الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل مأمون /

فهرس الموضوعات

آل مأمون

آل مأمون

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۳:۰۶:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

آل مأمون، سلالة من حکّام خوارزم المحلیین، حکموا هذه الولایة منذ حوالي عام 385-408ھ/995-1017م. وکانت مدینة جُرجانج أو الجُرجانیة قاعدة لهم. وخضع آل مأمون في البدایة للسامانیین، وبعد انقراض السلالة الأخیرة، استقلوا في الحکم، لفترة قصیرة، ثم خضعوا لسلطة محمود الغزنوي بعد أن قویت شوکة الغزنویین.

 

تاریخهم

لاتتوفّر معلومات دقیقة عن نشوء هذه السلالة وبدایة حکمها. وقد ورد في حدود العالم (ألّف في 372ھ/982م) أن مدینة جرجانج (الجرجانیة) کانت تحکمها في أواسط النصف الثاني للقرن 4ھ/10م حکومة مستقلة عن الکاث (عاصمة ملوک خوارزم من آل العراق). وقد أشار هذا الکتاب إلی أن جرجانج کانت سابقاً تخضع للخوارزمیین، إلّا أنها استقلت الآن ویحتمل أن یکون هذاالحاکم الذي لم یرداسمه، من آل مأمون (ص 123). واستناداً إلی المعلومات التاریخیة الوثیقة فانّ أول فرد عرف من هذه السلالة هو أبوعلي مأمون ابن محمد خوارزم‌شاه. وقد بدأ فتوحاته بعد توسیعه لمدینة جرجانج وجعلها مرکزاً للقوافل المّتهجة إلی المناطق الجنوبیة من روسیا. وقام مأمون بن محمد في 385ھ/995م بالهجوم علی مدینة کاث متذّرعاً باطلاق سراح أبي علي السیمجوري القائد الساماني الهارب الذي اعتقله وسجنه أبوعبدالله محمدبن أحمد خوارزم شاه آخر فرد من خوارزم شاهیة آل عراق. واستطاع من اعتقال خوارزم شاه ثم قتله بعد فترة بحضور أبي علي السیمجوري، و بذلک تمکّن من السیطرة علی جمیع أنحاء ولایة خوارزم وأطلق اسم خوارزم شاه علی أسرته، وکان یطلق منذ القدم علی ملوک خوارزم.

 

حکام هذه الأسرة

تولّی الحکم من أفراد هذه الأسرة منذ سیطرة ال مأمون علی جمیع أنحاء خوارزم وحتی انقراضها علی ید محمود الغزنوي، أربعة هم:

 

1. أَبوعلي مأمون الأول (حکم: 385-387ھ/995-997م)

وکان قد حکم جرجانج بضع سنین قبل عام 385/995، وفي أعقاب ضعف السامانیین – کما مرّ – هاجم کات و أطاح بـ محمد بن أحمد خوارزم شاه وأخضع جمیع أنحاء خوارزم (العتبي، 130 ومابعدها). ولم یستطع السامانیون الذین کانوا في صراع مع القره خانیین من إنجاذ خوارزم شاه. واستقّل آل مأمون بعد سقوط السامانیین لمدة قصیرة من الزمن. وقد توفيّ مأمون الأول في 387ھ/997م وخلفه ابنه أبوالحسن علي بن مأمون (ن.م، 151).

 

2. أبوالحسن علي بن مأمون (حکم: 387-حـ 399ھ/997-1008م)

تعاظمت في عهده قوة الغزنویین. وقد تزوج من أخت السلطان محمود الغزنوي – حرّة کالجي – للحفاظ علی مرکزه و توطیده، وکانت النتیجة أن اتّحد آل مأمون مع الغزنویین ظاهریاً. إلّا أن سیاسة محمود وهدفه کانا یتلخّصان في فرض سیطرته الکاملة تدریجیاً علی جمیع أرجاء خوارزم. وأستمر حکم علي بن مأمون حتی عام 399ھ/1008م وهو العالم الذي یحتمل أنه توفّي فیه. وکان علي بن مأمون من المحبّین للعلم والفنون، حیث اجتمع في بلاطه إبّان حکمه علماء کثیرون من مختلف البلاد الاسلامیة. وکان أبوالحسن السهیلي وزیراًله.

 

3. أبوالعباس مأمون بن مأمون (حکم حـ: 399-407ھ/1008-1017م)

خلف أخاه في الحکم. وطلب في 406/1015 من محمود الغزنوي ید أخته والتي کانت زوجة أخیه المتوفی علي. فوافق محمود علی طلبه (الگردیزي، 395-396؛ العتبي، 374) وهکذا قویت أواصر العلاقات بینهما. وروی أبوالفض البیهقي في القسم الأخیر من کتابه بتفصیل ودقّة تثیران الإِعجاب، الأحدات التي جرت في عهد أبي العباس نقلاً عن کتاب المسامرة في أخبار خوارزم المفقود لأبي ریحان البیروني. ثم نقله أکثر المؤرخین بعده مع بعض التعدیلات علیها، وقد ورد فیه أن أبا العباس هذا کان حذراً جداً في تعامله مع محمود الغزنوي ویراعیه في شتّی المجالات، خوفاً من قوة الغزنونیین المتزایدة، إلی حدٍ أنه کان یقف له احتراما عندما یمسک القدح الثالث من الشراب (ص 668). وعندما أرسل الخلیفة العباسي القادر بالله خلعة له مع حسین رئیس الحجاب و منحه لقب عین‌الدولة وزین الملّة، استقبل مبعوث الخلیفة بصورة سریة احتراما لمحمود أو خوفاً منه، فأرسل أباریحان البیروني لاستقباله خارج المدینة واستلام هدایا الخلیفة منه. وأمره الّا یطلع أحداً علی ذلک (البیهقي، 669). وکان هدفه ألّا یعلم السلطان محمود أنّ خوارزم شاه قد نال الخلعة واللقب من الخلیفة مباشرة دون علمه ووساطته.

وفي هذه الأثناء أرسل السلطان محمود الذي کان یبحث عن ذریعة، رسولاً إلی أبي العباس یطلب منه أن یقرأ اسمه في الخطبة. ویقول البیروني – الذي کان آنذاک من المقرّبین إلی المأمون و من مستشاریه -: عندما وصل رسول محمود إلی خوارزم، تمحّل خوارزم شاه الاعذار مدة، ثم جمع کبار رجال خوارزم طالباً منهم الحلّ. وأخیراً قرّر أن یرسل أولاً رسولاً إلی الملک الغزنوي المقتدر لیستفسر منه عن حقیقة الأمر. ثم طلب بعد ذلک أمراء الجیش، وآخرین من کبار رجالات‌الدولة لیستشیرهم. وتحدّث إلیهم حول الخطبة باسم محمود موضّحاً الأخطار التي یمکن أن تصیب خوارزم من ناحیته. فغضبوا وأکّدوا أنهم لن یرضخوا لمثل هذا العمل. ثم غادروه وأعدّوا أنفسهم لخوض المعرکة. وسعی أبوالعباس فترة للإتحاد مع أمراء ترکستان ترقیباً لهجمات محمود وحینما لم یتلّق محمود – الذي کان في هذه الفترة قد استقر في بلخ – جواباً، أرسل رسالة تهدید إلیه طالباً منه أن ینفّذ أحد هذه الأعمال الثلاثة: إما أن یقرأ الخطبة باسمه طوعاً، أویرسل إلیه هدیة قیّمة، وإما أن یرسل أعیان تلک الولایة وفقهاءها وأئمتها إلیه لطلب العفو منه.

وما أن استلم خوارزم شاه الرسالة حتی داخله الخوف، وأدرک أن المراد منه تنفیذ الطلبات الثلاثة کلها؛ فأمر أن تقرأ الخطبة باسم محمود أولاً في مدینتي نسا و فراوة، و من ثم في سائر ممتلکاته باستثناء کاث وجرجانج عاصمتي خوارزم. کما أرسل 80000 دینار و 3000 فرس مع جمع من القضاة والمشایخ و کبار القوم في خوارزم إلی محمود، وسعی إلی إنهاء الأمر بسلام (البیهقي، 675؛ بارتولد، 588). غیر أن رجال جیش خوارزم – الذین کان یقودهم أَلبتکین البخاري و یتحصّنون في قلعة «هزار اسب» - لم یرضهم هذا التصرف فثاروا علی خوارزم‌شاه ودخلوا المدینة وحاصروا قصر أبي العبّاس بعد فترة قصیرة وأحرقوه. وفي منتصف شوال 407/17 آذار 1017، قتلوا أبا العباس ذلیلاً مهیناً، وکان عمره لایزید عن الثانیة والثلاثین. ثم أجلس المتمرّدون علی العرش أبا الحارث محمد بن علي بن مأمون ابن أخي الحاکم المقتول، الذي کان شابّاً یبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، مع احتفاظهم بمقالید الأمور (البیهقي، 676؛ العتبي، 375؛ الگردیزي، 396). وکان أبوالعباس خوارزم شاه ملکاً حلیماً طیّباً یتجّنب الغلظة في القول والعمل.

 

4. أبوالحارث محمدبن علي بن مأمون بن محمد (حکم: 407-408ھ/1017م)

خلف عمه بعد مقتله، وکان السلطان محمود في بلخ یتحیّن الفرصة للانتقام، ولانقاذ أخته اتخذ منقتل سهره ذریعة للتوّجه إلی خوارزم. وحاول في البدایة معاملة الخوارزمیین باللّین حتی لایعرّض حیاة أخته للخطر، وذل بناءً علی نصیحة وزیره الخواجة أحمد حسن، فأرسل رسولاً إلی أمراء جیش خوارزم یطلب منهم إرسال قتلة أبي العباس مع أخته إلیه وأن یقرأوا الخطبة باسمه. وقبل ألبتکین البخاري وبقیّة کبار القوم في خوارزم شروط محمود هذه خوفاً من حقده علیهم. وبدلاً من أن یرسلوا قتلة خوارزم شاه الأصلیین، قیّدوا عدداً من الأفراد العادّیین وأخبروا محموداً بأنهم علی استعداد لتسلیمهم، ولکن السلطان الذي کان ینوي السیطرة علی خوارزم تأهبّ للحرب واتّجه إلیها ودارت معرکة طاحنة بین الطرفین أدّت إلی هزیمة تامة للخوارزمیین. واعتقل ألبتکین البخاري وخمارتاش و شادتکین قادة التمرّد في جیش خوارزم، وقتلهم بالقائهم تحت أقدام الفیلة، وأمر أن یطاف بجثثهم داخل المدینة وأن ینادی: هذا جزاء کل من یقتل سیّده (5 صفر 408/3 تموز 1017). ثم اعتقل جمیع آل مأمون وقلّد حاجبه آلطون طاش ولایة خوارزم وقفل راجعاً (البیهقي، 676 ومابعدها؛ العتبي، 375 ومابعدها؛ الگردیزي، ن. ص؛ میرخواند، 4/112). وهکذا أطیح بآل مأمون و سیطر الغزنویون علی خوارزم.

 

تشجیع آل مأمون للعلم

اهتم حکّام آل مأمون بالعلوم اهتماماً خاصّاً، وعلی الرغم من قصر مدة حکمهم إلّاأنّ بلاطهم في جرجانج کان محطّاً لکبرا العلماء آنذاک. کما کان آل مأمون أنفسهم من ذوي العلم والفضل. فبعد انقراض آل عراق (ن.م)، توافد علی آل مأمون عدد من العلماء کأبي ریحان البیروني وأبي نصر العراق اللّذین کانا في بلاط آل عراق، فنالوا ترحیباً بالغاً. وضمّ ذلک المرکز العلمي عدداً آخر من العلماء کابن سینا و أبي الخیر الخمّار و أبي سهل المسیحي. وکان البیروني یشارک في إدارة الحکم بالاضافة إلی نشاطه العلمي. کما کان مستشاراً لآل مأمون. وأورد نظامي العروضي في چهارمقاله قصة حول العلماء الذین کانوا عند آل مأمون لاتتفق والحقائق التاریخیة ذکر فیها أن محمود الغزنوي – الذي کان قد سمع بشهرة علماء بلاط أبي العباس خوارزم شاه – وجه رسالة إلیه، وطلب منه فیها أن یوفد هؤلاء العلماء إلی بلاطه. فتوجّه البیروني وأبونصر وأبوالخیر إلی بلاط محمود واتجه الآخرون الذین لم یبدوا رغبة في ذلک إلی خراسان (ص 76). ولکن البیروني – کما یصرح البیهقي – بقي عند خوارزم شاه حتی فتح محمود خوارزم، فذهب معه إلی غزنین. أما أبانصر العراق فقد شنق آنذاک بأمر من محمود (السبکي، 306). وبالاضافة إلی العلماء المذکورین فان أبامنصور الثعالبي مؤلف یتیمة الدهر بقي مدة في بلاط أبي العباس وألّف بعض کتبه باسمه (البیهقي، 669)، منها آداب الملوک الخوارزمشاهي الذي کان توجیهاً لرجال الحکم، قدّمه إلی أبي العباس (ایرانیکا، 1/763). کما کان أبوالحسن أحمد بن محمد السهیلي الذي کان وزیراً لعلي بن مأمون وأبي العباس مأمون حتی 404ھ/1013م من الوزراء الفاضلین والمحبّین للعلم أیضاً وله دور مؤثر في تشجیع العلماء.

وکان لآل مأمون میل أیضاً إلی فنون أخری کفنِّ العمارة. ومن الأبنیة التي شیّدوها في جرجانج، قصر مأمون، الذي کان یقع بالقرب من بوابة الحجاج. ولم یکن لبوابته نظیر في جمیع أنحاء خراسان. کما شیّد علي بن مأمون قصراً آخر مقابل قصر أبیه، ولابد هنا من التنویة إلی منارة في خرائب جرجانج القدیمة تعدّ من الآثار الباقیة لآل مأمون، بناها أبوالعباس مأمون خوارزم شاه في 401ھ/1010م (بارتولد، 1/334، الهامش).

 

المصادر

ابن الأثیر، عزّالدین، الکامل، بیروت، 1402هـ، 9/132، 264، 422؛ ابن فضلان، أحمدبن عبّاس، سفرنامه، تجـ : أبوالفضل طباطبائي، تهران، 1345 ش، ص 64-65؛ اقبال، عباس، تاریخ ایران، تهران، 1362ش، ص 259-260؛ بارتولد و.، ترکستان نامه، تجـ : کریم کشاورز، تهران، 1352ش، 1/334-338، 584-589؛ باسورث، کلیفورد إدموند، سلسله‌هاي اسلامي، تجـ : فریدون بدره‌اي، تهران، 1349ش، ص 167-170؛ بیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ : قاسم غثي وعلي‌أکبر فیاض، تهران، 1362ش؛ حدود العالم، تقـ : منوچهر ستوده، تهران، 1362ش، ص 122؛ زامباور، نسب‌نامۀ خلفا وشهریاران، تجـ : محمد جواد مشکور، تهران، 1356ش، ص 316؛ السبکي، تاج‌الدین، طبقات الشافعیة، مصر، 1964م؛ عتبي، أبونصر، تاریخ یمیني، تجـ : أبي الشرف ناصح بن ظفر جرفادقاني، تقـ : جعفر شعار، تهران، 1357 ش، 104-105، 125-132، 152، 347-376؛ گردیزي، عبدالحي بن ضحّاک، تاریخ، تقـ : عبدالحي حبیبي، تهران، 1363 ش؛ میرخواند، محمدبن خاوندشاه، روضة الصفا، تهران، 1338ش، 4/111-113؛ نظامي عروضي، أحمد، چهارمقاله، تقـ : محمد قزویني، لیدن، 1327 هـ، ص 241-245؛ أیضاً:

Iranica.

سیدعلي آل‌داود

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: