ سیستان، 361).

ولم تکن علاقة حسنک بمسعود اکبر أبناء محمود الغزنوي حسنة أثناء تسلّمه الوزارة. وقد انحاز إلی أخیه الأصغر في المناقشات التي دارت بعد وفاة السلطان محمود في 421/1030؛ وتولّی الوزارة في فترة حکمه القصیرة. ولمّا انتصر مسعود علی أخیه، قبض علی حسنک، ونقل إلی هراة (البیهقي، أبوالفضل، 57-58). واغتنم أعداؤه الفرصة ولاسیما أبوسهل الزوزني، وأصرّوا علی إعدامه. وفي 27 صفر 422/23 شباط 1031، عقد مجلس في بلخ حضره الخواجة أحمد حسن المیمندي، تقرّر فیه أن تسلّم أمواله کلها إلی مسعود (م.ن، 229-230)، وشنق في الیوم التالي. وکان الناس ولاسیما أهالي نیشابور یبکونه علناً، ولم یستجب أحد للدولة التي أمرت برجم جسده، وأرسل رأسه إلی الخلیفة القادر في بغداد (الگردیزي، 425)، ودفن جسده بعد أن ظلّ معلّقاً حوالي 7 سنوات (م.ن، 231-234، 236).

وبعد القبض علی حسنک توجّه مسعود الغزنوي في شعبان 421/ آب 1030 إلی نیشابور، وأمر أن تعطّل فیها الرسوم والعادات التي أوجدها حسنک وأن یعود الناس إلی عاداتهم القدیمة، کما توسّط القاضي صاعد في هذه الأثناء فأعیدت إلی أولاد أبي نصر میکال الأملاک والموقوفات التي صادرها حسنک منهم (البیهقي، أبوالفضل، 41-44). ویبدو من الحدیث المستفیض والمثیر الذي أورده البیهقي، أن حسنک کان رجلاً أبیّاً محسناً، وقد أثار إعدامه الألم والحزن في قلوب عامة الناس. کما وصف نفیسي حسنک أنه کان إیرانیا نزیهاً مخالفاً لسیطرة العرب، متحدیاً إیاهم، محبّاً للآداب الفارسیة، عاملاً علی نشرها (تعلیقات، 996,000). وقد مدح فَرُّخي الشاعر الشهیر في مطلع القرن 5/11، حسنک في 6 قصائد طویلة، هنّأه في إحداها بالوزارة (ص 178، 180-183).

 

11. أبوالقاسم علی بن أبی جعفر محمد بن عبدالله بن إسماعیل (تـ بعد 427/1036)

یشتهر بالخواجة علي میکال. أورد أبوالفضل البیهقي اسمه مراراً في حوادث عهد محمد و مسعود الغزنویین. ویحتمل أنه ابن أبي جعفر محمد، وربّما کان أول شخص التحق بالغزنویین من آل میکال. فقد دعاه محمود إلی غزنة وقلّده رئاسة تلک المدینة (ص 380). ومنذ ذلک الحین برز الخواجة علي علی مسرح الأحداث في تلک الفترة. ففي 402 أو 403/1011 أو 1012 قرّر محمود تزویج ابنتهل منوچهر بن قابوس حاکم جرجان، وعهد الی الخواجة علي بمرافقتها إلی جرجان (م.ن، 264). وبعد وفاة محمود انحاز إلی مسعود في نزاعه مع أخیه محمد، وأرسل له رسالة تنمّ عن طاعته له (م.ن، 19). وفي ذي الحجة 422/ کانون الأول 1031 عهد إلیه باستقبال رسول الخلیفة الجدید القائم، وأقامة الاحتفالات في المدینة، ونجح في مهمّته هذه (م.ن، 380، 383، 387). ثم بدأ نجمه بالتألق حتی کانت إلیه أکثر الأمور المهمة، وفي جمادی الثانیة 433/ أیار 1032 عیّنه مسعود نقیباً «لحجّاج خراسان و ماوراء النهر» (ن.م، 455، 456، 459).

وکان یتولّی نیابة رئاسة غزنین في غیابه أحد أبنائه الخواجة مظفر، ولکنه توفيّ في حیاة والده في ربیع الأول 427/ کانون الثاني 1036 (ن.م، 649).

 

12. أبوالفضل عبیدالله بن أحمد المیکالي (تـ 436/1045)

أکبر أبناء أبي نصر المیکالي، ومن الشعراء والعلماء والمتحدّثین الشهیرین في عصره. ولد في نیشابور، وفیها توفّر علی کسب العلم، وکان یعتبر أبرز عالم و شاعر في آل میکال، ونال شهرة واسعة بمعاشرته لأعیان وأدباء عصره کأبي منصورالثعالبي والباحرزي. سمع أبوالفضل المیکالي الحدیث في خراسان علي عدد کبیر، منهم الحاکم أبو أحمد الحافظ و أبو عمرو بن حمدان. وسمع في بخاری علی أبي بکر محمد یافث البخاري؛ وفي مکة علی أبي الحسین بن رزیق؛ وکذلک علی أبي علي حمد بن عبدالله الرازي و غیرهم (الفارسي، 461؛ ألکتبي، 2/428). وکان نفسه محدّثاً قدیراً، بدأ بالروایة في رجب 422/ حزیران، 1031. وکان یحضر درسه أئمة المذاهب والقضاة والأعیان. واستمرت دروسه هذه حتی آخر عمره (الفارسي، 461). روی عنه جماعة منهم أبوصالح المؤذّن و مسعودبن ناصر (ن.ص) وأبوالفضل محمدبن أحمد الطبسي، وأبوالحسن علي بن احمد المؤذن وأبوالقاسم عبدالله بن علي (السمعاني، 12/528).

کان یعیش أبوالفضل في نیشابور، وتولّی رئاسة المدینة کأجداده مدة طویلة (الحصري، 1/136)، وفي جمادی الأولی 424/ نیسان 1033 وفد السلطان مسعود الغزنوي إلی نیشابور وأقام فیها مدة، وقد دعا في هذه الفترة وزیره الخواجة أحمد بن عبد الصمد من خوارزم إلی نیشابور و أنزله في بیت أبي الفضل. ویبدو أنه کان آنذاک من فضلاء هذه المدینة وأعیانها (البیهقي، أبوالفضل، 476).

کان أبوالفضل المیکالي حسن الأخلاق، ملیح الشمائل، کثیر العبادة، سخي النفس (السمعاني، 12/527) خلّف عدة أولاد، ذکرمنهم البیهقي ثلاثة (الأمیر الحسین والأمیر علي والأمیر إسماعیل) (ص 203). وله ولد آخر یدعی طاهر بن عبیدالله، وکان محدّثاً، توفي في همدان (الفارسي، 417). کما توفيّ أبو الفضل في عید الأضحی من السنة المذکورة (السمعاني، 12/528؛ الکتبي، ن.ص).

 

شخصیته العلمیة وآثاره

کان أبوالفضل المیکالط متضلّعاً في الأدب العربي فضلاً عن تبحره في الفقه والحدیث. وله آثار في النظم والنثر. ورغم أن دیوانه مفقود حالیاً غیر أن المؤلفین و أصحاب التراجم جمعوا الکثیر من شعره و أوردوه في کتبهم، فقد ذکر الثعالبي في یتیمة الدهر، (4/355-381) مقتطفات مستفیضة نسبیاً منه. کما أورد قطعاً له في کتبه الأخری کالإعجاز والإیجاز (ص 270) و سحر البلاغة (ص 196-197). ونظم الثعالبي أیضاً أبیاتاً في مدحه (الحصري، 1/141)، کما ذکر الحصري نماذج کثیرة من نظمه و نثره مع أشعار قیلت فیه (ص 1، 2، 3، 4، «مخـ»). وکانت بین المیکالي و بین شعراء عصره مکاتبات (ابن الظّافر، 223-224؛ الکتبي، 2/431؛ الباخرزي، 2/715-719؛ الحصري، «مخـ»). وقد أثني عمر بن علي بن محمد المطوعي مراراً علی أبي الفضل في آثاره (م.ن، 3/713-714)، وألف کتاباً مستقلّاً عن نظمه و نثره باسم درک الغُرَر و درج الدُّرر، یبدو أنه مفقود، ولکن أقساماً منه وردت في المصادر، کما استشهد العتبي بأشعاره ضمن ثنائه علی أسرة المیکالي، سیما أبوالفضل عبیدالله، ونقله لمنتخبات من کتاباته (ص 240، 257-262). وکان النمیري من الذین أفاضوا في ذکر آثار أبي الفضل في القرون التالیة (2/268، 269، 10/60، 11/228، 233، 252-253). کما أورد ابن شاکر الکتبي أشعاراً له بعد أن تحدّث عنه باختصار (2/248-433). ومن المحتمل جدّاً أن تکون الابیات القلیلة التي أوردها النواجي في حلبة الکُمَیت له (ص 335).

آثار الفضل المیکالي عبارة عن: 1. دیوان شعر، کان لایزال موجوداً وشهیراً حتی زمن السمعاني (12/528) والآن مفقود. جمع شعره مُوبرگ في کتاب مستقل، وطبع في لاییزیغ عام 1908 (سزگین، 2 (4)/258)؛ 2. فضائل الملوک، ذکره میرخواند لأول مرة، کما أشار إلی أنه کان من مصادره (1/17). وکرر حدیثه هذا حاجي خلیفة وغیره (2/1278؛ البغدادي، 1/468). وهذا الکتاب التاریخي مفقود حالیّاً؛ 3. مخزن البلاغة (میرخواند، 1/17؛ حاجي خلیفة، 2/1639)، وذکر أبوالحسن البیهقي أن اسمه مخزون البلاغة (ص 203)؛ 4. شرح علی حماسة أبي تمام، ذکره حاجي خلیفة (1/691-692)، ولکنه مفقود (سزگین، 2(1)/113، 2(4)/258)؛ 5. ملح الخواطر و منح الجواهر (حاجي خلیفة، 2/1817؛ البغدادي، 1/648)؛ 6. شرح دیوان المتنبي (البغدادي، ن.ص)؛ 7. المخزون والدّر المنظوم واللفظ المعدوم، ویقع هذا الکتاب في عشرة أبواب، ویشمل الإِخوانیات والمدائح و بحوث من هذا النوع. توجد مخطوطة منه بالخط النسخي بتاریخ 1148/1735 في مکتبة الجامع الکبیر بمدینة صنعاء (الرقیحی، 4/1701)؛ 8. المنتحل (بروان: المنتخِل) أو المنتخب المیکائیلي، ذکره أبوالحسن البیهقي (ن.ص) وغیره في مصنّفات أبي الفضل. ویضم منتخبات من النثر و الشعر العربي منذ العهد الجاهلي حتی عصر البویهیین، ویقع في 15 باباً. توجد منه مخطوطتان، دوّنت احداهما في 611/1214، وتحفظ في مکتبة طوپقاپوسراي بترکیة (قاراتاي، 4/4325؛ سزگین، 2(1)/124-125) والمخطوطة الأخری في مکتبة کمبریدج (براون، 221-222)؛ 9. رسالة وصف الکتابات، توجد مخطوطة من هذه الرسالة التي دوّنت في 1260/1844، في المجموعة رقم 4505 بمکتبة جامعة طهران المرکزیه (المکتبة المرکزیة، مخطوط، 13/3454-3455)؛ 10. وله أیضاً کتاب باسم انشاء الأمیر أبي الفضل عبیدالله بن أحمد المیکالي، في فهرس رقم 4559 بمکتبة مجلس الشوری السابق (مجموعة تقوي) (مجلس الشوری، مخطوط، 12/241 ومابعدها)، کما یوجد منه صورة مصغرة (میکروفلم) في مکتبة جامعة طهران المرکزیة (المکتبة المرکزیة، الصور المصغّرة، 1/615، 632).

 

13. أبوابراهیم نصر بن أحمد المیکالي

وهو ابن أبي نصر المیکالي والأخ الأصغر لأبي الفضل عُبیدالله بن أحمد (العتبي، 257-258). کان أمیراً و عالماً و شاعراً و محدّثاً، ورغم أنه لم یبلغ شهرة أخیه غیر أن الباخرزي یعتبره أعلم من أبي الفضل بأصول الأدب، وأورد شیئاً ممّا أملاه علیه من الشعر (2/956-959). سمع أبو إبراهیم الحدیث من أبي عمرو بن حمدان، وروی عنه أبوبکر محمد بن یحیی (الفارسي، 708). تحدث عنه الثعالبي باختصار، وأورد بعض أشعاره ومنها قصیدة الرّثاء التي نظمها في أبي العباس بن طاهر بن زینب (تتمة الیتیمة، 2/6-7؛ م.ن، خاص الخاص، 227). وکان أبو إبراهیم من أعیان نیشابور، وربّما تقلّد منصب الإِمارة، ولا یتوفّر عنه مزید من المعلومات، ولاشک في أنه کان حیّاً حتی أوائل حکم مسعود الغزنوي ومقتل الوزیر حسنک (البیهقي، أبوالفضل، 43-44).

 

14. أبوالقاسم علي بن أبي الفضل عبیدالله المیکالي

 أکبر أبناء أبي الفضل عبیدالله المیکالي (الثعالبي، تتمة الیتیمة، 2/106). ذکره أبوالحسن البیهقي باسم الأمیر علي (ص 203)، وکان شاعراً وأدیباً وطبیباً وله دیوان شعر. أورد الثعالبي أبیاتاً له، وقال إنه لایظهر أشعاره (تتمة الیتیمة، ن.ص).

 

15. أبوالشجاع مظفر بن أبي صالح محمد بن أبي القاسم علي بن اسماعیل المیکالي (تـ 455/1063)

و هو حفید أبي القاسم علي المطوعي. کان محدّثاً یحفظ القرآن و یجالس الصوفیة والعلماء، سمع الحدیث علی أبي زکریا الحربی والخَفّاف وأبي بکربن عبدوس وغیرهم من المحدّثین آنذاک، وروی عنه أبو عبدالله الفارسي (الفارسي، 685).

 

16. الأمیر أبوأحمد الحسن بن محمد بن إسماعیل المیکالي

 وهو حفید أبي العباس المیکالي ومن محدّثي العصر. ذکر الفارسي أنه سمع الحدیث علی جدّه أبي العباس المیکالي وأبي سعید محمدبن علي المحاربي وأبي عمروبن حمدان (ص 272).

 

17. أبو المنصور عبدالله بن أبي الفضل عبیدالله المیکالي (کان حیّاً في 445/1053)

 وهو حفید أبي الفضل المیکالي، ویقول الفارسي إنه سمع من أبي القاسم عبدالعزیز بن البندار الشیرازي (ص 453).

 

18. أبوعبدالله الحسین بن علي میکال (کان حیّاً في 451/1059)

لقبّ برئیس الرّساء، وکان سیاسیاً کبیراً في عصر مسعود الغزنوي، أسره السلاجقة، وکان سبباً لاستمرار نفوذ ومکانة آل میکال في عهد طغرل السلجوقي. ذکر نظامي العروضي أن السلطان محمود أوفده إلی بلاط أبي العباس مأمون الخوارزمشاهي لدعوة عدد من العلماء کابن سینا و أبي سهل المسیحي وأبط ریحان البیروني إلی غزنین (ص 118-119). وروی أیضا أن «الخواجة الحسین بن علي میکال … من أفاضل عصره وأماثلهم و أعجوبة رجال زمانه» (ص 120). ولایستبعد أن یکون نظامي العروضي قد اشتبه في هذا لارتکابه عدداً من الأخطاء التاریخیة في کتابه چهار مقاله (ظ: معین، 442-423).

وکان مسعود یسعی في صفر 426/ کانون الثاني 1035 إلی حشد جیش لقمع الترکمان السلاجقة، فأرسل أبا عبدالله لإِعدد ما یلزم للسفر إلی مرو (البیهقي، أبوالفضل، 571، 628). وحینما زاد الترکمان من هجماتهم علی خراسان، أرسل مسعود الحاجب بگتغدي مع عبدالله الحسین علی رأس جیش کبیر لقتالهم في شعبان 426/ حزیران 1035. وقد هزم القائد بگتغدي الترکمان في هجومه الأول و شتّت شملهم، ولکن حینما بادر أفراده إلی جمع الغنائم استجمع الترکمان قواهم و عاودوا الهجوم علیه، وانتصروا علی جیش غزنه في موضع یدعی «سپندا نقان»، فآثر بگتغدي الفرار. أما أبوعبدالله الحسین فلم یستطع الهرب لأنه کان یمتطي فیلاً و وقع في أسر الترکمان و حمل إلی داود شقیق طغرل (رمضان 426/ تموز 1035) و سجن عنده (الگردیزي، 100-102؛ البیهقي، أبوالفضل، 627-629). وبعد 5 سنوات (431/1040) کان الحسین لایزال سجیناً لدیهم حینما کان مسعود في باورد یطارد السلاجقة، (البیهقي، أبوالفضل، 806). ولم یرد له ذکر بعد ذلک لعدة سنوات. و یبدو أنه استطاع شیئاً فشیئاً أن یشقّ له طریقاً بین الأمراء الفاتحین إلی درجة أن طغرل الأول استوزره في 436/1044 لمدة قصیرة بعد أبي القاسم علي بن عبدالله الجویني (ابن الأثیر، الکامل، 9/526؛ إقبال، 39-40). ویقول أبوالفضل البیهقي إنه کان حیّاً حتی 451/1059 (ص 379-380). وکان یکتب له الکاتب الشهیر الباخرزي صاحب دُمیة القصر (باسورث، 1/183).

وهناک أسماء أخری غیر ما ذکرنا من أفراد هذه الأسره وردت في طیّات الکتب والرسائل لاتتوفر عن أصحابها معلومات تذکر. ویشیر الباخرزي (2/1337) إلی أحدهم، کما یذکر الفارسي اسم امرأة من هذه الأسرة تدعی جمعة بنت أبي الحسن أحمد بن أبي الفضل محمد بن عبیدالله، و کانت فاضلة محدّثة (ص 259).

وقد ظهر من آل میکال خلال ثلاثة قرون علماء وشعراء و محدّثون وأدباء وسیاسیون، امتدت شهرتهم – وفي حیاتهم أحیاناً – إلی أقصی مناطق العالم الاسلامي، وکانوا علی علاقة بالطاهریین والسامانیین، وأخیراً الغزنویین و عملوا لهم. کما أن أحدهم وزر للسلاجقة. کما ذکرنا سابقاً. وبعد استقرار السلالة السلجوقیة في ایزان، فقدت هذه الأسرة مکانتها و قدرتها علی بلوغ مراتب عالیة، وربّما کان ذلک بسبب فقد خراسان أهمیتها القدیمة، حیث لم یظهر فیما بعد شخصیة شهیرة منهم. وکان أفراد هذه الأسرة یبدون مرونة تجاه التيورات السیاسیة ومستجداتها، وبذلک کانوا یحتفظون بقدرتهم ومالدیهم من امتیازات (باسورث، 1/186). ورغم أن قاعدة آل میکال الأصلیة کانت نیشابور، فقد استطاعوا ببعد نظرهم أن یتبّوأوا مکانة خاصة في مؤسسات ملوک خراسان الحکومیة آنذاک من الطاهریین الی السلاجقة (م.ن، 1/187).

 

المصادر

ابن أبي الوفاء، عبدالقادر بن محمد، الجواهر المضیئة، حیدرآباد الدکن، 1332 هـ/ 1914م؛ ابن الأثیر، علي بن محمد، الکامل، بیروت، 1402هـ/1982م؛ م.ن، اللباب في تهذیب الأنساب، القاهرة، 1369 هـ/ 1950م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1359هـ/ 1940م؛ ابن درید، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، حیدرآباد الدکن، 1344هـ 1925م؛ ابن ظافر الأزدي، علي، بدائع البدائه، تقـ محمد أبوالفضل ابراهیم، القاهرة، 1970م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ/ 1931م؛ إقبال، عباس، وزارت در عهد سلاطین بزجگ سلجوقي، تقـ محمدتقي دانش‌پژوه و یحیی ذُکاء، تهران، 1338ش؛ الباخرزي، علي بن الحسن، دُمیة القصر، تقـ محمد التونجي، دمشق، 1392هـ/ 1972م؛ باسورث، کلیفورد ادموند، تاریخ غزنویان، تجـ حسن أنوشة، تهران 1362ش؛ الحتري، الولید بن عبید، دیوان، تقـ حسن کامل الصیرفي، القاهرة، 1977م؛ بدیع الزمان الهمداني، أحمدبن الحسین، کشف المعاني والبیان عن رسائل بدیع الزمان، تقـ الشیخ ابراهیم أفندي الطرابلسي، بیروت، 1890م؛ البغدادي، إسماعیل باشا، هدیة العارفین، استانبول 1951م؛ البیهقي، أبوالحسن، تاریخ بیهق، تقـ قاري سیدکلیم الله حسیني، حیدرآباد الدکن، 1388هـ/1968م؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ علي أکبر فیاض، مشهد، 1356ش؛ تاریخ سیستان، تقـملک‌الشعراء بهار، تهران، 1352ش؛ الثعالبي، أبومنصور، الإعجاز والإیجاز، القاهرة، 1897م؛ م.ن، تتمة الیتیمة، تقـ عباس إقبال، تهران، 1353هـ/ 1934م؛ م.ن، ثمار القلوب، تقـ محمدحسین، القاهرة، 1326هـ/1908م؛ م.ن، خاص الخاص، تقـ حسین الأمین، بیروت، دارمکتبة الحیاة؛ م.ن، سحر البلاغة وسر البراعة، تقـ عبدالسلام الحوفي، بیروت، 1405هـ 1985م؛ م.ن، یتیمة الدهر، تقـ محمدمحیي‌الدین عبدالحمید، بیروت، دارالفکر؛حاجي خلیفة، کشف الظنون، استانبول، 1943م؛ الحصري القیرواني، إبراهیم بن علي، زهرالآداب وثمر الألباب، تقـ زکي مبارک ومحمد محیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1372-1374هـ؛ الخوارزمي، محمدبن عباس، رسائل، بمباي، 1301هـ/1884 م؛ الذهبي، شمس‌الدین محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ شعیب الأرنؤوط وأکرم البوشیي، بیروت، 1406هـ/ 1986م؛ الرقیحي، أحمد عبدالرزاق وآخرون، فهرست مخطوطات مکتبة الجامع الکبیر صنعاء، دمشق، 1984م؛ الزبیدي، محمدمرتضی، تاج العروس، دار مکتبة الحیاة؛ سزگین، فؤاد، تاریخ التراث العربي، تجـ محمود فهمي حجازي،الریاض، 1403هـ/1983م؛ السمعاني، عبدالکریم بنمحمد، الأنساب، تقـ شرف‌الدین أحمد، حیدرآباد الدکن، 1401هـ/1981م؛ الطبري، محمدبن جریر، تاریخ، تقـ محمد أبوالفضل ابراهیم، القاهرة، 1960-1968م؛ العتبی، محمد بن عبدالجبار، التاریخ الیمیني، تجـ أبوالشرف ناصح بن ظفر جرفادقاني، تقـ جعفر شعار، تهران، 1345ش؛ فارسي، عبدالغافر، تاریخ نیشابور، تقـ محمد کاظم محمودي، قم، 1362 ش؛ فرّخي سیستاني، دیوان أشعار، تهران، 1355ش؛ کتابخانۀ مجلس شورای ملي، فهرست خطي؛ کتابخانۀ مرکزي، فهرست خطي، کتابخانۀ فهرست میکروفیلمها؛ الکتبي، محمدبن شاکر، فوات الوفیات، تقـ إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ گردیزي عبدالحيب بن ضحاک، تاریخ، تقـ عبدالحي حبیبي، تهران، 1363ش؛ معین، محمد، تعلیقات بر چهار مقالۀ نظامي عروضي [تعلیقات علی چهار مقاله لنظامي العروضي]؛ المقدسي، محمد بن أحمد، أحسن التقاسیم، تقـ یان دي خویه، لیدن، 1906م؛ منشي کرماني، ناصرالدین، نسائم الأسحار من لطائم الأخبار، تقـ محدّث أرموي، تهران، 1364ش؛ میرخواند، محمدبن خاوندشاه، روضة الصفا، تهران، 1339ش؛ نظامي عروضي، أحمدبن عمر، چهارمقاله، تقـ محمدمعین، تهران،1333ش؛ نفیسي، سعید، تعلیقات بر تاریخ بیهقي، تهران، 1326 ش؛ م.ن، فرهنگنامۀ پارس، تهران، 1319ش؛ م.ن، محیط زندگی وأحوال وأشعار رودکي، تهران، 1336 ش؛ النواجي، محمد بن الحسن، حلبة الکُمَیت، القاهره، 1357هـ/ 1932م؛ النویري، أحمدبن عبدالوهاب، نهایة الأرب، تقـ أحمد الزّین، القاهرة؛ یاقوت، معجم الأدباء، بیروت، دارالفکر، 1980م؛ وأیضاً:

Browne, Edward G., A Hand-List of the Muhammadan Manuscripts. Cambridge, 1900; Iranica; Karatay, Fehmi Edhem, Arapca Yazmalar Kataloga, Istanbul, 1969.

سیدعلي آل داود

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: